Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
«رومل القلمون».. كمائن حزب الله الإعلامية والعسكرية

دام برس :

كتب حسين طليس في سلاب نيوز .. معظم من قرأ عن الحرب العالمية الثانية او اطلع على أحداثها، يعلم من هو الضابط الألماني، "إيرفن رومل"، الذي اشتهر بذكائه الحاد وخططه العسكرية الفريدة التي مكنته من الإنتصار على جيوش أوروبا في معظم المعارك التي خاضها، وقد أطلق عليه لقب "ثعلب الصحراء" لإعتماده على مخادعة أعدائه وتسخير السبل الإعلامية  في سبيل إعداد كمائنه العسكرية التي حسمت العديد من المعارك. ومن خدعة الـ100 ألف جندي، التي أخفى خلالها العدد الحقيقي للجيش الألماني، إلى خدعة "المخزن13" التي أرعب أوروبا فيها، حتى خدعة المدرعات الألمانية المفخخة في صحراء مصر، شكّل رومل مدرسة عسكرية في كيفية حسم المعارك عبر تشتيت الخصم وإيهامه.

لكن يبدو أن "رومل" لن يبقى منفرداً في تلك المدرسة العسكرية، وبحسب ما يتكشف من خطط  وإستراتيجيات، يظهر أن حزب الله بات منافساً جديراً بأن يقدم دروساً جديدة في تلك المدارس العسكرية، بعد ما سبق ان قدمه خلال تجربته في مدرسة حرب العصابات.

كمين إعلامي ضخم، نصبه حزب الله لمسلحي التنظيمات الإرهابية في جرود القلمون، أدى الى إحباط كافة خططهم العسكرية التي وضعت طيلة الأشهر الماضية، وإفشال كل التحضيرات الدفاعية والهجومية التي أعدها المسلحون لمعركة الربيع في الجرود. وبحسب ما كشفته مصادر متابعة للعملية العسكرية في القلمون، في حديث خاص مع "سلاب نيوز"، فإن حزب الله مارس طيلة الشهرين الماضيين، حرب نفسية وإعلامية ضخمة إستطاع من خلالها أن يوجه مسار معركة جرود ويتلاعب بحركة المسلحين وخططهم العسكرية.

وبحسب ما شرحته المصادر، فقد بدأ حزب الله حربه الإعلامية والنفسية، مع إعلان أمينه العام السيد حسن نصرالله عن المعركة المرتقبة "بعد ذوبان الثلج"، وهو الإعلان الذي وضع القلمون تحت المجهر الإعلامي والعسكري، وبات الجميع بمن فيهم المجموعات المسلحة يترقبون تلك المعركة. ووسط زخم التحليلات التي عمت وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، والتي تناولت عشرات السيناريوهات المتوقعة، كان حزب الله ينسج خطته الخاصة بعيدا عن كل ما أشيع، دون أن يصدر أي توضيح ينفي او يؤكد ما يتم تداوله، بل على العكس حافظ على وتيرة الترقب عبر تصريحات قياداته، كتصريح نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد قبل أسابيع أن معركة القلمون "قادمة وهي تطل برأسها"، وتصريح السيد نصرالله عن حتمية وقوع معركة القلمون هذا الربيع، الأمر الذي رفع منسوب التحليلات والتوقعات بإقتراب موعد المعركة.

قبل أيام، دخل العد التنازلي لإنطلاق المعركة في الإعلام، حيز الساعات فقط، ما احدث ضجة تهليل وتسويق للمعركة على مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة من جهة مناصري الحزب، وذهبت التوقعات بإتجاه إبراز حزب الله على أنه الطرف المهاجم في المعركة، الأمر الذي دفع بإعلام المسلحين للإعلان عن قيام "جيش الفتح" في سياق الحرب النفسية المقابلة، والتسويق لمعركة "الفتح المبين" لإسترداد بلدات القلمون السورية التي حررها الجيش السوري وحزب الله منذ سنة تقريباً.

تقول المصادر إن حزب الله أحسن إستخدام تلك الحملات الإعلامية، حيث قام بمجاراة التوقعات وحشد قواته على كافة الجبهات بشكل لافت أدى الى رصده إعلامياً وإنتشار الأخبار عن إنطلاق الهجوم، ما دفع المسلحين لإتخاذ وضعية دفاعية مكنت حزب الله من كشف إنتشارهم. ثم ما لبث الحزب أن سحب حشده بطريقة لافتة أيضاً، أدت الى شيوع انباء تراجعه عن الهجوم، وعكس للمسلحين تردداً دفعم الى خوض خطتهم الهجومية وإطلاق "معركة الفتح المبين"، التي كشفت حجم المسلحين في الجرود وإستعداداتهم، ومكنت حزب الله من إستطلاعهم بالنار، ليصطدم الهجوم بحجم الدفاعات التي جهزها الحزب لمواقعه المتقدمة، والتي أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من المهاجمين وفرضت عليهم الإنسحاب دون تحقيق أي تقدم ميداني يذكر، كما جرى الإثنين في جرود فليطة وعسال الورد والجبة وبريتال.

في موازاة ذلك، دفع حزب الله بمجموعات خاصة للتمركز بشكل خفي في عمق الجرود على امتداد خطوط إنسحاب المسلحين، قامت بنصب الكمائن للمجموعات المنسحبة، وإستحداث مواقع متقدمة جداً قامت بإستهداف تحركات المسلحين المسنحبين بشكل مباشر عبر الصواريخ الموجهة وتشريكات العبوات الناسفة، التي تسببت في تشتيت المسلحين وإفشال خطط إنسحابهم، ليترافق ذلك مع هجوم مباغت وكبيرلحزب الله والجيش السوري، انطلق من الجهتين اللبنانية والسورية، بإتجاه عمق جرود القلمون الأوسط (جرود بريتال، الطفيل، عسال الورد والجبة)، دفع المسلحين للفرار نحو الجرود الشمالية تحت وابل من القصف العنيف الذي رفع من حجم خسائرهم.

وبتلك المناورة التي تمت دون سقوط أي خسائر بشرية، إستطاع حزب الله بمؤازرة الجيش السوري، السيطرة على كامل جرود القلمون الأوسط، حيث  وصل جرود عسال الورد من الناحية السورية بجرود بريتال اللبنانية، مسيطراً على مساحة تمتد حوالي الـ100 كلم مربع وتضم أكثر من 20 مركزاً (تلال ومغاور) كان يتحصن فيها المسلحون، أهمها مرتفع "القرنة" المؤلف من 3 تلال والذي يشرف على وادي عسكر الدار ووادي الصهريج الذي يشكل معبراً حدودياً، إضافة الى تلة نحلة المشرفة على بلدة عسال الورد، وتكمن أهمية هذه التلال في إرتفاعها البالغ أكثر من 2000 متر عن سطح البحر، ما يتيح للحزب والجيش السوري إشرافاً على حركة المسلحين وخطوط إمدادهم بشكل كامل.

وبحسب ما تراه المصادر، فإن حزب الله ما زال حتى الآن يمارس حربه النفسية والإعلامية بموازاة تقدمه الميداني، إذ ان أي جهة لم تستطع توصيف ما جرى أمس في الجرود، إن كان إنطلاق لعملية القلمون الكبرى أم انه مناوشات تحضيرية، وهذا ما يعكس نجاح حزب الله في استراتيجيته التي يهدف من خلالها لتشتيت المسلحين ودفعهم للعمل وفق توقيته وخططه، والإبتعاد عن التصريحات الملزمة إن لناحية الوقت او الأهداف. وقد برز ذلك خلال خطاب السيد نصرالله الأخير الذي رفض خلاله الكشف عن توقيت المعركة او تفاصيلها تاركاً تلك المهمة للأيام القادمة والأنباء الواردة من الجرود. لكن الأكيد أن عملية الأمس تمثل خطوة أولى بالغة الأهمية تم من خلالها فصل جرود عرسال اللبنانية عن منطقة الزبداني السورية وسرغايا ومضايا، وهي خطوة ستظهر أهميتها في الأيام المقبلة على صعيد إمدادات المسلحين وخطط إنسحابهم وانتشارهم.

الوسوم (Tags)

حزب الله   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz