Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جنوب دمشق: «جبهة النصرة» تُبايع سراً وترتمي بحضن «فرّامة»

دام برس :

لم يكن يُخفى على أحدٍ، تورّطُ “جبهة النُصرة” مع تنظيمِ “داعش” في إخراج السيناريو الحاصل اليوم في مخيم اليرموك. قطاع “الجبهة” العامل في جنوب دمشق، يكاد يكون مستقلاً عن الأفرع الأخرى للجماعة في المناطق السورية، هُناك شيئاً غير مفهوم يربط العلاقة مع داعش.

سؤال عريض يُسأل: “ما سرّ إرتماء جبهة النصرة خلف داعش”؟؟ هل الموضوع محصور فقط بخوف الجبهة من جيش الإسلام، أو خشيتها الغدر من بوابة مصالحة اليرموك وتكرار سيناريوهات ببّيلا وبيت سحم؟ أم انّ الموضوع يتعدى ذلك وصولاً للارتباط الغضوي الذي تعدى التناغم مع “داعش” حتى أضحت “النصرة” ذراعاً له، تتماهى كل التماهي مع التنظيم؟.

لا نُريد العودة إلى تاريخ العلاقة بين الطرفين التي بدأت منذ ما قبل قضية “الحرب على داعش في الغوطة” وحماية “النصرة – جنوب دمشق” لـ “الدولة” في عِز الحرب الجهادية بينهما، بل سنتطرّق إلى الحديث منها. لا شك، أن جبهة النصرة عامةً تشهد مخاضاً عسيراً ربّما يتولّد عنه إنحرافاً نحو مسارٍ واحد أو مسارات، إما البيعة لـ “داعش” وهو مطلب يبدو ظاهراً لدى صف لا بأس به من الجماعة، وإما الخروج من تنظيم “القاعدة” ككل أو البقاء ضمنه، وذلك يتضح من سياق التسريبات التي وردت على “رويترز” والتي تظهر ضلوع الاستخبارات الخليجية بهذا الأمر. المخاض هذا يتضح أكثر في جنوب دمشق، من توجهات “النصرة” الآخذة بالارتماء في حضن “داعش” أكثر فأكثر.

مخيم اليرموك جنوب العاصمة، أزاح شيئاً في الغيمة السوداء التي تخفي أسرار “النصرة”. بدأت القصة بما قيل أنه “سماح من النصرة بإدخال داعش” ومحاولة السيطرة على المخيم!، لم يكن هذا السماح ناتجاً عن إتفاق موقّع بين فصيلان عسكريان ذات وزن، بل كان تماهياً مع مشروع بدأ منذ إعلان بلدة “الحجر الأسود” إمارة إسلامية لـ “داعش” وتكيّف “النصرة” معها دون معارضة. معلومات “الحدث نيوز” تُشير إلى تنسيقٍ عالٍ بين الطرفين منذ إعلان تلك الإمارة التي مُهد لها عبر إخراج “داعش” من الغوطة وتأمينها من قبل “النصرة” في بلدة يلدا المجاورة، ومن ثم إدخالها إلى “الحجر الأسود” الذي كان معقلاً لـ “النصرة”!. تنسيق لم يكن محصوراً فقد بتدبير الأوضاع الميدانية والمحافظة على عدم الإشتباك، أبداً، بل كان هدفه الانصهار أكثر بصفوف “داعش”. فلا شك ان تقديم “الحجر الأسود” هكذا لـ “جماعة البغدادي”، له ثمن، وفيه ما كان يُنسج بخفاء عن طبيعة العلاقة مستقبلاً.

وبحسب المعلومات أيضاً، فأن التنسيق هذا ركيزته “أبو صيّاح فرّامة” أمير داعش في جنوب دمشق، القيادي الذي كان أولاً في جبهة النصرة قبل الإنفصال بعد ظهور المشكلة الجهادية في سوريا، إنفصال، حافظ به على العلاقة مع “النصرة” التي نقّحها ولقّحها دورياً لترتقِ إلى مستوى التجانس والإرتباط العضوي. مشهدية مخيم اليرموك من إدخال “النصرة” لـ “داعش” هكذا وبسهولة، إلى صلب قاعدتها العسكرية التي قُدمت على طبقٍ من فضّة، كان خفياً فيها إشارة أساسية، هي إنكشاف “البيعة السرّية” المؤدّية من جبهة النصرة، قطاع جنوب دمشق، لـ “داعش” ممثلاً بـ “فرامة”، والأكيد، ان الدخول على شاكلة “الغزو” لم يكن ليتم لولا توفرّ تلك البيعة.

لا شك بأن “البيعة” هذه لا زالت سرّية وستبقى كذلك ما دامت أرضية تفتّت “النصرة” بين الأجنحة لا زالت غير واضحة، ولكن “الجبهة” إتخذت هويّتها ومقصدها في جنوب دمشق، وعليه إختارت وجهتها المستقبلية، هي إختارت الانضواء تحت جناح “داعش”، مؤيدة بذلك شريحة بات يخرج صوتها جهاراً من صف الجبهة ككل، الحائرة في وضعها، إن كانت تريد العودة إلى “داعش” كون الجولاني كان اولاً في “دولة العراق الاسلامية” (سابقاً) وبالتالي الابتعاد عن “القاعدة”، او إختيار البقاء ضمن “قاعدة الجهاد” على الرغم من إعطاء الظواهري لها حق حرية إختصار المصير!..

ليس أيضاً “فرّامة” وحده عامل إلتقاء بين “داعش – النصرة”، لا شك بأن العامل الأبرز هو بذور فرع “داعش” جنوب العاصمة التي كانت مزروعة في جسد “جبهة النصرة”، وعليه، فإن القادة، كانوا يوماً بإطارٍ تنظيميٍ واحد. وتشير المعلومات، عن إنعقاد دوري لاجتماعات ثنائية بين القادة التنظيميون يتخلّلها عصفاً ذهنياً يستحضر فيه النقاش الفقهي حول أحقيّة قيامة خلافة “البغدادي” الموجودة في جداول “النصرة” كخلافة وشرعية إسلامية، حيث لا يبدي قادة “النصرة” مُعارضة لها ابداً، خاصة وان غالبية من هم قادة اليوم في هذه المنطقة، خرجوا من تحت عباءة البغدادي نفسه يوم أرسل “الجولاني” إلى سوريا لانشاء فرع لـ “الدولة الاسلامية في العراق”.

“بيعة سرّية” تكشف عنها أيضاً “أكناف بيت المقدس” التي لُدغت من جحر “النصرة” بعد ان أبرمت إتفاقاً معها يقضي بعدم عبور داعش وتشاركت معها التنسيق الأمني في المخيم، ومن ثم إستيقظت في اليوم التالي لترى الجماعة في وسط شارع “لوبيا” ترفع رايتها، أمر إعتبرته غدر يصل حد التماهي مع مشاريع “داعش”، وهذا التماهي يدل على البيعة على السمع والطاعة!.

الحدث نيوز - عبد الله قمح

الوسوم (Tags)

النصرة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz