Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لهذه الأسباب سارع إردوغان لزيارة طهران

دام برس :

كتب علي ملحم في سلاب نيوز.. لم يكن الاتفاق الدولي مع إيران بشأن برنامجها الدولي مجرد نص يشرع "نووية" الجمهورية الاسلامية، بل سينتج مفاعيله التي ستمتد الى كافة الدول المجاورة لإيران في المنطقة.
وفي منطقة كالشرق الاوسط تشتعل ككرة نار تتدحرج على معظم الدول فيها، كان لا بدّ لإيران التي فرضت نفسها كعنصر أساسي في المنطقة أن تجعل العالم ينظر إليها كدولةٍ مؤثرة بشكلٍ فعال على كل من حولها، ما انسحب إيجابًا على موقف طهران الدولي، فمن البحرين الى العراق فسوريا وصولًا الى اليمن كلها كانت ميادين تدخل مباشر للجمهورية الاسلامية بل من خلال النفوذ الايراني في هذه الدول أثبتت نفسها أمام العالم في أنها دعمت من يكافح الارهاب المتمثل في داعش التي شكلت هاجسًا يقض مضاجع الدول الكبرى.
ومن هنا، فإنّ إيران التي باتت تشكل السد الحصين الذي وقف في وجه داعش في العراق وسوريا واليمن، تمكنت اليوم من الاستفادة من الميدان في حوارها مع الغرب بصورة غير مباشرة. فطهران التي أوقفت المفاوضات مع الغرب بشأن برنامجها النووي أشهر من أجل فصل ملفها النووي عن أي ملف آخر في المنطقة، لكنها كانت تستفيد من الميدان كعنصر ضغط وورقة قوة تكتسب من خلالها الثقة والاحترام في مجال مكافحة الإرهاب.
وعلى الرغم من محاولة البعض في المنطقة تصوير أنّ إيران هي السبب الرئيسي في إشعال المنطقة وتصويرها على أنها الفزاعة الجديدة، من خلال تحليل هذا البعض الوضع في كل من سوريا والبحرين والعراق وأخيرًا اليمن على أنها حربٌ مذهبية، وعلى الرغم من محاولة آخرين تصوير ما يجري في المنطقة على أنها حربٌ غير مباشرة بين ايران والسعودية، تمكنت إيران بسياستها الهادئة في مضمار السياسة والميدان من إثبات العكس في كل ما يجري اليوم.
ولعلّ أبرز نتائج الاتفاق والتي ظهرت حتى قبل الإعلان عنه، كانت الحرب السعودية على اليمن في محاولة منها للضغط على إيران أو إخراجها عن طورها أو فرض قواعد اشتباك جديدة بعيدة عن الساحة السورية، ولكن السعودية فوجئت بالسياسة الهادئة لإيران حتى اليوم والمشددة على إنهاء الانقسام الذي يحاول البعض خلقه في اليمن من خلال التدخل العسكري، وذهبت طهران أبعد من ذلك لاعتبار أنّ الحوار والأمن في اليمن هما الأساسيان في هذا الوقت، متغاضيةً في ذلك عن العديد من الأوراق التي يمكن أن تستفيد منها، وتاركةً الخيار للشعب اليمني الذي يتعرض اليوم لعدوان يستهدف المدنيين فيه دون أي رد فعل من الجهة المقابلة والذي في حال حصوله سيؤدي الى جعل الامور أصعب بكثير على الجميع. كما أنّ إيران كان ردّها حاسمًا في العراق حين ضربت بقوة في تكريت، حيث أعلنت مدينة آمنة من تنظيم داعش الارهابي الذي يتلقى دعمًا مباشرًا من السعودية وتركيا.
وبالدخول الى العلاقات الإيرانية التركية، لم تكن مفاجأة أن تكون أول المهنئيين لإيران بالاتفاق بشأن برنامجها النووي، عبر زيارة الرئيس رجب الطيب اردوغان الذي توجه اليوم الى طهران حاملًا معه رسالة تهنئة وورقة تفاوض جديدة تتعلق بالميدان السوري وخصوصًا في إدلب، يقدمها لإيران على غرار ما جرى قبل عام من اليوم في منطقة كسب في اللاذقية بسورية.
وقد أتت هذه الزيارة بعد ما تم إعلانه عن استعداد الجيش السوري لشن حملة على مدينة ادلب لاستردادها وإعلانها آمنةً من التنظيمات الإرهابية التي تسيطر اليوم عليها، حيث أعلن بأنّ الجيش السوري قد وضع خطةً محكمة لهذا الهجوم تقضي بمحاصرتها من الجهات الأربع في نفس الوقت في النسق الأول من الهجوم.
وبالتالي، فإنّ اردوغان الذي يسارع الى حجز مكان له في المنطقة بعد متغيرات الاتفاق النووي ويريد تصحيح صورته بعد دعمه للعداون القائم اليوم على اليمن أمام إيران انطلاقًا من الملف السوري لكسب بعض النقاط على غرار ما فعله من قبل في كسب.
من السذاجة اعتبار أنّ الصراع اليوم بات منحصرًا بين النفوذ الايراني والسعودي، وخصوصًا بعد النجاحات الايرانية في كل الميادين والتي أحرجت من خلالها السعودية، حيث باتت اليوم هذه الاخيرة محط انتقادات مما كان يعرف بحليفها الاميركي الاستراتيجي، مما يؤشر الى احتمال انكفاء السعودية مستقبلًا عما تقدم عليه اليوم، أو يفتح المجال امام مغامرات جديدة ستصعب وضعها وتجعلها تخسر المزيد من الاوراق التي هي اليوم في يدها لصالح إيران.

الوسوم (Tags)

تركيا   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz