دام برس :

نشرت مجلة إنتيرسيبت الأمريكية في أحدث أعدادها الإلكترونية، ما تقول أنها وثائق خاصة بأسامة بن لادن يتم الكشف عنها لأول مرة، من ضمن مجموعة هائلة تم جمعها من مخبئه فور اغتياله، وهي موجودة في حوزة الاستخبارات الأمريكية.

وتظهر الوثائق أن ما كان يشغل بال أسامة بن لادن قبل مقتله، هو صناعة زيت النخيل في أفريقيا، وتغير المناخ، وكيفية قتل الأمريكيين بكفاءة أكبر مما تسببه أضرار السجائر بالنسبة لهم.، تلك هي القضايا التي شغلت فكر ابن لادن في سنواته الأخيرة، وهو يصارع من أجل توجيه نشاطات تنظيمه الإرهابي من مخبئه في باكستان.

اتصالات مباشرة
وتشير إنترسيبت إلى دخول الاتصالات المباشرة بين زعيم القاعدة ودائرته المصغرة، كدليل في محاكمة أحد المتهمين بالإرهاب، انتهت مؤخراً في بروكلين، بنيويورك، مما رفع فعلياً حجم الوثائق المتوفرة التي تم جمعها من مخبأ ابن لادن الأخير، وترسم الوثائق المنشورة حديثاً صورة لرجل ظل رغم اختبائه لسنين داخل معسكره ذي الجدران العالية في مدينة أبوت أباد، في باكستان، قادراً على إدارة القاعدة في تحدٍ ظاهر "لحرب استخباراتية" معطلة، وعقبات بيروقراطية متزايدة.

وتقول المجلة إن "ظهور الوثائق هو الحدث الثاني من نوعه، والتي تنشر فيها وثائق خاصة بابن لادن، منذ الغارة التاريخية التي تمت في 2011، والتي انتهت بمقتله، وهي أدلة مكتوبة تم جمعها من معسكره، وتم الكشف عن 17 وثيقة أخرى في مركز ويست بوينت لمحاربة الإرهاب في 2012.

محاكمة فيدرالية
وتلفت إنترسيبت إلى اعتماد الوثائق الجديدة كدليل في المحاكمة الفيدرالية لعبد النصير، وهو باكستاني متهم بالتخطيط مع القاعدة لتنفيذ هجوم بالقنابل في مانشيستر بإنجلترا ما بين  2008 و2009. ورغم عدم ورود اسم ناصر في الوثائق، إلا أن المحامين الأمريكيين استعانوا بالوثائق الجديدة لدعم شهادة أدلى بها عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالية، إف بي آي، والذي كان حاضراً عندما عاد فريق من مغاوير البحر بجثة ابن لادن، والمواد التي تم جمعها من معسكره، إلى قاعدة أمريكية في أفغانستان.

منافذ إعلامية
وبحسب انترسيبت، أشارت عدة منافذ إعلامية لوجود ملفات ابن لادن، مقتطعين فقرات مما ورد فيها دون نشر كامل الوثائق. وتشمل الوثائق، والتي تتكون من أكثر من 150 صفحة، تفاصيل اتصالات بين ابن لادن وقائد عملياته الخارجية، ومديره العام وآخرين على صلة بتنظيم القاعدة.

وتكشف تلك الوثائق جهود القاعدة الفاشلة لشن هجمات في مناطق بعيدة، وفي رسالة مكتوبة بخط اليد وعلى ورقة مكرمشة، اعترف قائد العمليات الخارجية لابن لادن عن فقدان التواصل مع عملاء سريين أرِسلوا لشن هجمات في بريطانيا وروسيا وأوروبا، ويذكر الرجل في رسالته أهم المشاكل التي تعترض سبيل عمله، مثل قصور في التزام عملائه وصعوبة الاتصال بهم، وعدم توفر وثائق السفر الضرورية، والفشل في تنفيذ العمليات.

عوائق رئيسية
وكتب مدير العمليات الخارجية لابن لادن يقول: "من العوائق الرئيسية لعملنا هي كون الأخ عاجز عن تنفيذ عمله نتيجة عدم توفر الأدوات المطلوبة (المواد ـ الأسلحة)، ولذا علينا استنباط وسائل جديدة للحصول على الأدوات، أو اختراع أساليب قتل جديدة، كاستخدام سكاكين منزلية وعبوات الغاز والوقود، وسواها من الوسائل كالطائرات والقطارت والسيارات كأدوات قتل"، بحسب المجلة.

وتقول المجلة بأنه، في ذات الوقت، قدم مدير عمليات ابن لادن، تقريراً مفصلاً بشأن التحديات التي تواجه تنظيم القاعدة في باكستان، وعلى رأسها، حرب سي آي أي بواسطة الطيارات بدون طيار. وقد استخدم قتل الرجل الثالث في قيادة القاعدة، مصطفى اليزيد في عام ٢٠١٠، والمعروف أيضاً باسم سعيد المصري.

وتذكر إنترسيبت أنه في نهاية مايو (أيار) 2010، كان اليزيد في مناطق قبلية في باكستان، لإجراء لقاءات مع إخوته الإعلاميين عندما ضربت طائرة بدون طيار البيت الذي كان وأسرته يقيمون بداخله.

وبعد أقل من ساعة على الهجوم، كتب مدير ابن لادن: "لقد احترق المنزل بأكمله"، ووصف المنزل المحترق الذي كان يملكه "أحد أنصارنا المعروفين".

جواسيس
وأدت الغارة، بحسب الوثائق لقتل اليزيد وزوجته وثلاثة من بناته وحفيدته، كما قتل داخل المنزل أبناء شخص آخر من تنظيم القاعدة، ولا يعرف عددهم، كما قتل أصحاب البيت.

وكتب مدير أعمال ابن لادن عن الهجوم: "بدأت طائرة تجسس في تشكيل دوائر، وخاصة تلك الأشكال المميزة التي نعرفها، والتي خبرها جميع أخوتنا، إنهم جميعاً يعرفون بأنه ما إن تبدأ الطائرة في صنع تلك الالتفافات حتى تبدأ في الهجوم".

كما أشار ذلك المسؤول في القاعدة إلى تأثر المقاتلين في باكستان بشدة جراء الضربات الجوية، وكتب: "ما زالت الطائرات تحوم في سمائنا يومياً، وفي بعض الأوقات يقل عددها بسبب أحوال الطقس كالعواصف والرياح والغيوم ما شابهها، ومن ثم تعود عندما تصحو السماء".

وكتب ذلك المسؤول بأن القاعدة "كانت تنجح دوماً في الكشف عن الجواسيس والقضاء عليهم، ولكن ذلك لم يمنع من استمرار الضربات الجوية ضدنا، لأننا ما زلنا نرتكب أخطاء، ولأسباب أخرى".

سلاب نيوز