Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تكريم لأسر الشهداء بمشاركة الإعلامي حسين مرتضى في ثقافي برمانة المشايخ

دام برس  - سهى سليمان :

لأنّ الأرض حنجرة تصدح بالفرح والنقاء، ولأنّ الشهيدُ سيدُ الأرض وملاك السماء. فهو يتحدث بلغة الأرض، لغة الكرم والعطاء، لأن الشهداء سنابل قمح، في كلّ صباح يبتسمون ومع أشعة الشمس فجراً يشرقون، مقاومون، صابرون، مؤمنون أن الشهادة هي حياة الخلود.

ننظر في عيون ذويهم العصية على الدمع، لتتعلم منهم الصبر والقوة، وعندما تصافح أيديهم التي جعدتها أحزان الفراق والغياب، تشعر أن قشعريرةً سرت في جسدكَ لتعطيك طاقةً تستمد منها بريقاً لتتابعَ حياتك متأكداً أنك أنتَ وبلدك بخير.

إنهم أهلنا، ذوي الشهداء...

سورية قلعةٌ مسيجةٌ بدماءِ شهدائها

إيماناً بعظمة الشهادة وقيمها النبيلة، وتقديراً لتضحياتهم في الدفاع عن الوطن والذود عن حياضه، نظم المركز الثقافي في قرية برمانة المشايخ، وبدعم مشكور من العم علي سعد، حفل تكريم لعدد من أسر الشهداء في المنطقة، بمشاركة رئيسة من السيد الإعلامي حسين مرتضى وممثلي القيادة السياسية في طرطوس الرفيق هيثم محمد ومحمود صقر وممثل السيد محافظ طرطوس سالم معلا ومدير ثقافة طرطوس الأستاذة ليندا إبراهيم، وحضور شعبي كثيف.

وقد رحب الأستاذ لؤي الخطيب رئيس المركز في بداية الحفل بذوي الشهداء منوهاً بتضحيات شهدائهم وصمودهم الأسطوري، ومشدداً على أن الشعب الذي يمتلك إرادة الشهادة فهو حتماً لن يهزم، فالشهادة مدرسة ننهل منها قيم العطاء والتضحية، ولأن الشعوب تستحق أن تعيش بكرامة وعزة وفخر، فقد اختار شعبنا طريق الشهادة أو النصر.

وأضاف أن الشهداء نجوم تضيء لنا الطريق، وتبثّ فينا صموداً نتحدى به كلّ أشكال الإرهاب، وأن الشهيد منحنا هوية شقائق النعمان، وجعل من سورية قلعةً حصينة مسيجة بأجسادِ الجنود المرابطين في المعارك، وبدماء وأرواح الشهداء.

الشهادة الأمثل الأعلى في حب الوطن

ومن عينين تتحديان الحزن السيد أحمد محمود وزوجته فهيدة سلوم من قرية عين الجوز - هما أسرة الشهيد سالم أحمد محمود، الذي استشهد في عدرا العمالية، كما أن لديهما ولد آخر مصاب - تحدثا أن استشهاد ولدهما زاد من قوتهما ومدّهما بالصبر، وأن الشهادة هي حياة الخلود وهي الفخر والكبرياء.

أما السيد حبيب محمد أحمد من قرية دوير المشايخ التابعة لمحافظة حماة، وهو والد الشهيد علي حبيب أحمد الذي استشهد في مورك بريف حماة، فقد بيّن أنه سعيد جداً بهذا التكريم، مشيراً إلى أن الشهادة في سبيلِ الوطن هي المثلُ الأعلى للتضحية وحبِّ الوطن، وهي الحياة الكريمة والنبيلة التي يسعى إليها كلّ مواطن شريف.

لن يخيفنا القتل والتدمير وسنزرع الخير ونحصد النصر

وبكلمات عبرت عن صدق قلبها الطاهر أشارت السيدة أمال محفوض أم الشهيد محمد عدنان منصور الذي استشهد على طريق درعا، إلى أن هذا التكريم يمثّل خطوة تشعرها بالفخر أمام الآخرين، موضحة أن مهما فقدوا أولادهم فلن يخيفهم ذلك، ولن يخيفهم القتل والتدمير فهم سيزرعون الخير والسلام وسيحصدون النصر إنشاء الله، كما ترحمت على جميع شهداء سورية ودعت من الله تعالى أن يدخلهم فسيح جنانه.

ومن قرية جوبر مجبر التقينا مع السيد أحمد سليمان سليمان وزوجته السيدة حنان عمران وهي بمثابة والدة الشهيد رامز أحمد سليمان، حيث عملت على تربيته، فقد قالت إن الأم ليست من تلد فقط، وإنما هي من تربي وتزرع في نفس ولدها كلّ مبادئ وقيم الشهادة.

أما والد الشهيد أوضح أن الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وأن الشهيد عاهد وصدق وعده، ولولا تضحياتهم لم نكن نعيش في أمان، في حين ذكرت أخت الشهيد ردينة سليمان أن الشهادة هي تضحية في سبيل الوطن وهي كرم وعطاء من الشهيد لوطنه ولأرضه.

الشهداء رجال عاهدوا فصدق وعدهم

وتابعنا رحلتنا في رحاب الشهداء، لنلتقي أسرة الشهيد علي نديم بلول الذي استشهد في عدرا العمالية، والذين تحدثوا عن أن الشهادة تشكّل الوجود الاجتماعي والإنساني لنا، وأن شهدائنا مشاعل النور، فهم ضوء الشمس الذي يشرق علينا في كلّ صباح، هم رجالنا الذين وعدوا ووفوا بوعودهم، وقدموا أرواحهم من أجل قضية محقة، وليؤكّدوا للجميع أن سورية هي بلد الفخر والكرامة والعزة.

وتمنت أسرة الشهيد مياس علي مصطفى الشفاء العاجل لجميع الجرحى والرحمة والخلود لشهداء سورية من مدنيين وعسكرين، معبرين عن فخرهم بشهادة ولدهم وإيمانهم بقضاء الله وقدره، وأن الموت حقّ فكيف إذا كان من أجل قضية وطن اجتمعت عليه ذئاب لتحاول تدميره، فأقل الواجب أن نضحي بأولادنا من أجل هذا الوطن المعطاء.

السيدة أم بسيم والدة الشهيد بسيم أحمد بلول الذي استشهد في درعا وهو ابن عم الشهيد علي بلول، أوضحت أن ولدها بسيم كان يتمنى الشهادة، وكان يحلم بأن يشارك بتحرير فلسطين، ورغم كلّ حزنها على ولدها، لكنها تدعو أخوتها في الوطن، لإعادة بنائه وتعميره، فما تهدم يمكن أن نعيده بالمحبة والتسامح والمغفرة.

الشهداء سيف مغروس في صدر الأعداء

وفي ختام التكريم وجّه الأستاذ لؤي الخطيب التحية إلى من دخلت رصاصات الغدر أجسادهم، وقُطعت رؤوسهم واُنتزعت قلوبهم، لكنهم لا يزالون مؤمنين أنهم راية الحقّ والنصر خفاقة فوق جبال قاسيون، مؤكداً أن الشهداء سيبقون سيف النصر المغروس في صدر الأعداء، لأنهم عاهدوا وصدقوا العهد.

مؤسسة دام برس الإعلامية تشكر المركز الثقافي في برمانة المشايخ على هذه المبادرة، وبدورنا نحيي كلّ أم وأخت وزوجة وعائلة شهيد، وإلى جرحانا في أرض المعارك كلّ الدعوات بالشفاء العاجل وننحني أمام تضحياتهم، كما نترحم على شهداء سورية من مدنيين وعسكريين... بكم نحيا وننتصر...

الوسوم (Tags)

طرطوس   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz