دام برس :

النظام السعودي يريد تحويل دمشق إلى عاصمة للبرقع والدشداشة، فيما لا يزال العثمانيون يحلمون بمد السلطنة الإخوانية إلى الشمال السوري وتحديداً إلى عقدتهم " حلب"، أما النظام الهجين في عمّان فهو يقسم جهوده ما بين أمرين الأول : نشاطه في تسول المال على اسم اللاجئين أو استجدائه الودائع والمنح الخليجية والغربية لإنعاش الاقتصاد الأردني، مقابل بيع هؤلاء مواقف سياسية معادية لسوريا.

الثاني: جهود التعامل مع إسرائيل والسعوديين للنفاذ إلى سوريا من جبهة الجنوب "درعا والقنيطرة" وفي تلك المنطقة السورية حكايا كثيرة عن دور قذر للاستخبارات الأردنية والإسرائيلية.

آخر منتجات المختبرات " الأعرابية - الإسرائيلية" مخلوق هجين أسموه بـ "جيش الجهاد" يكون في الجنوب السوري ومهمته البدء بعمليات عسكرية كبيرة في كل من "درعا والقنيطرة" تمهيداً لفتح الطريق نحو العاصمة دمشق.

ميليشيا "جيش الجهاد" تتألف من آلاف المقاتلين المنضوين تحت مسميات مختلفة كل منها تتبع دولة وجهاز استخبارات، ميليشيا "اليرموك" للأردنيين، ولإسرائيل جبهة النصرة والجماعات المسلحة التكفيرية المتواجدة في القنيطرة، أما السعوديون فيتبنون جماعات مسلحة مشتتة بالإضافة لميليشيا "الحمزة"، ولا يخفى على الرأي العام أيضاً لعبة العشائر التي دخلها كل من النظامين السعودي والأردني في استقطاب البعض من أبناء "درعا والقنيطرة"، على أساس عشائري.

الميليشيات الإسلاموية التي أعلنت عن تشكيل ما أسموه بـ "جيش الجهاد" قالت بأن هدفها من ذلك لم شتات "المجاهدين" إضافةً لتحكيم شرع الله، فيما تم تعيين ثلاث أمراء لها " عام وشرعي وعسكري"، أما أسماء الميليشيات الأخرى المنضوية تحت "الجهاد" فهي سرايا الجهاد، وجماعة جند الإسلام، وجماعة أبو بصير، ولواء ذو النورين، وحركة مجاهدي الشام، وجماعة شباب أهل السلف، وجماعة البنيان المرصوص.

مما سبق يتبين بأن المشروع الوهابي يحاول إعادة تموضعه على الأرض السورية، كل المسميات ذات دلالة مذهبية متطرفة، بأجندة تكفيرية من خلال الحديث عن تحكيم شرع الله ولم شعث "المجاهدين" أي أن كل من يعتنق الفكر التكفيري هو مشروع مقاتل في تلك الميليشيا، بعبارة أخرى فإن داعش تفرخ مسخاً آخر باسم جديد هو "جيش الجهاد".

تزامن الإعلان عن هذه الميليشيا إعلان الفار سليم ادريس عن ما أسماه بـ " الجيش الوطني" ليكون بديلاً عن الجيش العربي السوري، إذاً نحن أمام مرحلة جديدة من إعادة التموضع وترتيب الأوراق من جديد، حقن الفتن في العصب السوري وتسميم الهواء بالبارود والـ "TNT" الذي سيتم حشوه بسيارات سيرسلها الإرهابيون كهدايا موت وحزن للسوريين.

ذلك المشهد السوداوي يعود لسبب يبعث على التفاؤل، ألا وهو تقدم الجيش العربي السوري لا سيما في "دير الزور والحسكة و القلمون" وتقهقر تنظيم داعش في تلك المناطق، فضلاً عن المستوى السياسي المتمثل بإشراف روسي للقاءات تشاورية بين الحكومة والمعارضة ومباركة أممية وأمريكية لتلك الجهود الروسية يُضاف إلى ذلك التقارير المتواترة حول وجود تغير في سياسة الغرب تجاه دمشق بسبب تهديد الإرهاب للدول الأوروبية، بعض المراقبين وصفوا العام 2015 بأنه عام الحلول السياسية، ولأنه كذلك، تسعى الأنظمة المعادية لدمشق إلى إعادة تفجير الساحة بكل ما يمكن من أدوات علّها تطيل أمد الاستنزاف للدولة والشعب.

عربي برس - علي مخلوف