دام برس :

تلاحق “القبضات”، آليات المسلحين في منطقة القلمون مستهدفة تحركاتها بشكلٍ مباشر، حيث بات هذا الأمر يقلق هؤلاء المتحصنين في الجرود.

“القبضات” وهي عبارة عن صواريخ حرارية موجهة مثل “كونكرس، كورنيت، فاغوت” تستخدم عملياً في توجيه ضربات مدمرة للاليات العسكرية في ميدان معركة ما، هذه القبضات اضحت سلاحاً ناجحاً للمقاومة في جرود القلمون. تُشير معلومات “الحدث نيوز” إلى ان منطقة القلمون الغربية المحاذية للبنان، والتي تشهد جرودها التمركز والنشاط الأبرز للمسلحين والمقاومة على حدٍ سواء، باتت تشهد حرباً باردة ملؤها الخِطط العسكرية ميزتها التكتيكات الخاصة المستخدمة لتتلائم مع مسرح القتال في الميدان، فيها “القبضات” جندياً رئيسياً فتّاكاً.

ثغورٌ، هضابٌ، وجبال، هي مواقع يستخدمها المسلحون في عملية الاحتماء من الظواهر الطبيعية كما الحرب الغير طبيعية المشنة من قبل المقاومة. تحصينات عسكرية اخرى عبارة عن مبانٍ صغيرة أو خيم محدودة المساحة، تراها في المنظار تنتشر في أماكن متفرقة في الجرود. واحداً في هذه المنازل موجوداً في جرد “الجبة”. ترصده في المنظار بشكلٍ واضح، ترى فيه 3 عناصر، واحد يقوم بالحراسة واثنان يمكن رصدهما يتحركان في داخل الغرفة. تسأل عن ما هي الحكاية هنا، يصلك الجواب: “هي نقطة رصد متقدمة للمسلحين مع بديل يتناوبون على الحراسة لـ 24 ساعة”.

سؤال بديهي يُمكن ان يُسأل للضابط الميداني المسؤول عن ضبط هذه الجبهة، “لماذا لا يتم إستهدافهم؟”. يرد الجوب بحزم مع إبتسامة رفيعة: “هناك قرار، يجب ان يصل العدد لـ 6 أشخاص على أقل تقدير حتى يتم إستهداف هذه النقطة”. يُتابع: “هذه النقطة غير مهمة للاستهداف، هي تنفعنا في رصد حركة المسلحين هناك، حتى ان العدد غير كافٍ والهدف ليس ذات أهمية لتوجيه صاروخ يبلغ سعره نحو 70 ألف دولار لتدمير هذه النقطة التي سيعود المسلحين ويبنوا أخرى مثلها قربها!”. يعتبر الضابط الميداني ان “هذه النقطة كما غيرها مرشحة للتدمير في حال الهجوم الشامل على الجرود وحتمية تنظيف الواجهات لمرورٍ آمن للمجاهدين، لكن هذا الأمر ليس مقرّراً”.

في المقابل، ترى بوضوح في كل يوم إستهدافات لاليات المسلحين في منطقة الجرود الغربية. غالبية هذه الأليات مجهزة برشاشاتٍ ثقيلة عيار “23” او “14.5م” او رشاشات دوشكة مخصصة للتغطية النارية والإستهدافات البعيدة. يرصد المقاومون بحزم تحرك هذه الاليات في الجرود عبر نقاطهم القريبة منها. لا يذخر جهداً هؤلاء في التفكير بحال ظهور واحدة من هذه العربات. دوماً يكون القرار موجوداً.. “رميها وتدميرها وتأكيد تدميرها”. تلاحق هذه القبضات آليات المسلحين عند كل نقطة يتمتعون بتماسٍ فيها مع المقاومة. لا يكاد هؤلاء يجهزون العربات حتى تُدمّر من قبل المقاومة. يقول المصدر انهم “مجبورون على إستخدامها في منطقة وعرة كهذه لا يسهل المرور فيها سيراً على الاقدام، ومن الناحية العسكرية هم يحتاجون لمثل هذه العربات لتأمين تغطية في اي معركة يمكن ان تحصل”.

باتت هذه القبضات التي بات المقاومون خبراء فيها، باتت أسلحة موت بالنسبة إلى المسلحين الذين يفكرون مرتين قبل تحريك أي آلية في مناطق مواجهة لمواقع يتمركز فيها المقاومون. هي حرب أدمغة إذاً في منطقة قاحلة لا يصلح فيها إلا هذا النوع من القتال. حرباً باردة تزيد من برودة الطقس وصولاً إلى الربيع.. وتغيّر التكتيكات.

الحدث نيوز