دام برس - خاص :

بعد قطيعة دامت أكثر من نصف قرن، بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا، يظهر الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ليعلن ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين.
وسط جو من الترحيب الدولي من جهة، ومعارضة الجمهوريين في الولايات المتحدة من جهة أخرى، فُتحت صفحة جديدة من العلاقة بين البلدين، بعد إفراج كوبا عن الأمريكي "آلان غروس" المعتقل منذ عام 2009، لتورطه بتهريب معدات إنترنت، وهو ما اعتبرته هافانا يدخل في إطار التجسس عليها.
صحيفة "الغارديان" البريطانية تصف سياسة أوباما "بالدبلوماسية الخلاقة"، التي يحاول من خلالها تلميع ذكراه، في آخر سنتين له في أحضان البيت الأبيض،  وشبهت ما قام به أوباما،بمحاولات الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" بخصوص السلام الفلسطيني_الإسرائيلي عبر محادثات "كامب ديفيد" التي جاءت  بلا جدوى.
وتقول "الغارديان" أن هذه "الجرأة" التي أظهرها أوباما في إطار السياسات الخارجية، يجب أن تثمر ثمارها في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية، والملف النووي الإيراني وأيضاً العلاقات مع روسيا.
هذه القطيعة التي كانت آخر آثار الحرب الباردة، ووصلت إلى ذروتها بعد أزمة الصواريخ الروسية، التي كادت تودي إلى حرب عالمية ثالثة، تنتهي اليوم لتعلن بداية مرحلة جديدة، يربطها الكثير من المراقبين بمجرى الأحداث والأزمات الراهنة على الساحة الدولية بما فيها الشرق الأوسط.
وتضيف "الغارديان" : " ربما حان الوقت للتفكير الجدي بإيجاد حل سياسي حقيقي للأزمة في سوريا، ومن المؤكد أن أوباما يعلم أن فشله في إيقاف الصراع الدائر في سوريا، سيكون ذكرى سيئة له في تاريخ حكمه".
وجاء إعلان " أوباما" و"كاسترو" إعادة العلاقات بين البلدين، بعد عامين من المفاوضات السرية المطولة، وتشير الغارديان إلى أن هذه المفاوضات والتي تمت برعاية من بابا الفاتيكان، كانت تحصيل حاصل لفشل سياسة الحظر التي انتهجتها الولايات المتحدة خمسين عاماً تجاه كوبا، التي بدورها تكبد اقتصادها خسارة وصلت إلى 117 مليار دولار جراء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
وتضيف الغارديان، أن محادثات من هذا النوع تتم أيضاً بين الولايات المتحدة والمسؤولين في إيران بخصوص ملفها النووي، فتقول : " يريد أوباما أن يصنع التاريخ مع إيران بنفس الطريقة التي انتهجها ريتشارد نيكسون سابقاً مع الصين في السبعينيات من القرن الماضي" .
أحداث وصدامات وأزمات كثيرة على الساحة الدولية ، بما فيها الشرق الأوسط، وأوراق جديدة تنكشف للرأي العام، ومن يدري قد تكون عودة العلاقات الأمريكية الكوبية ، إشارة إلى تفاهم يلوح في الأفق بين القوى المسيطرة في العالم، فالسياسة عالم المفاجآت !

إعداد: ريتا قاجو