دام برس :

يشهد مطار دير الزور العسكري معارك عنيفة بين الجيش السوري من جهة، ومسلحي “داعش” من جهةٍ ثانية، حيث تفيد المعطيات الميدانية عن تقدم الجيش السوري في مناطق محيطة به، فيما تتركز المعارك على اسوار المطار من جهة قرية “الجفرة”.

وأعلن مصدر عسكري سوري، السبت، أن الجيش صد هجوماً لمقاتلي “داعش” على مطار دير الزور العسكري الهام بالنسبة للقوات السورية الذي يعتبر آخر قاعدة عسكرية لها في منطقة الشرق السوري.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن المصدر أن مقاتلي داعش اقتحموا المطار، فجر السبت، لكنهم أجبروا على التقهقر وأضاف أن عدد القتلى من الجانبين اقترب من 120.

في هذه الأثناء تشهد منطقة المطار قصفاً عنيفاً من قبل التنظيم على نقاط تمركز القوات السورية ومقارها داخل مطار دير الزور العسكري.

وافادت مصادر أخرى، عن تمكن الجيش السوري من السيطرة على منطقة الجبل المطلة على المطار، حيث خاض معارك عنيفة اجبر المسلحين على التراجع، موقعاً في صفوفهم نحو 40 قتيلاً. ويضم الجبل المذكور كتيبة مدفعية ورادار، والذي يفصل بين مطار دير الزور العسكري والأحياء التي تسيطر عليها القوات السورية في مدينة دير الزور.

الى ذلك شن ارهابيو داعش هجوماً فاشلاً على مواقع الجيش في حي الصناعة بمدينة دير الزور شرقي سوريا. ويأتي هذ الهجوم بعد فشل تلقاه التنظيم في محاولته السيطرة على مطار دير الزور منذ يومين وأسفر عن مقتل عدد كبير من مسلحيه.

واستهدف الجيش ثلاث آليات لإرهابيي “داعش” مزودة برشاشات ثقيلة في حويجة الصكر بدير الزور، ما أدى لتدميرها ومقتل من فيها.

هذا وأغار الطيران الحربي على مواقع لـ “داعش” في مدينة دير الزور وفي محيط مطارها العسكري، وأقر “المرصد السوري” المعارض ان عدد قتلى “داعش ” فاق الـ 45 قتيلاً بينهم 25 من الجنسية السورية فقط.

وفي خبراً ملفت، افادت مصادر صحافية ان سيارات رباعية الدفع محملة بجثث مقاتلي “داعش” تدور داخل أحياء المدينة ويقودها جنوداً سوريين، حيث إنتشر فيديو يظهر قيامهم بهذه الجولة.

وذكرت أن الجيش نفذ هجوما عكسيا لاستعادة بعض الأماكن في محيط المطار وفي المدينة بشارع 8 آذار وكبد مسلحي داعش خسائر كبيرة في العديد والعتاد.

يشار إلى أنه منذ فرض الجيش السوري سيطرته على حويجة المريعية التي مكنته من تحصين المطار العسكري، في المقابل يسعى “داعش” بكل ما امكن للتقدم نحو المطار مستقدماً تعزيزاتٍ عسكريةٍ من الرقة.

إلى ذلك تناقلت مواقع وصفحات على فيسبوك رسالة وجهها أحد الضباط القادة في الجيش العربي السوري المتواجدين في مطار دير الزور العسكري مفادها: “نحن هنا في أرض المطار لم نهرب ولن نهرب يوما من نداء الوطن، وكما قال سيادة الرئيس نحن كربان السفينة إما ينجو معها من العاصفة أو نغرق معا؛ الوضع ليس كما نريد لكن معنوياتنا تلامس قمم الجبال؛ كونوا معنا ولا تخذلونا وللحلم بقية”.

على صعيد آخر يتمتع مطار دير الزور العسكري الواقع جنوب شرق المدينة بأهمية كبرى لدى كل من الجيش السوري وتنظيم داعش، فهو القاعدة الجوية الرئيسية للجيش في المنطقة الشرقية.

يقع مطار دير الزور جنوب شرقي مركز المدينة، هو القاعدة الجوية الرئيسة للجيش السوري في المنطقة الشرقية. ازدادت أهميته بعد سيطرة تنظيم داعش قبل عدة أشهرٍ على مطار الطبقة في محافظة الرقة.

يعد مطار دير الزور اليوم نقطة إنطلاقٍ لعمليات سلاح الجو السوري في المنطقة الشرقية وصولاً إلى المناطق قرب الحدود مع العراق، ومنه يجري نقل الامدادات إلى وحدات الجيش السوري داخل دير الزور.

هجوم داعش بدأ عبر تفجير آليةٍ يقودها انتحاري عند منطقة المسمكة القريبة من أسوار المطار، وقد تبع التفجير هجوم عنيف من مسلحي داعش على المطار وخصوصاً من جهة حويجة المريعية وهي إحدى المناطق الأقرب إلى المطار.

بعد ذلك تقدم مسلحو داعش في حويجة المريعية، لكن الجيش السوري تصدى بمساعدة سلاح الجو الذي قصفت غاراته العشرات منهم، حتى إن المستشفيات الميدانية دعت أهالي دير الزور إلى التبرع بالدم لجرحى داعش.

الجيش السوري تلقى تعزيزات للوحدات المدافعة، بحسب مصادر عسكرية، جاء وصول التعزيزات بعد تدمير الجيش السوري أربع آلياتٍ لداعش في محيط المطار، كما أغار الطيران الحربي على رتل سيارات بيك أب جاءت لمؤازرة داعش ودمر عدداً كبيراً منها.

في المقابل تتحدث المواقع القريبة من داعش عن تقدمه في الجهة الشرقية من المطار، وهو ما تنفيه المصادر العسكرية وتعتبره نوعاً من الحرب النفسية، ولا تزال المعارك متواصلةً وبقوة في المناطق المحيطة بالمطار كحويجة المريعية وحويجة صكر.