Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 21:52:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
"حرّاس الفرات" بدؤوا لعبة الموت .. داعش "فقد بوصلته الانتحارية"

دام برس :

لا شك أن للجبهات القتالية في سوريا ميّزات متعددة، فكل واحدة منها تحمل بين جغرافيّتها المختلفة عن الأخرى، نوعاً مختلفاً من الميليشيات المقاتلة فيها، ولكل ميليشيا تكتيكها العسكري الخاص، فمثلاً "النصرة" في درعا وباقي القطاع الجنوبي لا تشبه في قتالها الجيش العربي السوري أسلوب النصرة في إدلب أو ريف حماة، فهجماتها بمعظمها تعتمد على المسافات البعيدة والغزارة النارية تجاه نقطة الهجوم، بينما تجدها في إدلب مثلاً أو ريف حماة تعتمد أسلوب الالتحام، هذا الإسلوب أي في "إدلب وريف حماة"، يتشابه نوعاً ما مع أسلوب تنظيم داعش سواءً في البادية السورية أو الرقة أو دير الزور مؤخراً، لكن الفرق بين الأسلوبين هو اعتماد "داعش" على انغماسييه "الأجانب والعرب" والسيارات المفخخة التي تعتبر مفتاح نجاحه في السيطرة أو الفشل..

ماسبق، وضع الجيش العربي السوري وغرف عملياته أمام أمرين أساسيين في مواجهة الميليشيات المتشددة، فإما "نترك العناصر العسكرية تواجه حتفها جراء الهجمات المكثفة للميليشيات عبر المفخخات "البشرية والسيّارة"، أو "نقاتلهم بأسلوبهم ونعتمد الالتحام المباشر عبر مجموعات صغيرة مدرّبة وخفيفة قادرة على تحقيق عنصر المباغتة وإبطال فعل الانغماسيين والانتحاريين"، وهذا أيضاً يتطلب فترات طويلة من التدريب، وهذه مشكلة كادت أن تواجه عمليات الجيش السوري لولا اعتمادها قبل الأزمة بفترة قصيرة على تدريب بعض وحداتها العسكرية على قتال الشوارع .. وكان من أهمها "الأفرع الأمنية – المداهمة" إضافة إلى العنصر الأساس وهو "الحرس الجمهوري".

على جبهة "دير الزور" اليوم، نشهد عمليات عسكرية "استباقية" منذ أكثر من شهر قامت بها وحدات من "الحرس الجمهوري"، المتمرّسة على قتال الشوارع، حيث فاجأت تنظيم "داعش" وغرف عملياته في حويجة صكر بإعلانها المعركة ضدّه، وتحوّلت بين ليلة وضحاها من مدافع إلى مهاجم يستهدف بشكل "مركز" نقاط محددة داخل البلدة، التي تعتبر "غرفة العمليات" الرئيسية للميليشيات الإرهابية في دير الزور لقربها من مطار الدير العسكري، إضافة إلى حويجة صكر، تحرّكت بعض الوحدات المقاتلة مدعومة بالمدرعات إلى تثبيت نقاط قوتها في "المريعية" جنوب المطار و"الجفرة" شرقه، ما أتاح المجال أمام القوات المتقدمة في حويجة صكر حرية اختيار الجبهات ونقاط الاستهداف، ما أدى إلى تشتيت قوة "داعش" العسكرية. يشار إلى أن عمليات دير الزور الأخيرة، تزامنت بشكل دقيق مع دحر عناصر التنظيم الإرهابي من محيط حقل الشاعر الاستراتيجي والتقدم باتجاه إخلاء "البادية السورية" من تواجده فيها، حيث وبحسب معلومات شبه مؤكدة استطاعت القوات المهاجمة من جهة الشاعر إبعاد عناصر التنظيم عن الحقل الاستراتيجي مسافة 100 كم، كل ذلك ساهم في تشتيت "القوة الهجومية" لداعش على مطار دير زور، بل أيضاً، إن تقسيم الوحدات "المهاجمة والمدافعة" عن المطار العسكري في دير الزور لنفسها إلى "مجموعات" صغيرة متناغمة فيما بينها وقادرة على سحب الخصم إلى منطقة الكمائن ومن ثم إعادة الهجوم مرات متكررة، أرهقت عناصر التنظيم واضطرته إلى تشتيت نفسه ليحمي نفسه من "حقول رمي المدفعية والصواريخ" و"حقول رمي سلاح الجو"، فغرفة العمليات استطاعت كسب الخبرة من الجبهات الأخرى ووضع العلاج المناسب لأي هجوم للتنظيم على مطار دير الزور ..

ما نقصده بالجبهات الأخرى هنا، هي جبهة الرقة التي لم تساعدها المساحات المفتوحة في محيط مطار الطبقة من حمايته أو حماية الفرقة 17 أو اللواء 93، علماً أن النقاط العسكرية استطاعت الصمود لأكثر من عام ونصف، لكن مايميّز دير الزور عن الرقة، هو أن وحدات الجيش خاصة "الحرس الجمهوري" في دير الزور تمكّن من الإمساك بنقاط القوة ومفاصلها كلها، بينما دخول "داعش" إلى الرقة بشكل مفاجئ وبأعداد كبيرة لعب دور سلبي أمام قدرة الجيش السوري في الحفاظ على نقاط قوته هناك، كما نستطيع أن نضيف سبب ثاني وهو الأهم برأينا، أن الدور الكبير الذي لعبه القسم الأكبر من عشائر دير الزور ساعد الجيش في الحفاظ على ثباته وأعطاه فرصة أكبر في التفكير بروية أكثر وتجهيز الخطط المناسبة لصد أي هجوم، أما في الرقة فقد كان دور بعض العشائر "التي بايعت التنظيم سراً" له انعكاس سلبي وسيء على صمود وحدات الجيش وما نتج عنه من مجازر بحق جنوده في المدينة.

بالمحصلة، لانخفي بأن معركة دير الزور ستكون قاسية ومكلفة، لكن أستطيع أن "أجزم" بأن وحدات الجيش السوري في دير الزور تخبّئ للتنظيم مفاجآت عسكرية كثيرة بدأت مع انقلاب هجوم "داعش" إلى دفاع، بل أيضاً إلى خسائر ميدانية تتضح معالمها يوماً بعد يوم بالإضافة إلى خسائر بشرية قدّرت بالمئات. حيث اعترف "المرصد السوري المعارض" مساء أمس، بمقتل أكثر من 45 مقاتل من تنظيم داعش بعد وقوعهم في كمين محكم بمحيط المطار. فقائد مطار دير الزور وقائد العمليات العسكرية في المنطقة وبحسب "تصريح" منسوب لهم "تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي"، أنهم مصرين في دير الزور على إنهاء وجود "داعش" وليس فقط حماية المطار والنقاط الاستراتيجية في المدينة، بالوقت الذي خفف فيه التنظيم "لهجته" عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتقل من التهديد والوعيد إلى "الطلب من مناصريه" عدم نشر أي معلومة عن معركة "تحرير المطار"، نافياً بأنه تقدّم خطوة واحدة بعد هجوم الليلة الأولى وملمّحاً بأن "معركة دير الزور" قاسية عليه، لكن علينا أن نتوقع في أي لحظة "انسحاب" التنظيم من محيط المطار، خاصة وأنه بدأ بإشاعة استهداف عناصره من قبل وحدات الجيش السوري بــ"الغازات السامة"، مما يعني بعد أربع سنين من الحرب و"الخبرة"، نستطيع أن نؤكّد أنه بدأ بالتفكير بالطريقة المناسبة لإقناع "جمهوره" بحقيقة خسارته "معركة تحرير المطار"، وتحوّله من مهاجم .. إلى مدافع .. ومُنسحب تكتيكيّاً ..!!

عربي برس

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   دير الزور   ,   السوري   ,   داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz