دام برس :

بدايات داعش كانت ضمن تنظيم القاعدة الأم، وكان قد ورث مسلحي تنظيم " التوحيد والجهاد " الذي كان يرتبط بتنظيم القاعدة. وتنظيم "التوحيد والجهاد" كان يقوده الأردني المدعو أبو مصعب الزرقاوي في العراق، ولكن الزرقاوي تمرد لاحقا عن تنظيم القاعدة ولم يتبع أوامرها وتحذيراتها. وابتعد الزرقاوي كثيرا عن خط القاعدة الأصلي. الزرقاوي قتل في سنة 2006 وفي سنة 2007 تسلم المدعو أبو بكر البغدادي قيادة التنظيم وقرر تغيير اسم التنظيم إلى ما يسمى " الدولة الإسلامية في العراق والشام " وسمح لمسلحي التنظيم بالقتال في سوريا. وبعد ذلك أصبح الخلاف بين تنظيم القاعدة وتنظيم البغدادي أكثر وضوحا، ونشبت في سوريا معارك بين مقاتلي التنظيمين. ويدور محور خلاف أعضاء التنظيمين على مدى التأثير والهيمنة على الحركات المسلحة العالمية، وعلى التمويل وعلى إمكانية كسب مسلحين جدد، وأيضا المكانة والهيبة بين صفوف المجموعات المسلحة. البروفيسورة كاثرين براون خبيرة شؤون الإرهاب في كلية "كنغ" في لندن تشبه القاعدة و"داعش" بشركات عالمية تحاول أن تكسب المجموعات المحلية لأجندتها الأيديولوجية وإلى الجهاد العالمي. تنظيم القاعدة مثلا ينضم إليه عدة مجموعات، كتنظيم "القاعدة في شمال المغرب" وتنظيم " القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وكذلك حركة الشباب الصومالية التي أعلنت ولاءها لقائد تنظيم القاعدة المدعو أيمن الظواهري. أما "داعش" فيضم مجموعة " أنصار بيت المقدس " في شبه جزيرة سيناء ومجموعة " جند الخليفة " في الجزائر، والتي قتلت أحد الرهائن الفرنسيين في سبتمبر الماضي. والفرق بين التنظيمين يكمن في طموحاتهم. تنظيم القاعدة مثلا لم يذكر إطلاقا أنه يريد الحكم والسلطة، كما توضح البروفيسورة كاثرين براون، أما "داعش" فيطالب علنا بالحكم ويطلب من المجموعات الأخرى بأن يكونوا جزءا من نظامه الجديد.الصراعات المباشرة بين التنظيمين لم تحدث إلا في سوريا. واليمن مرشحة لتكون ساحة الصراع الثانية بين الطرفين، كما يوضح أيمن جواد التميمي الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط. وليس من الواضح من سيهيمن على الساحة المسلحة في المستقبل، تقول الخبيرة براون والتي أضافت قائلة: ذلك يعتمد على تطوع المسلحين وعلى التمويل، بالاضافة إلى ذلك فان الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" قد تغير المعادلة.