Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
زئير الأحرار آخر معارك «الثوار» في حلب..

دام برس :

منذ أسبوعين وما زالت الجماعات المسلحة في ريف حلب الجنوبي تحاول إحداث خرق باتجاه معامل الدفاع في منطقة السفيرة، ولم تستطع حتى الآن تحقيق اي تقدم رغم انها تعلن عن سيطرتها على مواقع وقرى ثم نكتشف أنما تعلن عنه هذه الجماعات هو مجرد إشاعات إعلامية لا أكثر.

منذ سنة والجماعات المسلحة تعيش حالة تراجع إضافةً الى ازدياد التناحر فيما بينها ما يجعل هذه الجماعات غير قادرة على تنفيذ عمليات واسعة تمكنها من تغيير خطوط الجبهة في حلب واريافها، وعلى عكس الجيش السوري الذي ينفذ عمليات واسعة ضمن تشكيلات قادرة على تثبيت نقاط سيطرتها الجديدة والإنطلاق منها الى مواقع اخرى دون أن يؤثر ذلك على متانة خطوط الدفاع السابقة والتي تُترك عادةً في أيدي قوات رديفة للجيش.
بدايةً تعتبر معركة "زئير الأحرار" نوعاً من الرد على الجيش السوري تطويق الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي يتواجد فيها العديد من فصائل الجماعات المسلحة والتي تعيش حالة تناقض فيما بينها حول الكثير من القضايا وأهمها قضية المصالحة، حيث توحّد 14 فصيل منها استعداداً لمصالحة مرتقبة فيما لا تزال باقي الفصائل ترفض الأمر من أساسه، وتشير المعلومات الواردة من حلب أنّ عدداً كبيراً من رؤوس الجماعات غادروا الى تركيا مع عائلاتهم.

في الاسابيع الماضية استطاع الجيش السوري أن يحرز تقدماً كبيراً على جبهة حندرات في الريف الشمالي التي تعتبر الممر الطبيعي لوحدات الجيش السوري باتجاه الليرمون الذي يحقق التقدم باتجاهه قطع طريق الكاستيلو وتوسيع نطاق الحماية لجبهة المخابرات الجوية ويجبر مسلحي كفرحمرة على التراجع.
من هنا جاءت معركة "زئير الأحرار" كمحاولة لتحقيق انتصار كبير يغير طبيعة الجبهات ويقطع خط الإمداد على الجيش السوري من جهة السفيرة، وقد حدّدت الجماعات المسلحة أهدافها انطلاقاً من هذه المعركة ضمن التسلسل التالي:

1- السيطرة على قرى العدنانية والزراعة الفوقانية والزراعة التحتانية
2- فتح طريق بإتجاه معامل الدفاع
3- السيطرة على معامل الدفاع عبر إقتحامها
4- قطع طريق السفيرة – خناصر وهو الطريق الرئيسي الذي يستخدمه الجيش السوري كخط إمداد الى حلب.
لم تستطع الجماعات المسلحة عبر القرى المذكورة أعلاه تحقيق أهدافها، فعمدت الى تغيير اتجاه الهجوم واعلنت عبر المواقع الإخبارية سيطرتها على قرى طاطا وعقربا وجعارة وهي تقع جنوب معامل الدفاع ليتبين بعد وقت قليل أنّ ادعاءات الجماعات المسلحة عارية عن الصحة.
اما ماذا يجري في الريف الجنوبي، فمن المعلوم أنّ الجبهات في سورية تتداخل بشكل مرعب حيث تتواجد الجبهات الأكثر تعقيداً في التاريخ العسكري الحديث، فمنذ اشهر نفّذ الجيش السوري هجمات ناجحة في الريف الجنوبي لحلب حيث وسّع نطاق سيطرته واحكمها على مواقع هامّة ك تل عزان وكتيبة الدفاع الجوي، وهو يطوّر عملياته الآن بإتجاه التقدم نحو خان طومان والزربة حيث سيشكل هذا التقدم تحقيق امرين هامين وهما:

1- تأمين المدخل الجنوبي لحلب ضمن نطاق جغرافي اوسع من جهة الغرب حيث تشكل خان طومان نقطة التحشيد الأساسية لهجمات الجماعات المسلحة على الراموسة.
2- الإنطلاق من تل عزان وخان طومان في عملية مباشرة بإتجاه الزربة ما يحقق السيطرة على خط إمداد الجماعات المسلحة من اورم الكبرى واورم الصغرى وقطع التواصل مع العمق الجغرافي في الغرب مع مسلحي الريف الجنوبي الذين يعتمدون حالياً على هذه المناطق كخلفية إسناد وخط إمداد.
الجانب الهام ممّا يجري في حلب يجب قراءته في الصحافة التركية وليس في تطورات الميدان فحسب، والمتابعون يدركون حقيقة ما يجري من ندب ولطم على صفحات المواقع التركية التي تشعر أنّ حلمها العثماني على وشك الضياع.
والمسألة لم تعد مجرد كلام ولا تقتصر على هجرة قادة "الثورة" في حلب وعائلاتهم فقط، فالكثير من هؤلاء في الغوطة الشرقية لدمشق ايضاً تدبروا أمر رحيلهم.

ومن هنا نفهم الإهتمام الدولي المفاجئ بحلب وخطوة ديميستورا التي تهدف الى إنقاذ ما يمكن إنقاذه وحفظ ماء وجه الأتراك.
فأية هزيمة كبرى للجماعات المسلحة في حلب ستؤثر سلباً على تركيا وبشكل كبير حيث سينزح اليها أكثر من 250 الف نازح جديد ممّا يرتّب أعباء إضافية ويضيف مشكلات اخرى الى مشكلات تركيا، بسبب الوجود الدائم ولفترة طويلة لمليون نازح سوري ربما يعيشون فترة طويلة في تركيا حتى لو انتهت الحرب في سورية.

للمرة الأولى منذ بدء الهجمة على سورية يعيش الأتراك احساساً حقيقياً أنّ كل ما فعلوه آيل الى السقوط وسيذهب هباءً.
عسكرياً نستطيع القول أنّ ما يجري الآن على جبهات حلب هو نفس ما يجري في أغلب الجبهات في سورية، حيث يقوم الجيش السوري بحسم معارك البؤر المنتشرة والمتداخلة والتي تشكل نمطاً جديداً في القتال لم يسبق لأي جيش نظامي أن خاضه منذ الحرب العالمية الثانية.
من هنا سنشهد في الايام والاسابيع القادمة الكثير من المحاولات من قبل الجماعات المسلحة بهدف تحقيق بعض التقدم لإبقاء الوضع على ما هو عليه اقله في المرحلة الحالية، بانتظار بعض المتغيرات التي سيطول انتظار الجماعات المسلحة لها لأنهم لا يراقبون ما يجري من تحولات في المواقف الإقليمية والدولية.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

حلب   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz