Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 06 كانون أول 2024   الساعة 04:11:54
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
خطة الروس لحل الأزمة السورية
دام برس : دام برس | خطة الروس لحل الأزمة السورية

دام برس:
تحرّكت موسكو في الأسابيع القليلة الماضية لتسويق حلّ سياسي للأزمة السورية بعد مشاورات كانت أجرتها مع القيادة المصرية خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لموسكو مؤخراً. تكفل حينها الأخير بإقناع السعوديين وإبلاغ الروس بنتائج المساعي والتنسيق معهم بشكل متواصل. بالفعل حاول السيسي إقناع الرياض بضرورة إيجاد حل سوري لأن المعركة مع "داعش" أو "الإخوان المسلمين" بالنسبة اليه واحدة. تفهمت المملكة السعودية طرح الرئيس المصري، لكنها أصرت على طلب إيجاد بديل عن الرئيس السوري بشار الأسد.
كان السيسي يدرك أنّ الأسد لن يُقدِم على التنحي في زمن سوري بات يميل لصالحه نسبياً، والوقت أصبح يلعب لمصلحة النظام. حصل تواصل سوري-مصري مباشر عبر مسؤولين أمنيين انتقلوا من دمشق إلى القاهرة. عنوان تحرّك القيادة المصرية الجديدة بُني على أساس الحفاظ على الجيش السوري والإعتماد عليه وعدم السماح للمجموعات الإسلامية بالتحكم بمصير سورية.
تردّد الكلام في القاهرة عن أنّ المعركة واحدة ما بين سورية ومصر من جهة والمجموعات الإسلامية من جهة ثانية. بالفعل يشكل المسلحون في سيناء إمتداداً لمجموعات سوريا، والدليل ما أثبتته التطورات لاحقاً عن مبايعة جماعة "بيت المقدس" المتواجدة في مصر لتنظيم "داعش".
المستجدات في العراق وتخوف الخليجيين من "داعش" ومطالبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الغرب بقتال الدواعش كلها عوامل ساندت السيسي في مهامه حول سوريا. أدرك مع الروس أنّ الأميركيين تورطوا في حرب طويلة في العراق، ما يعني أنّ اللحظة مناسبة لتسويق مبادرة تخدم الحرب الدولية ضد "داعش". الآن الأميركيون أقلّ حدة تجاه دمشق. الرأي العام الدولي بدّل من نظرته حول سوريا. الكل يرصد الحرب على "داعش".
رغم التباين الأميركي-الروسي طرحت موسكو سؤالاً غير مباشر على واشنطن: كيف ستنجحين بضرب "داعش" من دون جيش يقاتل على الأرض؟ الحرب الجوية لا تكفي. لم تستطع الطائرات في تاريخ الحروب حسم المعارك وحدها من دون جيوش برية.
إذا ما العمل؟ من هو الجيش الذي سيقاتل "داعش"؟
في نية موسكو أنّ الجيش السوري قادر على المهمة في حال دعمه وتسليحه بشكل افعل، ولذلك تحدث وزير الخارجية السوري عن قرار الروس تزويد الجيش السوري بصواريخ s300.
من هنا أعدّت موسكو مشروعًا لحلّ أزمة سورية ودعم جيشها تحضيراً للمواجهة مع "داعش" على الأرض. نسّقت مع المصريين بعلم السعوديين وسوّقت لمعالم خطة تستند الى نقاط عدة:
- ترسيخ سلطة الرئيس السوري على الأمن القومي للبلاد (خارجية وجيش وأمن) مع إعادة ضباط لصفوف الجيش لم تتلوث أيديهم بالدماء لكنهم جلسوا جانباً أو غادروا البلاد منذ بداية الأحداث.
- تسليم الصلاحيات الاخرى الى الحكومة الانتقالية التي ستتشكل عملياً من قوى موالية ومعارضة معتدلة.
- حل مجلس الشعب السوري وتأليف لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد.
- اجراء انتخابات رئاسية بعد سنتين ونصف على ان يترشح لها من يريد ومنهم الأسد دون وضع اي فيتو على أي إسم.
طرحت روسيا الفكرة على الإيرانيين، فلم يوافقوا بداية الأمر ورموا الكرة في ملعب الرئيس السوري، ثم وافقوا مبدئياً بعد علمهم بموافقة الولايات المتحدة الأميركية.
على الفور دعت موسكو شخصيات معارضة لزيارتها، وأجرت خارجيتها اجتماعا مع معاذ الخطيب في الايام الماضية تحت عنوان الدعوة لحوار سوري-سوري.
قبل الخطيب بالمبادرة على أن يُصار إلى تحديد المشاركين من المعارضين وفي مقدمهم حليف الروس النائب السابق لرئيس الحكومة السورية قدري جميل ومنشقون عن الإئتلاف.
لم تحدد دمشق موقفها بعد، على أن يحمل وزير الخارجية وليد المعلم جواب بلاده الى الروس مع بعض التعديلات على أفكار موسكو التي لقيت إستحسان واشنطن.
أمام المستجدات أعادت سلطنة عمان فتح سفارتها في دمشق وستقيم خلال الايام المقبلة فيها حفل إستقبال بمناسبة عيد وطني للعُمانيين.
تبدل المشهد حول سورية، وبات تهديد "داعش" يصل الى عواصم العالم، ويفرض "غرق" الأميركيين مجددا في حرب الساحة العراقية، إما ستخرج فيها نهائيا واشنطن من المعادلة في الشرق الأوسط نتيجة الانسحاب الأميركي من العراق او تكمل المواجهة لترسيخ وجودها في المنطقة وهو ما يظهر حتى الآن بزيادة العديد العسكري تحت عنوان المستشارين.
حركت موسكو محركات التسوية حول سوريا، فهل تتم أم أنها مربوطة بمسار ومصير المفاوضات النووية بين الغرب وطهران؟
النشرة - عباس ضاهر

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz