Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كيف ترعرعت «داعش» داخل سجن أميركي؟

دام برس :

اجتاحت حالة من البلبلة مدينة الكرمة الواقعة جنوب العراق التي تضم أحد أسوأ سجون العراق من حيث السمعة. وقد ضم هذا السجن الضخم المعروف بسجن بوكا بعض أخطر العناصر الأصولية المتطرفة النشطة على امتداد الحدود مع الكويت. وتلك الفترة، كان قد تم الإفراج عن المئات منهم للتو، ووقف في انتظار المفرج عنهم أفراد عائلات محلية مبتهجين بالإفراج عن أبنائهم وأشقائهم وآبائهم الذين قبعوا في بوكا لسنوات. إلا أنه في المقابل، شعر البعض بالقلق، ومنهم أحد المسؤولين المحليين.

في حديث له مع أنتوني شديد، مراسل «واشنطن بوست»، قال رئيس الشرطة سعد عباس محمود: «هؤلاء الرجال لم يسجنوا لزراعتهم ورودا مخالفة بإحدى الحدائق»، وأعرب عن اعتقاده بأن 90 في المائة من السجناء المفرج عنهم سيستأنفون القتال قريبا. وأضاف: «هؤلاء لم يقبض عليهم لتسكعهم بالشوارع. إن هذه المشكلة كبرى وخطيرة. وللأسف لا يبدو أن الحكومة أو السلطات العراقية مدركة لأي مدى بلغت فداحة هذه المشكلة».

بمرور الوقت، أثبتت الأيام نفاد بصيرة التقييم الذي طرحه محمود، حيث أصبح السجن الآن بمثابة فصل مفتوح في تاريخ «داعش» – حيث التقى الكثير من قيادات الجماعة، بما في ذلك أبو بكر البغدادي، ببعضهم البعض هناك. وحسبما أفاد مسؤولون سابقون بالسجون ومحللون وجنود، فإن سجن بوكا وفر بيئة فريدة تتيح تحول السجناء نحو الراديكالية وتواطؤهم مع بعضهم البعض – وشكل السجن فترة مهمة في مشوار تطور «داعش» وبلوغها ما هي عليه الآن.

بصورة إجمالية، قضى 9 من كبار قيادات «داعش» بعض الوقت في بوكا، تبعا لما ذكرته «مجموعة صوفان»، وهي مؤسسة معنية بتحليل قضايا الإرهاب. وبخلاف البغدادي، الذي قضى 5 سنوات بهذا السجن، كان من بين قيادات «داعش» الأخرى التي سجنت هناك الرجل الثاني في الجماعة وهو أبو مسلم التركماني، وحاجي بكر، القيادي العسكري البارز الذي قتل مؤخرا، وأبو قاسم قائد المقاتلين الأجانب، حسبما أفادت المؤسسة. وأضافت المؤسسة أنه رغم احتمالات أن يكون هؤلاء الأشخاص قد تحولوا للتطرف بعد دخولهم السجن، يبقى الأمر المؤكد أنهم خرجوا جميعا من السجن متطرفين.

وفي مقال لهما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» هذا الشهر، أوضح أندرو ثومبسون، العسكري السابق، والأكاديمي جيرمي سري أنه «قبل احتجازهم، كان البغدادي وآخرون من الراديكاليين الذين يميلون للعنف والعازمين على مهاجمة أميركا. وجاءت فترة احتجازهم في السجن لتعمق تطرفهم ولتمنحهم فرص توسيع دائرة أتباعهم.. وتحولت السجون لجامعات إرهابية فعلية، حيث لعب الراديكاليون المخضرمون دور الأساتذة، بينما كان باقي السجناء الطلاب. أما سلطات السجن فلعبت دور الحارس الغائب».

الملاحظ أن هذا السيناريو حير سلطات فرض القانون منذ أمد بعيد. ومن التساؤلات التي يثيرها: كيف يمكن التعامل بصرامة مع التطرف من دون خلق المزيد منه؟ من التحول نحو الراديكالية في صفوف العنصريين البيض داخل السجون الأميركية إلى محاولة المملكة المتحدة الكارثية لسجن أعضاء الجيش الجمهوري الآيرلندي، تبقى المشكلة كما هي: أن السجون معاقل للتطرف في انتظار شرارة واحدة للانفجار.

داخل سجن بوكا، كان هناك فيض من الشرر. وقد كتب المأمور السابق لسجن بوكا، جيمس سكيلر غيروند، في رسالة عبر «تويتر» مع تزايد الاهتمام بالفترة التي قضاها البغدادي في سجن بوكا، إن «الكثير منا داخل سجن بوكا ساوره القلق من أنه بدلا من احتجازنا للسجناء، فإننا واقع الأمر كنا ندير مفرخة للمتطرفين». يذكر أن غيروند عمل بالسجن بين عامي 2006 و2007. عندما كان يعج بالآلاف من الراديكاليين، بينهم البغدادي.

وقد أدين الكثير من السجناء بمهاجمة جنود أميركيين، لكن كثيرين آخرين لم يدانوا بمثل هذه الجرائم، وإنما سجنوا «لمجرد أنهم ذكور شباب ذوو مظهر مريب وجدوا في منطقة محيطة بهجوم ما»، تبعا لما ورد بمقال رأي نشرته «تايمز». وتناول شادد هذا الأمر بصورة مكثفة عام 2009. مشيرا إلى أن الكثيرين اعتبروا هذا الأمر «خطأ جسيما في تطبيق العدالة حيث لا يواجه السجناء اتهامات ولا يسمح لهم بالاطلاع على الأدلة القائمة ضدهم، ولذا فإن المفرج عنهم منهم قد ينتهي بهم الحال في صفوف جماعة متمردة».

لذا فإن ظهور حركة التمرد تلك نهاية الأمر على السطح لم يكن مثيرا للدهشة. في ذروة أعمال العنف بالعراق عام 2007، عندما تضخم عدد نزلاء السجن بصورة هائلة بلغت 24.000 سجين، اعتملت جنبات السجن بمشاعر التطرف. وجرى تقسيم السجناء تبعا لانتماءاتهم الطائفية، أملا في تخفيف حدة التوتر، حسبما ذكر تقرير عسكري. وعمد السجناء للجوء إلى الشريعة الإسلامية في تسوية خلافاتهم. وأضاف التقرير: «خلف هذه القضبان متطرفون إسلاميون مستعدون لتشويه أو قتل زملائهم المسجونين لإتيانهم بأي سلوك يعتبرونه ضد الإسلام».

وذكر أحد الجنود في ثنايا التقرير أن «محاكم الشريعة تفرض الكثير من القواعد داخل جدران السجن. ويتعرض أي شخص يأتي بسلوك يعد (غربيا) لعقاب شديد من قبل العناصر المتطرفة داخل السجن.. ويصبح الأمر مرعبا للغاية بعض الأحيان».

من جانبهم، لاحظ بعض رؤساء السجون مثل غيروند ظاهرة تنامي التطرف. وفي تصريح لمجلة «مذر جونز»، قال غيروند: «كان هناك ضغط جماعي هائل يمارس على السجناء كي يتحولوا نحو مزيد من الراديكالية في أفكارهم.. لقد لجأ السجناء لبعضهم البعض طلبا للدعم. وحال وجود راديكاليين في الدائرة الداعمة لهم، تظهر حينئذ دوما احتمالية اعتناقهم مزيدا من الراديكالية».

ومن بين رماد ما سماه سجناء سابقون «مدرسة القاعدة» ولدت «داعش». وبالفعل، ذكرت «واشنطن بوست» من قبل أن هؤلاء السجناء عندما أفرج عنهم عام 2009 وعادوا إلى بغداد، تحدثوا عن أمرين: تحولهم للراديكالية – والانتقام.

الوسوم (Tags)

العراق   ,   داعش   ,   الولايات المتحدة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-11-05 04:58:27   الله يلعن الظلم والظالمين
ولك الله يلعن ابو الظلم اي...
ناديا  
  2014-11-05 04:56:54   تبا لهذا العالم
تبا لعالم اصبح اشبه بغابة كل من فيها يفترس بعضه الاخر
عفيف سعادة  
  2014-11-05 04:55:13   يارب
يارب ترحم عبادك شوي
صلاح نصر  
  2014-11-05 04:53:27   الخطر الارهابي عم يكبر 47
الخطر الارهابي عم يكبر ويزيد ولسه في دول عربية للاسف عم تصف لناحو للقضاء على دول عربية اخرى الله يصطفل فيهم
غيث اسعد  
  2014-11-05 04:51:30   الله يهونها عالجميع
الله يهونها عالجميع كل واحد وهمو وكل مين عدينو الله يعينو
داني عثمان  
  2014-11-05 04:46:30   عالم ظالم
يا الله شو في ظلم وأسى وقهر وتعب بهالعالم...الله لايوفق اللي كان السبب
طلال  
  2014-11-05 04:44:26   ماهي الراديكالية؟
معلش توضيح لمصطلح الراديكالية لان اول مرة بسمع فيه..
فؤاد  
  2014-11-05 04:42:39   الله يجيرنا
الله يجيرنا ....في قصص بتشيب الراس..
قتيبة عثمان  
  2014-11-05 04:41:18   رد فعل طبيعي
الظلم بدو يولد مشاعر عكسية سلبية منها الانتقام ومنها العدائية البحتة ومنها فقدان الثقة ومنها الخوف والزهد..وكتير قصص...فشي طبيعي دول مابتعرف معنى الخير والسلام تولد هيك ردود فعل عند الاشخاص
شرف الدين  
  2014-11-05 04:39:42   داعش صناعة اسلامية
ماذا كان يتعلّم هؤلاء المساجين في السجون ؟ هل كانوا يتعلّمون فن الكريكاتير والحفر على الخشب ؟ هل كانت النساء تتعلّم رقص الباليه؟ طبعاً الجواب كلّا ... هؤلاء كانوا يتعلّمون المبادئ الاسلامية /السمحة والعادلة/ ..... ولكن ماهي المبادئ الاسلاميّة /السمحة/ ؟ تعالوا نعدّدها.... المرأة في الاسلام هي أحقر كائن بشري /رجاءاً لاتضحكوا عندما تستمعون الى رجال الدين يقولون أنّ الاسلام كرّم المرأة / ...وهناك قطع الأيدي والارجل والاعناق ... وهناك السرقة واللصوصيّة والارتزاق وتقاسم المغانم /ومن ضمن الغنائم طبعاً النساء واللتي تذهب أجملهنّ زوجة الى رئيس العصابة / ....وهناك الكثير جداً من هذه /الفضائل الاسلامية /....والدلائل كثيرة من خلال الاحاديث والآيات القرآنيّة ...
طالب حسن /بلغاريا/  
  2014-11-05 04:38:17   يارب الطف
يارب السترة والرحمة....
يولا نصر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz