Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تنافس تركي ـ سعودي و حرب داخل «التحالف»؟

دام برس :

كان يكفي أن تعلن واشنطن نيتها لتدريب 5 آلاف عنصر من «المعارضة السورية المسلحة» في إحدى القواعد العسكرية في السعودية، حتى تصعّد أنقرة لهجتها تجاه واشنطن التي لن تتمكن من الاستغناء عن تركيا في حربها المعلنة على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

تملك تركيا حدوداً مع سوريا بطول ٩٠٠ كلم، ومع العراق بطول ٣٦٠ كلم. هي عضوٌ في حلف «شمال الأطلسي»، وتملك ثاني أكبر جيش فيه. أما الدور البالغ الأهمية الذي تؤديه تركيا في هذه الحرب، فهو يرجع إلى علاقاتها الواسعة مع المجموعات المسلّحة المقاتِلة في سوريا، منذ بداية الأزمة.

وجاءت تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، التي حمّلت تركيا والسعودية مسؤولية ولادة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» والجماعات الإرهابية الأخرى، لتثبت مدى «الحرج» في علاقة واشنطن مع حليفتيها. إعلان بايدن تلاه تصعيدٌ من قبل تركيا تجلّى في إصرارها على ضرورة إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في الشمال السوري، ما عكس إصرار أنقرة على التمسك بورقة ما تسمى «المعارضة السورية المعتدلة»، كي تبقى صاحبة القول الفصل، في المرحلة المقبلة.

وجاء تصريح وزارة الخارجية الأميركية عن قبول أنقرة تدريب ما تسمى «المعارضة السورية المعتدلة» للتغطية على الإصرار التركي على هذا المطلب، الذي يبدو أن السعودية قد أدركت خطورته عليها.

الرياض ردّت، على جبهة أخرى، عندما خرج وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بتصريحاتٍ نارية ضد سورية، وبصورةٍ أكثر أهمية، ضد إيران. وكانت معلومات قد تحدّثت، قبل ذلك التصريح، عن صفقة أسلحة جديدة بين الرياض وواشنطن بقيمة ١،٢ مليار دولار.

أما الورقة الأكثر أهمية في مساومات الرياض مع الإدارة الأميركية، فهو ضخّها لمزيد من براميل النفط يومياً، وحديثها عن استعدادها لخفض أسعار النفط حتى ٨٠ دولاراً، في محاولةٍ جديدة منها لإثبات أهميتها بالنسبة إلى الحسابات الأميركية. ومن دون أن يكون واضحاً ما إذا كانت هذه الإغراءات كافية أو لا بالنسبة إلى واشنطن التي ما زالت مستمرة في حوارها مع طهران لحسم موضوع الملف النووي، مدركةً جيداً أن إيران ـ وهي العنصر الأهم في الحرب على «داعش» ـ لن تتخلى عن حليفتها الاستراتيجية دمشق، تماماً مثل روسيا التي تملك الكثير من الأوراق في مساوماتها الإقليمية والدولية.

وفي وقتٍ بات فيه معروفاً، خصوصاً بالنسبة إلى واشنطن والسعودية وحلفائهما الخليجيين، أن طهران تملك كذلك أوراقاً عدة في هذا المجال، وهي أكثر فعالية وتأثيراً من ورقة «حزب الله»، ولعلّ ما يفسّر ذلك بوضوح هو سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى من دون ردود فعل دولية مهمة. وتكمن أهمية هذا الجانب في امتلاك اليمن لحدودٍ بطول ألفين كلم مع السعودية، وتسيطر على مضيق باب المندب، حيث بات الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من الممر المائي الذي يعد المدخل الجنوبي للبحر الأحمر والممر الاستراتيجي للبترول إلى أوروبا.

الوسوم (Tags)

سورية   ,   تركيا   ,   السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz