Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إلى أصدقاء سورية .. ألقوا شعرةَ معاوية من أيديكم فلقد آن الأوان بعد أن صارت تنيناً سوف لن يُبقي لأحدٍ شيئاً ولن يَذَر !
دام برس : دام برس | إلى أصدقاء سورية .. ألقوا شعرةَ معاوية من أيديكم فلقد آن الأوان بعد أن صارت تنيناً سوف لن يُبقي لأحدٍ شيئاً ولن يَذَر !

دام برس - د. محمد ياسين حمودة:

الكلُّ يَعلم أنَّ فضلَ سورية على الجمهورية الإسلامية الصديقة ثابتٌ في التاريخ الحديث ... فلقد وقفت سوريةُ بإخلاص - بقيادة القائد الرَّاحل المرحوم حافظ الأسد - وحدَها ضدَّ العالم كلِّه مع الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1979 وما زالت وفيةً مخلصةً لها طيلة تلك المِحن والفتن الظلماء . ولقد عانت سوريةُ ممَّا لا يحتمله صديقٌ من شُرور وأذى ذؤبان العرب يوم أرسلتهم أمريكا لاجتياح أراضي إيران في قادسيَّة صدام بحجَّة دفاعهم عن بوَّابة العرب الشرقية بزعمهم !!!

والله لم أعُد أعرف للعرب باباً ولا سِتراً ولا بوَّابة !
كما أن صُمود سورية الأسطوري أمام هجمات الغرب المتوحِّش في حربه الكونيَّة عليها ومعه حثالةُ العرب مَكَّن دولةَ روسيا الاتحادية الصديقة من الارتقاء إلى قمَّة العالَم المتحضِّر شديدَ البأس في هذا القرن الذي بدأ يشهد عالَماً جديداً متحرِّراً .
أصبح واضحاً للعيان - دون مُنازع - أن ذلك كلِّه يعود الفضل فيه كليّاً إلى قيادة وجيش وشعب سورية الحُماة الأسود البواسل الأباة .

واسمحوا لي أن أتوجَّه إليكم اليوم أيها الأصدقاء وكلِّي أسىً وحزنٌ وعَتبٌ !
بل لا أخفي ما ينتابُني ويؤلمُني مِن غَضب !
لقد عرفتُ بيقينٍ منذ ثلاثة عقود في قيادات الجمهورية الإسلامية في إيران طولَ الصَّبر والأناة والتسامح مع أعدائها وخاصة العرب ! الذين دَعموا وموَّلوا وسلَّحوا عدوانَ صدام حسين عليها طيلة ثماني سنوات استعمل هذا الطائش المتهوِّر خلالها جميع أنواع الأسلحة بما فيها الكيميائية التي زوَّدته بها أمريكا وألمانيا وبريطانيا والبرازيل وغيرها في تلك الأيام بأموال نفطية خليجية .

وفيما لو كان بقي من تلك الأسلحة شيءٌ حتى عام 1991 على أرض العراق لأخفاها الخبراءُ الأمميُّون ولأُجْبِروا على السُّكوت عنها ! - في اعتقادي - خوفاً من أن تظهر عليها بوضوح شاراتُ وهوياتُ صانعيها ومورّديها فينكشف أمرُهم أمام الأغمار الذين ما زالوا يعيشون في الأوهام .
نعم ، كنت أراقبُ وأشاهد عن كثب صَبرَ الجمهورية الإسلامية في إيران على كل هؤلاء بحجَّة أنها تتعامل وبحرصٍ شديدٍ مع الشعوب العربية والإسلامية وليس مع حكامهم العملاء ، ولا أخفي هنا إعجابي وتقديري الفائق لهذه السياسة الحكيمة الرشيدة الواعية والصادقة التي كان من المفروض فيها أن تُعطي ثمارَها في أزمان المِحن والفتن !

بذلك أعادت الجمهوريةُ الإسلامية إلى الأذهان مقولةَ " شَعرة معاوية بن أبي سفيان " فأمسكتْها بجدٍّ وحَزم ! بل وجدتُها قد عضَّت عليها بالنَّواجز! فلم تقطع علاقاتها الدبلوماسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية مع دولةٍ أو مشيخةٍ واحدة من تلك التي قادَها وما زال يحكُمها تيوسُ نَجد ونعاجُ الخليج لهم أضراسٌ شرسةٌ قاسيةٌ صحراويةٌ همجيةٌ بدائيةٌ مفترسةٌ لا تعرف إنسانيةً ولا حضارةً ولا رحمةً .

وهذه الدُّعابة ( أعني شعرة معاوية ) التي لم يَفطن لِقُبح أصلِها مُفكرونا ! والتي ما فَتئ يترنَّم ويتلذَّذ ويتلمَّظ بذكرها وعاظٌ ومثقفون كثيرون انطلت عليهم على غير وعي ولا هدىً في حين أنها كانت خدعةً من ابتكار الإعلام القديم المتجدِّد الرخيص تُخفي أبشعَ مَكرٍ وخِداعٍ في شنِّ الحروب وتعمُّد الأذى !!! .

ومن الطريف أننا نرى دولَ " الخمسة زائد واحد " قد أمسكت هي أيضاً بشعرة معاوية فقبضتها وما زالت تشدّها ثم ترخيها حسبما تقتضيه متطلباتُ ومستجداتُ وخُبثُ المفاوضات الاستعمارية المضنية والمزمنة مع إيران حول برنامج الطاقة النووية .

لكنه ولِحسن حظِّ سورية الأسد يبدو لي أن الرئيس أوباما لم يَسمع بشعرة معاوية !!! فثقافته لها حدودٌ وأبعادٌ لا يجرؤ على تخطِّيها أو القفز من فوقها ، فلم يُحاول أبداً أن يمسك شعرةً بينه وبين الرئيس الدكتور بشار الأسد في حربه وخصومته السرمديَّة الأبدية التي ما زالت تحرق قلبَه ( ستنتهي طبعاً برحيله بعد عامين ! وببقاء الرئيس الأسد ) .

لكن اليوم وبعد مضي ثلاث سنوات ونصف على الحرب المسعورة على سورية لم يعد ينفع – في اعتقادي – الاستمرار في سياسة الشعرة ولا حتى الجزَرة مع أمثال أردوغان وحكام نجد .

لقد شعرتُ بالحزن وأصابني الغمُّ عندما رأيتُ وزيرَ الجمهورية الإسلامية في إيران يتنزَّه برفقة أحمد دافيد أوغلو في زيارةٍ ودِّيَّةٍ - أو لربَّما دينيَّة - لِقبر جدِّ الأتراك سليمان شاه المدفون على أرضٍ سوريةٍ ... وكنت أسأل عن مغزى ومعنى تلك الرِّحلة البعيدة والنُّزهة المشوِّقة على ضفة نهر الفرات هناك في حين كانت تنتظره السيدة آشتون في أوروبا لمتابعة المفاوضات - والتي أخشى كل ما أخشاه مِن وصولها إلى ما آلت إليه مفاوضاتُ عباس مع الفارق الكبير جداً بين المفاوضين الإيرانيين الوطنيين الشرفاء الواعين وفريق وجَوقة مفاوضات عباس ، أبطال سلام الشجعان !!!

فهل هناك مَن ينتصر على الشيطان الأكبر في مفاوضات ؟ بعدما تعلَّم الدَّرسَ من مفاوضي هانوي الفيتناميين في باريس ؟

ثم عندما سمعتُ عن توقيع الجمهورية الإسلامية اتفاقيات اقتصادية ونفطية وغازية هائلة مع أردوغان تساءلتُ عن مبرِّرٍ أو مسوِّغٍ واحدٍ لها في تلك الأيام بالذات ! كان أوَّلُ نتائجها إنقاذ الذئب الرَّمادي السلجوقي الغدَّار من الغرق المحتوم اقتصاديا وسياسياً محلياً وعلى جميع الجبهات .

ثم بعد ذلك زار أردوغانُ طهرانَ وعلمتُ أنهم نَصحوه هناك بأن يذهب إلى سورية ليصافح يدَ الرئيس الدكتور بشار الأسد لينصَحه وليستمع هُوَ إلى نصائحه !
سألتُ مستفسراً مرات ومرات عن مبررات وخلفيات هذا النُّصح القبيح المستهجَن فلم يأتني جوابٌ !

لكن أردوغان ما أن عاد من طهران إلى استانبول حتى شنَّ في اليوم التالي مباشرة ومن دون انتظار عدواناً عسكرياً إرهابيّاً على سورية(صديقة إيران) واحتلَّ مدينة كسب فدمَّر وقتل وأحرق وانتهك الحرمات والمقدسات.
ولا يخفى أن ذاك الهجوم المبيَّت كان قد تطلَّب وقتاً طويلاً كافياً للتحضيرات والاستعدادات كان قد أحكَمها أردوغان قبل ذهابه إلى طهران .
فلم أسمع استنكاراً ولا إنذاراً ولا عتباً على لسان صديقتنا إيران !

أعزائي في سورية وفي الجمهورية الإسلامية في إيران إنَّ أردوغان هذا إخونجيٌّ قذر نجسٌ ... لا عَهد له ولا يَعرف وفاءً ... ويدُه نجسة لا تُطهِّرها البحارُ السَّبعة .
أمَا سمعتموه يقول: إنَّ فتحَ حلف الناتو لليبيا كان أشبَه بفتح مكة على يد النبيِّ محمد ؟

فالحذر ... كلَّ الحذر حيثُ في اعتقادي أن اليَد التي تُصافح - بعدَ اليوم - يدَ أردوغان الأخونجي العصملِّي الداعشيِّ يَعجز عن تطهيرها استلامُ الحَجر الأسود في رُكن الكعبة .

لا أقول لكم في وصف هذا المخلوق الذي نصَّب نفسَه " زعيماً لجميع المسلمين السُّنَّة في العالَم كلِّه " ... - فعليه لعائنُ الله - إلاَّ ما قاله أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالب عندما رفضَ مبايعةَ مروان بن الحكم له بقوله البليغ:
يُبايع بيده وينكُس بأسته !!!

أمَا آن الآوان للاعتراف بهذا الأمر الخطير والعمل بما يأمُر به العقلُ والدِّينُ ؟

ولشدَّ ما أحزنَني قبلَ أيامٍ فقط تناغُم وزير الجمهورية الإسلامية في نيويورك مع ذاك الوزَغ الذي لا يكفُّ عن هزّ رأسه - المدعوّ سعود الفيصل - بعد إعلان مملكته عن تجهيز الطائرات لقصف سورية وتدريب 5 آلاف مرتزقاً تنوي إرسالهم لقتل شعب سورية وتدمير وهدم ما بقي من حضارته ومقدَّساته بعد عام !!!

فهو يعمل ويُصرِّح على المكشوف دونما مواربةٍ أو مُداراةٍ أو نِفاقٍ !!!

أمَّا صديقتنا الوفيَّة المخلصة روسيا الاتحادية فيبدو لي أنها تعاملت هي أيضاً بشعرة معاوية في وساطاتها المُضنية المتكرِّرة مع خوَنة سوريين سمَّوا أنفسَهم معارضةً خارجيةً وقد التحقَ بهم في موسكو أغبياءٌ من داخل سورية دأبوا على التمرُّد والتحريض والتشكيك وإشاعة الكذب على سورية وقيادتها الحكيمة الرشيدة ... فكانت روسيا تستقبلهم وتكلِّمهم وتُليِّنهم وتُرشِدهم ففشلتْ فشلاً ذريعاً !!!

بل كنت أسمعُهم وأشاهدهم يتكلَّمون في موسكو وعلى الملأ ... كانوا يتشدَّقون ويشتُمون بعباراتٍ وقحةٍ وبكلمات بذيئة نابية مشحونة تحمل كلّ الغُرور الغبيِّ السَّاذج المُهين والأذى والتجريح ! فهم لا يستحقُّون بعدها الشَّفقة أو العفو أو الرَّحمة ، العقاب الحازم وفيه الصَّواب .

كلاَّ ! يا أصدقاءنا الأوفياء في روسيا الحرَّة الأبيّة في ظلِّ قيادتها الشجاعة الحكيمة ، إن شعرة معاوية لا تنفع مع هؤلاء ولا مع الغرب في هذه الأيام .

تعلمون أنه بعد صمود سورية وفشل أعدائها قرابة أربع سنوات ونتيجةَ يأسهم مِن تحقيق هدفٍ واحدٍ من أهداف حربهم الكونيَّة الفاجرة عليها لجأوا إلى التسلُّل إلى أجوائها - وعن طريق إبلاغها وبصورةٍ مسبقةٍ !!! خوفاً من ردِّها عليهم بوابلِ نيرانها فتوقِعهم في "حيص بيص جدُّ عَويص" لا يستطيعون بعدها حفظَ ماء وجوههم القبيحة ... بل سيعجز عباقرةُ ودبلوماسيو العالم كلُّهم أجمعون حتى ولو انضمَّ إليهم أبرَع وأشطَر مُروِّضو السِّرك العالمي عن إنزال المُخطِئ المُغامِرُ المتهوِّرُ الرئيسُ أوباما مِن عالي الشجرة التي يكون قد تسلَّقها هذه المرَّة - ولم يتعلَّم من سابقتها لشدَّة غبائه - ببسطاره وليس حافياً كما تفعلُ القرود- ببدء القصف الجوِّي لأماكن تواجُد ابنهم غير الشرعي " داعش " المتخلِّف ... العصريّ ... العالِم بالتكنولوجيا وأحابيل الإعلام !!! القويّ !!! العظيم !!! كما يصوِّرونه ويقدمونه لشعوبهم المضحوك عليها في هذه الأيام .

( هل تذكرون فيلم "دكتور نو" الذي أرعبَ العالَم من قيادته الإرهابية في أعماق البحار ؟ كنتُ شاهدتُه في دمشق في الخمسينيات من القرن العشرين) .

لقد بلَغكم قرارُهم قبلَ البدء بتنفيذه وهجومِهم على فضاء سورية دون الموافقة أو السماح لهم بذلك صراحة او ضمناً من قبل حكومة الجمهورية العربية السورية .

فماذا كان موقفكم يا أصدقاءنا ؟
الصَّمتْ !
ثم الصَّمتْ ؟
ثم بعده أتى الاستنكار .
وكأنني أسمعكم تقولون:
قد صرَخنا بعدها أمَا أسْمَعنا العالمَ كلَّه ؟!!!

نعم يا أعزائي ... صِياح ... ثم قليلٌ مِن صراخ ... مِن دون محاولةٍ أو إجراءٍ لكبح جماح وانفلات وجنون عدوِّنا وعدوِّكم !
هذا الوحش المتغطرس لا يكفي ... ولا يُجدي ... ولا ينفع في وجهه الصُّراخ !

صدِّقوني:
سوف لن يَردعه عن غيِّه وعدوانه إلاَّ زئيرُ الأسد في وجهه .
فهل لكم من زأرة تكفُّ عنكم وعنَّا شرورَه وأذاه ؟
وتلجمه عن تدمير منشآتٍ سوريةٍ مدنيَّةٍ وبُنىً تحتيَّة وقتلِ أبرياء في الرَّقة ودير الزور وتدمر ؟
هل يبحث عن دواعشه في مبنى المحافظة في الرَّقة ؟
أم في مصافي النفط في دير الزور؟
أم في صوامع الحبوب في الحسكة ودير الزور وحمص ؟
ألم يَدْرِ الرئيس أوباما أين صارت أسلحتُه المتطوَّرة التي سلَّمها خونةُ الجيش العراقي - الذي أسَّسه مع مخابراته الحاكمُ بأمره المستر بريمر بنفسه وعلى عينه - لِدواعش العراق في الموصل ثم نقلتها آليَّاتُه ومرتزقتُه الملثَّمين الذين أتى بهم من السلفادور وأفغانستان وباقي البلدان ولا يَعرف أسماءهم ووجوههم إلاَّ هو ولا أحدٌ على وجه الأرض غيرُه ؟


والله لو قصفَ المجاهدُ أوباما المتأسلِم الخائف على السُّنَّة بزعمه في هذه الأيام بعد ما عجزَ ملكُ الرمال - وصبيُّه سعدو - الذي لا يُحسن قراءة إسمه في الدفاع عنهم ... نعم ... لعمري فيما لو قصفَ أوباما غُرفَ النكاح لَتبجَّح ولعرضَ علينا بكل زهُو وفخرٍ واقتدار وانتصار مناظرَ وصورَ جثث مرتزقته الدواعش القذرة ولِحاهم الطويلة المُضرَّجة على شاشات الـ سي إن إن والـ بي بي سي ولسوف يتماهى ويفخر العمُّ سام بقتلهم على أيدي طياريه وطياري الخليج المرتزقة الأجانب .

حتى أنه سيقصُّ علينا - كما فعل إعلامُه - حكايةَ شابَّة بدوية مجاهدة ذهبت من الإمارات لتحلِّق بطائرتها في سماء سورية بحثاً عن زوجٍ داعشي أو حوريٍّ في السماء ! ذلك لأن سورية أصبحت في ملَّة الوهابيَّة والأوروبيين والأمريكان مِعراجاً وحيداً فريداً بامتياز للوصول إلى الحوريَّات !

وستسمعون من الآن فصاعد عن الحور الحُوَّل من الذُّكور ينتظرون في السماء وصول قوافل تلك المجاهدات المضرَّجات المُلثَّمات الضَّاحكات!

نعم صارت تهوي إليهم ( الحور الحُوَّل الذُّكور ) قلوبُ وأفئدةُ عاهراتٍ حسناواتٍ انقلَبْنَ - من أجل خاطر سورية المظلومة العصيَّة على الديمقراطية الغربية - إلى مجاهداتٍ شقراوات فدائياتٍ مِن بريطانيا وهولندا والدانمرك وفرنسا وغيرها من بلدان الغرب ، بعدما أصيبُ رجالُ تلك البلدان المتمدنة جداً بأمراض العقم والعجز والارتخاء ولم تعد تنفع فيهم الفياغرا ولا جميعُ التميمات والشعوذات .

إن مهزلة أوباما هذه في محاربة دواعشه من الجوِّ قد أضحكت الثكالى ، وفضَحته أمام العالَم أجمع !
فهل من زأرة في وجهه بدلاً مِن صراخ لا يُقدِّم ولا يؤخِّر في تلك المعادلات ؟

لعلَّ بعض السوريين يجيبوني أن الزَّأرة لا تخرج إلاَّ من بين شدقيِّ الأسد .
أمَا سمعتم غليان مِرجلها في صدره ؟
بعد طول أناةٍ وعلى وشك نفاذ الصبر ؟

فالأسد رابضٌ متربِّصٌ متأهِّبٌ واقف على باب عرينه فوق جبل قاسيون بدمشق ولا نجده في موسكو ولا في طهران .

وعندما سيزأر أسدُنا سيصل صدى زئيره إلى هناك وإلى الصين فيما بعد ، التي كبَّلتها أمريكا باستثمارات ودولارات ! فلعلها لا تقوى على الزئير فيما لو حاولت قبلَ ردحٍ من الزمن .

أحيِّي قائد الوطن الرئيس الدكتور بشار الأسد وأعضاء فريقه الوطنيين المخلصين الحكماء منهم الأستاذ وليد المعلم والدكتور بشار الجعفري سفير سورية إلى مجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة ، نخبة فريدة في هذا العصر ... في زمن العهر السياسي والانحطاط الخلُقي على المستوى العالَمي ... وصل إليه الجنس البشري في مطلع هذا القرن .

وقفةُ إجلالٍ واحترامٍ وحبٍّ وتقديرٍ منِّي لأبطال جيشنا العربي السوري الباسل بعد انتصاراتهم وتطهيرهم أرض سورية من دنس الوهابيين والمتصهينين من شذام الآفاق في المليحة وجوبر وعدرا بريف دمشق .

مدينةُ عدرا احتضنت رفاةَ عشرة من أصدق وأشجع رجال الإسلام وعلى رأسهم الصحابي البطل الجليل حجر بن عدي الذي سفك دمَه أولُ داعش ظَهر في دولة الإسلام معاويةُ بن أبي سفيان الداعشي وأبو الدواعش وكل الفواحش الذي كان يأمر قواده في غاراتهم الدمويَّة من دمشق إلى الأنبار وإلى المدينة ومكة واليمن !!! وعلى جميع أطراف دولة الإسلام - أيام خلافة الإمام علي بن أبي طالب - بقتل كلِّ من ليس على رأيه ( انظروا في "غارات معاوية بن أبي سفيان" - المجلد الأول من "بحوث في واقع أـمتنا من الماضي والحاضر – محمد ياسين حمودة " ) .

وأسأل ثانية : أين صارت الأسلحةُ الأمريكية المتطورة التي سلَّمها عملاء أمريكا في العراق إلى إرهابيي داعش فور دخولهم مدينة الموصل فأرسلوها إلى سورية ليقتلوا بها الأبرياء ؟
لم نسمع قصفاً جويّاً لها من قبل الطيران الأمريكي حامل لواء الحريَّة والديمقراطية في الهواء إلى الشعوب المُضطدَة المغلوبة .

يا أعزائي يا أصدقاءنا في موسكو وطهران
إن الجيش العربي السوري ما زال مشغولاً في الدفاع عنكم وعنا على جميع الأراضي السورية من أجل سورية والجنس البشري كلِّه بجميع عروقه وأصنافه ...
فهل تعلمون أين ؟
إنه مشغول يقاتل جرابيع حماس ونجد في مجاري وأنفاق دمشق ومخيم اليرموك والحجر الأسود والزاهرة بعد أن قضى على أضرابهم وقادتهم الدوليين في بابا عمرو والقصير وقارة ومعلولا ويبرود وداريا والمعضمية وإدلب وحلب وغيرها من الأحياء والمدن والقرى والجبال والقفار.

وما كنت أتصوَّر في يوم من الأيام أن يفكِّر أو يتجرأ خفافيشُ الصحراء وقراصنةُ الخليج من الأعراب أو قزم الأردن القمرجي ابن الصهيونية هذا بأن يعربد الذين قيل بأنهم طياريهم أو مرتزقتهم من الطيارين الأجانب في سماء سورية !

فهل يتوجب على سورية أن تدفع الثمن وحدَها ؟
وأن تدافع عنكم وأنتم تكتفون بالصياح أو حتى بالصراخ أو تدقُّون الدربكَّات وليس الطبول وأنتم قاعدون تتفرجون على أبطال جيشها البواسل يرقصون في الجبهات الداخلية من بيت مثقوب الجدران إلى بيت مهدوم إلى جانبه ؟ ومن نفق إلى آخَر ؟ في حربٍ لم ولن تعرف لها حروبُ الشوارع مثيلاً ؟

أعتقد أنه آن الأوان لإعطاء الأوامر الحقَّة بحزم وعزم وشجاعة وهي لا تنقصكم أبداً .

أحيِّي سماحة آية الله العظمى السيد علي خامنئي - دام ظلُّه - الذي بقيادة زعيم الثورة السلمية البيضاء الإمام الخُميني - رحمه الله - الذي لم يُطلق ولم يسمح بإطلاق رصاصة واحدة في ثورةٍ شعبية نقيَّة أطاحت بالشاه الذي قتل ثلاثين ألفاً من المتظاهرين السلميين العزَّل في يوم واحدٍ .
كان الشاه أحمد رضا بهلوي شرطيِّ الغرب في الخليج ، وكان يَسجد على أقدامه ويطلب رضاه ملوكُ وأمراءُ وقراصنة الخليج ذليلين خاضعين .

لقد مَحت الجمهورية الإسلامية في إيران رسمَ الأسد الورقيِّ من عَلم إيران الفارسيّ ، ورَمته في مزبلة التاريخ ثم ضاق الرئيس جيمي كارتر بشاه إيران – بعد ما كان صديقه الحميم قبل أسابيع فقط يوم قال في آخر زيارة له قبل أيام من انتصار الثورة : "إيران حديقة استقرار وأمان " فطرده إلى باناما ثم لم تحتمله تلك الدويلة فطردته إلى مصر عند الرئيس السادات ليموت ويُقبَر هناك .

فأتمنى لو يُعلِن السيد علي خامنئي صرخةً مدويَّة ليرعب أمريكا وأذنابها ولا أقول حلفاءها من قراصنة العرب وبَدوهم . ثم أليس عارٌ على أمريكا العظمى أن تصنِّف تلك الشرذمات الخليجية فتسميها " حلفاءَ لها " فبئس اللقب العريض المهلهط ! ولبئس الحلفاء !

أمَّا احترامي وتقديري لقيصر روسيا الاتحادية الشجاع الرئيس بوتين فيسمح لي بالقول أنه حان أن يأمُر نمرَه الذي يركبه ليُرعب لترتعد له فرائصُ أوباما ... يكفي أن يأمُر القيصرُ ذاك النمر الروسي القيصري بأن يكشِّر مرةً واحدةً ... نعم تكفي منه تكشيره واحدةً - فقط لا غير - في وجه أوباما وجمهورييه معه ليُزلزل أقدامهم ويُرعب قلوبهم فيصرخون مذعورين مقهورين: أمان يا بوتين ... أمان ... أمان ... ومعهم كلبُهم أردوغان .

أمَّا أنتم يا أصدقاءنا الأعزاء في الصين فلقد بدأ الشيطانُ الأكبر تدخَّله فيكم لإشغالكم كما أرى اليوم في هونغ كونغ ... وما أدراكم ما سيأتيكم به بعد هونغ كونغ ؟ لقد آن لِتَنين الصين العظيم أن يَنفث في وجه أوباما نفثةً تحبسه وراء البحار عن التمادي عليكم في التآمر والابتزاز ؟

صدِّقوني إنما هي زجرةٌ واحدةٌ لا حاجة في تَنينكم بعدها إلى نفثة ثانية .
ولكم في زَجرة جارِكم الشابّ الشجاع زعيم كوريا الشمالية لهم خيرُ مثال .

لعمري كنت قد خاطبتكم قبل عامين بقولي: أعلَنوها عليكم وعلينا حرباً فأدِّبوهم .

أخيراً أحيِّيكم جميعاً أيها الأصدقاء وأحيِّي قادة وشعوب دول البريكس الصديقة ، وعلى الرغم من القلق والغضب الذي ينتابني ولست وحيداً في ذلك لكني أطمئنكم وأطمئن شعبنا في سورية الحبيبة العظيمة أنه لا خوف علينا فالنصر حليفنا وقيادتنا حكيمة شجاعة ذات رأيٍ صائبٍ وأناةٍ وسنحتفل بإذن الله بالنصر المؤزر في القريب العاجل وليس ذلك على الله بعزيز .
وشكراً لصبركم عليّ في قراءتكم لهذه الكلمات الخارجة من القلب إلى قلوبكم جميعاً ... والعتب لا يكون إلا بين الأصدقاء وأنا على يقين بأنكم أدرى بما يجب عليكم اتخاذُه من قرار في جميع الأحوال .

د. محمد ياسين حمودة
باحث في التُّراث العربيِّ والإسلاميّ
yasinh@total.net
https://www.facebook.com/profile.php?id=100003972072155&fref=ufi

الوسوم (Tags)

سورية   ,   روسيا   ,   الصين   ,   إيران   ,   العرب   ,   الغرب   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-12-10 12:22:59   الشكر لكم أعزائي
إلى االأخوة الكرام السا موراي الأخير وسوري مغترب وفؤاد عزيز قسيس وأسد الرافدين وسوري سوري . دخلتُ تواً على مقالتي هذه فالتمس منكم العذر لتأخري بشكري الخالص لكم . سورية وأصدقاؤها الشرفاء في الجمهورية الإسلامية في إيران والاتحاد الروسي والصين ودول البركس بخير وسيكونون جميعاً بألف خير والنصر قريب فصار قاب قوسين . تحياتي لكم ولإدارة هذا الموقع الموقر .
د. محمد ياسين حمودة  
  2014-10-02 02:10:01   كلمةُ حقٍّ في مكانها الصحيح!
سيدي الدكتور محمد ياسين حمّودة المحترم:تحيّاتي. شكراً على الوضوح و إطلاق النار المستقيمة المباشرة على الهدف الصحيح. إن موقفك هذا يجعلني أفتخر بأن أضيفك إلى جحفل ليوث سوريا و لبنان و كل العرب الذين وثبوا في مقدمة المدافعين عن سوريا ضد هذا العدوان: و منهم :نارام سرجون و ناصر قنديل و أمين حطيط و أعتذر عن ذكر الباقين حيث لا يتّسع المجال لذكرهم, و لكننا نعرفهم و نقصدهم. لن أزيد سوى شكري لموقفك الواضح الوطني الصحيح .بوركتَ يا أخانا! المجدُ لسوريا العظيمة و الخلود للشهداء.
السّا موراي الأخير- الجولان المحتل-سوا  
  2014-10-01 18:10:59   شكرا
الشكر لك يا أستاذنا العزيز ونتمنى ان يطبع هذا المقال ويوزع في كل مكان في سوريتنا لكى يعرف كل سوري ،،،وشكرا مرات عديدة للإحساس العظيم الذي أوصلته لنا ،،اشكرك من القلب
سوري مغترب  
  2014-10-01 09:10:08   شكرا من قلب مغترب حزين
السيد الدكتور محمد ياسين حموده، من قلب مغترب حزين شكرا على ما خطته اناملك، فقد عبرت عما يختلج في قلوب العديد من ابناء الوطن الجريح لكنه صامد امام مؤامرة العصر الحديث... حقا انه بحث تاريخي رائع وتحليل منطقي للأحداث الأليمة التي تمر على سوريا موطن الأسد والأسود. من عشرة ايام نشر لي دام بريس الموقع الناجح مقالة ختمتها بالعبارات التالية: كفى... سوريا شهيدة المخططات الظلامية تعبت وتعب شعبها وهو ينشد نهاية النفق واصبحت تخاف انفجار "الغضب الساطع" وهو يصرخ "علي وعلى أعدائي..." سوريا امام جيوش الغدر لن تركع... فقط نركع تحت أقدام الرحمن فقط، ل تبقى: "سوريا الله حاميها" كي لا تقوى عليها ابواب الجحيم... شكرا من القلب. فؤاد عزيز قسيس
فؤاد عزيز قسيس  
  0000-00-00 00:00:00   صبرا ال ياسر
اخي اعلم ان الشام بوابة طهران الى الحريه وما على اهل الشام الا الصبر لليوم الموعد الذي سيحترق فيه الأخضر قبل اليابس
أسد الرافدين  
  0000-00-00 00:00:00   ﺍﺟﻤﻞ كلام
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎﺩﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻠﺎﻣﻚ ﺩﺭﺭ ﻋﺴﻰ ﺍﻥ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﺻﺪﻗﺎﺀ سوريا
سوري سوري  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz