Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
متى يبدأ الحسم في ريف حماة ؟

دام برس :

وكأن المنافسة على أشدّها بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، لتحقيق إنجاز فاصل على الأراضي السورية. الأول سحب أعداداً من قواته من ريف حمص الشمالي والشرقي، بهدف تعزيز مقاتليه شرقاً لتثبيت السيطرة على مطار الطبقة العسكري في الرقة، أمس، بحسب مصدر عسكري، فيما أعلنت الثانية منطقة حلفايا شمال مْحَرّدة (ريف حماه الشمالي)، منطقة عسكرية. آلاف المدنيين أُجبروا على الخروج من بيوتهم عشية استنفار قوات «النصرة» لما سموه «غزوة مْحَرّدة».

عشرات الصواريخ تساقطت فوق رؤوس مدنيي مْحَرّدة حتى فجر أمس، في هجوم كان الأعنف على المنطقة منذ اندلاع الحرب في سوريا. تزامن القصف المتواصل من بلدة حلفايا المجاورة، مع هجوم بري على حاجز شليوط ومحطة مْحَرّدة الحرارية، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء، فيما تمكّن الجيش السوري واللجان الشعبية من صد الهجوم، بعد قطع المسلحين خطوط الكهرباء عن البلدة التي غرقت في ظلام دامس حتى مطلع الفجر. الجيش سارع إلى استكمال استعداداته لتوسيع عمليته البرية في ريف حماه، عبر استقدام قوات نخبة من المقاتلين الذي شاركوا في فك الحصار عن سجن حلب المركزي قبل أسابيع، وكانوا بقيادة الضابط الشهير العقيد سهيل حسن. الطائرات الحربية، بدورها، عزّزت مواقع الجيش باستهداف تجمعات المسلحين في قريتي الزوار وبطيش في ريف مْحَرّدة. وإن كان سقوط موقع «رحبة خطاب» العسكري بيد المسلحين، سبب بدء العملية العسكرية الموعودة، فإن أنظار المسلحين توجّهت عن مْحَرّدة كما تشير استطلاعات الجيش أمس، بسبب استماتة أبنائها في الدفاع عنها.

طريق حماه... طريق الموت

«لولا وجودنا هُنا منذ أيام، لأصبح المسلحون في قرية كفر الطون، حيث تقفين»، يقول أحد الضباط. ويضيف: «الأهالي ينظرون إلينا وكأننا المخلّصون لهم من تهديد الوحش الذي يتمدد سريعاً في ريف حماه». مخطئ من يظن أن الثقل المسلّح كلّه يقع على مْحَرّدة، بوصفها «البلدة المسيحية» الواقعة على خط تماس في المنطقة. جميع القرى الواقعة على طريق عام مْحَرّدة ـــ حماه أيضاً، تقع على خط النار الداعشية، ومن بينها كفر الطون والشيحة وقمحانة، لينتهي طريق سباق الموت مع لافتة تشير إلى مدخل حماه الغربي، القريب من المطار العسكري ومحطة القطار. يصف مقاتل، من القوات الآتية من حلب، الوضع الميداني بـ«الصعب». ويروي عن المسلحين «محاولاتهم الدخول على اتصالات الجيش، بهدف بث الرعب وتحقيق غايات حربهم الإعلامية». ويذكر الضابط كيف خاطب أحد القادة الميدانيين عبر الهاتف اللاسلكي بالقول: «سيدي. وضعنا أصبح صعباً. لم يعد بإمكاننا الرمي من هذه المسافة»، ليفاجئه رد أحد المسلحين، عبر اللاسلكي، بلهجة سورية: «طوّل بالك. جايي جبهة النصرة لسه تقص راسك». جملة ردّدها الضباط والجنود ضاحكين، مؤكدين أن الخطة الجيدة والقيادة المسؤولة والحازمة للعملية العسكرية، هي التي يمكن أن تحدث فرقاً وتحقق النصر. «تمركز قواتنا على تلة ضهرة الشيحة حَمَانا أمس من هجوم على معظم المحاور والحواجز، أبرزها: قرى الشير وسوبين ومزارع بطيش»، يقول جندي من قمحانة على طريق عام حماه. التحرك من قرية كفر الطون التي تضم سوريين موالين وآخرين معارضين، يبدو خطراً باتجاه قمحانة، إذ يوازي الطريق خطوط التماس في رحبة خطاب وأرزة المجاورتين والمفتوحتين على امتداد شاسع من قرى التمرد المسلح في الريف الحموي شمالاً وغرباً. للعبور إلى حماه من تلك القرى لا بد من اجتياز المسافة الممتدة على طول الطريق العام، ومواجهة خط الخطر المفتوح على بعد مئات الأمتار ضمن مرمى النظر، في سيارة تتجاوز سرعتها 100 كلم في الساعة. الطريق مكشوف بكامله أمام رحبة خطاب، التي يشار إلى موقعها بالقول: «وراء أكمة أشجار السرو القريبة تلك». انتظار طلقة الدوشكا من خطاب باتجاه الطريق، يبعث على التسلية في نفوس المارين المتناسين الموت المخيّم وصدفة اختيارهم التعسة من قبل المسلحين ليكونوا الضحية التالية. المواساة الوحيدة للابتسامة البلهاء والملونة بلون الموت، هي صوت أحد العسكريين مطمئناً: «غالباً ما يرمون سيارات شاحنة أو يستهدفون صهاريج مازوت، بهدف التسبب بانفجار يؤدي إلى قطع الطريق وشلّ الحركة». ويؤكد الضابط قائلاً: «لسنا متفرجين بأي حال. لا نسمح لهم بأن يهدأوا. قصفنا لهم متواصل. هُناك من رجال مدفعية الجيش من يغطي مرورنا الآن». لحظات قليلة قبل أن تطلق المدفعية النار على هدف داخل قرية أرزة التي تسيطر عليها المعارضة، فيتصاعد الدخان الكثيف. دقائق قليلة على الطريق ذاته قبل أن يقول الضابط مجدداً: «إن كنا نسير بسرعة جنونية، برغم كوننا على خطّ أمامي ثانٍ في مواجهة رحبة خطاب، بسبب تقدم رجالنا على تلة ضهرة شيحة، فإننا مطالبون الآن بسرعة أكبر في مواجهة قرية أرزة القريبة، لأننا الآن على خط دفاعي أول في وجه المسلحين». لافتة تهدئ الأعصاب على يمين الطريق إلى حماه تشرح نقاط الخطورة بالكيلومترات: قمحانة 2 كلم، أرزة 6 كلم، خطاب 10 كلم. إعلان بسيط يبعث في القلوب القليل من الراحة، إذ يبتعد. الأنظار الشاخصة خلفاً، حيث تقع مْحَرّدة في نهاية الطريق، تثير حفيظة الجنود. الجميع يعرف أن الجيش يستطلع الوضع المحيط بالبلدة، لتخفيف الضغط عنها. أما التأخر في عملية تحرير رحبة خطاب، فلا يصب في مصلحة الجيش، بحسب قول العسكريين، وهذا ما دعا إلى جلب قوات تعزيز إضافية من حلب. جبل مقام زين العابدين يشرف من علٍ على قرية قمحانة الموالية، وبقية أنحاء المنطقة. يبدو حاكماً للتلال المنخفضة والسهول المحيطة، كسدّ منيع لرد هجمات مسلحي الريف الشمالي عن حماه المدينة، باعتباره الحد الفاصل بين خط التوتر الممتد من مورك إلى صوران وصولاً إلى طيبة الإمام، وبين مدينة حماه المحيّدة عن الأخطار المحيطة.

الأخبار - مرح ماشي

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   السوري   ,   حماة   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-08-26 05:08:52   عار
لم نبتعد كثيرا" عن الواقع ولكن الارهاب الذي ضرب سوريا سيدمر وسيكون مصيره مصير كل خائن لوطنه وأكثر ولن نترك حماه تقع بقبضتهم والا عار علينا هذا .
مسلم  
  2014-08-26 05:08:22   حماه
حماه وغيرها ستعود الى اصحابها ولن تتمكن التنظيمات الارهابية من الدخول اليها فأهلها لن يرضوا أن يصيبها مصاب المدن السورية الاخرى . الله يحمي جيشنا والامل الكبر فيه .
مهدي حمشو  
  2014-08-26 05:08:44   ارادة
الله محيي جيشنا في كل سورياوكل المدن الساخنة خاصة . حماه اقترب الارهاب منها ودخل اراضيها وهاهم جنود الله بالمرصاد . الخطر كبير ولكن الارادة أكبر .
محمد حسن  
  2014-08-26 05:08:19   قريبا&quot
في الايام القليلة القادمة ان شاء الله سيبدأ الحسم الكامل لكل سوريا لأن المهلات انتهت وجاء وقت تنفيذ العهود . الله محي الجيش السوري البطل .
حسام  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz