Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في حضرة السيد: الجزء الأول من مقابلة جريدة الاخبار مع السيد حسن نصر لله

دام برس :

وقع أقدام يتناهى الى مسامعك من الطابق العلوي. هو، على الأغلب، طفل يركض بين الغرف. يخترق صوت الآذان من أحد المساجد النوافذ التي أُسدِلت عليها ستائر سميكة، مطرّزة بورود تتناسب ألوانها مع ألوان الصالون، وتضفي عليه لطافة تعوّض عن حجب امتداد النظر. «السيد» يعيش بين الناس، وليس تحت الأرض. هو نفسه سيؤكّد ذلك في ما بعد، وسيخبرنا كيف يتجوّل في شوارع الضاحية وأماكن أخرى، وكيف يراقب تطوّرها العمراني ويحفظ شوارعها ويألف أهلَها.

أهلُها الذين يحبهم، تتأكد كم يألف حياتهم عندما تنقطع الكهرباء، فتبقى لمبة الـ «يو بي أس» مضاءة قبل أن يشتغل موتور «الاشتراك»، كما عندما يحدّثك عن اشتراك «الساتالايت» وكيف يفرض أصحابه عليك ما يمكنك مشاهدته. «السيد» يعيش بين الناس. تتأكّد أكثر. تتذكّر بأن المصعد حملك الى طابق علوي لم تشأ أن تسترق النظر لتعرف إن كان الخامس أو السادس لأن إحساساً ينتابك بأنك بتّ معنياً بأمن «السيد». تشعر، رغم لهفتك للقاء، بعقدة ذنب من تسبّبك في هذه «اللبكة» له، ولـ «الشباب»، اللطيفين جداً، الذين لا يملّون من الاعتذار عن إجراءات أمنية، كانوا في غنى عنها لولاك، أنت الذي يعتذرون منه. شباب يكادون أن يكونوا «آليين» لشدة دقتهم، وقلّة كلامهم، ولعنايتهم بأدقّ التفاصيل، من «تكييف» السيارة الى الحرص على وجود زجاجات مياه باردة داخلها أثناء «الرحلة». الحاج محمد عفيف، مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله، المستشار الاعلامي للسيد، وعرّاب الزيارة بأدق تفاصيلها، يشير الى الكنبة الواقعة الى اليسار: «هذا مقعد السيد». نتوزّع على المقاعد الأخرى، ونوّزع النظر بين المقعد الذي ينتظر صاحبه، وبين الباب البني الذي ننتظر أن يُفتح. صحون من التمر والزبيب والجوز، وزجاجات مياه وكؤوس موضوعة بعناية شديدة على الطاولات. تأتي «كاسات» الشاي سريعاً، يحملها الشاب الخجول الذي لا تكاد تسمع صوته.
يبدأ اختبار الانتظار، بعدما اجتزت الاختبار الأصعب، وهو أن تعرف أنك ذاهب للقاء مع السيد، وتخفي ذلك عن أهل بيتك وعائلتك وزملائك وأصدقائك... بل وتتجنّب أن تحدّث نفسك به. مرة أخرى، هو ذاك الإحساس بأنك، حتى إشعار آخر، بتّ من المعنيين بـ «الأمن».
ينفرج الباب البني. «سلام عليكم». ها نحن، أخيراً، أمام السيد تسبقه بسمته المشّعة ووجهه البشوش ويده الممدودة. الثواني التي يستغرقها السلام خطّطت لها كثيراً سابقاً. لكن «خططك» كلها تذهب أدراج الرياح. لن تضيّع الثواني المتاحة لك في «مسرحة» السلام والعناق. تحاول أن تستغل الثواني هذه حتى الثمالة، فتسارع الى سرقة أكبر عدد من القبلات أثناء العناق، فيما هو يكاد يذوب خجلاً وتواضعاً. خجل وتواضع سيسمان «الجلسة» التي يحرص خلالها على مخاطبتك بـ «جنابك»، حرصه على التأكد من أن جهاز التسجيل «شغّال»، ومن توزيع نظره بين الجالسين بالتساوي.
هو «السيد» أمامك لا من خلف شاشة. تذهلك المقارنات التي لا تلبث أن تبدأ بالانعقاد في رأسك. يبدو أصغر عمراً من مقاطع «فصل الخطاب» التي تعرضها «المنار». تفتش عن الإصبع التي تثير حنق كثيرين فتجد يدين بيضاوين ناعمتين. لا تملك إلا أن تسأل نفسك، وأنت تحاول التركيز لسماع صوته الهادئ، أهو الرجل نفسه الذي يلهب جمهوره من على المنبر؟
هو «السيد» الذي يحب المفاجآت، ليس مع العدو فحسب، بل ومع الضيوف أيضاً. مفاجأة لـ «الأخبار»، التي أكّد أنه قارئ دائم لها، بالإطلالة من على صفحاتها في عيد الانتصار المدوّي على العدو وعيد تأسيسها الثامن. هي التي انطلقت في «مغامرة محسوبة»، وفي «توقيت صائب»، بحسب وصف رئيس التحرير المؤسّس جوزف سماحة، مختارة «معسكرها» بشكل واضح ومن دون أي مواربة... ومفاجأة ثانية باستضافتنا على العشاء إلى مائدته... ومفاجأة ثالثة بـ «سهرة» استمرت حتى الفجر.
هو «السيد» الذي كنا في حضرته، وكان هذا اللقاء:

اتخذنا قرار الأسر قبل شهور... وتسلل المجاهدون مرات عدة الى فلسطين

 ابراهيم الأمين, وفيق قانصوه, حسن عليق, مهى زراقط

■ إذا عدنا إلى 12 تموز 2006. هل كنت تعلم بأن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين ستنفّذ في ذلك اليوم؟ ما هي الإجراءات التي اتخذتها؟ وكيف تطوّرت الأمور؟
أساساً، القرار بأسر جنود إسرائيليين كان قد اتخذ في شورى حزب الله قبل أشهر من تنفيذ العملية. في آلية العمل لدينا، عندما تتخذ الشورى قراراً من هذا النوع، يحوّل الإجراء والتنفيذ إلى المجلس الجهادي الذي يرأسه، بحسب نظام الحزب، الأمين العام. هذا المجلس يتألّف من مجموعة من القيادات الجهادية الأساسية.

على المستوى التنفيذي، نوقش الأمر في المجلس الجهادي من جهات عدة، كاختيار المكان المناسب لتنفيذ عملية ناجحة، الزمان، التكتيك، خطة العمليات، المشاركون، إدارة العملية، وردود الفعل المحتملة والاحتياطات التي يجب اتخاذها. هذه الأمور كلها تناقش عادة في المجلس الجهادي، ويتخذ القرار بالإجماع أو بشبه إجماع، أي ليس بالتصويت.
تم اختيار المكان، وتحديد المجموعات المشاركة، وإدارة العملية. لكن الأمر لم يكن بسيطاً، واحتاج تنفيذه إلى أشهر. دخل الإخوة إلى المنطقة، وحتى إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكثر من مرة، وكانوا يكمنون لمدة ثم يخرجون، ثم يعودون وينتظرون الفرصة المناسبة. أحياناً، كانت تتوافر أهداف، لكن لم يكن واضحاً إن كانت مدنية أو عسكرية. ونحن كنا نؤكد على ضرورة أسر جنود لا مستوطنين، لئلا يقال لاحقاً إننا خطفنا مدنيين. كل هذا استغرق وقتاً إلى أن نُفذت العملية. طبعاً، كان المعنيون بإدارة الموقف في بيروت، على مستوى القرار وعلى المستوى الجهادي، عندما نقترب من احتمال تنفيذ العمل، يطّلعون على ذلك. لم يكن أحد متفاجئاً. قبل تنفيذ العملية بأيام قليلة، كان لدينا احتمال قوي جداً بأن الإخوة سيوفّقون لتنفيذ العملية خلال أيام.
وفي لحظة تنفيذ العملية، كنّا على اطّلاع، واتخذنا الإجراءات والاحتياطات التي خططنا لها. وانتقلت مجموعة قيادة العمليات إلى المكان الذي يجب أن تكون فيه منذ الدقائق الأولى. في الساعات التي تلت العملية، لم تكن التداعيات كبيرة وخطيرة. كلّ ما كان متوقعاً في اليوم الأول جرى استيعابه بشكل جيد، لأننا حضّرنا لمواجهته جيّداً. وبعد التأكد من نجاح العملية، وأن الأسرى نقلوا بعيداً عن خط النار، انتقلت من غرفة العمليات إلى المؤتمر الصحافي، وجرى الإعلان عن أسر الجنديين بهدف التفاوض غير المباشر لإطلاق الأسرى لدى العدو.

■ كيف يتصرّف الأمين العام في هذه اللحظات؟ ما هو دوره تحديداً؟ وهل كانت لديك كلّ التصورات والخطط البديلة حول آليات الإخلاء والانتقال وغيرها؟
الأمين العام هو جهة قرار في إدارة العمل الجهادي. بالطبع، هو لا يدير الوحدات الجهادية والقتالية والميدانية بشكل مباشر، ولا يدير العمليات بالمعنى العسكري التقني. القيادات الجهادية، أو من نسمّيهم نحن المعاونين الجهاديين، هم من يتولون ذلك. طبعاً هم يتابعون العمل مع الأمين العام، لأن السياسات المرسومة من شورى القرار موجودة لديه بشكل واضح، وهو مفوّض بهامش من الصلاحيات، ومطلع على الوضع الجهادي وعلى الإمكانات المتاحة وعلى الوضع السياسي. إذاً، الأمين العام هو جهة قرار، حتى في الشأن الذي يرتبط بالميدان أحياناً. وهو يتخذ القرار بالتشاور وأحياناً بالتوافق مع أعضاء المجلس الجهادي. على سبيل المثال، المناطق التي كنا نستهدفها بالقصف داخل فلسطين المحتلة. ليس الميدان هو الذي يقرّر أين نقصف. هذا قرار نتخذه نحن. عندما يؤخذ القرار، يتابع المسؤولون الجهاديون تنفيذه، ويعملون على التنسيق بين الوحدات وبين جهات المعلومات وجهات المدفعية وإطلاق الصواريخ... يعني، عندما نقول إننا دخلنا في مرحلة حيفا فهذا قرار. نوع السلاح الذي يجري استخدامه قرار. استهداف «ساعر خمسة» قرار أيضاً. هذا النوع من القرارات يتخذه المجلس الجهادي والأمين العام، كونه رئيس المجلس، بالتشاور وبالتفاهم مع الإخوان، والجهات الإجرائية هي التي تدير، وأنا آخذ علماً بالإجراء.
لماذا نقول إن هذا قرار؟ لأن لكل خطوة حيثيتها. مثلاً، ضرب «ساعر خمسة» يعني أننا قررنا أن نضرب هدفاً نوعياً له تداعيات كبيرة. ثانياً، بما أننا نستخدم سلاحاً لأول مرة، فهذا يعني أن المجلس الجهادي قرر أن يكشف عن سلاح لم يكن معروفاً أنه موجود لدينا. بعد هذا القرار، يصبح النقاش تقنياً فنياً إجرائياً تنفيذياً لا علاقة لي به ولا أتدخل فيه. هذا موضوع أهل اختصاص. نعم عندما يكون الإخوان على تواصل معي، يقولون لي «ماشي الحال»، أو إن هناك عقبات أو صعوبات. لكن معالجة هذه الأمور من مسؤولياتهم.
هناك مثل آخر يتعلق بموضوع قصف تل أبيب. هذا ليس موضوعاً إجرائياً، بل قرار كبير. عندما كانت تُقصف الضاحية ومدن أخرى في الجنوب والبقاع، جرى نقاش جدي حول ما إذا كان ينبغي أن نقصف تل أبيب الآن أو لا. بنتيجة النقاش، ثبّتنا معادلة تل أبيب ـــ بيروت. الضاحية وبقية المناطق كانت، على كلّ حال، تتعرض لقصف شديد. قلنا: فلننشئ معادلة جديدة، إذا كنا نستطيع من خلالها أن نحمي بيروت أو نساهم في حمايتها لأسباب كثيرة فليكن ذلك وهذا أفضل.

■ لو حصل ذلك عام 2006، هل كانت تل أبيب ستضرب كما تضرب اليوم من غزة؟
بالتأكيد، وأقوى بكثير. هذا معروف. الإسرائيليون يعرفون ذلك. أنت تتحدث عن صواريخ بأحجام ونوعيات وكميات مختلفة. بالتأكيد، كانت لدينا القدرة على ضرب تل أبيب، وإلا فنحن لا نطلق تهديداً أو نتحدث عن معادلة لسنا قادرين على تنفيذها.

■ هل تعرضتم لأي خطر مباشر خلال الحرب؟
لم أتعرض لأي إصابة مباشرة، والأماكن التي كنت موجوداً فيها لم تتعرض لأي قصف. لكن، بطبيعة الحال، المنطقة التي كنا موجودين فيها كانت تتعرض للقصف.

■ هل صحيح أن صواريخ سقطت بالقرب منك أثناء انتقالك في أحد المواكب؟
غير صحيح.

■ كيف كنت تقضي نهارك في الأيام الأولى للحرب؟ نعرف أن الجهاز التنفيذي كان يقوم بمهمات كبرى، والمفاوضات السياسية لم تكن قد بدأت. هل كانت متابعتكم لمجريات الحرب متواصلة؟
عندما أقول إنني لا أتدخل بالميدان فهذا يعني أنني لا أديره. لكنني معنيّ بأن أعرف على مدار الوقت المستجدات في الجبهة: في الجنوب وفي المواقع الأمامية وفي البقاع، والأماكن التي تتعرض للقصف، الشهداء، الجرحى، المهجّرين، الناس، الجو الإعلامي والجو السياسي. هذا كلّه يحتاج إلى مواكبة.

■ هل رأيت أفراد عائلتك أثناء الحرب؟
نعم. رأيتهم مرة واحدة.

■ من كان أول من تفقدته عندما انتهت الحرب؟
عندما انتهت الحرب، كانت إمكانية الحركة معقدة قليلاً. تذكرون أن الحرب لم تنته بوقف لإطلاق النار، بل بوقف الأعمال العدائية. كنا نعتبر أننا لا نزال في قلب المعركة، لذلك بعد الحرب مباشرة، ولفترة، بقيت حركتي محدودة. هناك شخصيات ألحّت في طلب لقائي، فكنت أقول لهم إن هناك حرجاً عليّ وعليكم. كان تشخيص الإخوان أن الوضع خطر، وأن ظهوري في أي مكان قد يعرضني ويعرّض الموجودين للخطر. المكان الوحيد الذي ذهبت إليه بعد الحرب هو المكان الذي كان فيه المرحوم سماحة السيد محمد حسين فضل الله. زرته وعدداً من الإخوان لشكره على موقفه. أثناء الحرب، الوحيدون الذين كنت ألتقي بهم هم الإخوة المعنيون بالعمل الجهادي. وعلى الشبكة الداخلية، كنت أتحدث مع المنار، ومع العلاقات الإعلامية. في الحديث على الشبكة الداخلية، لم تكن هناك مشكلة. كانت هناك مشكلة في الكلام على الخلوي أو اللاسلكي. أحياناً، كنت أسجّل كلمة ثم تبث على اللاسلكي للشباب الذين ليس لديهم داخلي، هذا حصل.

ــــ هل تفقّدت النازحين أثناء الحرب؟
الأمر لم يكن يحتاج إلى تفقد شخصي لأن طبيعة الحركة كانت صعبة، لكنني كنت على تواصل مع الإخوان المعنيين بأمور النازحين. التشكيل الحزبي كله كان شغالاً، وكنت على تواصل مع كل المسؤولين، وبالتالي كانت لديّ صورة يومية واضحة عن القصف والدمار، وعن المهجرين وكيف تعالج مسائلهم والمشاكل التي يواجهونها. بطبيعة الحال، كان موضوع المهجرين والموقف الشعبي والناس وأوضاعهم ومزاجهم ومعنوياتهم، أساسياً بالنسبة إلينا، وتبنى عليها قرارات.

■ هل فاجأكم موقف المهجرين؟
لم يكن مفاجئاً لي، لكنه كان كذلك لكثيرين لأنه كان هناك رهان كبير على المهجرين، وجرى تحريض في وسائل الإعلام وفي أوساط المهجرين في المدارس وغيرها. كانت بعض الجهات السياسية تأمل أن يخرج هؤلاء في تظاهرات تطالب بوقف المقاومة أو بنزع سلاحها أو باستسلامها. حصل شغل على ذلك. عظمة موقف الناس ليس فقط بسبب إرادتهم واقتناعهم ووعيهم، بل لأنهم بقوا على هذه الاقتناعات في ظل حرب ودمار وتهجير وقتل ومجازر، وفي ظل تحريض هائل. لو كان هناك انسجام وطني والكل يشجع ويثبّت ويقوي العزائم، يمكن أن تعطي علامة أقل لموقف الناس. لكن، في الواقع، كان هناك مناخ من تثبيط العزائم والتخوين وتحميل مسؤوليات للمقاومة عن كل ما يجري، ومحاولات لحثّ الناس على الخروج في تظاهرات، لكنهم رفضوا.

■ خلال الحرب، ما هو أكثر موقف آلمك؟
ما كان يؤلم هو المجازر. العسكر عادة يكونون صلبين، لكن إخواننا، رغم صلابتهم، كانوا يتأثرون، وبعضهم كان يبكي عندما يرى مشاهد النساء والأطفال والمجازر. ما كان يؤلم كثيراً هو المسّ بالمدنيين. المباني يعاد إعمارها، والمهجّر سيعود في نهاية المطاف لأنه كان واضحاً لدينا أننا إن شاء الله سننتصر. حدثت مجازر عدة، ولا يمكن القول إن واحدة كانت أكثر إيلاماً. لكن هناك خصوصية لقصف مجمّع الإمام الحسن، أولاً بسبب عدد الشهداء الكبير، وثانياً بسبب ما أشيع في لبنان بأن الاستهداف جرى لاعتقاد الإسرائيليين بأنني كنت موجوداً فيه. طبعاً أنا لم أذهب إلى ذلك المكان أبداً في أي لحظة أثناء الحرب.

■ من هو الشخص الذي كنت تخشى عليه؟
ليس هناك شخص محدد. هناك مجموعة من الإخوة، من بينهم الأخ الحاج عماد، كنت أعتبر بقاءهم على قيد الحياة أمراً مهماً كونهم من الأساسيين في مسار الحرب، وكنت دائماً مهتماً بأوضاعهم.

■ ما هو دور سوريا خلال الحرب، وماذا كان دور العميد محمد سليمان؟ وهل سقط شهداء من الجيش السوري؟
خلال الحرب، لم يتوقف نقل السلاح من سوريا. لم يكن واضحاً كم ستطول الحرب، لذلك كلما كانت لدينا إمكانات وسلاح وذخيرة أكثر، كان الوضع أفضل، وكانت إمكانات النقل لا تزال متاحة رغم أن الإسرائيلي كان يستهدف تقريباً كل المعابر. مع ذلك. لم يسقط شهداء من الجيش السوري لأنه لم يحدث قصف داخل سوريا.
بالنسبة الى الشهيد العميد محمد سليمان، أعتقد أن الإسرائيليين هم الذين قتلوه بسبب دوره قبل الحرب وأثناءها لأنه كان مكلّفاً من الرئيس الأسد بمتابعة هذا الملف. كان دوره ممتازاً جداً وإيجابياً جداً، لذلك بعد الحرب، بحث الإسرائيليون عن الحاج عماد وعن العميد سليمان. بعض الإعلام العربي تحدّث عن تصفيات داخلية. من الواضح تماماً لدينا، من التحقيق والمعطيات الميدانية، أن إسرائيل وراء هذا الأمر.

■ هل صحيح أن الرئيس بشار الأسد كان مستعداً لفتح الجبهة؟
احتمال تطور الحرب إلى سوريا كان وارداً لأن الإسرائيلي كان يحمّل سوريا جزءاً من المسؤولية عن صمود المقاومة، وعن تزويد المقاومة بجزء من السلاح الذي كان له تأثير نوعي في مسار الحرب. لذلك كان هذا الاحتمال وارداً نتيجة تطورات الميدان، وخصوصاً عندما بدأ الحديث عن عملية برية قد تحصل باتجاه حاصبيا وراشيا والبقاعين الغربي والأوسط. يومها، تقريباً في الأسبوع الثاني من العدوان، أرسل لي العماد آصف شوكت الذي كان على تواصل معنا أثناء الحرب، طالباً رأيي في فكرة تدرس في دمشق بأنه في حال حدوث عملية برية واسعة، قد تجد سوريا نفسها مجبرة على الدخول إلى جانب المقاومة في الحرب. لا أدّعي أن القرار اتخذ، لكن الأمر كان مطروحاً لدى الرئيس والمجموعة المعنية باتخاذ القرار، وهم كانوا يواكبون كل شيء، وعلى اطلاع تفصيلي على ما يجري.
كان جوابي لهم، بعدما تشاورت مع الإخوان: لستم مضطرين لذلك، والأمر ليس بهذه الخطورة وإمكانيات المواجهة البرية لدينا عالية جداً، لا بل نتمنى أن يدخل الإسرائيلي في عملية برية لأنه عندها ستتضح معالم المعركة.
عملياً، العملية البرية التي كان يفترض على أساسها أن يناقش موضوع دخول سوريا في الحرب لم تحصل، ولذلك انتفى الأمر، ولم يحصل نقاش لاحق.

■ الى أي مدى فاجأتكم غزة 2014، وخصوصاً أن موقف الحزب كان متريثاً في الأيام الأولى، على صعيد الموقف وعلى صعيد السلوك الإعلامي. هل كانت هناك خشية من أن المقاومة تستدرج إلى فخ؟
هل كان المسار الفلسطيني متوقعاً؟ لا، لكنه لم يكن أيضاً مفاجئاً. المفاجئ ما يكون خلاف السياقات. الواضح ان الاسرائيلي، لا المقاومة، هو من دفع الأمور في هذا الاتجاه منذ خطف المستوطنين الثلاثة.

الطريقة التي تعاطى بها الاسرائيلي ليست طريقة من يفتش عن مخطوفين. بحجة البحث عن المستوطنين الثلاثة، فعل كل ما يستطيع فعله في الضفة الغربية، بمسح حماس والجهاد والجبهة الشعبية، وكل ما يتصل ببنية المقاومة. تطورت الأمور من مستوى الى مستوى، وأنا أميل الى أن ما حصل هو تدحرج، لأن الاسرائيلي تدحرج والمقاومة تدحرجت. بمعنى أنه ما من أحد خطط للحرب. البعض، للأسف، اتهموا المقاومة بأنها ذهبت إلى الحرب لكي تحيي دورها السياسي أو لإحياء المحور التركي والقطري والإخواني. أنا لا أرى ذلك.
في المقابل، الإسرائيلي الذي يراقب تطورات المنطقة وتحولاتها ليس مستعجلاً على الحرب، لكن عندما تتدحرج تصبح هناك فرصة وتهديد. الإسرائيلي هنا يود الاستفادة من الفرصة، والمقاومة تواجه هذا التهديد، وتحاول أن تحوّله إلى فرصة. هكذا نفهم ما جرى. الطرف الإسرائيلي رأى أنه طالما ذهبنا إلى المواجهة فهذه فرصة، وخصوصاً أن غزة محاصرة، والعالم العربي ممزق، والوضعين الإقليمي والدولي في مزاج آخر، وكذلك اهتمامات الشعوب العربية. في الأيام الأولى، ضرب العدو كل الأهداف التي لديه معلومات عنها، ومع ذلك استمرت الصواريخ تطلق من قطاع غزة. لذلك وجد نفسه أمام مشكلة كبيرة.
أما المقاومة، وطالما أن الحرب فرضت عليها، فهذه فرصتها لرفع الحصار. لذلك واضح ان المقاومة لا تبحث عن نصر معنوي أو عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وإنما عن انجاز حقيقي هو رفع الحصار، ولو كان مكلفاً. وهذه نقطة قوة للمقاومة، أولاً لأن هذه إرادة كل فصائل المقاومة في غزة. وثانياً لأن هناك إرادة شعبية حقيقية في موضوع رفع الحصار.
ربما يختلف الناس مع حماس على إدارة القطاع، وعلى السلطة والحكومة، وقد تتباين الفصائل في ما يتعلق بالموقف من الأحداث الإقليمية، لكن في موضوع رفع الحصار، هذا مطلب شعبي جماهيري غزاوي إجماعي.
هذا فهمنا لطبيعة المعركة. لذلك عندما عرض في البداية وقف إطلاق نار او تهدئة في مقابل تهدئة، كان إجماع الفصائل على أنه لا يمكن ان نناقش ذلك من دون تحقيق انجاز رفع الحصار. منذ بداية المعركة، هذا كان هدف المقاومة. الإسرائيلي، في تقديري، «علق»، وهو حاول كثيراً ان يستفيد من أضرار حرب تموز. منذ بداية حرب غزة كانت حرب لبنان الثانية حاضرة في الإعلام الإسرائيلي.

■ هل توافق على أن أهداف العدو كانت متواضعة؟
هذه من عبر تموز. الإسرائيلي حاول ان يستفيد من العبر، لكنه «علق» في المشكل، ولذلك لم يحدد هدفاً. تابعت الحرب منذ بدايتها. ليس واضحاً لديّ ما هو الهدف، ولا يوجد كلام رسمي نهائي. أحدهم يتحدث عن إسقاط نظام حماس، وآخر عن نزع سلاح المقاومة، أو وقف الصواريخ، أو منع دخول الصواريخ أو تصنيعها، أو تدمير الأنفاق. حتى موضوع الأسيرين يتجاهلونه ما أمكن، لأنهم يعرفون انه لا يمكن استعادتهما من دون تفاوض ومن دون ثمن، ولن يصلوا اليهما بالضغط السياسي أو العسكري. الاسرائيلي في مأزق، وربما كان تقديره ان المقاومة لا تملك إرادة الصمود، وأن الناس لن يتحملوا هذا الحجم من التضحيات. وأعتقد ان العدو كان يراهن، كما راهن شيمون بيريز في حرب عناقيد الغضب عام 1996، على نفاد مخزون صواريخ المقاومة، وعندها يقول إنه أوقف اطلاق الصواريخ من دون أن يعطي مكسباً للفلسطينيين، لكن هذه الحسابات كلها «ما ظبطت».
■ هل تبلّغتم من الفلسطينيين طلباً بالتدخل المباشر؟
الأخ موسى (أبو مرزوق) تحدث في هذا الموضوع. لم يتحدث أحد معنا من بقية الفصائل، وأعتقد أن الكل يتفهم.

■ هل يعبّر كلامه عن موقف حماس الحقيقي؟
اذا كان هذا مطلباً جدياً فإنه يناقش ضمن الدوائر المغلقة لا في وسائل الإعلام. خطوط الاتصال بيننا وبين حماس لم تنقطع في يوم من الأيام، حتى في الفترة التي قيل فيها عن تراجع العلاقة. خطوط الاتصال قائمة والتواصل دائم. كان يمكنه هو أو أحد قيادات حماس ان يطلب مناقشة الأمر، أما طرحه في الإعلام، ففي رأيي يثير تساؤلات ولم أجده مناسباً. لا أريد أن أحلّل، والأصل هو حسن النية والتفهم. ربما رأى ان الظروف صعبة قليلا فطرح الفكرة، لكن موضوعاً بهذه الأهمية والخطورة لا نتخاطب به عبر وسائل الإعلام. ولذلك لم نعقّب على الطلب إعلامياً لأن هذا الأمر يناقش في ما بيننا، وما إذا كانت هناك مصلحة أم لا.
■ هل تواصلتم مع حماس في هذا الشأن؟
لا.

■ لم تراجعوهم في الأمر؟
هناك تواصل مستمر، لكن لا نحن تحدثنا في الأمر ولا هم.

■ في رأيكم كم أخّرت حرب غزة الحرب الإسرائيلية المقبلة على لبنان؟
يمكنني القول إنها أخّرت، لكن لا يمكنني أن أقول كثيراً أو قليلاً، لأنه ليس واضحاً ضمن أي ظروف أو معطيات يمكن الإسرائيلي ان يشن حرباً لو أراد ذلك. الإسرائيليون بعد حرب تموز والعبر التي استخلصوها يفترضون أن أي حرب مقبلة يجب أن تؤدي إلى نصر سريع وحاسم وبيّن. في حرب تموز الكل قال ان إسرائيل هزمت، لكن قد يخرج من يدعي غير ذلك، كما حصل أخيراً عندما قال البعض انهم اكتشفوا الآن انهم انتصروا لأن جبهة جنوب لبنان لم تفتح، علماً أن هذه الجبهة لم تفتح لا في الانتفاضة بعد عام 2000 ولا أثناء عملية السور الواقي او في 2008 او حرب الأيام الثمانية.
اشترط الاسرائيليون بعد تموز لأي حرب في لبنان أن يكون النصر، أولاً، سريعاً لا يستغرق وقتاً، ولا تتحول الحرب استنزافاً وقصفاً للمدن، وثانياً، أن يكون حاسماً لا محدوداً او مؤقتاً، وأن يحقق كل الأهداف لا أهدافاً متواضعة، وثالثاً أن يكون واضحاً لا نقاش فيه. من الأسباب المهمة لذلك هو تقديرهم أن اي حرب مقبلة ستكون أصعب بكثير من حيث استهدافاتها، ومن حيث قدرات المقاومة وإمكاناتها الصاروخية وفي المجالات المختلفة. العدو لا يحتمل حرب استنزاف، ونراه حالياً «مضغوطاً»، مع أن عدد الصواريخ الذي يطلق من غزة على تل أبيب وغيرها محدود جداً. هو يتحدث عن فعالية القبة الحديدية، لكن هذا فيه نقاش، لأن القبة الحديدية قد تتمكن من اسقاط عدد محدود من الصواريخ، لكنها ستواجه مشكلة حقيقية في وجه عدد كبير من الصواريخ.
عمل العدو على الاستفادة من عبر تموز تدريباً وتجهيزاً وذهب ليطبّق ذلك في غزة، مفترضاً انه عالج كل الثغر، فضلا عن امتلاكه إحاطة معلوماتية هائلة بأوضاع غزة. برغم ذلك نجد أنه فشل، وهو من يقول ذلك لا نحن. لذلك، عندما يفشل في مواجهة غزة المحاصرة وإمكاناتها المعروفة، فبالتأكيد يجب أن تكثر حساباته. أعتقد أن الموضوع يختلف ما بعد حرب غزة عما كان عليه قبلها.
■ ما نصيحتك للمقاومة وللشعب الفلسطيني في غزة؟
هذه قناعتهم وإرادتهم وثقافتهم. عندما يوضع الإنسان بين خيارين: إما ان يستسلم أو الحرب، فلا خيار بين السلة والذلة. ثقافة المقاومة وخيار المقاومة تناميا لدى الشعب الفلسطيني لأنه لا أفق آخر له. جرب المفاوضات، وانتظر الوضعين الإقليمي والدولي بما يكفي، بل مرت، في ما يتعلق بمصر، فرصة ذهبية بالنسبة إلى قطاع غزة وإلى مجمل القضية الفلسطينية، ولكنها سرعان ما ضاعت. من يعش في غزة فما هي الخيارات لديه؟ أن يقاوم، أو أن يستسلم للشروط الإسرائيلية، أو أن يرمي بنفسه في البحر، أو يهاجر وينضم إلى مخيمات اللاجئين. أعتقد، بعد كل هذه التجارب، أنه ليس أمام الفلسطينيين غير الخيار الذي يتبعونه اليوم. اللاخيار، هنا، بمعنى انه إذا كان الانسان حريصاً على كرامته وعلى بقائه وعلى وجوده يلجأ إلى هذا، وإلا فإن هناك ناساً يستسلمون. أهل غزة أخذوا قرارهم بعدم الاستسلام، وبتحمّل تبعات هذا الموقف ولو كان مكلفاً، ولديهم ثقة بالمقاومة وبأن طريق المقاومة قد يوصل إلى نتيجة. المنطق والعقل ــــ لا الشعارات ــــ يقولان إن عليهم أن يقاتلوا .

■ واضح اننا امام مشكلة بين محور المقاومة والقيادة المصرية. المسألة لا تخص حماس وحدها. كيف تتعاملون مع موقف حكومة السيسي من ملف العدوان على غزة، والضغط على المقاومة؟
أريد أن أستعير كلام احد قادة المقاومة الفلسطينية بأن مشكلة غزة الان أنها بين مشكلتين: مشكلة ثقة مع الاسرائيلي، وهي مشكلة اساسية وجوهرية، وبين أنها اصبحت واقعة بين محورين قطري ــــ تركي، ومصري ــــ سعودي ـــ إماراتي. هذا الانقسام اسبابه مفهومة ومعروفة، لكنه للاسف الشديد انقسام حاد وقاس، في الوقت الذي يجب فيه تجاوز هذا الانقسام بشكل او آخر. نحن، مثلاً، بالتشاور مع الاخوان في الفصائل الفلسطينية ومع الاخوة الايرانيين، اقترحت على الايرانيين أن يتصلوا بالاتراك والقطريين والمصريين، وبالسعوديين ولو عبر الامارات أو عُمان. بالنسبة الى محور المقاومة، لسنا معنيين بتسجيل نقاط أو بتوظيف حركة مقاومة في حسابات داخلية او اقليمية. هناك هدف أساس هو وقف الحرب على غزة ورفع الحصار. في أوقات الاشتباك، الأولوية هي ان يحكي الناس مع بعضهم بعضاً، لكن في غمرة الاحداث، كان الموقف المصري، مثلاً، صعباً، فيما شنّ رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان هجوماً شخصياً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. حتى القطريون، ومن خلال «الجزيرة»، كان موقفهم سلبياً من مصر، إذا كنت تريد مساعدة غزة فإنه يجب ان تحكي مع مصر، والفلسطينيون انفسهم يقولون إن أي حل أو تسوية غير ممكنة بمعزل عن مصر.
هذا يتطلب من هذين المحورين اللذين تقع غزة بينهما بشكل او آخر أن تتقدم اولوية غزة على كل النقاشات والصراعات الاخرى، وهو ما لم يحصل حتى الآن في الشكل المناسب.

■ كيف ترون علاقتكم بحركة حماس في المرحلة المقبلة، ليس فقط كحزب، بل ايرانياً وسورياً، وخصوصاً بعد حرب غزة؟
حتى قبل حرب غزة. نحن اختلفنا على مقاربة الحدث السوري، ولكن لم تنقطع الاتصالات واللقاءات. كل شيء بقي طبيعياً جداً.

■ والدعم ؟
بطبيعة الحال كل وضعنا تأثر نتيجة احداث سوريا والعراق والمنطقة. في الموضوع السوري، في كل اللقاءات التي كانت تعقد بيننا كانت الدعوة هي الى أن نتفهم موقفهم وأن يتفهموا موقفنا، وان كنا على خلاف في تقويم ما جرى. دارت نقاشات كبيرة بيننا حول هذا الموضوع. طبعا موضوع غزة يعيد هذا المسار الى أولوياته لكي نتواصل ونتعاون اكثر. وبالتأكيد سيكون لذلك تأثير دافع في العلاقة بين حزب الله وحماس، وبين حماس والجمهورية الاسلامية. موضوع سوريا مختلف ومعقد، ويحتاج الى وقت، وهو رهن التطورات الاقليمية، وليس له أفق في المدى المنظور.

■ سندخل الى القدس؟
لدي يقين بذلك.

■ هناك مزاج شعبي يسأل اليوم: ما هي علاقتنا بفلسطين، ولماذا يجب علينا أن نحرر القدس؟
أخطر المشاكل التي نواجهها الآن، سواء في المزاج اللبناني، أو في المزاج العربي، أن نصل إلى وقت تعتبر فيه شعوب المنطقة وجود إسرائيل طبيعياً، وأنها لا تمثل تهديداً للمنطقة ولا لشعوب المنطقة، وأن إسرائيل ـ إذا كانت مشكلة ـ فهي مشكلة للشعب الفلسطيني فقط، لا لكل شعوب المنطقة، وهذا الكلام مرتبط بالسياسة وبالأمن وبالاقتصاد. إسرائيل أولاً هي كيان غير شرعي وهي تهديد للمنطقة وهي تهديد دائم لكل المنطقة، ولا يمكن التعايش مع هذا التهديد، ولذلك يجب أن يكون الهدف النهائي لهذه الأمة هو إزالتها من الوجود، بمعزل عن كل المشاكل والحساسيات، وعن كل ما حصل أو يمكن أن يحصل بين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، بين الشيعة والسنة، بين المسلمين والمسيحيين. كل النزاعات والحساسيات والخلافات والصراعات، لا يجوز أن تسقط ثقافة أن إسرائيل غدة سرطانية، وهي شر مطلق، وخطر على كل شعوب وحكومات هذه المنطقة، وعلى كرامتها ومقدساتها، وبالتالي الهدف النهائي يجب أن يكون إزالتها.
هم يريدون إيصالنا إلى هذه النقطة، وهناك مراحل ينجحون فيها، ونحن يجب ألّا نصل إليها. طبعاً، هذا إذا تحدثنا بالسياسة والاقتصاد والأمن والعسكر والبيئة وما إلى هنالك، ولكن إذا تحدثنا من منطلق عقائدي فهذا موضوع لا يمكن أن يُقارب النقاش فيه على الإطلاق. في الموضوع العقائدي تضيق المساحة الشعبية التي تتأثر بالمزاج وبالعواطف، حيث يؤكد الناس أن لديهم موقفاً عقائدياً من موضوع إسرائيل، وهو موقف لا علاقة له بما إذا كنا متصالحين مع الفلسطينيين أو مختلفين معهم.
وبالتالي صلة حزب الله بالصراع مع العدو الاسرائيلي، وحتى بالوقائع الميدانية داخل فلسطين، لا نقاش فيها.

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   لبنان   ,   المقاومة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz