دام برس :
شكل رد الفعل الانتقامي المتوقع من تنظيم «الدولة الإسلامية» إزاء مسلحي حلب وإدلب «بعبعاً» مخيفاً قادهم مع تنامي رقعة نفوذها ومطامحها إلى المسارعة لبيع ممتلكاتهم والفرار إلى تركيا بأسرع وقت ممكن قبل وصولها إلى مناطقهم. وأكدت إفادات الأهالي في عدد من قرى وبلدات ريفي حلب وإدلب الشماليين في اتصالات مع «الوطن» لجوء عدد كبير من مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة ومتزعميهم إلى بيع أراضيهم ومنازلهم وسياراتهم بثمن بخس يصل إلى نصف قيمتها الحقيقية من أجل الهرب إلى تركيا على خلفية معلومات تفيد بأن التنظيم ينوي إعادة السيطرة على المناطق التي فقدها في الريفين، خصوصاً القريبة والمتاخمة للحدود التركية منها.
وكانت «الدولة الإسلامية» فرضت نفوذها على العديد من مناطق ريف حلب الشمالي مثل كفر حمرا وحريتان واعزاز وريف إدلب الشمالي كالأتارب وسرمدا وسراقب قبل أن تتحد المجموعات المسلحة ضدها بدعم أميركي خليجي اضطرها إلى الانسحاب بطريقة مذلة نحو ريف حلب الشمالي الشرقي والتقوقع في منبج والباب وجرابلس. وتوعد إرهابيو «الدولة الإسلامية» عبر تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مسلحي ميليشيا «الجيش الحر» بالعودة إلى مناطقهم وتصفيتهم لـ«خيانتهم لهم وتعاملهم مع الأعداء» حسب تعبيرهم.
وأوضح سكان محليون أن المسلحين جندوا الأزمة التي تمر بها البلاد لمصلحتهم وجنوا أموال طائلة بطرق غير شرعية ولاسيما المتاجرة بالسلاح والمواد الغذائية وتهريب الوقود إلى تركيا عدا عن سرقتهم للمعامل والمستودعات التجارية في حلب وريفها وللدعم المالي المقدم من السعودية وقطر واشتروا أراضي شاسعة وبيوتاً وفللاً سكنية وسيارات فارهة من دون رسوم جمركية.
وقال أحد سكان بلدة حيان في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن»: «باع المسلحون عقارات بلا أساس قانوني ولا تعود ملكيتها لهم بل وضعوا يدهم عليها بحكم نفوذهم، وبعضها مدون ملكيته لسكان يقيمون في مدينة حلب حيث إن ثمنها الرخيص أغرى ضعاف النفوس بشرائها بعقود باطلة وغير معترف بها قانوناً».
ولفت آخر من قرية مشهد روحين الحدودية مع تركيا والتابعة لمدينة إدلب أن مسلحين يمتلكون أراضي باعوها بحكم محكمة لتجار حلبيين قبل بدء الأزمة ولكنها لم تثبت في السجل العقاري بسبب معاملة الترخيص الحدودية المجحفة «وعمدوا أخيراً إلى بيعها ثانية لتجار الحرب ومسلحيها، ومنهم عرب وأجانب، ثم غادروا إلى تركيا عبر معبر قطمة القريب غير الشرعي والمخصص للحالات الإنسانية وبحوزتهم أموال طائلة من الدولارات أسوة بمسلحي الدانا وسرمدا والأتارب الذين يتنقلون عبر معبر باب الهوى المجاور.