دام برس :
في العلوم العسكرية لابد من الانتقال مابين عمليات الدفاع إلى الهجوم المعاكس وفق ما تسير الأمور على خارطة القتال وفي واقع الأمر شكلت الفرقة 17 الواقعة في شمال مدينة الرقة نقطة الارتكاز الرئيسي في العمليات العسكرية على محور الرقة وريفها حيث حاولت المجموعات المسلحة السيطرة على مقر الفرقة منذ حوالي عام وقد اعتمد المهاجمون على محاصرة الفرقة واستهداف مقراتها بقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع إضافة لعمليات الهجوم الانتحاري الهادفة إلى فتح ثغرة في خط الدفاع عن الفرقة والتسلل عبره من اجل السيطرة عليها.
منذ عدة أيام بدء ما يعرف بتنظيم داعش بعملية هجوم هي الأوسع على الفرقة 17 وذلك عبر استهدافه الخطوط الدفاعية للفرقة بعمليتين انتحاريتين تبعهم إسناد ناري وهجوم بري بأعداد كبيرة من المسلحين من ما يعرف بالانغماسيين.
مصادر ميدانية أكدت بأن تنظيم داعش وبعد تقدمه في العراق حصل على عدد من الآليات التي أمنت له تغطية نارية في عملية الهجوم الأخيرة حيث استطاع التنظيم أن يدخل الى كتيبة الكيمياء في الفرقة لتشكل نقطة ارتكاز في عمليته
وحدات الجيش العربي السوري المكلفة بحماية الفرقة قامت بالتصدي للهجوم والانتقال إلى مرحلة الهجوم المعاكس بالتزامن مع استهداف مقرات داعش في مدينة الرقة وقد أمنت تلك الوحدات عملية انسحاب باقي المجموعات باتجاه اللواء 93 الواقع على بعد 45 كلم من شمال الرقة قرب مدينة عين عيسى.
عمليات الانسحاب تلك تزامنت مع دخول مسلحي داعش إلى مقر قيادة الفرقة و تم استهدافهم من قبل وحدات الجيش السوري حيث اعترف التنظيم بسقوط عدد كبير من القتلى في صفوفه إضافة لتدمير عدد من الآليات وسيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات ثقيلة.
مصادر عسكرية أكدت أن عملية الهجوم الأخيرة أتت بعد استعادت الجيش السوري للتلال المحيطة بحقل الشاعر للغاز في عمق البادية السورية وبالتزامن مع عمليات الجيش السوري في دير الزور وريفها وأكد المصدر أن تنظيم داعش يحاول منع الجيش السوري من قطع طرق إمداده عبر المناطق الحدودية مع العراق حيث تقوم وحدات الجيش السوري بعزل المناطق الخاضعة للتنظيم واستهدافها لضرب مراكز القيادة والسيطرة ومنع التنظيم من القيام بأي مناورة باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.
وتشير المصادر بأن الجيش السوري مازال يمتلك نقطتي ارتكاز رئيسيتين في العمليات العسكرية على جبهة الرقة الأولى في اللواء 93 والثانية في مطار الطبقة العسكري الواقع على بعد 45 كلم غرب المحافظة حيث تشكل تلك النقطتين ثقلا استراتيجيا على خارطة العمليات القتالية في المنطقة الشرقية من سورية بالاضافة الى عمليات استهداف تجمعات داعش داخل مدينة الرقة وهذا يعتبر عسكريا استنزافا لهذه المجموعات مع سقوط عدد كبير منهم قتلى