Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نظرية جديدة للأمن القومي الصهيوني في ظل انهيار منظومة الأمن القومي العربي
دام برس : دام برس | نظرية جديدة للأمن القومي الصهيوني في ظل انهيار منظومة الأمن القومي العربي

دام برس:

طرح معهد ريئوت للتخطيط الإستراتيجي الصهيوني ، مطلع العام الحالي  2014 وثيقة أمنية هامة ، بعنوان:( نحو العام الـ 75 لتأسيس دولة إسرائيل – رؤيا جديدة حول مفهوم الأمن القومي ) ، دعا من خلالها إلى: ( إحداث ثورة في مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي الحالي ، والحاجة لإجراء تغيير في الرؤيا المطلوبة في مجال الأمن القومي ) ، وتطرح الوثيقة مبادئ عمل لتطبيق ذلك ، وترى ، أن هناك فرصاً ماثلة أمام الكيان الصهيوني ، وأشار المعهد إلى أن مصطلح (  مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي )  يتطرق إلى  : (مجمل المبادئ والقيم ، التي بلورت مؤسسات الأمن القومي الصهيوني ، وشكل تفعيل قدراتها وقوتها في المجال الأمني ، والعلاقات الخارجية لغرض الدفاع عن وجود الدولة وأمنها ، وتمت بلورة هذا المفهوم بقيادة أول رئيس حكومة للدولة العبرية دافيد بن غوريون ، في الأعوام الأولى ) بعد نشوء الكيان الصهيوني ، وتمت ملاءمته للتطورات في المحيط السياسي والأمني للكيان الصهيوني ، ولم يتم إرساؤه أبداً بقرارات حكومية رسمية ، وعددت الوثيقة أسس المفهوم الأمني الصهيوني حسب الآتي :
1ـــ دولة إسرائيل هي ( دولة الشعب اليهودي ) وتطبق حقه في تقرير المصير، وبالإضافة إلى التزامه اتجاه سكانها، فإن إسرائيل ترى بنفسها " ملجأ " لجميع اليهود في أنحاءالعالم ، وتتوقع من يهودالعالم دعمها إقتصادياً وسياسياً.
2ـــ الحفاظ على أغلبية يهودية، شرط ضروري لوجود إسرائيل "كدولة الشعب اليهودي" وهي دولة ديمقراطية أيضا.
3 ـــ إنشاء حلف مع دولة عظمى مثل الولايات المتحدة ، والحفاظ عليه ضروري كي تغطي إسرائيل ، من خلاله على عدد سكانها القليل مقابل أعدائها ، ولتتمكن من التأثير على الأحداث في الشرق الأوسط ، واختارت إسرائيل أن تكون جزءاً من العالم الغربي ، وأصبحت ( موقع أمامي )  لهم ، مقابل الدول العربية ، التي كانت تدعمها الكتلة الشرقية.
4ـــ إنشاء ( منظومة أحلاف إستراتيجية في الشرق الأوسط وأطرافه ) ، مثل القرن الإفريقي وآسيا الوسطى والبلقان ، كي تتمكن من تشتيت القوى التي تواجهها.
5ـــ السعي إلى الحصول على ( شرعية أساسية لوجودها وحدودها ) ، بواسطة قرارات واتفاقيات دولية ، وبمساعدة المنظمات اليهودية في العالم.
6ـــ الحراك السياسي في الشرق الأوسط  ، هو نتيجة أداء عقلاني لزعمائه.
7ـــ المسؤولية الحصرية عن الأمن القومي ملقاة على عاتق مؤسسات الدولة التي تمتلك لوحدها المعلومات والقدرات من أجل بلورة توجهأ من يقوم وتطبيقه.
8 ـــ عقيدة " الجدارالحديدي " ، التي تهدف إلى إحباط مساعي الدول العربية للقضاء على إسرائيل .
9ــــ تطوير تفوق عسكري حاسم بواسطة الرد عبر ( الحسم السريع في ميدان القتال ) ؛ و ( تقصير مدة الحروب ) ، و( تمديد مدة وقف إطلاق النار بين الحروب ) ؛ و ( نقل القتال إلى أراضي الدول العربية ) . 11ـــ الفصل بين الجبهة القتالية والجبهة الداخلية .
12ـــ تطوير ( تفوق نوعي تكنولوجي وبشري ) ؛ والحصول على ( إنذار بواسطة الاستخبارات ) ، الأمر الذي يسمح لإسرائيل بـ :  ( الاستعداد ، وتنفيذ عمليات عسكرية استباقية ) ؛ نموذج " جيش الشعب " .
13 ــــ تطوير ( قدرات إستراتيجية ليوم الحساب ) ،أي ( أسلحة نووية ) ، وتكشف هذه العقيدة عن أنه لايمكن القضاء على العداء للدولة العبرية في المنطقة .
14ـــ  الجيش الإسرائيلي هو ( مقاول لتنفيذ مهمات وطنية ) ،  وبينها ( مهمات ذات طابع مدني ) ، مثل استيعاب الهجرة اليهودية ، والاستيطان والتربية والتعليم .
15ـــ  لأن التهديد المركزي ، هو تهديد عسكري ، فهذا يستوجب تسخير كل الموارد ، وبما أن ( الجيش هو المؤسسة المركزية ، في أجهزة الأمن القومي والحيز العام الإسرائيلي ) ، فإنه يحظى بأفضلية من حيث رصد الموارد البشرية والمالية والزمنية .
ويرى "معهدريئوت" أن العناصر الأساسية ، في المفهوم الأمني الصهيوني المذكور أعلاه ، قد تقوضت ولم تعد واقعية بمرور الأعوام ، للأسباب الآتيـة :
1ــــ ابتعاد يهود العالم عن الدولة العبرية ، و تزايد عدد اليهود ، الذين لايرون أنها  عنصر مركزي في هويتهم ، ولايؤيدونها ، وينتقدها قسم منهم ويعاديها .
2ــــ ضعفت المؤسسات والجاليات اليهودية ، وتراجع قدرة يهود الخارج على دعم الدولة العبرية ، والارتباط بها ".
3ـــ  استمرار السيطرة على السكان الفلسطينيين يخلّ بالتوازن بين الهوية الديمقراطية لإسرائيل ويهوديتها .
4ــ الولايات المتحدة لم تعد صخرة متينة بالنسبة لإسرائيل ، وترزح تحت أزمة متواصلة في قدرتها على الحكم ، ويعبر عن ذلك وضعها الاقتصادي ومكانتها الدولية ، وصعود الصين وروسيا ، وتأثير الحربين ضدالعراق وأفغانستان على الرأي العام الأميركي ، وتركيز اهتمام الولايات المتحدة على مناطق أخرى من العالم الأمر الذي يصرف نظرها واهتمامها عن الشرق الأوسط.
5ـــ عملية نزع شرعية أساسية عن الدولة العبرية في الشرق الأوسط ، قيادة شبكة منظمات غيرحكومية ، خلال العقد الأخير ، تهدف إلى نفي شرعيتها كـ : ( دولة قومية للشعب اليهودي ) ، وتجري هذه الحملة في العالمين العربي والإسلامي ، وبواسطة شبكة جمعيات ونشطاء في العالم.
6ــــ اهتزاز التحالفات المركزية للدولة العبرية في الشرق الأوسط ، بعد ضعف النظامين المصري والأردني ، أمام المجتمعات المدنية فيهما ، ومواجهة تحديات داخلية فيهما ، وتراجع تأثيرهما ، و"حلّت" تركيا الحلف الإستراتيجي بينها وبين إسرائيل ، مكانهما .
7ـــ  واعتبرت الوثيقة " الربيع العربي " أنه : ( فوضى وانهيار عناوين سياسية في الشرق الأوسط  ، وألغى وجود القدرة على بلورة المنطقة ، بواسطة علاقة مباشرة بين الزعماء الذين ينتهجون خطاباً عقلانياً يضع مصالح الدولة في المركز ، والهزة الإقليمية أدت إلى تردد وحرج كبير في إسرائيل والدول الغربية ، التي تواجه صعوبة في بلورة سياسة والعمل بموجبها ، لمنع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي ، وانتهاك اتفاقيات ومواجهة كوارث إنسانية ) .
8 ـــ تجدد العداء الديني والعلماني ضد الدولة العبرية،  لدى الجيل الشاب في الشرق الأوسط ،   وهذا الجيل لم يمر بتجربة الهزائم العسكرية في العقود الماضية ، وورث المفهوم الذي يرى في إسرائيل نبتة غربية واستعمارية أجنبية ، وهذا الوضع  موجود في الكيانات التي تقيم علاقات مع إسرائيل – مصر والأردن والسلطة الفلسطينية .
9ــــــ لم تعد إسرائيل في مركز الاهتمام الإقليمي ، ومعظم النزاعات الكبيرة في الشرق الأوسط هي عربية – داخلية وإسلامية – داخلية ، وليست متعلقة بإسرائيل أوبالصراع العربي – الإسرائيلي .  و" تطورت طبقة واسعة بين النخب والجماهير العربية ترفض محاولات حرف النقاش ، حول إخفاقات المجتمع العربي  باستخدام إسرائيل ككبش فداء ".
10ـــ إيران تقترب من هيمنة إقليمية وقدرات عسكرية نووية ، ما سيقوّض تفرّد إسرائيل في المجال النووي ، وتركيز أنظار المجتمع الدولي على قدرات إسرائيل النووية.
11ـــ طور خصوم إسرائيل  قدراتهم  وامكانياتهم العسكرية ، رداً على تفوقها العسكري والتكنولوجي ، وهذا يمنع إسرائيل من تحقيق انتصارات سريعة ، دون إلحاق أضرار كبيرة بها وضرب جبهتها الداخلية ، وتواجه ايضا منظمات ، وينتج عن ذلك : إطالة مدة القتال ؛ التفوّق الإسرائيلي في الميدان العسكري يُستغل من أجل المس بشرعيتها ؛ تكلفة الجيش تتزايد بسبب التكاليف الباهظة للمنظومات التكنولوجية ؛ تزايد الاحتياجات الأمنية اليومية ؛ الجبهة الداخلية تحولت إلى الجبهة المركزية.
12ــ تصدّع نموذج " جيش الشعب "، وهناك تراجعاً في انخراط الشبان الإسرائيليين في الخدمة العسكرية ، وارتفاع نسبة العرب والحريديم المعفيين من الخدمة العسكرية ، ومعظم جنود الاحتياط لايؤدون الخدمة العسكرية ، وتراجع قدرات الاحتياط بسبب تقليص التدريبات ، وارتفاع وتيرة التغيرات التكنولوجية ، وتحولات عميقة في المجتمع الإسرائيلي ، أدت إلى تغيير في مكانة قيادة الأمن القومي كمن لديها صلاحيات حصرية.
ــ ويؤكد " معهد ريئوت " أن : ( هناك فرصة لــتطبيق مفهوم جديد في الأمن القومي للدولة العبرية ، يتلاءم مع المتغيرات العالمية المتطرفة ، بالدمج بين قدرات الحكومة على الحكم ، واتخاذ قرارات وتطبيقها ، وبين الظروف السياسية والعسكرية والداخلية ، وتغيير رصد الموارد ، وتنسيقاً بنيوياً ومؤسساتياً ، وتطوير مفاهيم جديدة لتفعيل القوة العسكرية ) ، والفرص الماثلة في الأمن القومي تنبع من الدمج بين الظروف التالية :
1ــ أزمات داخلية شديدة في جميع الدول المعادية ، والأزمة السورية تؤثر على جميع الدول المجاورة للدولة العبرية ، وأدى تدخل إيران وحزب الله في الحرب الدائرة في سورية ، إلى تعرض حزب الله إلى " هجمات سياسية وإرهابية " داخل لبنان .
2ـــ حماس معزولة في غزة بين الدولة العبرية ، ومصر ، بعد فقدانها حليفيها في سورية وإيران .
3 ـــ السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تقف وحيدة مقابل إسرائيل ، ودون دعم كبير من الدول العربية ، ومصر أو السعودية ، وترزح تحت ضغط المجتمع الفلسطيني .
4ـــ أصبح لدى السلطة الفلسطينية حرية غير مسبوقة ، للتوصل إلى تفاهمات ، أو اتفاقيات مع إسرائيل ، بسبب ضعف الجهات التي تعرقل ذلك في العالم العربي .
5 ــ تغير الخطاب العام الإسرائيلي حول العلاقة بين الجيش والمجتمع ، وتم طرح مشروع قانون المساواة في تحمّل العبء والنقاش العام حول الميزانية الأمنية .
6ــ تراجع كبير في أهمية التهديد العسكري التقليدي ، وأصبح سيناريو يحاكي هجوم عدة جيوش ، غير معقول في الفترة الحالية .
7ـــ الصراع العربي – الإسرائيلي أصبح في الهامش ، بعد أن كان يعتبر مركزياً حياً ، لعدم استقرار المنطقة طوال العقود الماضية .
ــــ عناصر رؤيا جديدة للأمن القومي الصهيوني :
1ــ  مفهوم أمني مرن وذو علاقة مع الواقع وفعّال ، ويتم تحديثه بصورة متواصلة من خلال الشراكة بين جهات في الحكومة والمجتمع المدني .
2ـــ   إسرائيل دولة عظمى إقليمية : تفوّق مؤكد ومرن وذو علاقة مع الواقع ، في كل ما يتعلق بتفعيل مجمل الأدوات العسكرية والأمنية في أنحاء الشرق الأوسط ، بشكل يضمن وجود إسرائيل لسنوات طويلة ، ويكون مواطنوها آمنين إلى جانب ذلك ، إقامة نسيج علاقات ، علنية وسرية ، مع الحكومات والمجتمعات المدنية في أنحاء الشرق الأوسط بواسطة هيئات حكومية وغير حكومية .
3. إسرائيل دولة عظمى ذات  ( قوة ناعمة )  في المنطقة والعالم ، مؤلفة من القدرة على خدمة مصالحها في المنطقة والعالم ، على أساس مساهمة هامة ومتميزة للبشرية ، ولاتتناسب مع حجمها ، ويتم تنفيذ ذلك من خلال إقامة مؤسسات إسرائيلية حكومية و مدنية وعلاقات في جميع أنحاء العالم .
4ـــ  يمكن تحقيق الأهداف بواسطة تطوير حضور الدولة العبرية ، في العالم لتفعيل مجموعة متنوعة من الأدوات " الناعمة " ، مثل الدبلوماسية والتجارة والثقافة والاقتصاد والعلاقات العلمية والتكنولوجية .
5 ـــ إحداث تحسن ملموس في مكانة إسرائيل الدولية وشرعيتها الأساسية كونها عنصرا " لاغنى عنه " بالنسبة للعالم ، بحيث يكون نزع شرعيتها أمرا غير مقبول .
6ـــ كسر دائرة المعاداة الأساسية لها في العالمين العربي والإسلامي ، بواسطة اعتراف عربي وإسلامي بشرعية وجود إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها .
7ــ ضمان وجود أغلبية يهودية في إسرائيل ، بواسطة إنهاء السيطرة على السكان الفلسطينيين في إطار تسوية انفصال ، أو تسوية دستورية للتعايش في إطار كيان سياسي متطور.
8ـــ اندماج المجتمع الإسرائيلي في شبكة المجتمعات اليهودية في العالم ، بواسطة علاقات بين المجتمعات والمنظمات والأفراد .
9ـــ عقد جديد بين الجيش والمجتمع في إسرائيل فيما يتعلق بالخدمة الأمنية ، بحيث يكون بإمكان أي مواطن أن يؤدي خدمة متساوية وهامة أكثر .
10ـــ مفهوم أمني يوازن مابين التوترات الموجودة في هذه الرؤيا : التكتل الداخلي والعلاقة بين المجتمع والجيش ؛ شرعية إسرائيل ؛ العلاقات بين إسرائيل ويهود العالم .
ـــ وفي المقابل حذّر ( مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب ) ، في مؤتمر نظّمه المركز في تل أبيب ، تحت عنوان : ( الدفاع الصاروخي والاستقرار الإقليمي والدولي ) ، من : ( خطر تنامي القدرات الصاروخية لدى المقاومة اللبنانية والفلسطينية ، ومن أن صاروخاً واحداً يستهدف تل أبيب ، قد يتسبّب بتدمير نصف المنطقة المستهدفة ، وتغيير مشهد السماء في المدينة ) .
وركزت كلمات المسؤولين والخبراء العسكريين الصهاينة والغربيين على : ( تطور السلاح الصاروخي في العقد الأخير ، لدى الجيوش النظامية وغير النظامية، ودوره في الحروب الحديثة وسبل مواجهته، سواء في المواجهات التقليدية أو الحروب غير المتكافئة ، مع كيانات عسكرية كحزب الله في لبنان ) .
وعرض عوزي رابي، «عرّاب» برنامج  ) الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ـــ حوما ) ، وأحد أهم الخبراء الصهاينة في مجال الصواريخ ، في كلمته التطورات التي طرأت على التهديد الصاروخي الموجود في حوزة المحور المعادي للدولة العبرية، والممتدّ من طهران الى دمشق، وصولاً الى حزب الله ، وحذّر من ترسانة : (الصواريخ المعادية الثقيلة والدقيقة والموجّهة ، وهم في طريقهم إلى امتلاك صواريخ باليستية بعيدة المدى، موجّهة أيضاً ) ، مؤكداً أن : ( هذا التهديد ، لم يعد مجرد تهديد تكتيكي، بل هو تهديد متنامٍ واستراتيجي ) ، وعرض روبين قدرات ( محور الشر )  من الصواريخ ، مقدّراً امتلاك إيران ما يزيد على ( 400 صاروخ باليستي ) ، يمكنها الوصول إلى : ( أي نقطة في الدولة العبرية ، وكل منها محمّل برأس متفجر ضخم ، يصل الى 750 كيلوغراماً ، فيما تمتلك سوريا بين 200 و300 صاروخ ، رغم أنها استخدمت جزءاً من ترسانتها في الحرب الأهلية السورية ) .
ولدى سوريا وحزب الله معاً، فهو ( ترسانة مركّبة من آلاف الصواريخ الثقيلة، وعشرات الآلاف من الصواريخ الخفيفة ) ، وأكد روبين أن : ( هذه المعطيات ليست إلا أخباراً سيئة ، أما الأخبار الأكثر سوءاً، فهي الجهود المنصبّة على تحويل هذه الصواريخ إلى صواريخ ذكية ، الأمر الذي يشير الى صورة التهديد المستقبلي ) للكيان الصهيوني ، وأشار إلى : ( نجاحات الصناعة الصاروخية الإيرانية ، وعرض نماذج منها، من بينها ، «تحويل صاروخ زلزال 2 الى صاروخ موجّه، إذ إن الجيل الثالث من هذا الطراز مزوّد بأنظمة توجيه وتحديد مواقع»، والسوريون، أيضاً، يستطيعون الحصول على هذه التقنية ، وتركيبها على صواريخ ام 600 الموجودة في حوزتهم ، وتحويلها إلى صواريخ موجّهة بالكامل ، وعلى الأغلب يمتلك حزب الله مثل هذه القدرة أيضاً ) ، وأعرب عن قلقه من أن : ( يتحول «صاروخ ام 600 الذي يحمل 500 كيلوغرام ، من المواد المتفجرة ، إلى سلاح فتاك إذا تحوّل إلى صاروخ موجّه» ) ، وعرض روبين مشهداً من مشاهد الحرب المستقبلية المقدّرة مع حزب الله، واشا إلى أن : ( أي هجوم من صاروخ ام 600 ضد وزارة الدفاع ومقر الأركان العامة للجيش في تل أبيب ـــ في ما يعرف بمنطقة الكريا ــــ ، سيتسبب بتدمير نصف المنطقة المستهدفة، وهو قادر على تغيير مشهد السماء في المدينة» ، و«التهديد الصاروخي لم يعد تهديداً تكتيكياً، وليس مسألة إلحاق ضرر، بل هو تهديد استراتيجي ، والأسوأ من كل ذلك، هو تحويل الصواريخ البالستية (البعيدة المدى) الى صواريخ ذكية وموجّهة» ، والأعداء سيتزوّدون، خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، بمنظومة صواريخ باليستية موجهة بالجي بي أس، مثل صواريخ سكود، دون أن نستبعد حيازة سوريا مثل هذه القدرة الآن، وهو السيناريو الأسوأ ) .
وتحدث روبين عن : ( المعركة المقبلة والتقديرات السائدة حول مدتها ) ، مشيراً إلى : ( التقدير بضرورة تسريع الحرب وإنهائها سريعاً، وربما في غضون ثلاثة أيام، وهو ما يتفق عليه الأعداء أيضاً، وهذا يعني في حدّ ذاته تهديداً إضافياً، ومن شأنه أن يقلص من فعالية القوة البرية للجيش الإسرائيلي، فضلاً عن أن الأعداء سيكونون قادرين على استهداف القوات البرية ، وأماكن تمركزها وحشودها بواسطة الصواريخ ، والتسبب بإصابات فادحة ).
وأكد روبين أن التقديرات الاستخبارية الصهيونية ، تشير إلى أن «التنظيمات الجهادية» ، ستواصل استهداف شمال فلسطين المحتلة ( لاستجرار ردّ انتقامي إسرائيلي ضد حزب الله) ، وإن أيّ مواجهة تخوضها تل أبيب ستكون مبنية على ( تقدير أكلاف العملية عليها ) .
ويتوقع قادة الحرب في الكيان الصهيوني إطلاق صواريخ في اتجاه المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وهي ( تقديرات مبنية على معطيات ومعلومات استخبارية، وتستند إلى «تقارير منشورة في لبنان»، تشير الى أن الهدف من هذه الصواريخ هو جرّ الدولة العبرية ، إلى رد يؤدي الى تصعيد أمني مع حزب الله ) ، وفي هذا أكد وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون لصحيفة «معاريف» أن مقتل جندي صهيوني برصاص جندي لبناني في الناقورة ، في 15 كانون الأول / ديسمبر2014الماضي ، كان نتيجة ( التوتر السني ــــ الشيعي )، مشيراً الى : ( مسؤولية كتائب عبد الله عزام عن مقتل الجندي، وإلى أن منفذي العملية كانوا يأملون بأن تتهم إسرائيل حزب الله بالعملية، وتشن عملية عسكرية ضده ) ، ولم يذكر يعلون مصدر معلوماته، وهل هي نتيجة للتحقيقات التي أجراها الجيش اللبناني مع الجندي الذي أطلق النار، أم أنها معلومات استخبارية مستقاة من ( منابعها الجهادية ) ، وتنسجم أقواله مع تقديرات المؤسسة العسكرية الصهيونية، بأن : ( «جهات في الجهاد العالمي» مرتبطة بتنظيم «القاعدة» تواصل محاولاتها لجرّ تل أبيب الى الداخل اللبناني ، ولذلك رفعت الوحدات العسكرية على الحدود مع لبنان ، من مستوى استعدادها وجهوزيتها، على خلفية معلومات وتقارير تشير الى احتمال إطلاق صواريخ ) باتجاه الكيان الصهيوني ، وتأكد للعدو أن : ( «كتائب عبد الله عزام»، كما تفيد «معلومات وتقارير منشورة في لبنان»، باتت تملك صواريخ «غراد» يصل مداها إلى أربعين كيلومتراً ، وقد تعمد إلى إطلاقها باتجاهه ، لجره الى تصعيد الوضع الأمني شمالاً ) ، ولهذا نشرت تل أبيب ثلاث بطاريات من منظومة «القبة الحديدية» ، لاعتراض الصواريخ في الشمال، من أصل ست موضوعة في الخدمة، رغم التصعيد المحتمل ، وإمكانية المواجهة المتوقعة في أية لحظة مع قطاع غزة، الأمر الذي يشير الى أن الدولة العبرية تتعاطى مع تقديرات التصعيد مع لبنان بجدية عالية جداً ، أما حديث المصادر الأمنية الصهيونية عن : ( تحميل مسبق للمسؤولية عن أي «اعتداء» للدولة والحكومة في لبنان، فيندرج ضمن الخطاب السياسي الرسمي المعتمد ، في التعامل مع أحداث من هذا النوع، ولا يشير الى حتمية تصعيد صهيوني ) .
ولم يعد الحديث عن وجود جهات تعمل على توفير الأرضية والمبرر للعدو، كي يشنّ عدواناً على لبنان، مجرد تقدير نظري، بل بات حقيقة واقعة ، تقدّر حكومة العدو خطواتها وفقاً لها، وقد أعلنت عنها بشكل رسمي وعلى ألسنة كبار مسؤوليها ، ويبدو أن «التنظيمات الجهادية» التي تتوقع الدلولة العبرية أن تشن عمليات ضدها، لا تهدف إلى الإضرار بالدولة العبرية ، ولا هي معنية بمواجهتها ، بقدر ما هي معنيّة بجرّ العدو الصهيوني  ، لمساعدتها في حربها ضد حزب الله ، عبر رد يخدم هذه الجماعات المتطرفة في حربها ضد حزب الله في الساحتين اللبنانية والسورية ، وفي حال كانت هناك خطط عملانية صهيونية ضد حزب الله ، في المرحلة الحالية أو المقبلة ، كجزء من المواجهة التي تدور على الأرض السورية ، فلا شك في أن عمليات من هذا النوع ستشكل مبرراً للعدو كي يبادر الى العدوان، تحت شعار الدفاع عن نفسه، وهو ما تأمل هذه الجماعات به ، وإن أي اعتداء تبادر بشنه الدولة العبرية ، حتى لو كان في الشكل ضمن صورة الرد والدفاع ، سيكون مبنياً في نهاية المطاف على تقدير خاص بتل أبيب وفقاً لمصالحها وقدراتها، وليس ضمن تقديرات ومخططات الآخرين ، وإن المبادرة إلى شن اعتداء على لبنان، ضيق أو واسع ، تبقى مبنية على القدرة والإرادة ودراسة التبعات والأكلاف ، وإمكان تحقيق النتائج في وجه حزب الله، وقد ثبت حتى الآن أنها عوامل تمنع الكيان الصهيوني عن المبادرة.
وهناك أسئلة تطرح نفسها ، وهي أسئلة العدوان الصهيوني المقبل ضد لبنان ، وهو غير مستبعد الوقوع  ، وتستحق التأمل ، منها :
1ـــ هل تخطئ تل أبيب في حساباتها وتقديراتها ؟ .
2ــ  وهل تقفز فوق كل تقديراتها لتبعات الردود على أي اعتداءات تقدم عليها في لبنان؟

ــ قال رئيس مركز أبحاث الامن القومي الصهيوني اللواء في الاحتياط عاموس يادلين إن :
( فرص نجاح المفاوضات السياسية بين الدولة العبرية ، والفلسطينيين تبدو ضعيفة ) ، وعرض يادلين التحديات والفرص التي تقف أمام الكيان الصهيوني خلال العام 2015 ، وعرض التقرير الاستراتيجي السنوي الصادر عن المركز خطة ( حل ممكن للقضية الفلسطينية ) ، جاء فيها أن على الدولة العبرية : ( تهيئة الظروف لتحقيق فكرة حل الدولتين ، دون الحصول على موافقة فلسطينية ، ودفع الولايات المتحدة الأمريكية وجزء من الدول الاوروبية كبريطانيا وفرنسا والمانيا على الموافقة على الخطة ) .
وتقول الخطة أنه على الكيان الصهيوني ( الانسحاب من حوالي 85% من أراضي الضفة الغربية الموجودة اليوم تحت سيطرته ، والاحتفاظ بباقي الاراضي ، وبالأساس فيما يتعلق بالكتل الاستيطانية التي قد يستخدمها الفلسطينيين لمهاجمة الطائرات المدنية التي تقلع من مطار بنغوروين الدولي) .
وقال "يدلين": ( يوجد سمعة سيئة للخطوة الأحادية الجانب بسبب الإنسحاب من لبنان ومن غزة ، ولكن إذا كان يوجد أحد في هذه الغرفة يريد العودة الى جنوب لبنان ، أوغزة فليرفع يده؟ ، وأن الخطوة الأحادية الجانب ليست بالضرورة خطأ ، نحن نقترح الذهاب الى عملية آحادية الجانب منسقة ومستوعبة لأخطاء الماضي ، وإذا كان لايمكن الوصول الى دولتين ، علينا خلق مثل هذا الواقع ) ، وأكد يدلين على ( ضرورة أن يبقى غور الأردن تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي ، والقضية الأكثر أهمية بالنسبة لاسرائيل ليست فقط الحدود الشرقية وغور الأردن ، ولكن في الواقع الحدود الغربية ، والحفاظ على الأمن على الطريق السريع  6  والجبهة الداخلية ) .
ويوضح التقرير أن( تقدم في العملية السلمية سوف يعزز التعاون الأمني في المنطقة ، وهذه العملية يمكن أن تقوم على أساس عدد من المراحل من خلال مفاوضات لتحقيق اتفاق حل دائم ، وحل انتقالي يهيئ الظروف للوصول الى اتفاق حل الدولتين ) .
واستبعد يدلين ( اندلاع انتفاضة ثالثة ، لأن هذا لايخدم مصالح الفلسطينيين ، فهم أدركوا هذا بعد الانتفاضة الثانية ، ومقابل ذلك سيقومون بانتفاضة سياسية ، والذهاب الى كل المؤسسات الدولية ، وتشجيع المقاطعة الدولية لـ " اسرائيل "  ، لذلك فإن مثل هذه الخطوة مطلوبة جدا ،  وهم يقدرون بأنهم سيحظون بتأييد دولي لذلك  ) .
أما بالنسبة لايران قال يادلين  :( في اللحظة التي تقرر فيها ايران الوصول الى القنبلة النووية ، فإنها تستطيع فعل ذلك مابين ثلاثة الى تسعة أشهر ، ونحن نأمل أن يبعد الاتفاق النهائي (اتفاق جنيف) إيران على القنبلة النووية من أشهر الى سنوات ) .
ــ وفي خطوة غيرمسبوقة ـ ذات دلالة سياسية عميقة ــ كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حاضراً في قاعة المؤتمر السنوي لـ  ( معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي )  الذي يُخصص سنويا لبحث الملف الفلسطيني ، وجاء حديثه الموجه للمشاركين في المؤتمر، وللنخبة السياسية والأمنية والعسكرية والفكرية والأكاديمية في الكيان الصهيوني  بالصورة والصوت ، عبرشاشة بثت مقابلة صحافية اجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية ، شرح فيها وجهة نظره من عملية السلام ، وعرض الرئيس ابومازن أمام الإسرائيليين ( وجهة نظر القيادة الفلسطينية من إتفاق السلام ) مؤكدا انه : ( في حال جرى تحقيقه ، سيمنح إسرائيل إعتراف 57 دولة عربية وإسلامية ، إعترافاً كاملاً مع إقامة علاقات ديبلوماسية بين إسرائيل وهذه الدول ) ، ووضع أمام الإسرائيليين ( أربعة بنود لتحقيق السلام  تأكيدا لرؤيته في الحل السياسي باقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ) ، والتي تضمن ان تعيش الدولة العبرية إلى جانب دولة فلسطين على حدود 67 بأمن واستقرار ، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية ، ومفتوحة أمام كل الأديان ، وتجري فيها الترتيبات بين الطرفين ، وعلى أن تكون حدود الدولة الفلسطينية بيد الفلسطينيين ، وليست تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي ، وحل قضية اللاجئين بموجب مبادرة السلام العربية ، والتي تتحدث عن حل عادل متفق عليه مع إسرائيل بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194) ، وتوقع الرئيس ابومازن ، أن :    ( تنتهي المفاوضات بالاتفاق على فترة إنتقالية،لاتتجاوز السنوات الثلاث ، يوجد خلالها طرف ثالث ، هو حلف الشمال الأطلسي ، الذي ستكون مهمته مراقبة تطبيق الإتفاق والإلتزام به ، على ان تنسحب الدولة العبرية خلال هذه الفترة في شكل تدريجي ) ، وأكد الرئيس ابومازن لصحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية انه: ( لامشكلة لديه في لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في شكل فوري ، وإن الحل الذي نطرحه فرصة على الإسرائيليين عدم تفويتها ) ، وردا على سؤال للصحيفة العبرية حول موقف حماس من الاتفاق والحل النهائي ، أكد الرئيس ابومازن: ( ان هناك اتفاقاً رسمياً مكتوباً مع حركة "حماس"،بموجبه توافق الحركة على إجراء مفاوضات بهدف إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وتوافق على المقاومة الشعبية غير العنيفة ، وعلى تشكيل حكومة تكنوقراط وإجراء انتخابات ، وان حركة "حماس" لن تكون المشكلة ، وان الإتفاق الذي سيوقع مع إسرائيل سيكون باسم الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات ) ، وقالت صحيفة " نيويورك تايمز" الأميركية أن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو رد على خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي طرحها على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، رافضا فكرة أي اتفاق دون اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة ، وقال نتنياهو في مستهل جلسة عقدتها الكتلة البرلمانية الحاكمة في الكيان الصهيوني ( حزب الليكود بيتنا ) : ( من السخافة والحماقة التفكير باتفاق يجبرنا على الاعتراف بالدولة القومية الفلسطينية، دون ان يعترفوا بالدولة اليهودية فهذا أمر سخيف ، والرئيس الفلسطيني غير مستعد ، ولاينوي الاعتراف بالدولة اليهودية ، رغم انه يعلم ويدرك بأنه لن يكون هناك أي اتفاق دون الاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي ، كما يتوجب على الأطراف التي تمارس الضغوط على إسرائيل ، أن تمارس الضغوط على السلطة الفلسطينية وان يوضحوا لها الأبعاد والانعكاسات المتوقعة على الفلسطينيين في حال عدم توقيع اتفاق ،أما أنا فإن أي ضغط مهما كان لن يجبرني على التنازل عن مصالح إسرائيل الحيوية وعلى رأسها المصالح الأمنية ) .
وقال وزير الاقتصاد الصهيوني ورئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء 4/2/2014، ردا على مانسبته صحيفة ( نيويورك تايمز ) الأمريكية من خطط ومقترحات للرئيس الفلسطيني  واصفا: ( خطة أبومازن التي تتحدث عن نشر قوات "ناتو" على أراضي الدولة الفلسطينية ، بأن الفكرة عبارة عن محاولة لاستنساخ أفغانستان جديدة ، فالقوات الدولية هي آخر الأشياء التي تجعلنا ننام بهدوء، ولقد علمنا تاريخ دولة إسرائيل قاعدة غاية بالبساطة تتعلق بالقوات الدولية تقول " حين يكون كل شيء هادئ يكونون هناك ، لكن حين تحتاجهم يهربون ويغادرون " ، هذا ماحدث قبل حرب الأيام الستة ، وهذا ما حدث في لبنان على مدار السنين، وأنا اذكر تماما بصفتي محارب وقائد، بأنهم دائما منعونا من العمل ولم يدافعوا عنا مطلقا ، وقد صدر بعد حرب لبنان الثانية عن مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي تضمن نشر قوات دولية لمنع دخول الصواريخ الى منطقة جنوب لبنان ، تعالوا لنرى النتائج ، يوجد أكثر من 100الف صاروخ تحت رعاية القوات الدولية ، لذلك ورغم هجوم الحداثة أفضل أنا بقيم تخلف وقديم، وفقط الجيش الإسرائيلي هو من يحمي ويحافظ على أطفالنا، وأي طرف أخر نقول له شكرا لسنا بحاجة لك ).
وهاجم بينت تصريحات كبير المفاوضين الفلسطينيين د.صائب عريقات قائلا: (اندهشت حين سمعت رئيس الوفد الفلسطيني صائب عريقات يقول بأنهم كانوا هنا قبلنا لفترة طويلة، وبدلا من ان نجبره على الجلوس في مكانه الطبيعي ردت ليفني عليه بقولها : بأنه يجب أن لانطرح الأسئلة المتعلقة بالروايات التاريخية ، وعدم الوقوف عند أية رواية هي الصحيحة ، بل يجب علينا أن ننظر إلى المستقبل هل 2000 عام من الحنين هي مجرد رواية تاريخية ؟ هل القدس مجرد رواية تاريخية ؟ )
ورد وزير الخارجية الصهيوني اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان على تهديدات المقاطعة الصادرة عن الإدارة الأمريكية قائلا :( على الجميع الخلود الى الهدوء ، فلا احد سيدخل التاريخ ، ارى طيلة الايام الثلاثة الماضية تقارير تنشر تحت اسم " مصدر رفيع " في وزارة الخارجية قوله ، بانه لايمكن وقف ومواجهة المقاطعة ، وان المستوى السياسي لا يتخذ القرارات، ولايواجه هذه المقاطعة، اعتقد بانني اعرف من هو هذا المصدر، وهناك تنسيق تام بين الخارجية ومكتب رئيس الحكومة لمواجهة المقاطعة ).
ـــ وأكد وزيرالحرب الصهيوني موشي يعالون إنه: ( لايمكن الاعتماد على السلطة الفلسطينية من الناحية الأمنية ، فهي الجار غير المسؤول ) ، وقال أن سورية ستتفكك إلى ثلاث دول على الأقل ، وانتقد الاتفاق المؤقت الذي تم التوقيع عليه بين الدول العظمى وإيران ، وقسم الشرق الأوسط إلى ثلاثة محاور على أساس مذهبي ، وكشف إن السلطة الفلسطينية اعتقلت العام الماضي أكثر من ألف من عناصر حركة حماس ، ولكنها لم تقدم أيا منهم للمحاكمة ، وقال إنه : ( طالما يربى الأطفال على حمل أحزمة ناسفة في الاحتفالات ، ولايظهر اسم إسرائيل على الخرائط الفلسطينية ، فإنه لاأمل بالسلام ، والفلسطينيون ليسوا على استعداد للاعتراف بإسرائيل كــ"دولة الشعب اليهودي "،ولايوافقون على تسوية تتضمن اعترافا بإنهاء الصراع ونهاية المطالب من إسرائيل ) ، وأكد أنه : ( لاتوجد أي علاقة بين "حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني" وبين "التهديد النووي الإيراني " و"الاضطرابات في العالم العربي "، و " لايتم طرح الموضوع الفلسطيني داخل الغرف المغلقة مع شخصيات من دول عربية ، وأن " التهديد الإيراني يقلق الدول العربية بدون أي علاقة بالقضية الفلسطينية ") ، وحذر من( سيطرة حركة حماس في المستقبل على الضفة الغربية مثلما حصل في قطاع غزة ) ، وانتقد يعالون( الاتفاق المؤقت الذي تم التوقيع عليه بين الدول العظمى الخمس وألمانيا في جنيف مع إيران في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2013 ، والتاريخ سيحكم على الاتفاق المؤقت مع إيران ، وذلك كان تفويتا لفرصة تاريخية ، وزحف النظام الإيراني ووافق على الحوار مع الشيطان الأكبر أمريكا ، ولكن إيران تحررت اليوم من العزلة السياسية ، وهي اللاعب الرئيس في حل الأزمة في سورية ، باعتبارها جزءا من المشكلة لدعمها للأسد وحزب الله ، وأبقى الاتفاق بيد إيران قدرات ذاتية على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 3.5%، وذلك "جوهر الحفاظ على الخيار العسكري النووي. فإيران تستطيع تطوير دوائر طرد مركزية واستبدالها. ولم تتوقف عملية تطوير صواريخ إلى مدى 10 آلاف كيلومتر ، ومساعداتهم للإرهاب في أفغانستان وسورية ولبنان وعلى الساحة الفلسطينية ، فقد تحررت إيران من الضغط الدولي والاقتصادي" والتقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران سوف تستغل السنوات الثلاث القريبة من أجل تأسيس نفسها على حافة الحيز النووي في موقع يضعها في نقطة انطلاق عندما تقرر التحول إلى دولة نووية )، وزعم يعالون أن: ( الطموحات الإستراتيجية الإيرانية لم تتغير في "تصدير الثورة والهيمنة الإقليمية والاختراق السياسي والإرهاب ، وربما المظلة النووية في المستقبل "، وهي "نظام خلاصي رهيب ، والتهديد الأول للاستقرار في المنطقة والعالم ، ويجب وقفه بطريقة أوبأخرى ).
وخلال حديثه في مؤتمر " المعهد لدراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب ، قال يعالون إنه: ( سيكون في الشرق الأوسط حالة عدم استقرار مزمنة، وإن إسرائيل تخشى من الخطأ الغربي الجديد و هو الدمقرطة عن طريق الانتخابات ، وإسرائيل تدعي أنه لايمكن إنجاز الديمقراطية بذلك ، بالإشارة إلى " تجربة حركة حماس في قطاع غزة والإخوان المسلمين في مصر". و"الشعب هو الذي أسقط الإخوان المسلمين لأنه لايريد أن تتحول مصر إلى إيران ، ولذلك خرج إلى الشارع لوقف الإسلام السياسي ، وقوبل ذلك بتنفس الصعداء في العواصم السنية في الشرق الأوسط ، من رام الله مرورا بعمان وحتى الرياض ، والشعب لايرى بالضرورة في الإسلام الحل ، وعندما أعطي فرصة في مصر فشل بسرعة ) ، وقال إنه: ( لايستخدم التعبير الأبيض وهو الربيع العربي ، ولاالتعبير الأسود وهو الشتاء الإسلامي ، باعتبار أن الوضع متنوع وملون أكثر ، والوضع لاينطوي على مخاطر فقط ، وإنما على فرص أيضا ، ويوجد هناك تفكك لعدة دول قومية فالفكرة تنهار ، وهناك مشاكل متأصلة لاتسمح بالحديث عن دولة وطنية ، ولا عن مجتمع قبلي مثل ليبيا ، ولا في العراق وسورية التي تفجرت فيها حمامات الدم ، وفي لبنان هناك حرب أهلية ، ونشأ في الشرق الأوسط تقسيماً جيو/سياسياً جديداً ، فقد نشأ محور شيعي تحركه إيران ويلقى دعما من روسيا ، مقابل محور سني يرى في الإخوان المسلمين تهديداً ، ويضم مصر والأردن والسعودية والبحرين ، ولايشمل تركيا وقطر اللتين تشكلان محوراً ثالثاً أصغر ، يدعم الإخوان المسلمين ، وسلطة حماس في غزة ، ويوجد للكتلة السنية أعداء مشتركون من الطرفين ، وهم إيران والإخوان المسلمين والقاعدة ، كما يوجد لها علاقات مع الولايات المتحدة ، وهذه مصالح مشتركة لها مع إسرائيل،وهي تبتعد عن مناطق الصراع ، وغير متحمسة للعب دور شرطي العالم ، ولاتزال القوة العظمى الوحيدة ، فلا توجد دولة عظمى تهددها رغم تحديات روسيا والصين ، والولايات المتحدة اختارت الابتعاد ، فانفصلت عن العراق التي تقع اليوم تحت الهيمنة الإيرانية ، وغيابها من الملعب السوري أتاح المجال لروسيا للسيطرة عليها ) ، وقال إن الدولة العبرية : ( تنظر للمدى البعيد ، فهناك قضايا ليست قادرة على حلها اليوم ، وهناك فرصاً ، والعام 2013 كان هادئاً أمنياً نسبياً ، ولم يكن هناك أي داع للقيام بأية حملة عسكرية  ) ، وحول سورية قال إنها: ( تواجه عدم استقرار مزمن ، وتفكك لثلاث دول على الأقل ، وحرب على أبواب دمشق ، وسياسة إسرائيل هي عدم التدخل ، ولكنها تحمي مصالحها من خلال ثلاثة خطوط حمراء :عدم نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ، وعدم نقل أسلحة كيماوية إلى جهات معادية ، وخرق سيادة إسرائيل في هضبة الجولان ) ، وكشف إن: ( هناك 30 ألفا من العناصر الإسلامية المتشددة التابعة لتنظيم القاعدة في سورية ، يتركزون أساسا في القتال ضد نظام بشار الأسد ) .
وأكد إن: ( حزب الله ملتزم باتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل على أساس اعتبارات إستراتيجية لإيران ولحزب الله نفسه ، وقام حزب الله بتخزين نحو 100 ألف صاروخ ، ولكنه لم يقم بشن أي هجوم على الحدود في السنوات الأخيرة ) .

اللواء د.محمد ابوسمره
مؤرخ وخبير إستراتيجي
رئيس مركز القدس للدراسات والاعلام والنشر ( القدس نيوز )

الوسوم (Tags)

سورية   ,   إسرائيل   ,   فلسطين   ,   الصهيونية   ,   الشرق الأوسط   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz