دام برس :

واجهت قوات الجيش السوري و حزب الله منذ أسبوعين اثناء عملية تطهير مزارع رنكوس والتلال المقابلة لها إمتداداً نحو “فليتا” قتالاً عنيفاً من فصائل المعارضة المتشددة التي إستخدمت جميع صنوف الاسلحة التقليدية وغير التقليدية في محاولة ردها للقوات المتقدمة في المنطقة.

على الرغم من كل ذلك، حققت وحدات الجيش ما طلب منها من العملية، التي كانت في نمط مغاير للعمليات في القلمون. خصّصت أساليب سيناريوهات قتال خاصة في تلك المنطقة، وذلك بسبب إنكشاف السهول والمزارع على تلالها التي كان يُسيطر عليها المسلحون، ما كشف الوحدات البرية ووحدات المشاة بشكل سلبي، خفّف من أضراره سلاح الإسناد الذي كثّف من عمليات قصفه وغزارة النيران التي كان يطلقها لتأمين تقدم الوحدات.

بالعودة إلى عملية تحرير “رنكوس” التي مهّدت للشروع بعملية المزارع والتلال الغربية من جهة “الزبداني”، فإن الهجوم على المدينة نفّذ ولأول مرّة من ثلاثة محاور، دخل فيها العامل الجغرافي اللبناني عاملاً مسانداً. بحسب مصدر ميداني تابع تطورات المعركة، فإن الهجوم على الشكل التالي:

أولاً نقول انّ أزياءً عسكرية مُحدّدة إستعملت في المعركة هذه، وذلك لتمييز المجموعات المهاجمة التابعة للقوات السورية وحزب الله حتى لا يحصل خطأ بشري عبارة عن إشتباك القوات فيما بينها، ولكي يعرف كل فرد أو مجموعة أو فصيل أو فرقة زملائه ونطاق عملهم العسكري في المحاور.

في المحور الأول حصل إندفاع المقاتلين من محور قلب القلمون إنطلاقاً من “قارة” المحرّرة التي تعتبر خزّان الجيش وحزب الله.
 إستقدمت القوات إلى منطقة محددة على تخوم “رنكوس” وتجمّعت هناك. كانت هذه القوات ترتدي الزي العسكري الصحراوي مضافاً إليه “درع ديجيتال” معلماً بشارة صفراء كانت موضوعة على كتف المقاتل. هؤلاء كانوا مقاتلي محور “قلب القلمون”.

في المحور الثاني، حصلت إندفاعت المقاتلين من الغوطة الغربية، حيث إستقدمت قوات نخبة، غير منهكة، وإندفعت نحو “رنكوس” من جهة الشرق. كانت هذه القوات مشكلة من السوريين الذين ينشطون في قوات “الرضا”. هؤلاء إرتدوا بذات عسكرية صحراوية مع “درع مارينز” زيتي اللون.

المحور الثالث كان إنطلاقاً من داخل الأراضي اللبنانية، تحديداً من جرود بلدة “النبي شيث” حيث إندفعت قوات من جهة الغرب نحو المدينة. كانت هذه القوات ترتدي الزي الصحراوي ايضاً مع “درع” صحراوي شبيه بلون اللباس العسكري وإشارة حمراء اللون. فيما إندفعت قوات سورية أخرى وأخرى من الحزب السوري القومي الإجتماعي من جهة “صيدنايا” نحو “رنكوس” وخاضت المعارك في “مزارع رنكوس وتلفيتا” والتلال كـ “مرصد صيدنايا”.
إذاً إندفعت القوات من أربعة محاور أسهمت بإسقاط البلدة في ساعات قليلة، أجربت المسلحين على الفرار في إتجاهين محددين. الأول نحو عسال الورد في رأس الخارطة، والثاني نحو مزارع “رنكوس” و “تلفيتا” ونحو “الزبداني” حيث إشتبكت هناك مع وحدات الجيش السوري والحزب القومي التي دعّمت لاحقاً، وخاضت جميع القوات بعد السيطرة على “رنكوس” اعنف المعارك في المزارع المذكورة.

بالعودة إلى محاولا إعاقة هجوم الجيش، فقد كشف مصدر ميداني للـ “الحدث نيوز” عن الاساليب التي إستخدمها المعارضين الذين حاولوا صد الهجوم الأكبر. وعلى الرغم من تلك الاساليب إلى انها لم تفلح في التأثير السلبي على الهجوم، أو تغيير وجهته وأهدافه.

“الكورنيت”

سلاح “كورنيت” تحول بالنسبة لجماعات المعارضة المتشددة في هذه المنطقة سلاحاً لاستهداف الأفراد بعد أن صُمّم لاستهداف الدروع. العديد من شهداء حزب الله والجيش سقطوا بسبب هذه الصواريخ التي أطلقها المعارضون على الجنود والمقاتلين بشكل مباشر، كانت تؤدي لاضرار كبيرة. “هو دليل خسارة وضعف”، يقول المصدر ويضيف: “بلغ بهم الأمر والإفلاس العسكري حداً ذهب بهم لاستخدام صاروخ يبلغ ثمنه 70 ألف دولار أمريكي، من اجل إستهداف مجموعة صغيرة لا تشكل أكثر من 4 مقاومين، بينما سُلّم الصاروخ لهم لاستهداف المدرعات.. هذا الفشل بعينه”. يعتبر أيضاً أنهم “نجحوا بإسقاط شهداء بهذا الأسلوب، لكن ذلك كشف عن سقوطهم العسكري الكبير في الميدان بعد لجوءهم إلى هذا النوع من الحرب الوسخة، لكن على الرغم من ذلك، بقوا مهزومين”.

“دواليب مخففة”

“الدولاب المفخخ” ايضاً إنتاج عسكري جديد!. يكشف المصدر أنه خلال المعارك العنيفة التي جرت على تلال رنكوس ومزارعها قبل أسبوعين، وبعد أن فقد المسلحون كل قدرة عسكرية على المحافظة على ما هم مسيطرين عليه، لجأوا بالتوازي مع إستخدام “الكورنيت” للافراد، إلى إستخدام “الدواليب المفخخة”، وهي عبارة عند “إطارات سيارات فخخها هؤلاء بمواد متفجرة”. نمط جديد إعتمدوه لمحاولة إيقاف تقدم قوات الجيش السوري، حيث كانوا يقومون بتفخيخ دواليب السيارات ودحرجتها من أعلى التلة نحو الوحدات المتقدمة، ومن ثمّ تنفجر وتؤدي لسقوط خسائر. يشير المصدر إلى انّ “النسب الاعلى من الشهداء الذين سقطوا بسبب “الكورنيت” و “الدواليب المفخخة” وليس في القتال المباشر ابداً، حيث لم يجروأ المسلحون على مواجهة المقاتلين وجهاً لوجه”.