Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 07 كانون أول 2024   الساعة 17:24:23
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في عيون إسرائيلية .. العلاقات الأمريكية السعودية .. إعداد: عوديد عيران ويؤال جوزنسكي .. معهد أبحاث الأمن القومي
دام برس : دام برس | في عيون إسرائيلية .. العلاقات الأمريكية السعودية .. إعداد: عوديد عيران ويؤال جوزنسكي .. معهد أبحاث الأمن القومي

دام برس:

الهدف الرئيسي لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نهاية الأسبوع للعربية السعودية كان إعادة ترميم صورة الولايات المتحدة في نظر النخبة السعودية واستعادة الثقة لتصميم الولايات المتحدة على حماية حليفتها عند الضرورة.

 التفاهم الذي ستحققه السعودية فعلا كان في صلب العلاقات التي تطورت منذ اكتشاف النفط في شبه الجزيرة العربية وعلى الأخص منذ الاجتماع بين الرئيس الأمريكي روزفلت والملك السعودي عبد العزيز فوق مدمرة أمريكية(كوينسي) في قناة السويس في فبراير 1945، منذ ذلك الوقت كانت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة تستند إلى صفقة يمكن وصفها النفط مقابل الأمن، وعلى مدى عشرات السنين تقوم المملكة السعودية بدورها في الصفقة حيث توجه كميات النفط التي تنتجها بناء على اعتبارات إستراتيجية أمريكية.

من ناحية أخرى خلال السنوات الأخيرة انتاب الشعور باليقين في الرياض بأن الولايات المتحدة ستلتزم بحصتها في الصفقة.

الشعور في الرياض نابع من سلوك الولايات المتحدة حيال مجموعة قضايا إقليمية وعلى رأسها قضية البرنامج النووي الإيراني والحرب الأهلية في سوريا والتي عززت صورة الولايات المتحدة كدولة عظمى في حالة تراجع وتقهقر.

الرئيس أوباما وصل للمرة الثانية إلى الرياض بدون أمل بفتح صفحة جديدةمع العالم الإسلامي لكن في لحظة مصيرية بالنسبة للعلاقات بين الدولتين والنظام الإقليمي والعالمي، وكانت أول زيارة للرئيس أوباما لدولة عربية إلىالسعودية في يونيو 2009 عشية خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي، وهي شهادة على الأهمية التي يعزوها أوباما إلى المملكة وإلى مركزها في العالم الإسلامي.

الرئيس سعى في ذلك الوقت للتشاور مع الملك عبد الله حول الموضوع الإيرانيوالحصول على دعمه في تحريك عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

إضافة إلى ذلك فلقد توخى الرئيس أوباما أن ينعزل عن تراث سلفه وأن يفتتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، لذا فقد اختار حسب تصريحه الوصول إلى المكان الذي ولد فيه الإسلام.

صحيح أن الولايات المتحدة والسعودية لا تختلفان حول القيم لكنهما تختلفان في هذه الأثناء حول مصالح ليست قليلة، على مدىحوالي سبعين سنة وفي ظل الإدارة الجمهورية أو الديمقراطية على حد سواء التزمت هذه الإدارة بالحفاظ على أمن المملكة، وبالفعل العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تجاوزت في الماضي أزمات حادة ابتداء من الحظرالنفطي عام 1973 وحتى الأزمة في أعقاب الهجوم الإرهابي في11/09/2001 في الولايات المتحدة، هذه الأخيرة ما تزال تحتاج إلى السعودية في محاربتها للإرهاب وعلاقاتها مع اليمن وأفغانستان وباكستان، والمملكة تحتاج إلى القوة العسكرية للولايات المتحدة من أجل موازن التهديد الذي تتعرض له من إيران.

لكن في جزء من هذه الحوادث السياسية التي يتخذها العرش السعودي تضر بل تتناقض أحيانا مع السياسة الأمريكية (دعم نظام الجنرالات في مصر والمتطرفين الإسلاميين في سوريا هما أمثلة بارزة على ذلك)

من الناحية الثانية التقارب بين الولايات المتحدة وإيران الخصم الإقليمي والرئيسي للسعودية لا يروق في نظر السعوديين.

وعلى المدى القصير فإن الخوف الأكبر في الرياض هو تقارب أمريكي إيراني، النشاط الدبلوماسي الأمريكي الذي توخى محاولة طمأنة حليفاتها العربيات لم يغير الانطباع في الخليج ومفاده أن الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه مع إيران يعتمد على التضليل الإيراني وعن خداع ذاتي من جانب الأمريكان.

السعودية هي أقل خوفا من الدلالات الفنية للاتفاق المرحلي ولكنها تخشى أكثر من الاحتمال الكامن في المحادثات التي تجري الآن حول اتفاق دائم وتقارب أمريكي إيراني، ومن تداعيات هذا الاتفاق بالنسبة لمكانة إيران في الخليج وخارج نطاق الخليج.

من منظور سعودي الاتفاق مع إيران ليس إلا تفاهم لابتعاد أمريكي عن المنطقة يسمح لإيران بأن تبقى دولة على العتبة النووية وذات مكانة إقليمية محسنة.

أكثر من ذلك التقارب الأمريكي الإيراني قد يؤثر على السياسة الأمريكية بالنسبة لسوريا والتي تعني بقاء الأسد في السلطة (الافتراض السائد لدى السعوديين هو أن أوباما لم يتدخل عسكريا في سوريا في سبتمبر2013 من أجل أن لا يعرض الاتفاق الوشيك مع إيران للخطر).

الشعور في الرياض هو أن إيران تراكم من قوتها وأن الولايات المتحدة أقل جاذبية، بيد أن الفرص المتاحة أمام الأسرة الملكية التي تسيطر عليها الشيخوخة ليست كبيرة وليست حسنة.

ليست هناك دولة كبيرة أخرى (الصين وروسيا أو الهند) قادرة أو مهتمة فيهذه المرحلة أن تقوم بنفس الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في الحفاظ على أمن الخليج، لكن السعودية لا تثير فقط شكوك فيما يتعلق بجدوى الحفاظ على الحلف مع الولايات المتحدة بل تتخذ خطوات مختلفة يتبين من خلالها أنها تحاول تشكيل منظومة علاقات مختلفة مع الولايات المتحدة تسمح في إطارها بحرية أكبر للمناورة، لذا فإن الترتيبات الأمنية الجزئية والموازية مع دولة أخرىقد تتم دراستها وبجدية من قبل الرياض.

ولي العهد السعودي الأمير سلمان عاد في المرحلة الأخيرة من رحلة وصفت بالتاريخية إلى باكستان والهند واليابان والصين، حيث ناقش سلسلة من المواضيع الاقتصادية والسياسية والعسكرية وهو ما يدل على هذا النوع من التفكير في المملكة.

بعد اللقاء وردت تقارير تتحدث عن أن الرئيس أوباما بذل كل جهوده في الموضوع الإيراني وطمأن الملك بأن الولايات المتحدة ستطلع المملكة على صورة المفاوضات في كل الأحوال وأنها لن تحصل على صفقة سيئة مع إيران.

المشكلة هي أن وعودا من هذا النوع لا تحظى بثقة كبيرة في السعودية.

أوباما أوضح للملك السعودي –حسب التقارير- بأنه سيدخل المفاوضات معإيران وعيونه مفتوحة، لكن  يعتقد أن الملك عبد الله بقي مشككا فيما يتعلقب المفاوضات مع إيران، وعلى كل الأحوال فقد ألح على الرئيس أن يتبنى خطا أكثر تشددا في مواجهة ما وصفه بالتدخل السلبي لإيران في المنطقة.

خلال المحادثات التي استمرت حوالي ساعتين ركز الاثنان -حسب التقارير- بالإضافة إلى الموضوع الإيراني الحرب الأهلية في سوريا، حيث أن الملك البالغ من العمر 90 سنة (والذي يستعين بالأوكسجين من أجل التنفس) أوضح للرئيس الأمريكي بأن  البحرين هي خط أحمر بالنسبة للسعوديين وأنه لاينبغي الضغط على الحكومة الحاكمة السنية في الجزيرة الصغيرة إدخالإصلاحات على ضوء المخاطر الكامنة المنطلقة من اتجاه إيران.

بالنسبة للحرب الأهلية في سوريا التي دخلت السنة الرابعة

يعتقد أن الملك ألح على الرئيس الأمريكي اتخاذ خطوات حقيقية تؤدي إلى إسقاط الأسد، وقبل اللقاء سرب الأمريكان بأنهم ينوون زيادة دعمهمللمعارضة ضد الأسد، لكن ليس واضحا حتى الآن الشكل الذي سيتم بهتقيم هذه المساعدات وما هي هذه المجموعات المتمردة؟

ومن خلال التقارير التي رشحت بعد اللقاء يتبين أن الطرفين قلصا الفجوات فيما يتعلق بهذا الموضوع لكن رغم ذلك الخلافات لازالت قائمة.

بشكل خاص يسعى السعوديون إلى تسليح المتمردين السوريين بصواريخكتف Manpads، وحسب الأمريكان يمكن أن أن تسقط في أيدي غيرصحيحة وهذا مثال فقط على الادعاء الأمريكي القائل بأن الأمريكان والسعوديين يتفقون حول الإستراتيجية لكنهم يختلفون حول التكتيك.

السعوديون يبدون مصممين على مواصلة دعم المتمردين السوريين خلافا للخط الأمريكي.

قبل أيام من هذا اللقاء بين أوباما وعبد الله وفي مؤتمر القمة العربي في الكويت صرح الأمير سلمان نحن سنقوم بذلك (سنؤيد المتمردين السوريين) كلما تطلب الأمر ذلك.

لم تثر خلال هذه المحادثات بين الزعيمين مسألة وضع حقوق الإنسان في المملكة التي بقيت حجر عثرة آخر في العلاقات بين الدولتين، منذ بداية الاضطرابات في المنطقة العربية تراكمت لدى الملكيات تجربة حقيقية أو وهمية حول المجتمع المدني كوسيلة تحدي للأنظمة السياسية القائمة، أوباما اختار أنيثمن العمل من أجل حقوق النساء والأطفال في المملكة بدون أن يثير أمام الملك مواضيع على غرار غياب الحرية السياسية والحرية الدينية وحالة حقوق الإنسان في المملكة، فهذا ليس سهلا أن يدعو إلى إصلاحات سياسية وفينفس الوقت أن يحصل على ثقة الملكيات لتعزيز وترسيخ الحلف مع الولايات المتحدة.

 

صحيح أن السعوديين قاموا بدورهم حتى الآن في معادلة العلاقات فيما يتعلقب سوق النفط العالمي لكن الأسرة الحاكمة السعودية تدرك التوقعات القائلة بأن الولايات المتحدة قد تصل إلى الاستقلال في مجال الطاقة،

وهو ما سيؤدي إلى سحب البساط من تحت التحالف الإستراتيجي بين الدولتين، إنتاج النفط في الولايات المتحدة يتوقع أن يصل إلى 10ملايين برميل يوميا عام 2016 أي أكثر من الإنتاج السعودي عام 2013 والنتيجة بعد سبعين عاما على الأقل على الورق فإنه ستكون لدى الأمريكان حرية أكبر في المناورة فيما يتعلق بصياغة سياستها في الشرق الأوسط.

اللقاء الرابع  بين الزعيمين أوباما والملك عبد الله كان من المنتظر لولا الخلافبين عدد من دول الخليج وقطر أن يكون مؤتمر قمة مشتركة للرئيس الأمريكي وست من الملكيات العربية في الخليج، والذي يبدو أنه يدخل كتب التاريخ كما حدث للقاء الملك عبد العزيز وروزفلت.

من السابق معرفة هل هذا اللقاء سيولد تغيرا سياسيا من جانب الأمريكان أوالسعوديين فيما يتعلق بالقضايا المطروحة لأن الطرفين لم يضعا توقعات عالية من وراء هذا الاجتماع.

يبدو أنه بالنسبة للأمريكان فإن هذا هو المجال الذين هم على استعداد أنيفعلوه في الوقت الحاضر من أجل تحسين العلاقات.

بالنسبة للسعوديين هذا هو الحد الأدنى الضروري، كالعنوان: أهمية اللقاء تكمن فقط في عقده.

في الأشهر الأخيرة يكثر المعلقون من وصف الحلف غير الرسميالذي نشأ بين إسرائيل والسعودية على ضوء قلقهما من المفهوم الأمريكي حيال القضايا التي تطرقنا إليها.

توصيتنا هي عدم إثارة مثل هذا الانطباع حتى ولو كانت هناك اتصالات جارية عمليا، فعلى الرغم من أن إيران تشكل تحديدا لإسرائيل والسعودية فإنه ليست كل الجوانب في هذا التحدي متطابقة بالنسبة للدولتين، كذلك فإن منظومة العلاقات بين الدولتين مع الولايات المتحدة لاتتطابقان وأن منظومة الاعتبارات مختلفة،

لذا فإن الربط بين إسرائيل والسعودية معا وبالشكل الذي ينظر بهكل طرف إلى الإدارة الأمريكية فإنه بالنسبة للكونغرس والرأي العام الأمريكي الأمر يختلف تماما بالنسبة لكل من إسرائيل والسعودية.
 

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz