Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 16 نيسان 2024   الساعة 20:16:29
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
موسكو وطهران وجّهتا رسائل تحذير إلى أنقرة

دام برس :

تُظهر التطوّرات الميدانية الأخيرة في ريف اللاذقية الشمالي، بما في ذلك مدينة كسب ومحيطها، أن الحلف الأميركي ـ التركي ـ السعودي ـ القطري لم يتعظ من سقوط سيناريوات التآمر التي تبناها خلال ثلاث سنوات من عمر الأزمة، وخاصة في الأشهر الأخيرة التي شهدت انهيارات واسعة للمجموعات المسلّحة في أكثر من منطقة سورية، تحديداً في ريف دمشق ومحافظة حمص.
أمر واضح، وفق المعلومات التي تملكها مصادر دبلوماسية، أن هذا العدوان التركي ما كان ليحدث لو لم يكن هناك تنسيق واندفاع أميركيان يستهدفان إحداث تغييرات في مسار الأزمة السورية. و حكّام قطر الجدد ليسوا بعيدين عن هذا العدوان، ضمن الحلف الذي يجمع الدوحة بحكومة رجب طيب أردوغان، وبطلب وتحريض من الإدارة الأميركية. كذلك السعودية ليست بعيدة عن هذا الاعتداء المجرم، علماً أن المجموعات المسلّحة التي رعتها تركيا ودفعتها إلى شن الهجوم من داخل الأراضي التركية يأتمر جزء كبير منها بالإرادة السعودية، ما يعني أن ثمة تقاطعات بين العواصم الأربع أدت إلى القيام بالعملية العسكرية رغم توتر العلاقة بين قطر والسعودية.
نسأل: لمَ هذه الاندفاعة العدوانية في هذا التوقيت؟ وما هي استهدافاتها؟ وهل هي قادرة على تغيير القواعد الجديدة التي رسمتها إنجازات الجيش السوري في الأشهر الأخيرة؟
في معطيات المصادر الدبلوماسية أن المقصود من وراء هذا العدوان محاولة تحقيق مجموعة أهداف:
ـ الأول، التعويض عن الهزيمة الكبرى التي تعرّضت لها المجموعات المسلّحة، بما في ذلك «القاعدة» بعد تطورات القلمون وريف حمص، علماً أن الأميركي وحلفاؤه يدركون أن ثمة انهيارات واسعة لدى المسلّحين، ولذلك فإن المقصود من العدوان رفع معنويات المسلحين وإحداث صدمة لدى حلفائهم في «الائتلاف المعارض» بعد الانحدار الذي شهده الائتلاف في مساره السياسي والميداني.
ـ الثاني، تحسين أوراق التفاوض في وجه سورية وحلفائها بقيادة الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، في حين عجزت واشنطن ومن معها عن تحقيق أيّ من شروط الحل للأزمة السورية خلال مؤتمر «جنيف ـ 2»، تحديداً ما يسمى بـ»العملية الانتقالية».
ـ الثالث، وجد رجب طيب أردوغان أن الفرصة سانحة أمامه لإعادة تعويم وضعه عشية الانتخابات البلدية في تركيا، فيما يواجه عدداً كبيراً من الأزمات، بدءاً من حملة الفساد التي تحاصر المحيطين به، إلى المعارضة الواسعة لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه، مروراً بالخلافات مع الرئيس التركي عبدالله غول، وانتهاء بتراجع شعبيته توازياً مع تنامي قوة المعارضة، ولذلك اندفع أردوغان نحو المشاركة المباشرة في العدوان على سورية، محاولاً تلميع صورته شعبياً و«شدشدة» عصب جمهوره من خلال إشغال الأتراك بالحرب مع سورية على أبواب الانتخابات البلدية.
السؤال آخر: هل حقّق هذا العدوان أياً من أهدافه؟
بحسب المصادر الدبلوماسية، كشفت دمشق وحلفاؤها سريعاً مقاصد هذا العدوان وتمكّنوا من إسقاط أهدافه من خلال أمرين أساسيين:
أولاً، تمكن الجيش السوري في وقت قصير جداً من استيعاب الهجوم الذي قامت به المجموعات المسلحة من داخل الأراضي التركية، ويعدّ العدّة لهجوم معاكس لاستعادة مدينة كسب ومحيطها الشمالي. وفي الوقت ذاته تفادت دمشق الرد على التدخل التركي المباشر في العدوان، بما في ذلك إسقاط الطائرة السورية، كي لا يشكل ذلك ذريعة لأردوغان لمزيد في التورّط في شن عملية عسكرية أوسع ضد سورية.
ـ ثانياً، وجهت كل من روسيا وإيران تحذيرات شديدة إلى حكومة رجب طيب أردوغان من خطورة المشاركة مع المسلحين في العدوان ضد سورية، ساهم في وقف الاندفاعة التركية، علماً أن سلاح المدفعية التركية ما برح يساند المسلّحين في قصفه المواقع السورية بين الحين والآخر.
تؤكد المصادر الدبلوماسية أن التحالف الأميركي ـ التركي ـ الخليجي لم يتمكن من إحداث خرق جدي لمصلحة المجموعات المسلحة، بل أدى العدوان إلى نتائج عكسية من حيث «شدّ» العصب لدى الرأي العام السوري لمصلحة الدولة والجيش.

الوسوم (Tags)

سورية   ,   تركيا   ,   روسيا   ,   دام برس   ,   الجبهة   ,   ايران   ,   syria   ,   terrorism   ,   city   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz