Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الثورة المضادة للجهاديين في سورية .. تشارلز ليستر .. معهد بروكينغز
دام برس : دام برس | الثورة المضادة للجهاديين في سورية .. تشارلز ليستر .. معهد بروكينغز

دام برس:

منذ الثالث من كانون الثاني والمتمردون السوريون يشتبكون مع الجهات المتطرفة وداعش في معارك ضارية على امتداد 5 من أصل 14 محافظة سورية , مما اضطر داعش للانسحاب من ما لا يقل عن 28 بلدة كانت تسيطر عليها. وحتى الآن شملت  القوات المكافحة لداعش والتي سيطرت على أراضٍ في حلب وحماة وإدلب والرقة ودير الزور ثلاث جهات رئيسية من المتمردين أهمهم جبهة ثوار سوريا ذات الطابع القومي لحدٍ كبير, وجيش المجاهدين وهي جبهة إسلامية معتدلة شُكلت حديثاً, والجبهة الإسلامية السلفية.


هذا التوتر كان متوقعاً فالتوترات كانت تتصاعد في الأشهر المنصرمة بين داعش وباقي الجماعات.

وقد أثبتت داعش أنها تعمل وفق أيديولوجيتها المتشددة في المناطق التي تسيطر عليها وبشكلٍ منفرد مما أدى للنفور منها.

وبمعزل عن باقي الأمور تعتبر هذه الخطوة ضد داعش خطوة إيجابية.

فقد اتحد ضد داعش كلٌ من القوميين والملحدين والسلفيين والإسلاميين وهي أول مرة يفرض فيها السوريون سيطرتهم على ثورتهم.

ولكن ظهور هذه الجبهة الجديدة يزيد من تعقيد الصراع, والسؤال الآن: من سيستفيد من انتكاسة داعش وكيف ستتكيف داعش مع الوضع الجديد؟

من المستفيد من  ذلك؟ :

جبهة النصرة, وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا, بحيث كانت داعش سابقاً موجودة في العراق فقط تحت أسم الدولة الإسلامية في العراق.

وقد صورت جبهة النصرة نفسها كالوسيط في الأحداث السابقة, وقد كانت الجبهة قد أعلنت عن نفسها في سوريا في بداية 2012 وتشير الدلائل أنها كانت فاعلة على الأرض منذ صيف عام 2011.

حيث جاء أبو محمد الجولاني مع بعض السوريين الذين عملوا مع الدولة الإسلامية في العراق وشكلوا جماعاتهم في سوريا وقاموا بعدة هجمات انتحارية في مراكز حضرية, وقد تطورت قوة الجبهة حتى أواخر عام 2012, وقد سيطرت على عدة مجموعات هجومية وهي تعمل في 13 محافظة سورية.

ودعا الجولاني زعيم جبهة النصرة في بيانٍ صوتي في 7 كانون الثاني لإنشاء مجلس قانوني مستقل يضم جميع الفصائل بالإضافة لوقف إطلاق النار, وقد لمح لفشل تعاون داعش في وقتٍ سابق مع مثل هذه المحاكم.

ورغم أن جبهة النصرة قد لعبت دوراً أقل في القتال ضد داعش إلا أن معظم البلدات التي سقطت قد أصبحت تحت سيطرتها.

وقد استفادت جبهة النصرة من سلسلة من التصريحات من قبل جهات بارزة داخل داعش كتصريح رجل الدين المتشدد أبو قتادة الذي دعا إلى وقف الخطف وإطلاق سراح الرهائن والأهم من ذلك الانضمام تحت قيادة جبهة النصرة.

وقد أدان أبو خالد السوري أيضاً تصرفات داعش وجرائمها وهو الذي عينه الظواهري للوساطة بين النصرة وداعش.

ومن المستفيدين أيضاً الجبهة الإسلامية التي كانت من أوائل المقاتلين ضد داعش وهي الآن ضمن جيش المجاهدين, بعد أن كانت اللاعب الأبرز لحوالي سبعة شهور, وقد ضمت منذ تأسيسها عدداً من أقوى التنظيمات مع ما يقارب 60,000 مقاتل وهي الآن أقوى مجموعة مقاتلة في سوريا اليوم.

وعلى الرغم من إنكار تورطها في القتال ضد داعش إلا أنها قد شاركت في العمليات القتالية في4 و6 من كانون الثاني, وفي بيانٍ صادرٍ عن مكتبها السياسي قالت الجبهة الإسلامية: نحن نقاتل ضد كل من يهاجمنا ويدفعنا بنا إلى المعركة سواء كان سورياً أو أجنبياً في إشارةٍ إلى داعش.

وقد زاد دور الجبهة المحوري في الصراع بسبب ضعف الهيكلية السياسية للمعارضة, وقد رفضت الجبهة الاعتراف بشرعية المؤتمر الذي سينعقد في مونترو.

وأيضاً يستفيد الرئيس الأسد مما يحصل, فقد قتل 1000 مقاتل في أول 13 يوماً من القتال في عدة مواقع وخاصةً حول مدينة حلب التي ستقع بيد الحكومة بسبب هذه الاشتباكات.

وقد انخفضت العمليات العسكرية للقوات التابعة للحكومة السورية في الرقة منذ الثالث من كانون الثاني, وذلك ليس مستغرباً فهم لا يحتاجون سوى أن يجلسوا ويشاهدوا المتحاربين.
داعش الجزء الثاني:


تكبدت داعش خسائر  كبيرة في الأراضي التي كانت تسيطر عليها لكنها بدأت فوراً بالرد وأرسلت سياراتٍ مفخخة لضرب مقار الجيش الحر وجيش المجاهدين.

وفي تسجيلٍ صوتي للناطق الرسمي باسم داعش أبو محمد العدناني قال أنهم سيسحقون من يقاتلهم من أي مجموعة كانوا, وقال : لدينا جيوش في العراق وجيشٌ في سوريا من الأسود المتعطشة للدماء.

وفي سياقٍ أوسع فإن جميع الفصائل المتمردة في سوريا جعلت من داعش عدواً لها وهذا بلا شك له انعكاسات سلبية على مستقبلها.

وقد أظهرت الدولة الإسلامية في العراق قوة مثيرة للإعجاب عندما عادت للقتال ضد قوات الصحوة المدعومة من الولايات المتحدة في العراق ومن المرجح أن تفعل الشيء نفسه في سوريا, وستقود حملة عسكرية ضد الجيش الحر وجميع الفصائل التي حاربتها.

وهذا من المتوقع أن يكون له تأثير ضار على قدرة المتمردين المعتدلين بقتالهم ضد الحكومة, وسيؤدي لنجاح قوات الحكومة على مستوى الوطن.
خاتمة:


مع استمرار القتال في شمال وشرق سوريا تزداد قوة الهجوم المضاد الذي تشنه داعش ويزداد عدد الضحايا كل يوم.

وفي نفس الوقت يزداد الضغط على المعارضة السورية الممثلة بالأئتلاف الوطني السوري لحضور محادثات مونترو في 22 من هذا الشهر على الرغم من أن فشلها مرجح.

فأغلب الجهات الفاعلة على الأرض تعارض هذه المحادثات, وحتى أعضاء الأئتلاف منقسمون على هذا.

الضغوط المتزايدة على الأئتلاف لحضور المؤتمر مثيرة للسخرية فهو لا يملك أي تأثير على الأرض, ومن المستبعد الوصول لنتيجة في المحادثات الجارية.

إن أفضل طريقة للوصول لنتيجة هي تشكيل هيكلية جديدة للمعارضة تضم جميع المجموعات السورية المشاركة في الصراع.

داعش لن تستسلم وقد بدأت بالفعل بالقتال والدفاع عن نفسها, وأما بالنسبة للمجموعات المعتدلة فقد أعطتها التطورات الأخيرة دفعةً من الطاقة والحماس. 
 

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

 د. بسام أبو عبد الله
 

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   وجوه لعملة واحدة
هم جمعيهم وجهان لعملة واحدة داعش والنصرة والحر هدفهم حكم الدول بالتشدد والعنف و احالتها الى بحور من الدم
مهران  
  0000-00-00 00:00:00   الحق
الحق سوف ينتصر على الباطل رغما عن انوفهم الرذياة
سيدرا  
  0000-00-00 00:00:00   داعش
داعش اقذر من الحشرات لعنهم الله
كارلوس  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz