دام برس:

عقد مجلس الشعب اليوم جلسته الأخيرة هذا العام من الدورة العادية الخامسة للدور التشريعي الأول برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس المجلس وبحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي وأعضاء الحكومة.

أدان مجلس الشعب التفجيرات الإرهابية الدنيئة بحق المواطنين في كل من روسيا ومصر والعراق ولبنان وكل مكان مؤكدا أن سورية ماضية في محاربة الإرهاب من أجل القضاء عليه فكرا وأدوات ولجم مموليه وداعميه ووضع حد لجنونهم الذي سيرتد عليهم في القريب العاجل.

وقال محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب في كلمة في افتتاح جلسة مجلس الشعب الاخيرة من الدورة العادية الخامسة للدور التشريعي الأول بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي وأعضاء الحكومة .. إن "تداعيات الحرب الإرهابية على سورية التي تقودها دول استعمارية بأدوات إقليمية وخليجية على رأسها السعودية وقطر والحكومة التركية بدأت تتسع وبدأت خلايا الإرهاب التكفيري السرطاني تتمدد لتصل مصر وتونس ولبنان والعراق ومؤخرا مدينة فولغوغراد جنوب روسيا الاتحادية الصديقة ما يؤكد صحة ما أعلنته سورية من أن هذا الفكر الإرهابي القاتل العابر للحدود تتوجب مواجهته عبر جهود دولية موحدة".

وأكد رئيس مجلس الشعب أن الحرب الإرهابية الدولية ضد سورية فشلت في تحقيق أهدافها وهي في طريقها إلى الاندحار بالرغم من كل السلاح والمرتزقة التكفيريين الذين تم زجهم في الحرب ضد الجيش العربي السوري وبالرغم من حجم التآمر الدولي ضد سورية.

وأضاف اللحام "بعد ما يقارب الثلاث سنوات من هذه الحرب المجنونة ضد سورية وشعبها ومؤسساتها الخدمية وبالرغم من كل الدمار والقتال الذي مارسته المجموعات الإرهابية عبر السيارات المفخخة وقذائف الهاون المتنقلة التي تستهدف المواطنين في بيوتهم ومدارسهم ودور عبادتهم وبالرغم من عمليات الخطف ظلت سورية وظل الشعب السوري يمارس حياته وبقيت مؤسسات الدولة تمارس دورها وتوءمن الخدمات للمواطن السوري في أرجاء الوطن".

وجدد اللحام التأكيد على أن سورية كما أعلنت سابقا ذاهبة إلى المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 بروح بناءة وبثقة عالية بقدرة السوريين على اقتراح الحلول عبر الحوار السوري السوري دون إملاءات خارجية داعياً أبناء الوطن كافة إلى "اعتماد الحوار والعمل السياسي سبيلا لحل الخلافات والتعبير عن رؤيتهم لمستقبل سورية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع".

ودعا رئيس مجلس الشعب جميع الدول التي تدعم وترعى ما يسمى "المعارضة الخارجية" إلى العودة إلى "جادة العقل والاقتناع بأن لا حل في سورية إلا عبر الحوار الوطني وليس عبر صناديق الذخيرة والسيارات المفخخة وقذائف الهاون ولكننا نشك في وجود رغبة حقيقية لدى تلك الدول بحصول حل سياسي لأنها تعمل على تقويض أي فرصة للحوار بين السوريين وتعمل ليلا ونهارا على زيادة الفوضى وتأزيم الموقف عبر تزويد الإرهابيين والمرتزقة التكفيريين بالسلاح المتطور" مشدداً على "أننا سنواصل مد أيدينا لكل من يختلف معنا بالرأي والسياسة ونتحاور ونتواصل معهم على أساس المصلحة الوطنية التي تجمعنا وتوحدنا من أجل مستقبل سورية ومستقبل أبنائها" لكن دون التهاون مع الإرهاب وأصحاب الفكر التكفيري الظلامي ولا التسامح مع مموليه وداعميه.

ونوه رئيس مجلس الشعب بالعمل المشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لخدمة الوطن والمواطن سواء فيما يتعلق بمناقشة مشاريع القوانين التي تم إقرارها أو ما يتعلق بعمل الوزارات وخططها المستقبلية والعاجلة للتعامل مع تداعيات الأزمة التي تعيشها سورية والتي تلقي بظلالها السلبية على حياة المواطن ومعيشته اليومية.

وأكد اللحام أن المجلس يواصل عمله ومهامه التشريعية والرقابية والاجتماعية عبر لجانه الدائمة ومن خلال استمرار تواصل أعضاء المجلس في المحافظات مع المواطنين للاطلاع على همومهم ومشاكلهم وكذلك من خلال لجنة المصالحة الوطنية التي تعمل مع الجهات المعنية على المستوى الرسمي والأهلي على هذا الملف الوطني الاجتماعي والإنساني الهام وعبر المبادرات الفردية والجماعية التي يقوم بها أعضاء المجلس والتي أصبحت نموذجا يتطور بأشكال متعددة في مختلف المحافظات من أجل "لم الشمل وبلسمة الجراح وإطلاق الحوار بين أبناء الوطن بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية وتشجيعهم على الانخراط في حوار وطني من أجل سورية المستقبل".

وأوضح اللحام أن مجلس الشعب يعمل مع الحكومة من أجل مصلحة الوطن والمواطن ويقوم بتوجيه النقد لمواقع الخلل والتقصير ويقترح الحلول ويقدم الأفكار وينقل صوت الناس إلى السلطة التنفيذية للتشارك في اقتراح الحلول المناسبة وإيجاد البدائل الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية احتياجات المواطنين الأساسية من خلال الاعتماد على القدرات الذاتية ومضاعفة الجهود والمتابعة الميدانية.

وأشار اللحام إلى أن مجلس الشعب يعمل على تطوير عمله التشريعي على قاعدة مؤسساتية وقد حقق خطوات جيدة في ذلك إلا "أننا لم نصل إلى مستوى الطموح ولا سيما في ظل الظروف الراهنة التي يتعرض لها بلدنا" معبراً عن الارتياح لطريقة التعاطي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتفاعل البناء في اقتراح مشاريع القوانين ومناقشتها وعرض المشاكل الخدمية والمعيشية للمواطنين وطرح الحلول لها وما حقق من إقرار للعديد من القوانين التي تشكل قاعدة للتغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد مع ما يشكله ذلك من توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار وفي الحياة السياسية في البلاد.

وختم اللحام كلمته بتوجيه التحية لكل شهداء الوطن وللجرحى والمكلومين ولأسرهم وأبنائهم والجيش العربي السوري الذي يسطر نجاحات باهرة في قهر الإرهاب ودك أوكاره في أكثر من مكان معبراً عن الثقة التامة بأن النصر قريب وأن أبطال الجيش العربي السوري قادرون على "دحر هذا الإرهاب الدولي وسيكتبون تاريخ سورية الجديد ومستقبلها المضيء بتضحياتهم".

بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي في كلمة له خلال الجلسة أن الحكومة تتابع أداء واجبها الوطني بالتصدي للحرب الإرهابية التي تشن على سورية والتخفيف من اثارها ما أمكن في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والنقدية والاجتماعية والإعلامية والفكرية مشيرا إلى أن الحكومة تواجه تحديات كبيرة فرضتها عليها تطورات الأزمة من خلال استمرار العقوبات الاقتصادية والتخريب الممنهج للبنى الاقتصادية والخدمية والتنموية الذي قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة.

وأوضح الحلقي أن الأعباء خلال الفترة الماضية ازدادت وتعقدت الإجراءات بحيث خرج العمل الحكومي عن الإطار التنموي نسبيا إلى الإطار الإجرائي الآني والإسعافي أحيانا مبيناً أن معظم القرارات الحكومية التي صدرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية ركزت على إجراءات اسعافية للتخفيف من اثار الأزمة على قضايا محدودة ووفق أولويات ارتبطت بالإمكانيات.

وأشار الحلقي إلى أن أهم أولويات الحكومة هو تأمين المتطلبات الضرورية والأساسية للمواطنين من المواد التموينية والمشتقات النفطية ودعم استقرار الليرة السورية ودعم مستلزمات صمود قواتنا المسلحة وقوى الأمن الداخلي واحتضان ورعاية أسر الشهداء وتأمين متطلبات برنامج الإغاثة والتعويض على المتضررين وإنجاز الموازنة العامة للدولة لعام 2014 بمضمون ترشيدي مقاوم للهدر والفساد وإعادة تفعيل العملية الإنتاجية للمشاريع المتوسطة والصغيرة والكبيرة ما أمكن منها.

ولفت الحلقي إلى الجهود التي يبذلها مجلس الشعب لتحقيق تطلعات السوريين من خلال متابعته لكل ما من شأنه الارتقاء بالمستوى المعيشي والخدمي والتنموي متكاملين ومتفاعلين مع الحكومة بإنجاز دور وظيفي يحقق الأمن والاستقرار للوطن و"لنصنع معا المستقبل الواعد للشعب السوري" مشيراً إلى دور المجلس المميز من خلال "تفعيل الجهود البرلمانية المخلصة الصادقة في دعم الحل السياسي في سورية باعتباره السبيل الأفضل لضمان تحقيق تطلعات الشعب السوري وإنقاذه من جحيم الإرهاب الذي تعرض له".

ونوه الحلقي بالجهود التي بذلها الوفد البرلماني السوري أثناء اجتماع الجمعية البرلمانية الآسيوية في اسلام اباد بباكستان ودوره الفاعل في صياغة البيان الختامي وقيامه بحشد الجهود البرلمانية الدولية من أجل مواجهة "الفكر الإرهابي المتطرف ومحاربة الإرهاب الدولي العابر للحدود الذي يتطلب عملا جماعيا وفق استراتيجية دولية" والتأكيد على أن "مستقبل سورية يصيغه السوريون أنفسهم عبر الحوار الوطني دون تدخلات خارجية واختيار قياداته عبر صناديق الاقتراع".

وأكد الحلقي أن سورية مستمرة في تنفيذ الالتزامات الناجمة عن انضمامها لاتفاقية حظر استخدام السلاح الكيميائي وما يترتب عليها من أعباء كبيرة وتعمل على الإعداد والتحضير للمؤتمر الدولي حول سورية /جنيف 2/ ومتابعة المشاورات مع الأصدقاء من أجل إجهاض كل ما يحاك ضدها لاتهامها بعدم التوجه نحو الحل السياسي مشيراً إلى أن الدبلوماسية السورية تتصدى للهجمة الشرسة التي يتعرض لها الوطن من المتآمرين عليها والداعمين للمجموعات المسلحة وتقاوم مشاريع القرارات المقدمة ضد سورية في المؤسسات الأممية.