Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تقرير استخباراتي إسرائيلي.. العلاقات السعودية الإسرائيلية التعاوُن الهادئ والتوازُن بين الشرعيّة والأمن
دام برس : دام برس | تقرير استخباراتي إسرائيلي.. العلاقات السعودية  الإسرائيلية التعاوُن الهادئ والتوازُن بين الشرعيّة والأمن

دام برس:

نشر موقع مركز بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية حول المملكة العربية السعودية وإسرائيل بانهما  سيوثّقان تعاونهما منذ ثمانينات القرن الماضي، .‎ ‎يُنصَح القادة الإسرائيليون بإبقاءهذه الترتيبات طيّ الكتمان الشديد، خشيةَ أن يتخلى عنها السعوديون كاملًا.

في السابق أبدت النخبة السعودية موقفًا استرضائيًّا نسبيًّا تجاه إسرائيل.‎ ‎مبادرة الأميرفهد عام 1981، خطة فاس عام 1982، ومبادرة الأمير عبد الله، التي أصبحت المبادرة العربيةللسلام عام 2002، عرضت جميعها الاعترافبإسرائيل مقابل دولة فلسطينية وانسحاب تامّ من الأراضي المحتلّة عام 1967.‎ ‎طالما أبدى القادة الإسرائيليون بعض الاهتمام علنًا، وأخبر الإعلام عن لقاءات سرية بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين عامَي 2006 و2007، بهدف جعلالمبادرة أكثر قبولًا على إسرائيل.‎ ‎عام 2008،اقترح أولمرت شمل السعوديين في لجنة للقادة الدينيين تُدير المواقع المقدّسة فيالقدس.

كانت صانداي تايمز مصدرًا لعدّة رواياتعن تعاوُن دفاعيّ سعودي - إسرائيلي، كلّهاتقتبس عن مسؤولين إسرائيليين مجهولين،منذ تعاظَمَ التهديد الإيرانيّ.‎ ‎فقد أخبرت أنّ السعوديين وافقوا على السماح لإسرائيل بمهاجمة إيران عبر مجالهم الجوي، وأنهمكانوا يتدربون على سحب دفاعاتهم الجويّة.‎ ‎وتأكّدالجَزم أكثر بملاحظات قدّمها للكاتب أكاديميٌّ أمريكي التقى بمسؤول دفاعيّ سعودي كبير.

في أيار 2013، نُقل أنّ اتفاقية دفاعية كان يجري العمل عليها بين إسرائيل، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، تشمل مشاركة محطات رادارومعلومات عن الدفاع المتعلّق بالقذائف.‎

‎في تشرين الأول، أخبرت القناة الإسرائيليّة الثانيةأنّ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو كانيُشرِف على "اجتماعات مكثّفة" مع رسميين خليجيّين بارزين، قام أحدُهم بزيارة إسرائيل.‎ ‎فيتشرين الثاني، أثارت صانداي تايمز ضجّةً منجديد، متحدثة عن أنّ المملكة العربية السعودية ستتعاون في تزويد الطائرات بالوقود، وإنقاذ المروحيّات والطائرات.‎ ‎وأخبر وزيرٌ إسرائيلي بَزفيد(Buzzfeed) أنّ السعودية هي من أعلمت إسرائيل بمحادثات الولايات المتحدة السرية مع إيران قبل اتّفاق جنيف.‎ ‎لكنّ السعوديين نفَوا هذه الاتّصالات.

 

تفوّهت القيادة الإسرائيلية مؤخّرًا بالكثير منالتصريحات التي تعبّر عن المصالح المشتركة بين إسرائيل والدّول السنيّة في المنطقة.‎ ‎وبين هؤلاءعاموس جلعاد، رئيس القسم السياسي - الأمنيفي وزارة الدفاع، وعدّة متحدّثين آخرين.‎ ‎أمّا المؤشّر الأهمّ في التقارُب مع السعودية فكان بضعةأسطر في خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة في أوائل تشرين الأول، حين عبّر عن أمله في أنتقيم إسرائيل علاقات مع دول عربيّة تعانيمن نفس التهديد الإيراني.

وفيما تنبع التسريبات على الأرجح من مصادرإسرائيلية تسعى إلى تهديد إيران، فإنّ السعوديين حائرون حيال العلاقات مع إسرائيل.‎ ‎فمن جهة،يُستمدّ جزء كبير من شرعيّة الأسرة المالكة داخليًّا وإقليميًّا من النظر إليها كداعمة للقضايا العربية والإسلاميّة.‎ ‎فلسطين هي قضية وطنية من هذاالنوع، ومشاهدة السعودية تناقش أيّ شيءمع إسرائيل أمر إشكاليّ.‎ ‎ومن جهة أخرى، قال السعوديون إنّ لديهم الحقّ في القيام بأيّ أمرلحماية أمنهم، في إشارةٍ إلى أنه لا يجب استبعاد المُحادثات مع إسرائيل.‎ ‎لذلك، علىإيران أن تتظاهر بالاهتمام.

السعوديون، الخليج، وسياسة الانضمام

لطالما عزف السعوديون عن مواجهة إيران.‎ ‎فرغم أنّتاريخًا من العداوة السياسية والدينية يفصلهما،حاولت الرياض دائمًا تدبّر أمرها مع طهران.‎ ‎منذإعلان الجمهوريّة الإسلاميّة عام 1979، آثرتالرياض عدم - أو ثُنيت عن - القيام بخطوة ضدّ إيران، حتّى حين حرّضت طهران الشيعة في المملكة العربية السعودية وأحدثت اضطرابات في الحجّ.‎ ‎حتّى يد طهران في الانفجار في أبراج الخُبَرفي الظهران عام 1996 لم تحثّ الرياض علىالعمل.‎ ‎في الواقع، تحسّنت العلاقات بإيران بعد الانفجار.‎ ‎بدأ السعوديون يخافون، ولا يزالون خائفين.‎ ‎هذا هو سبب كون الردّ السعودي الرسميأهدأ من المتوقع: "إذا توفر حسن النوايا، يمكن أنيشكل هذا الاتفاق خطوة أولية في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني".

وفيما تبدو الولايات المتحدة متذبذبة في شأن إيرانوتبدو أنها لا تفهم التهديد، يبدو أنّ الرياض تمدّيدها نحو إسرائيل، محاولةً تقوية مجلس التعاون الخليجيّ المحتضر، وتحسين علاقاتهابإيران.‎ ‎يقوم السعوديون بتطبيق جزء من"سياسة الانضمام" (bandwagoning)،والتي تستند إلى فكرة التحالُف مع الطرف الأقوى الذي يُشكّل تهديدًا، بدل مواجهته.‎ ‎في مواجهةالانقلاب الدبلوماسي الإيراني، تحاول السعودية تهدئة التوتّر مع إيران وسبر مياه إقامة علاقات ودية في المستقبَل.‎ ‎وفيما لم تنضمّ فعليًّا إلى إيران، فإنّها تحاول تطويق رهاناتها بمجرّد تدبُّر أمرها.

لم تصِل السعودية إلى درجة "الانضمام" التي وصلت إليها الإمارات العربية المتحدة، التي كان ردّفعلها أوضح.‎ ‎كانت الإمارات العربية المتحدة أوّلدولة خليجية تعرب عن دعمها للاتّفاق، وكان وزيرخارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد أوّلمن يزور إيران.‎ ‎ويبدو أنّ الإمارات قد كوفئتعلى ردّ فعلها السريع. ففي الأسبوع الثاني من كانون الأول، أزالت إيران الطائرات النفاثة من أبو موسى، إحدى الجزر الثلاث المتنازَع عليها بين البلدَين.‎ ‎وتأكد لاحقًا أنهما كانت اتعقدان محادثات من أجل حلّ النزاع.

مجلس التعاون الخليجي الذي تقوده السعوديةمُتداعٍ، ومكانة المملكة الإقليمية قد ضعفت.‎ ‎حيناقترح السعوديون في 7 كانون الأول أن يشكّلمجلس التعاون الخليجي اتّحادًا سياسيًّا، اعترضتعُمان علنًا.‎ ‎بعد بضعة أيّام، أعلن مجلس التعاونالخليجي عن تشكيل قيادة عسكريّة موحّدة وقوّةشُرطة موحّدة، لا اتّحاد سياسيّ.‎ ‎ولم يكن مرجَّحًانشوء القيادة والشرطة الموحّدتَين، شأنهما شأنالاتّحاد السياسيّ.

الدّفاع عن المملكة

لطالما كان الدفاع عن المملكة العربية السعودية يعتمد على مصادر خارجية، بريطانيا أوّلًا ثم الولايات المتحدة.‎ ‎بسبب خيبة أملهم من هجرالولايات المتحدة الرئيس المصريّ الأسبق محمّدحُسني مبارك ودعمها للإخوان المسلمين، عجزهافي سوريا، وخضوعها للهجوم الإيراني الساحر،فإنّ عددًا من المسؤولين والأمراء السعوديين،يقودهم رئيس الاستخبارات العامّة الأسبق،الأمير تُركي الفيصل، صرّحوا بالحاجة إلىالبحث عن ترتيبات دفاعيّة جديدة.‎ ‎لكن في نهاية المطاف، لا يسعهم سوى التطلّع إلى واشنطن.‎‎تعرف الولايات المتحدة ذلك، وقد تحرّكت لطمأنةالسعوديين.‎ ‎فقد طرح وزير الدفاع تشاك هاغل مبادراتٍ جديدة تهدف إلى تقوية التعاوُن الدفاعي الذي تقوده الولايات المتحدة في الإقليم.

خلاصة

في مؤشّرات التقاء المصالح بين السعودية وإسرائيل.‎ ‎فليست المملكة العربية السعودية على وشك التنازُل عن مكانتها في العالم الإسلامي بتشكيل حِلف مع إسرائيل، التي يُنظَر إليها كعدُوّللإسلام.‎ ‎لكن لا يجب استبعاد التعاوُن الهادئ.‎ ‎في حالة هجوم إسرائيلي على إيران، بإمكان السعودية أن تسحبراداراتها.‎ ‎وفي وسعها أن تعرض دعمًا فيمجالات تزويد وقود إضافي، البحث،والإنقاذ للطيّارين الإسرائيليين.‎ ‎وفوق هذاكلّه، بإمكانها مضاعفة التعاون الاستخباريّ مع إسرائيل.‎ ‎في المستقبل،

يمكن أن تتوسط الولايات المتحدة لإنشاء تعاوُن فيالدفاع الصاروخي بين إسرائيل، المملكة العربية السعودية، ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي.‎ ‎نظريًّا، ليس ثمّة سبب يمنع بطارية مضادّة للقذائف الباليستيّة موجودة في السعودية أو قطر من اعتراض قذيفة تُطلَق من إيران على إسرائيل.‎ ‎لكنّ تعاوُنًا كهذا يشكّل خطرًا شديدًا على النظام، ويتطلب من الرياض مستوى ثقة بإسرائيل أعلى ممّا لديها على الأرجح.

حين يتعلّق الأمر بإسرائيل، سيُواصِل السعودي ونموازَنة اعتبارات الأمن القومي الخاصّ بهم بالمخاوف بشأن الشرعيّة الداخليّة والإقليميّة.‎ ‎إنّ الكلفة السياسيّة لتحسين العلاقات بإسرائيل باهظة أكثر بكثير من تحسين العلاقات بإيران.‎ ‎فرغم أنّ السعوديين الوهّابييّن لايكنّون مودّة للإيرانيين الشيعة، يبقى أولئك مُسلمين على الأقلّ.‎ ‎لذلك، فإنّ نوعًا من "الانضمام" إلى إيران هو على الأرجح أمر الساعة.‎ ‎على أيّة حال،تدرك المملكة أنّ الولايات المتحدة، لأسبابها الخاصّة، ستكون في حمايتها.

بالنسبة للإسرائيليين، فإنّ قيمة الدبلوماسيّة العلنيّةوالعمليّات النفسيّة لتسرُّب لقاءات مع السعوديين محدودة وذات تأثير عكسيّ.‎ ‎يُنصَح القادة الإسرائيليون بإبقاء هذه الترتيبات طيّالكتمان الشديد، خشيةَ أن يتخلى عنها السعوديون كاملًا.

الراصد مركز شتات الاستخباري

الوسوم (Tags)

السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz