Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_asu8prpnfmhgkdhi6trfbsl6s4, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
نظرة مشوهة إلى قلوب وعقول العرب ... ديفيد بولوك .. معهد واشنطن

Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نظرة مشوهة إلى قلوب وعقول العرب ... ديفيد بولوك .. معهد واشنطن
دام برس : دام برس | نظرة مشوهة إلى قلوب وعقول العرب ... ديفيد بولوك .. معهد واشنطن

دام برس:

في كتابه "العالم بعيون عربية" يعرض شبلي التلحمي محاولة قيِّمة - إن لم تكن غير مكتملة الأركان بحيث لا يمكن تجنبها - بتسليطه الضوء على عقول وقلوب العالم العربي كما يظهر جلياً من استطلاعات الرأي العام. ويحتوي كتابه على تعميمات واسعة مفيدة تكشف النقاب عن بيانات جديدة ونقاط غامضة مثيرة للاهتمام. بيد يعاني هذا الكتاب أيضاً من مشاكل عرضية ألا وهي: العيوب المنهجية، والتأكيدات من مصادر أحادية غير معتمدة أو مشكوك فيها، فضلاً عن تفسيرات متكلفة تذهب بعيداً عن الأدلة المتاحة. ينبغي أن تؤخذ استطلاعات الرأي العام العربية، وكذلك تحليلات ومناقشات السياسات المحيطة بها بشيء من الحذر، وهي سمة لا يلجأ إليها الكاتب دائماً.

أما على الجانب الإيجابي، فيقدم الكتاب بيانات استبيانية مثيرة للاهتمام ومنظمة بشكل جيد بشأن بعض المواضيع الرئيسية العامة. وعلاوة على ذلك، يقر الكاتب بالأدلة التي تشير إلى أن الرأي العام العربي قد تحول إلى الداخل، نحو القضايا الداخلية مثل الحريات السياسية والعدالة الاجتماعية. كما أنه اعتنى كثيراً بالاختلافات الهامة الواقعة ما بين المجتمعات العربية المتباينة وداخلها.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم الكتاب العديد من المعلومات المتخصصة. فمن المثير للاهتمام على سبيل المثال أن نلاحظ أن السكان العرب الذي يقطنون إسرائيل يشعرون بالتعاطف مع ضحايا الهولوكوست اليهود بنسبة تزيد في المتوسط أربع مرات عن العرب الذين يقطنون ست دول عربية شملها الاستطلاع وهي: مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والمغرب ولبنان والإمارات العربية المتحدة. أو أن كراهية هؤلاء العرب للولايات المتحدة مردها في الغالب إلى رفضهم لسياساتها وليس لقيمها - ولعل الأكثر إثارة للدهشة في هذا السياق أن هذا الكره الشعبي له تأثير ضئيل جداً في الواقع على تفضيلات أو سلوك المستهلكين العرب. وهناك نقطة مرجعية أخرى هامة: وهي أنه في المتوسط المرجح، أن ثلثي هؤلاء الذين تم استطلاع رأيهم في الدول العربية الست سوف يقبلوا حل الدولتين من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بينما يرى ربع السكان فقط في هذه الدول أنه ينبغي على العرب مواصلة القتال مع إسرائيل إلى الأبد.

كما أن هناك معلومات تثير نفس القدر من الدهشة ولكنها مقبولة ومفيدة مستخلصة من كل دولة على حدة. ففي المملكة العربية السعودية، كان صدام حسين هو الزعيم الأجنبي "الأكثر إثارة للإعجاب" في عام 2011. وفي عام 2012، أبدى ثلثا السكان الذين شملهم الاستطلاع في مصر رغبتهم في اعتماد الشريعة الإسلامية أساساً للقانون المصري إلا أن معظمهم (83 في المائة) فضلوا تطبيق "روح الشريعة الإسلامية ولكن مع تكييفها مع مقتضيات الحياة الحديثة" بينما اختار 17 في المائة فقط تطبيقها حرفياً "بما في ذلك قانون العقوبات («الحدود»)."

ومع ذلك، هناك مشكلة تبرز في هذا الصدد وهي أن الاستطلاعات الحديثة الأخرى تظهر نتائج مختلفة إلى حد كبير حول أسئلة متشابهة جداً. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يظهر آخر استطلاع للرأي أجراه "مركز پيو" أن 88 في المائة من مسلمي مصر يؤيدون عقوبة الإعدام للمرتد (انظر في "قيود مصر على الدين تتزامن مع انعدام التسامح الديني، لـ نها ساهغال وبراين جي. غريم، " 2 تموز/يوليو 2013). وهذا النوع من التناقض يدل على وجود مشاكل في معظم البحوث المسحية العربية المعاصرة - سواء تلك التي أجراها "مركز پيو" أو تلحمي.

كما يعاني الكتاب أيضاً من إسقاطات منهجية متفرقة. أولاها ببساطة عدم توضيح الكاتب للعديد من المقاربات الإجرائية الهامة. هل ارتكزت جميع هذه الاستطلاعات على عينات تعكس احتمالات حقيقية أم استندت بعضها على نظام المحاصصة أم كانت مجرد عينات تعتمد فقط على "المواءمات"؟ وإذا كانت الحالة الأولى، فما هي على وجه الدقة الطرق التي تم إقرارها في كل حالة من الحالات - هل كانت متعددة المراحل، أو طبقية، أو تعتمد على الاحتمالات الجغرافية؟ هل كانت الاستطلاعات تتم بالطريقة العشوائية؟ أو من خلال الاختيار عبر إجراء مقابلات مع العائلات؟ هل تمت من خلال الترجيح الإحصائي/الديموغرافي؟ إذا لم تكن هذه الاستطلاعات جميعها تعتمد على العينات التي تعكس احتمالات قياسية، فإلى أي مدى تكون الأرقام الناتجة عنها علمية أو موثوقة؟ وبصرف النظر عن طريقة جمع العينات، إلى أي مدى كان هناك إشراف أو تصريح أو مضايقات من جانب الحكومات المضيفة الأمر الذي ربما أفضى إلى تشويه النتائج؟

كما أن الكتاب يفتقر إلى بعض الأرقام التي ربما تكون كاشفة عن أمور هامة. على سبيل المثال أفرز أحد استطلاعات الرأي نتيجة بعيدة الاحتمال لم تحدث في استطلاعات رأي أخرى أجراها هذا المرجع - وهي أن هوجو شافيز كان ذات مرة الزعيم الأجنبي "الأكثر إثارة للإعجاب" بين العرب. ولكن هل حصل على نسبة 60 في المائة أو 20 في المائة أو بعض النسب الأخرى؟ إن هذا الأمر يشكل فارقاً كبيراً - وفي هذا المثال وغيره من الأمثلة، لا يوجد في هذا الاستطلاع أي شيء بخصوص هذا الأمر.

كما أن هناك عيب آخر يبرز في اختيار الدول التي شملها الاستطلاع وفي القرار بالتمسك بأخذ عينات من المناطق الحضرية فقط، وهو أمر يستبعد بالتالي نصف مجموع سكان كل دولة أو أكثر. وبالتالي، فإن عينات الكتاب نادراً ما تشمل جميع عيون العرب المذكورة في عنوانه كما أنها تستبعد تماماً التطورات الحالية الهامة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس. حتى في مصر وفي بلدان أخرى ممن شملها الاستطلاع، كانت العديد من القضايا السياسية الداخلية البارزة غائبة في هذا الاستطلاع. وعلى ذلك، لم يذكر الكتاب سوى النذر اليسير عن الصراع الكبير بين الإسلاميين والشرائح المدنية والعسكرية من المجتمع حالياً في مصر أو التوقعات الخاصة بالاستقرار أو عدم الاستقرار في المملكة العربية السعودية والمغرب والأردن.

وفي أحيان كثيرة جداً يتعامل الكتاب مع الدول العربية الست التي شملها الاستطلاع على أنها كتلة وحدة وهو الأمر الذي يُخفي الفروقات الحيوية بينها بدلاً من أن يبرزها. كما يتم قياس المتوسط المرجح للردود اعتماداً على عدد السكان. ونظراً لأن مصر لديها عدد سكان يفوق الدول الخمس الأخرى مجتمعة، فإن نتائج هذا الاستطلاع تعتبر في الواقع انعكاساً مشوهاً للرأي العام المصري بدلاً من أن تكون متوسطاً مفهوماً لأي شيء.

كما أن هناك مشكلة منهجية أخرى تبرز في هذا الكتاب وهي الاستخدام العرضي للأسئلة الموجهة بشأن قضايا رئيسية. وفيما يلي بعض الأمثلة: "ما هو الجانب الذي ينال إعجابك أكثر في تنظيم «القاعدة»، إن وجد؟" "ما مدى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لك؟" - بدلاً من السؤال المفتوح مثل "ما هي القضايا المهمة بالنسبة لك؟" وفي ضوء الإشارات المتكررة والصحيحة من جانب الكاتب إلى النفور العربي من الضغط الدولي، لماذا يُطرح السؤال: "هناك ضغط دولي ممارس على إيران للحد من برنامجها النووي. ما رأيك؟" هذه المقدمة تضر بنتائج الاستطلاع وذلك من خلال دفع المجيب عن السؤال في اتجاه معين.

وفي النهاية، يتغاضى الكاتب إلى حد كبير استطلاعات الرأي العربية الأخرى المتاحة حالياً التي تعضد من وجوه مختلفة نتائج عمله الميداني أو تتحفظ عليها أو تعارضها. وكان من بين الاستطلاعات المرشحة للإدراج في هذا الكتاب استطلاعات "پيو"، و"غالوب"، و "تشارني"، و "برنامج الاتجاهات السياسية الدولية"، و "مؤسسة پيختر" فضلاً عن العديد من الاستطلاعات الفلسطينية والإسرائيلية حول المواضيع محل النقاش. ونظراً للقيود والتقلبات التي تتسم بها استطلاعات الرأي العربية، لا يمكن الوثوق بمصدر واحد للمعلومات والبيانات. وفي بعض الحالات الهامة - كما هو الحال بالنسبة للمواقف العربية تجاه إيران أو تجاه القيم الأمريكية - تعتبر التناقضات بين جهات استطلاعات الرأي المختلفة كبيرة جداً لدرجة أنها تتطلب بياناً وتفسيراً تفصيلياً.

وعلى وجه الخصوص، تشير استطلاعات رأي أخرى تم إجراؤها في السنتين والنصف منذ بداية ثورات "الربيع العربي" عام 2011 إلى أن معظم السكان العرب يركزون بقوة في الوقت الحاضر على قضاياهم الداخلية - وليس على الأمريكيين أو الإسرائيليين أو الفلسطينيين، أو العرب الآخرين. وهذا يتناقض تماماً مع الفكرة الإجمالية المهيمنة على الكتاب. ويمزج تلحمي كتابه ببعض الملاحظات حول "الكرامة" و"الآلام العربية المستمرة إلى الوقت الحاضر" كما يحاول مراراً وتكراراً التأكيد على أولوية القضية الفلسطينية وعلى الامتعاض من السياسات الأمريكية تجاهها. ولو كان هناك دعم مسحي تجريبي فعلي لهذه النتائج بدلاً من مجرد السرد القصصي لكان ذلك أمراً طيباً. بيد أنه لا يوجد أي دليل يعضد ذلك - ليس في صناديق الاقتراع، وليس في الساحات العامة، وليس في السياسات الفعلية للحكومات العربية، الثورية منها أو غير الثورية. وفي عام 2011، يشير تلحمي بطريقة عابرة إلى أن الصراع الفلسطيني قد حل في المركز الثامن من أصل قائمة تضم إحدى عشرة أولوية في أحد الاستطلاعات المصرية - بينما جاء في مؤخرة هذه الأولويات في تونس. ومع ذلك لم يتوانى الكاتب في إضافة أنه "كانت هناك مؤشرات أخرى حول أهمية تلك القضية" بدون النص على ماهيتها.

وحتى لو كان الكاتب يقر في بعض الأحيان بأن السياسات العربية والرأي العام العربي منصب في الوقت الحاضر "في المقام الأول" على القضايا المحلية بدلاً من الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخارجية، إلا أن تلحمي يقضي النذر اليسير من الوقت في النظر في تداعيات هذا الاتجاه.

يجدر بالذكر أن تلحمي يُعتبر من بين الخبراء الأكثر احتراماً وفكراً ومعرفة وتوازناً في هذا المجال الفكري المليء بالاستقطابات. وهناك الكثير من الأشياء التي يمكن تعلمها من هذا الكتاب رغم ما يتخلله من عيوب وقصور. ومع ذلك لو نظر الكاتب في الأعمال الجوهرية وذات الصلة المباشرة بعمله التي قام بها أخرون مثله - ومن بينها مجموعة كبيرة من بيانات الاستطلاعات المتممة لكنها متعارضة تماماً في بعض الأحيان - لكانت النتيجة التي تم التوصل إليها أكثر إقناعاً. ويعتبر هذا التركيز الضيق أمراً شائعاً وقصوراً أكاديمياً مفهوماً لكن من السهل معالجته. ولا يزال المرء يحدوه الأمل في أن يتم تدارك ذلك القصور في المرات القادمة.

ديفيد بولوك هو زميل كوفمان في معهد واشنطن ومدير منتدى فكرة. وتشمل مؤلفاته الدراسة التي أصدرها المعهد باللغة الانكليزية عام 2008 : "

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

          د. بسام أبو عبد الله
 

الوسوم (Tags)

العرب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_asu8prpnfmhgkdhi6trfbsl6s4, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0