Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 12:57:51
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إسرائيل .. تطورات داخلية وخارجية ستؤثر بشكل سلبي على مكانة قطر من وراء الأبواب المغلقة . . يوئيل غوجانسكي
دام برس : دام برس | إسرائيل .. تطورات داخلية وخارجية ستؤثر بشكل سلبي على مكانة قطر من وراء الأبواب المغلقة . . يوئيل غوجانسكي

دام برس:

ان قطر تحولت في السنوات الأخيرة إلى دولة مفتاحية في الشرق الأوسط وذات تأثير كبير خارجها، كل هذا قد يتغير. والقوة الاقتصادية الضخمة والاستعداد لاستخدامها لأغراض سياسية بالإضافة إلى ضعف عدد من مراكز القوة الإقليمية على خلفية الربيع العربي أبرزت السياسة الخارجية المتميزة للإمارة.

الدعم الأمني الأمريكي يسمح للحراك الدبلوماسي للإمارة بالشعور بأن أمنها محفوظ ومؤمن (قطر تستضيف القيادة المركزية الأمريكية، كما أن أراضيها تضم أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط)، لكن قوة الإمارة ليست خارج المحدودية، كثيرون غير راضين عن السياسة الخارجية المغامرة والنشاط الإقليمي هذا ناهيك عن التأثير القطري في المنطقة.

هناك عدة تطورات داخلية وخارجية قد تؤثر بشكل سلبي على مكانة قطر :

الأول: تغييرات في القيادة في قطر، في شهر يونيو الأخير وفي خطوة استثنائية نقل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السلطة إلى ابنه الأمير تميم البالغ من العمر 33 سنة وبذلك تحول إلى الزعيم الأصغر في العالم العربي.

هناك مؤشر على أن الأمير الجديد سيحاول التركيز وبشكل تدريجي على الشؤون الداخلية وعلى مشاريع تنمية توطئة لتنظيم مونديال كرة القدم عام2022 على حساب السياسة الخارجية المكلفة التي تبنتها الإمارة والتي تواجه الآن بانتقادات داخلية.

هناك في الإمارة من يدعو ومن وراء أبواب “مغلقة” أن يستخدم الثراء الفاحش التي تتمتع به الإمارة في تنمية الطرق في الدوحة وليس في لبنان.

على صعيد السياسة الخارجية اتضح أن عددا من رهانات الإمارة فشلت، قبلبداية الحرب الأهلية في سوريا كانت قطر قريبة إلى النظام السوري وبعد بدء الأحداث في مارس 2011 وبدافع أن أيام هذا النظام معدودة أدارت أسرة آلثاني ظهرها إلى النظام السوري الذي يعتمد على الجيش وحلفائه حزب الله وإيران، وبدأت بدعم المعارضة.

هذا الدعم من جانب قطر للمتطرفين بين صفوف المتمردين في سوريا (وكما فعلت قبل ذلك في ليبيا) أدى إلى انتقادات وإلى الإضرار بالعلاقات بين قطر مع الولايات المتحدة التي تخشى وعن حق من تداعيات تعاظم قوة هذه الجهات.

ومنذ ذلك الوقت قطر قللت وإلى حد كبير من مشاركتها في الأزمة ودعمها للمتمردين بشكل عام وتحولت جارتها الكبرى في الغرب السعودية إلى الداعم الرئيسي لهذه الحركات وعلى سبيل المثال أحمد الجربا المقرب من السعوديةعين في الفترة الأخيرة رئيسا لائتلاف منظمات المتمردين في سوريا بدلا من مصطفى الصباغ المقرب من قطر.

هناك أيضا انتقادات دولية متزايدة موجهة إلى الإمارة بعد الكشف عن ظروف العمالة الأجنبية داخل قطر وعلى الأخص النيبال والهنود على خلفية أعمال التطوير لمونديال دورة كرة القدم – حيث أن 600 عامل أجنبي يتوفون في كلعام في للإمارة – كما أن إمكانية أن ينقل المونديال إلى الخريف بسبب الظروف الصعبة في شهر الصيف في الخليج قد يلحق الضرر بمكانة وهيبة الإمارة التي تنظر بعين الأهمية إلى انعقاد المونديال.

وأيضا فيما يتعلق بالوساطة بين الولايات المتحدة وطالبان هذه المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بعد إغلاق مكتب طالبان في الدوحة في وقت مبكرمن هذا العام وهو ما أضر بمكانة الإمارة وقدرتها على الاستعانة بخدماتها الخيرة في المستقبل.

قطر شخصت واكتشفت صعود الإسلام السياسي على الرغم مناستياء جيرانها في الدول العربية في الخليج وكعادتها حاولتركوب الموجة الإسلامية والاتصال مع الممثل الأبرز لهذه الموجة – مصربرئاسة مرسي- علاقات قطر مع مصر كانت متوترة على مدى سنوات.

يذكر في هذا الصدد تصريحات الرئيس المصري السابق مبارك عندما قال لماذا أكترث بدولة لا يربو عدد سكانها عن نزلاء في أحد فنادق القاهرة، بيد أنهحتى عام العسل الذي تميزت به العلاقات القطرية المصرية في عهد الإخوان المسلمين قد انتهى.

وبعد سقوط مرسي خسرت قطر حليفا رئيسا لها حيث منحته 8 مليارات دولاركقروض ومنح وكذلك قدرة التأثير التي لا يستهان بها التي كانت لها في القاهرة، حيث حاولت لكن بدون نجاح أن تقدم نفسها بعد الثورة في مصربأنها كانت تدعم الشعب المصري وليس هذا النظام أو ذاك.

النظام المصري الجديد لم يصدق هذه الأقوال وجمد المحادثات حول استيراد الغاز الطبيعي من الإمارة وأغلق مكتب الجزيرة في القاهرة واعتقل الصحفيين الذين عملوا في الجزيرة ورفض طلب قطر بزيادة عدد الرحلات بين القاهرة والدوحة بل أعاد وبشكل احتجاجي منحة بملياري دولار كانت قدأودعت في البنك المركزي المصري وقدمت للنظام السابق.

وهذا ما يدل على عمق التراكمات والعلاقات المتوترة بين الدولتين.

وفي نهاية سبتمبر 2013 أصدرت السلطات المصرية أمرا باعتقال الشيخ يوسف القرضاوي الذي يقيم في الدوحة والمحسوب على الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على قتل أفراد الشرطة المصريين.

قناة الجزيرة القطرية ذات التأثير الكبير فقدت الشيء الكثير من شهرتها التي كانت تتمتع بها في أجزاء غير قليلة من العالم العربي على ضوء تغطيتها للأحداث في مصر، تغطية ما زالت تتسم بخط انتقادي للسلطة العسكرية.

كان لقطر تأثير معين أيضا على القدس حيث أنها احتفظت بعلاقات مفتوحة بمثابة تطبيع واقعي على مدى سنوات بيد أن حملة الرصاص المسكوب فيغزة 2009 وعلاقات قطر مع جهات إيرانية وحماس ومنح الأمير السابق  شيكا ب400 مليون دولار أثناء زيارته لقطاع غزة التي تمت تغطيتها كاختراق للحصار الإسرائيلي على القطاع أدت في نهاية الأمر إلى قطع العلاقات بين الدولتين حيث تفاخرت الدوحة بهذه العلاقات التي أسهمت في أن تكون هي الشاذة في المشهد العربي، على الرغم من أن قطر لا تخفي استعدادها للاحتفاظ بعلاقات علنية مع إسرائيل في حالة تأكيد القدس لجديتها في العملية السلمية وهو شرط أدنى في سقف الشروط التي يطرحها العالم العربي لإقامة علاقات علنية مع إسرائيل.

ولكونها دولة صغيرة فإن عليها أن تحدد الخطوات والاتجاهات لمواكبة جاراتها الأكبر منها في الصراع معها من أجل تحقيق الأجندة الخاصة بها والنابعة من مصلحة البقاء، وليس من المستبعد أن الإمارة الصغيرة وصلت إلى حدود قوتها وحظيت وقوبلت برد فعل مضاد وواسع للخط السياسي الذي تبنته وسيتعين عليها أن توائم سياستها الإقليمية بشكل عام ومع مصر بشكل خاص إذا كانت تريد الحفاظ على مركزها في العالم العربي ومدى تأثيرها.

طالما أن النظام في مصر لم يستقر حتى الآن فمن الجائز أن يكون من الصعب عليه أن يدير ظهره بشكل تام للمساعدات القطرية لكن إذا ما استقرالوضع في مصر بدون حدوث تغيير في العلاقات بين الدولتين فإن نظام الجنرالات المصريين سيفضل المساعدات السخية التي سارع جيران قطر إلىت قديمها من الدول المنتجة للنفط السعودية والإمارات والكويت.

حتى بداية الأحداث في سوريا السياسة الخارجية القطرية تميزت بالحفاظ على معظم الأبواب المفتوحة وخطوط الاتصالات مع معظم الجهات في الشرق الأوسط لتكون بمثابة شهادة تأمين ضد القوى الراديكالية في المنطقة.

إظهار سياسة مستقلة كان على عكس وعلى النقيض من الحجم الجغرافي لقطر ونشأ عن رغبة في تعظيم أهميتها الإقليمية والحفاظ على الثروات الطبيعية التي تمتلكها.

الإمارة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف مواطن (بالإضافة إلى أكثرمن مليون عامل أجنبي) لعبت خلال السنوات الأخيرة في ملعب الكبار وذهبت بعيدا وجاوزت المدى.

وعلى ضوء قدراتها الاقتصادية سيكون من الصعب أن نتجاهلها على مدىالوقت، بيد أن الضعف المؤقت للإسلام السياسي في المنطقة قد يضطر الإمارة إلى الاهتمام بشؤونها الداخلية وتبني سياسة أكثرحذرا وانتظار الفرص.

والحقيقة أن الزيارة الأولى لتميم خارج بلاده للسعودية هي دليل وربما محاولة لتقليص التوتر مع الرياض ومن الجائز تبني سياسة خارجية أقل اندفاعا وأكثر اعتدالا.

شتات الاستخباري

الوسوم (Tags)

إسرائيل   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz