Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 16 نيسان 2024   الساعة 20:16:29
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نظرة بانورامية على حرب أمريكا ضد سوريا
دام برس : دام برس | نظرة بانورامية على حرب أمريكا ضد سوريا

دام برس- ترجمة-  بشار اسماعيل :

الحكومة الفيدرالية الأمريكية و مختلف الوكالات و المؤسسات الإعلامية والأفراد و الحكومات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية ، وجماعات الضغط ، والقوات العسكرية ، وغيرها من الكيانات التي ترتبط بها قد فعلت كل ما في وسعها لحجب التفاصيل التي تتعلق بالهجمات الكيميائية التي حدثت في سوريا يوم 21 آب 2013 . وكان الهدف لتبرير الحملة الخارجية التي تقودها الولايات المتحدة التي انطلقت ضد سوريا في عام 2011 بجعل الحكومة السورية تظهر كمسؤولة عن الجرائم الخطيرة التي تحدث في سورية وعليها أن تدفع ثمن ذلك, فمنذ البداية كان هناك ازدواج في تعامل الحكومة الأمريكية مع القضية السورية.
تجاهل الولايات المتحدة لمحققي الأمم المتحدة
تجاهلت الحكومة الأمريكية تماما ما حدث سابقا من هجمات كيميائية خاصة أن الحكومة السورية طالبت الأمم المتحدة بالتحقيق بالموضوع, وعندما جاء فريق التحقيق إلى سوريا تجاهل كل المناطق المعروف أن الإرهابيين استخدموا الكيميائي عليها مثل خان العسل في حلب, وأعلنت الحكومة الأمريكية من جهتها متجاهلة حتى فريق التحقيق أن الحكومة السورية هي من استخدم الكيميائي وعلى فريق التحقيق التفتيش على المستودعات, لكن اتهامها هذا وضعها في موقف محرج عندما ذكرت كارلا ديل بونتي وهي واحدة من محققي الأمم المتحدة في سوريا أن كل الأدلة تشير إلى أن الإرهابيين هم من استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة, وأكدت أن استنتاجها هذا مدعوم بالأدلة القاطعة, لكن الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي تجاهلا بيانها هذا, على الرغم من أن الأمن التركي تمكن من إلقاء القبض على عدة إرهابيين كانوا يحاولون التسلل من تركيا إلى سوريا وبحوزتهم عبوات من غاز السارين.
في آذار 2013 استخدم الإرهابيين غاز السارين على منطقة خان العسل وطالبت الحكومة السورية الأمم المتحدة القيام بدورها وإرسال محققين لإدانة الإرهابيين, إلا أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وضعت كل أنواع العقبات لمنع الأمم المتحدة من إصدار تقرير يتضمن أن المتمردين المدعومين من قبلهم كانوا يستخدمون الأسلحة الكيميائية , بدلا من ذلك يريدون فريق تفتيش وتقرير مسيس من شأنه أن يشوه صورة الحكومة السورية, وفي النهاية تم الاتفاق على إرسال فريق تحقيق عمله التأكد من استخدام السلاح الكيميائي دون أن يكون من حقه تحديد الجهة التي استخدمته.

الكذب الأمريكي المفضوح

القصة التي أطلقتها الحكومة الأمريكية وحلفاؤها حول ما جرى في الغوطة متناقضة وغير قابلة للتصديق أبدا, إضافة إلى أن الولايات المتحدة لديها سجل حافل بالكذب وخلق الذرائع المزيفة للعدوان، لذلك جيشت واشنطن مجموعة من المنظمات غير الحكومية التي دعمت باستمرار الحروب الأمريكية لمساندتها في روايتها.
زعم الرئيس أوباما و وزير خارجيته جون كيري أن الجيش السوري يستخدم الأسلحة الكيميائية في حين أنه يتقدم عسكريا في الغوطة , وهذا يتعارض مع أي إجراءات تتبع من قبل أي  قوة عسكرية منظمة , كما أدعيا أن الجيش العربي السوري قام بتخفيض عديد قواته قبل إرسالهم للغوطة. على ذلك لماذا يستخدم السلاح الكيميائي في هذا الوقت وهو يحرز انتصارات متتالية خاصة في هذه المنطقة؟ لماذا لم يستخدم الكيميائي عندما كان يشعر بالضغط في بعض المناطق؟ لماذا يقدم على خطوة كهذه تعد انتحارا سياسيا؟ وأخيرا لماذا سيستخدم السلاح الكيميائي دون سبب؟  طبعا لم تقد الولايات المتحدة أي دليل على إدعاءتها, بل استندت إلى أقاويل قدمتها الحكومة الإسرائيلة, وليزداد الأمر سوءا أكدت واشنطن أن لديها تقارير استخباراتية سابقة تؤكد أن الحكومة السورية ستستخدم السلاح الكيميائي وأن لديهم أسماء الضباط وأسماء المسؤولين المتورطين بالموضوع, لكن حتى اليوم لم يسمع أحد بأي اسم أو دليل حقيقي ومقنع.هنا لدينا تساؤل إذا كانت واشنطن فعلا تملك معلومات مسبقة عن مثل هذا الهجوم, وإذا كانت فعلا خائفة كما تدعي على الأبرياء السوريين, لماذا لم تتدخل مسبقا وتمنع حدوث هذا الهجوم؟
نفاق الأسلحة الكيميائية
في عام 2006 اعترفت إسرائيل بامتلاكها للأسلحة النووية على لسان رئيس الوزراء إيهود أولمرت, لكنها مع ذلك عمدت إلى عدم السماح لأي منظمة بالكشف والإطلاع على ما لديها من أسلحة كيميائية وبيولوجية أو مراكز إنتاج وتطوير هذه المواد, إضافة إلى أنها لم توقع على اتفاقيات حظر انتشار السلاح النووي والكيميائي, ولم يحاول أحد إجبارها على ذلك خاصة الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي تلتزم بمبدأ ازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بدمشق وتل أبيب, لذلك نجدها تكيل الاتهامات لسوريا بامتلاك السلاح الكيميائي وتتناسى إسرائيل, كما ترفض مع وسائل إعلامها حقيقة امتلاك الإرهابيين في سوريا للسلاح الكيميائي خاصة غاز السارين.
الحكومة الأمريكية أطلقت العنان لوسائل إعلامها الغربية والعربية لاتهام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي, واعتبارها حكومة مجرمة تستحق العقاب, وتناست  استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المقاتلين والمدنيين في الفلوجة, وهجمات الأسلحة الكيميائية الإسرائيلية على لبنان وغزة, ربما الموضوع يتعلق بمن يستخدم السلاح الكيميائي وليس باستخدامه بحد ذاته, فمن قتل العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين باستخدام الكيميائي وعلى عيون العالم كله لا يجب سؤاله أو محاسبته, بل يجب محاسبة من تريد أمريكا اتهامه بذلك!  
إذا عدنا بالزمن إلى القرن الماضي, سنجد أن الحكومة الأمريكية زودت العديد من الدول بالأسلحة الكيميائية من خلال توفير له علم المواد و التكنولوجيا اللازمة, بل أكثر من ذلك حيث كانت استخباراتها وعلماؤها يساعدون في تطوير هذه التكنولوجيا, ومن بين هذه الدول العراق التي اتهمت بامتلاك واستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين العراقيين.

تفسير تقارير الأمم المتحدة فيما يخدم مصالحها
لاحظنا كيف عمدت واشنطن لتفسير بيان جنيف حول سوريا على هواها, للاستفادة منه بتنفيذ أجندتها الخاصة, حيث تظاهرت باعتماد توافق الآراء الذي تم التوصل إليه في البيان الختامي في جنيف في عام 2012 للتوصل إلى حل سلمي وديمقراطي للصراع في سوريا, وبعدها وعلى لسان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية ادعت زورا أن مجموعة العمل من أجل سوريا دعت إلى تشكيل حكومة انتقالية لن تشمل أي دور للرئيس بشار الأسد. كذلك فعلت في الهجوم الكيميائي على الغوطة, فعندما أعلنت روسيا أنها متأكدة أن الصواريخ التي أطلقت جاءت من ليبيا واعتمدت في ذلك على الأرقام المتسلسلة لها’ قالت واشنطن أن هذا تأكيد أن الحكومة السورية هي من استخدام الصواريخ كون الصواريخ روسية!!!
اسغباء الناس بهذه الطريق أمر معيب فكون الصاروخ روسي لا يعني مطلقا أن سوريا من اشتراه إضافة إلى أن روسيا أكدت أن من أشترى هذه الأنواع من الصواريخ هي فقط مصر, اليمن , ليبيا , ولم تزودها بأي مواد كيميائيا نهائيا.
هيومن رايتس وتش لم تكن بعيدة عن الموضوع فهي الذراع الإنساني لواشنطن تطلقها في كل مكان تريد تدميره أو ضربه عسكريا, ذكرت في تقاريرها أن وحدات من الحرس الجمهوري هي من استخدم الكيماوي , مما أوقعها في فخ لم تستطع الخروج منه فكل من له علاقة بالجيش يعلم أن السلاح الكيميائي له وحدات متخصصة للتعامل معه والحرس الجمهوري ليس منها.
في الوقت الذي أنفقته واشنطن لمساومة الأمم المتحدة على الدلائل التي وجدتها لجنة التحقيق والتي تشير إلى أن الإرهابيين هم من استخدم السلاح الكيميائي, لم يتم من مقاطع الفيديو التي نشرت على الانترنت والتي عدتها الحكومة الأمريكية دلائل وبراهين لا تقبل الشك, رغم أن كثير من المنظمات والحكومات أكدت زيف هذه الفيديوهات.

هدف أمريكا هو سحق الشعب السوري
لم تهتم واشنطن وحلفاؤها يوما بجعل العالم مكانا أكثر أمانا, بل على العكس تماما, لذلك نجدها أرسلت رجالها ومرتزقتها للقتال في سوريا بدعم وتمويل خليجي, والغاية هو إدخال سوريا في حرب استنزاف طويلة الأمد وغير مباشرة في حال لم تستطع التغلب عليها بشكل كامل, أمريكا الآن خاسرة لا محالة ولكن ما تريده الآن هو استمرار القتال لأطول فترة ممكنة, فهي لا تريد أن تخرج الحكومة السورية منتصرة.
الهدف الحقيقي للحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا هو الشعب السوري وليس مجرد الحكومة في دمشق, فهي تريد تدمير سوريا كأمة وليس كدولة فقط, فهي متأكدة أن الشعب السوري قادرة على الوقوف من جديد, لذلك سعت للتخلص من الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة عميلة تساعدها في القضاء على الشعب السوري.
عن موقع Strategic Culture Foundation

الوسوم (Tags)

الأمريكية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   سوريا الاسد
سوف ننتصر وسوف نبقى اقوياء
ريم سامي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz