Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجزيرة ..سلاح قطر لدعم القاعدة والإخوان وتصدير الموت للعرب
دام برس : دام برس | الجزيرة ..سلاح قطر لدعم القاعدة والإخوان وتصدير الموت للعرب

دام برس:

سنة 1994، وذلك بعد سنتين من قيامها، بسبب الرقابة التى طالبت بها المملكة العربية السعودية، فانضم لـ«الجزيرة» العديد من العاملين فى المحطة البريطانية.

كانت قطر تتصيد الفرصة، تراقب عن كثب ما اعتبره القطريون تضييقات تتعرّض لها القناة بالسعودية، فتلقفتها وفرشت لها البلاط، هذا هو السلاح الذى تبحث عنه قطر، الذى كان يبحث عنه حمد بن جاسم وحمد بن خليفة،فقطر دولة صغيرة لا منبر ولا نفوذ ولا قوة لها، من كان يتصور أن قطرستصبح معروفة لدى العالم عن طريق القناة؟ حتى إنه قيل: «القناة التى أسست دولة وليست الدولة التى أسست قناة».

ضمت «الجزيرة» أغلب المغضوب عليهم والمطرود

راشد الغنوشي 

بين من بلدانهم، مثل الشيخ المتصابى «القرضاوى» الذى لا يُشق له غبار فىفتوى «المصّة» أو«فيصل القاسم» المجبول على التسخين حد التفتين، أو«جميل عازر» هذا الذى تحسبه من شدة نظره عن جنب أنك أمام ملك الموت،أو «أحمد منصور» هذا الذى رفع من حاجبيه بسبب وبلا سبب، حتى يخيل للجالس أمامه أنه يراوده ويعاكسه، هذا الذى لم يكن أكثر من مؤذن فى وزارةالأوقاف فى دبى، قبل أن يلتحق بمجلة «الإصلاح» كمحرر، وهى مجلة محدودة التوزيع تصدر عن جماعة الإخوان فى دبى، ومنها انتقل إلى مجلة«المجتمع» الكويتية التى بعثت به إلى أفغانستان لتغطية أخبار الجمعيات الخيرية الإسلامية، ومنها اكتسب أحمد منصور شهرته حين قدّم نفسه كمناضل إسلامى، مع أن وجوده فى أفغانستان،

وفقاً لمجلة «روزاليوسف»، كان بغرض الانتفاع من فرق الراتب، كما سيطرعليها الفلسطينيون بداية من مديرها «وضاح خنفر» إلى رئيس تحريرأخبارها «أحمد الشيخ».

كل هؤلاء جمعهم الحمدان بن جاسم وبن خليفة، وكونا منهم قناة. هدفت«الجزيرة» إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى بحلول عام 2001 من خلال الإعلانات،ولكنها فشلت بسبب إحجام المعلنين السعوديين عن التعاقد معها، فوافق الأميرعلى الاستمرار فى تقديم دعم سنوى يقارب 30 مليون دولار.

* منبر من لا منبر له

وكّلت «الجزيرة» نفسها للدفاع عن الضعفاء والمهمّشين والمعذبين فى الأرض،هى هكذا تُوهم المشاهد، فهى لم تخرج مطلقاً من عباءة البلاط الأميرى.. وهىبالأساس منبر قطر التى لم يكن لها منبر أو شأن من قبل، ليس أدل على ذلكمن أن مشيخة قطر التى لولا الغاز والنفط لكانت جرداء قاحلة.

إن عُقدة الإحساس بالنقص ولّدت أزمة نفسية لدى مشيخة قطر،فهى مستهدفة من كل الاتجاهات، وكل الطرق تؤدى إلى الدوحة، ثم إن الشأن الداخلى والوضع السياسى والأمنى الخطير شجّع الدولة على القيام بشىءما يمكنه أن يُلهى العالم عما يحدث فى قطر، فكثرة الانقلابات والغدروالمؤامرات كانت خبز الصحف الصفراء، وقد ضاق الحاكمون بأمرهم من عذاباتهم وغسيلهم ينشر على الملأ.

* تصدير الموت والفتن للعرب

عملت قطر على تصدير أزماتها وخلق أزمات بالدول العربية، لم نلحظ دولةناقمة على الدول العربية كمشيخة قطر، صناعة الأزمات ستريح الحاكمين بأمرهم فى قطر، وستجعلهم يستمتعون بما يحدث للآخرين، فهذا شر وجب توزيعه، مشيخة تجنّد قناة وتضخ فيها المليارات من أجل صناعة أزمات بالدول العربية، من أجل الموت وتحريك آلة الفتن والخراب والتحريض المباشر على التقاتل، رأينا ذلك فى العراق وفى الحرب الأهلية الدائرة بالجزائر، وفى أحداث سيدى أفنى بالمغرب، وفى أحداث الحوض المنجمى بتونس، ثم عايشن االتحريض المباشر فى الثورة التونسية، وما حدث فى مصر ويحدث فى ليبيا اليوم واليمن وسوريا.

كل هذا لم يأتِ من فراغ، فهو مخطط له منذ بُعثت قناة «الجزيرة»،فهدفها هو تخفيف الضغوطات على البلاط الأميرى وصناعة الأزمات بدولالجوار، مما يسهم فى إلهاء الناس بأحداث جانبية، قد لا ترتقى فى أكثرالأحيان لدرجة الخبر.. «الجزيرة» مصنع لفبركة الأزمات وإدارتها، تتحكم فىوقت إشعالها وإخمادها.

«الجزيرة» منبر من لا منبر له، جُعلت لتكون سلاح قطر الخارجى، وكذلك منبرالإخوان المسلمين وجماعة القاعدة، تخصّص لهم المساحات والبرامج المباشرة لإشعال الفتن وللركوب على الثورات العربية، ساندت حركة النهضة فى تونس،هذه الحركة التى لم يكن لها دور يُذكر فى الثورة التونسية، بشهادة أحدمؤسسيها راشد الغنوشى، ثم كيف أنها بعد ذلك صنعت من هذه الحركة الفتيل الذى أوقد الثورة التونسية، حتى إن «الغنوشى» نفسه لم يجد بُداً منمسايرة القناة فيما تبثه من دعاية لهم، فصدق الرجل فعلاً أنهم أسهموا فىالثورة، وقال حرفياً: «أنا أسهمت فى الثورة والنهضة أسهمت فى الثورة».

والحال أن الجيل الذى قام بالثورة هو جيل ما بعد هروب راشد الغنوشى، لميسمع مطلقاً بهذا الشيخ ولم يعرف عنه وعن حركته شيئاً، وقد قال فيه«الغنوشى» على قناة «الحوار» إنه: «جيل بن على، تربى فى حضن بنعلى.. ثم ثار عليه».

لقد عوّدنا «الغنوشى» على تضارب أقواله، يجيد تقنية الخطاب المزدوج، يُظهرعكس ما يُبطن ويبطن عكس ما يظهر.

* البحث عن الفتن

سياسة «الجزيرة» الإخبارية هى البحث عن الفتن وإن لم تجدها فالواجب صنعها، تورطت فى العراق حتى اختلطت عليها الأمور.

وبإمكان قطر أن تضحى بجميع مصالحها مع الدول المجاورة وحتى مع الشيطان نفسه، لكن لا يمكنها أن تضحى بعلاقاتها وبمصالحها مع الولايات المتحدة، فهى الضامن لوجودها والحامى لكيانها، إن الجرعات الزائدة قد تؤدى إلى التقيؤ، ويمكن أن تؤدى إلى الموت. اقتربت قطر من بعض الخطوطالوردية، فقرصتها أمريكا من أذنيها وتطاولت على «سيادتها» وتصرّفت معهاكتصرف الأطفال الصغار. إن لم توقفوا سكرتكم وتفتحوا عيونكم وتشغلواعقولكم «سنفتح خطاً مع الأمير المخلوع خليفة»، ما يعنى ذلك إمكانية إرجاعه للحكم.

مثل هذا يعد اعترافاً من وزير خارجية قطر بتعرضه إلى نقد شديد من قِبل البيت الأبيض، بسبب تغطية «الجزيرة» للحرب فى العراق، فى وقت ذكرت فيه مصادر صحفية سعودية أن مسئولاً أمريكياً أشار إلى إمكانية فتح خطمع حاكم قطر السابق الشيخ خليفة المقيم فى السعودية، وهو الأمرالذى دفع وزير خارجية قطر إلى التعهد بإجراء تغييرات على أسلوب المحطةوالموافقة على إبعاد بعض العاملين فيها.. وكان حمد بن جاسم وزير الخارجية القطرى، قد صرّح للصحف الأمريكية بأنه سيسعى إلى أن تعيد قناة«الجزيرة» الفضائية الإخبارية النظر فى تغطيتها للأوضاع فى العراق بعد أنشكت واشنطن من أنها غير دقيقة ومعادية للأمريكيين «ولكننا سننقل هذاالقلق إلى (الجزيرة) وعليهم أن يعيدوا النظر فيها لأننا نريد من (الجزيرة) أنتكون احترافية ولا نريد من أحد أن يُرسل أكاذيب أو يرسل معلومات خاطئة».

قدّم جورج بوش خدمة دعائية لـ«الجزيرة» كان متفقاً عليها، كلنايتذكر الخبر العاجل الذى بثته «الجزيرة» عن تخطيط «بوش»قصف «الجزيرة»، انطلت الحكاية على المشاهد العربى وارتفعتأسهم القناة وجلبت متعاطفين جدداً وكثراً لبرامجها.

لم يكن وراء إطلاق هذه الكذبة المخابراتية إلا لفت أنظار المشاهدين إلى«الجزيرة» بعد أن أصبحت الأنظار تتوجه إلى قناة «العربية»، وبعد اكتشاف المشاهد الدور المشبوه الذى تقوم به «الجزيرة» كان لزاماً خلق دعاية بهذاالحجم، حتى يطمئن قلب المشاهد العربى ويواصل نومه وتواصل «الجزيرة»استبلاهه وتنويمه والعبث بمستقبله وبأمنه.

لو كانت أمريكا منزعجة مما تبثه قناة «الجزيرة»، مثلما أوردنا سابقاً، لاتحتاج إلى توجيه ضربة لها، بل تستطيع الضغط على أمير قطر لتغلق خلال ساعات، ولكن قناة «الجزيرة» تخدم أمريكا كما كان يخدمها «بن لادنوالزرقاوى»، فكلما تأجج الوضع بالعراق وسيتأجج حتماً بالمنطقة بحكم البوادر الجديدة، فإن أمريكا سوف تبقى بالمنطقة وستلتحق بها فرنساالجديدة.

كل ما نخشاه هو ألا تخرج علينا هذه القناة بتخطيط «بن على» لاختطافأحمد منصور أو فيصل القاسم، ومن يدريك فقد يظهر للجماعة أن باباالفاتيكان طلب رأس «القرضاوى» أو أن «أوباما» سيقصف قطر بضربةواحدة وسيقبض على مالكى القناة.

* الرأى والرأى الآخر

الرأى والرأى الآخر، تعنى وفق مبادئ العمل الإعلامى سماع رأيين مختلفين،يمثلان وجهة نظر لموضوع واحد، لكن مذيعى «الجزيرة»، خصوصاً قسم الأخبار لا يريدون سماع إلا رأى واحد، وهو الرأى الذى تريد القناة تبليغه،خدمة لأجندة معينة، يتصلون بك كمحلل سياسى، وبمجرد المباشرة فى إبداءرأيك، وقد يكون مخالفاً، والأصل فى الأشياء أن يكون تدخلك معبراً عن وجهةنظرك لا وجهة نظر القناة التى من المفروض ألا تكون لها وجهة نظر، وأن تلتزم بالموضوعية والحياد الأخلاقى، فجأة ينقطع الخط، ثم يردّدون الجملة الشهيرة«ألو.. ألو.. هل تسمعنا.. لا نسمعك.. لقد انقطع الخط».

لا تستقبل القناة إلا الاتصالات الواردة من معارضين فقط للحكم، وأما غيرهم فلا تسمح لهم بطرح رأيهم وتقطع عنهم الاتصال لأسباب يخجل الواحد من اللجوء إليها، حدث هذا مع متصلين من تونس ومن مصر ومن ليبيا، ففى ليبيا مثلاً ظهر انحياز قناة «الجزيرة» الكامل للمتمردين، حيث قدّمت على مدارالساعات والأيام معارضين ليبيين على أنهم محللون سياسيون، كما اكتفت بشهادات الكثيرين عبر الهاتف وتقديمهم كشهود عيان، فقد ثبت أن الاتصالات وردت من خارج ليبيا، ومن طرائف إعلام «الجزيرة» المهزلة أن قدّمت متصلاً قالت عنه إنه شاهد عيان من مدينة «الزاوية» الليبية، وهو على بُعد أمتار منالحرب الدائرة، فى حين ثبت أنه أحد المتمردين الجالسين تحت جذع نخلة ببنغازى، إضافة إلى منع بعض المحللين السياسيين البارزين الذين كانوايظهرون على القناة، لأن لهم رأياً آخر، كما عملت على تحجيم وتقزيم وقطعالاتصال عن أصوات داعية للمصالحة والحوار، فى حين وفّرت وقتاً إضافياً للأصوات الداعية لمزيد من الفتن والقتل.

مل المشاهد من هذه الحكاية الركيكة، فالواجب تغيير التكتيك حتى لا يصبحواأكثر مسخرة، الخرجة الجديدة، أصبح قسم الأخبار يتصل بالمشارك المفترض مسبقاً، يطرحون عليه بعض الأسئلة، ليس لإبداء الرأى وإنما للاستدلال،بمجرد أن تقع فى الفخ وتبدى رأيك الذى يكون مخالفاً لما يريدون تمريره،يشكرونك ويقولون لك: «سنتصل بك قريباً».. ويندثرون.

لقد حدثت مثل هذه الأشياء معى شخصياً، حيث وقع الاتصال بى من قسم الأخبار خارج البث فى الأيام الأولى من هروب «بن على»، فأرادوا معرفة رأيى فيما يخص حل التجمع الدستورى الديمقراطى، أبديت رأيى دون تشنّجأو عاطفة، فقلت إن حل الحزب لا يكون إلا بقرار قضائى وليس بقرار من جهةحزبية أو نقابية، كما أنه قانوناً لا يمكن منع الحزب من النشاط، لكن مع إمكانية فتح ملفاته والتحقيق فى التجاوزات لحين استصدار قرار قضائى،فهموا توجهاتى التى لم تكن أكثر من قانونية وعقلانية. الظاهر أن إجابتى التى تعكس ما أؤمن به لا تخدم هدفهم وهدف حركة النهضة التونسية التىتبنّوا برامجها، قال لى المذيع: «شكراً لكم سيد سامى، سنتصل بكم قريباً».

مثل هذه السيناريوهات تتكرر على المداخلات المباشرة، فكثيراً ما تقطع«الجزيرة» أثناء تغطية ما، المكالمة الهاتفية دون مقدمات. من ذلك قطعهاالاتصال لأحد المشاهدين حين وجّه بكل أدب عتبه ولومه إلى قناة «الجزيرة»الفضائية على تغطيتها الأحداث المصرية، مما جعل مقدم برنامج القناة يسارعإلى قطع الاتصال، قائلاً: «أعتقد أن ما تقوله ليس مناسباً فى هذه التغطية،شكراً لك أخى الكريم، أعتذر لك».

مثل هذه التصرفات التى تنم عن عقلية إقصائية وانتقائية بما يخدم أسسبرنامج معين محدد سلفاً، أثار لدىَّ تساؤلات عديدة يفرضها واقع القناة، لاسيما أنها القناة التى تنادى بحرية الرأى والرأى الآخر، وارتفاع سقف الحرية لديها، كما تدعى.

«أكثر من رأى»

«أكثر من رأى» «الرأى والرأى الآخر»، «الاتجاه المعاكس»، «منبر من لامنبر له».. للوهلة الأولى تبعث هذه العناوين على الموضوعية والتوازن فى المداخلات والوقوف بحيادية، جل برامج الجزيرة الحوارية تتخذ عناوين لاتعكس فى جل الأحيان المضمون.. هى مسألة مقصودة واختيرت بعناية فائقة،تدخل فى تكتيك «صدمة المشاهد» الذى يحفظ العنوان والمقدم ولا يحفظ المحتوى، فهو يبقى مشدوداً فقط للعنوان الذى يحيل إلى قيم ومبادئ عظيمة،فى حين يظهر العكس تماماً فى محتوى البرنامج، مؤامرات ودسائس وفتن وخلاء للأوطان وقطع للنسل.

الفضيحة ستكون مدوية عندما تأتى من نفس العنوان ومن نفس البرنامج، جلال متابعين يعرفون أن «الجزيرة» منغمسة فى المشروع الإيرانى، فهى تنفذأجندة إيرانية فى المنطقة، فى إحدى حلقات برنامج «أكثر من رأى»استضاف المذيع «سامى حداد» فى لندن العميل السابق «وفيق السامرائى»والعميل الحالى «موفق الربيعى» وشخصية أخرى، وكان الحديث يدور حولتفجيرات الأربعاء الدامى والاتهامات العراقية لسوريا، وفى منتصف الحلقة،وبينما كان الكلام مخصصاً لوفيق السامرائى، حيث يطرح أسئلة تهكمية عنسبب تغاضى المالكى عن تسمية إيران فى جرائم كثيرة، وبعد أن بدأ بسردتلك الجرائم الإيرانية بحق العراقيين وبعد أن ظهر أن إيران متهمة أكثر منسوريا، فجأة، ورد اتصال من إدارة القناة إلى «سامى حداد» يطلب منه إنهاءالحلقة، تعجب «سامى حداد» وتلعثم، وقال بصراحة إن الإدارة فى قطر تطلبمنه إنهاء البرنامج مباشرة لسبب يجهله، وهكذا تم فعلاً إنهاء البرنامج، حيثقال «سامى حداد» بالحرف الواحد: «دكتور عماد يبدو أن المركز فى قطريريدون أن ننهى البرنامج لا أدرى لماذا، وربما هنالك بعض الأخبار الطارئة».

والغريب أنه بعد إنهاء البرنامج قبل وقته الأصلى بربع ساعة تقريباً لم يظهرأى عنوان عاجل! بل اكتفت «الجزيرة» بعرض برنامج بسيط عن الطقس، وعن«حدث فى مثل هذا اليوم»! فهل وصل الحال بقناة الجزيرة أن تكتم حريةالرأى بهذا الشكل الصارخ إذا ما تعرض أحد بنقد إيران «المعصومة»؟، ومادلالات هذا السلوك الغامض ضمن مشروع الإسلام البديل؟

منذ ذلك الوقت اندثر «سامى حداد» واندثر برنامجه الذى عُوض ببرنامجالملف، الذى يقدمه «سامى كليب» فى نفس المساحة الزمنية، والذى بدورهاستقال من القناة فى شهر يوليو 2011، تاركاً وضاح خنفر فى ورطة كبيرة،لا شك أن الانفصالات التى تعرفها «الجزيرة» اليوم تعود لوعى المستقيلينبالآثار الخطيرة التى ستحدث من ذلك حال شروع بعض المؤسسات الحقوقيةالدولية فى مقاضاة «الجزيرة» وبعض من مذيعيها.

دور «الجزيرة» -النظام القطرى- فى قلب أنظمة الحكم

منذ سنوات وقطر تتحرش بتونس ومصر، تحرشت فى وقت من الأوقاتبالسعودية، لكن تراجع ذلك التحرش لعدة أسباب، وهى مجاورة السعوديةلقطر من جهة وكذلك لإمكانية شن السعودية هجوماً على قطر، وقد كان أننشرت جيشها سنة 1995 إبان انقلاب حمد على والده خليفة، فهى تملك العديد من الملفات الحساسة التى بإمكانها استعمالها أو كذلك إمكانية تأليبوالده عليه.

لقد شحنت «الجزيرة» التونسيين منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة وبثت العديدمن المداخلات من بعض المعارضين الكلاسيكيين وكذلك من مغمورين وصفته مبالمحللين وبمناضلى حقوق الإنسان الذين خلقتهم الظروف.

لم تكن هذه المداخلات لتخلو من الدعوة للتهييج وللعصيان المدنى. جندت«الجزيرة» جميع وسائلها لقلب نظام بن على، فهى كانت القناة الوحيدة فى العالم التى تبث مقاطع الفيديو بصورة متواصلة دون انقطاع، الشىء الذى أدى إلى تشنج الجمهور من جهة وتشنج النظام من جهة أخرى، وهو الذى وجد نفسه أمام اجتياح عارم عجز عن مقاومته بحرفية بعيداً عن القمع والتقتيل.

«أكثر من رأى».. «الرأى والرأى الآخر».. «الاتجاه المعاكس».. «منبر من لامنبر له».. عناوين تبدو «حيادية» للبرامج لكنها لا تعكس مضمونها

اليوم بعد هدوء العاصفة لم يكن البوعزيزى أول أو آخر من انتحر، بل سبقه إلى ذلك الكثيرون الذين لم يكن الإعلام يبلغ عنهم أو يتناول مشاكلهم، أناس انتحروا جراء انسداد الآفاق وانحباس الأنفاس، لكن، لماذا كان انتحارالبوعزيزى هو الذى أطلق الشرارة؟ كان يمكن أن يمر انتحار البوعزيزى دونإثارة أى جلبة لو مثلاً بكرت السلطة التى كانت قائمة بمعالجة الموضوع نهائياً،فوفق الأيام الأولى لم يكن يدور بخلد بعض أبناء سيدى بوزيد غير تكوين لجنة للتحدث للوالى وبسط مشاكلهم، لكن كيف تطورت الحكاية إلى أكثر من ذلك؟

يتحمل نظام «بن على» المسؤولية الكبرى، لعدة أسباب موضوعية، أهمها عدمتعوده على الحوار مع المواطنين وتحسيسهم بقيمة المواطنة، وعدم نزول المسئولين إلى المواطن والالتصاق به لمعرفة مشاغله، فكل مسئول ولو كان«عمدة» فهو يحسب نفسه السلطة المصغرة لـ«بن على»، لا يعرف إلا التهديد والوعيد.

نوم نظام القذافى فى العسل

لم ينتبه القذافى إلى سر المهمة القطرية والجزيرة وفرنسا ساركوزى، فتصرف باستعلاء ولم يستعجل الإصلاح أو اتخاذ سياسة مجابهة للقناة.

تتوفر بليبيا قرابة 5 قنوات فضائية متعددة المهام والوظائف لم تقدر منذ سنينعلى شد انتباه المواطن الليبى، كلها تدور فى نفس الدائرة وتعيد نفس الاسطوانة.

استفاق سيف القذافى باكراً وأراد تأسيس إعلام جديد وقد كان تأسيسه لقناة«الليبية» منعرجاً فى المشهد الإعلامى الليبى حيث بدأت القناة فى اكتساب شعبية كبيرة فى ليبيا على حساب القنوات الحكومية الأخرى.

سرعان ما أجهز بعض المحيطين بالقذافى من الحرس القديم بغبائهم تجارب ومشاريع عدة بدأت تظهر، موغلين صدر القذافى بأن ابنه ينوى تغيير أسس المجتمع الجماهيرى السعيد بأخرى أكثر انحلالاً وأكثر حرية، لقد كانت الضربة القاسمة لمشروع سيف الإسلام القذافى التحررى عند تعاقده مع المذيع المصرى «حمدى قنديل» وذلك لتقديم برنامج «قلم رصاص» على قناة«الليبية» يعرى فيه الحقائق العربية، الشىء الذى جعل الرئيس المصرى مبارك يتدخل لدى القذافى ليوغر صدره على سياسة ابنه الجديدة.

ذات صباح باكر على غير عادة الليبيين، توجه القذافى إلى مقر قناة «الليبية»،أقفلها ووضع مديرها «عبدالسلام المشرى» بالسجن لساعات.

وفى مرحلة ثانية وقع تغيير طاقم القناة، ألغيت برامج كانت تشد المشاهد،وكانت تلك علامة شؤم ستظهر انعكاساتها على مجموعة «الغد الإعلامية»التى نجح «سيف» فى أن يستقدم إليها بعض وجوه المعارضة الليبية منالخارج للعمل بها وإدارتها مثل «سليمان دوغة» و«فائز سويرى».

حاول سيف الإسلام بعد تأميم قناته من طرف والده أن يؤسس قناة أخرىببريطانيا وهى قناة «المتوسط»، وأراد أن تكون ذات توجه مغاربى، ولكن لميدم حالها إلا بضعة شهور مقتصرة على البث التجريبى ووقع وأدها.

نسرد هذا لتبيان السياسة الإعلامية التى كانت قاتلة لتونس وليبيا مع اختلاف جوهرى مع مصر، التى تملك أسطولاً من القنوات يتجاوز عدد أسطولها الجوى، ولكن عجزت أمام قناة الجزيرة المخابراتية.

إعلام مستقل أم إعلام مصالح

طبعاً لا وجود لإعلام مستقل فى هذا العالم، كل وسيلة إعلامية بغض النظر عنمصدر تمويلها المادى وطبيعة القاعدة الجماهيرية التى تستهدفها وشروطم مارستها، لا بد أن تخضع لأجندة محددة توجه سيرها العام ويعبر عنهاخطها التحريرى.

كحقوقى وسياسى وإعلامى لست ضد أن يكون للإعلام رسالة ما، لكن ضد أنيتحول الإعلام إلى جهاز مخابرات أو إلى خلية تحريضية مهمتها المزيد منالعنف والمزيد من التقتيل، وبالتالى المزيد من الأخبار العاجلة مما يعنى تحقيق شيئين: المزيد من عدد المشاهدين والمزيد من النجاحات الجيواستراتيجية لحساب كارتلات اقتصادية سواء كانت نفطية أو صناعية أخرى، كلنا نعلم أن الحروب والفتن والدمار تحركها الشركات المتعددة الجنسيات من شركاتسلاح وأدوية وغذاء فهى التى تتحكم فى السياسة العامة وهى صاحبة القرارالسياسى، وما السياسيون سوى بيادق وديكورات لإضفاء المشروعية السياسية ليس أكثر.

كل الحروب يقع تقريرها فى دوائر ضيقة ومغلقة فى مكان ما من العالم، تداربالوكالة، يقع التحضير لها سرياً ثم الجهر بها إعلامياً ثم سياسياً ثم عسكرياً،ثم تندثر جميعها لتحل محلها الكارتلات الاقتصادية، إن أكبر كذبة يمكن تصديقها هى التدخل باسم حماية حقوق الإنسان، مارست قطر بكل إخلاص مبدأ التدخل الإنسانى تحت مسوغ حماية حقوق الإنسان وتقديم المساعدة الإنسانية، هكذا خيل إلى العالم.

إن مثل هذه الحالة تنطبق بالتأكيد على قناة الجزيرة نفسها التى تعتبر الذراع الإعلامية والمخابرات لدولة قطر ولحلفائها، حيث بدأ الدور الإقليمى لهذا البلدالصغير يتنامى بشكل ملفت فى السنوات الأخيرة، فهذا البلد الذى لا يعرفه الكثيرون إلا كمرادف لقناة الجزيرة، لم يكن ليسحب البساط من تحت أقدامدول «كبرى» فى منطقة الشرق الأوسط لولا هذه السطوة الإعلامية التىاكتسبتها عن طريق هذه القناة الحربية.

لقد ثبت أثناء الاحتجاجات الليبية أن من قدمتهم الجزيرة كمعارضين علىأساس أنهم من داخل ليبيا ظهر كذباً واضحاً، لقد كنت شاهداً على استضافة«الإعلامى» «المنشق» ثم «العائد» ثم «المنشق» المسمى بـ«سليمان دوغة»الذى استضافته «الجزيرة» فى استديوهاتها بالدوحة فى الأيام الأولى منالاحتجاجات، وكال للقذافى وأبنائه من الشتم والتهييج ما لم يكله لأحد منقبل، رغم أن هذا الطفل أول من بسط له سيف الإسلام الطريق وأعاده إلىليبيا ونصبه مديراً عاماً على إمبراطوريته الإعلامية.. انتهت حلقة البرنامج المباشر. مرت الليلة بسلام.. فى اليوم الثانى استمعت إلى صوت متداخ لبالهاتف. هذا صوت سليمان دوغة واسمه وصورته على الشاشة.. من أينيتكلم شاهد العيان هذه المرة؟ إنه يتكلم من طرابلس! يتحدث بنفس الطلاقةوبنفس التهييج، لقد صدمت فعلاً بسياسة «الجزيرة»، فالرجل لم يتصل بهامن طرابلس لأنه لو ثبت ذلك فعلاً لكان «دوغة» فى عداد المفقودين، فللسائلأن يتساءل لماذا لم يقع إيقاف دوغة فى مطار طرابلس عند عودته من قطر بعدكل تلك الشتائم التى كالها للنظام؟ وكيف دخل ليبيا ونحن عايشنا ما قاله فىحق القذافى وأبنائه؟ لو حدث ذلك فعلاً وهذا ضرب من الخيال، فالأحرى أنيكون اتصال دوغة من مكاتب المخابرات الليبية وتصبح عليه العمالة المزدوجةأو أن ليبيا واحة ديمقراطية ننفرها فى الصباح ونحضنها فى المساء.

الحقيقة أن السيد دوغة كان يتصل من داخل قطر وإيهام المشاهد على أنهاتصال من ليبيا. فبإمكان الجزيرة أن تقول إنه اتصال من زحل أو عطارد فلاأحد بإمكانه تكذيب ذلك، لقد كذبت المخابرات الأمريكية ومن ورائها «الناسا»على جميع سكان العالم بصعود «أرمسترونج» إلى القمر، اكتشف العالمالكذبة الأمريكية بعد قرابة نصف قرن من ذلك، لا نريد أن ننتظر نصف قرنآخر لنكتشف كذب «الجزيرة».

كلما ازدادت الاحتجاجات اشتعالاً ازدادت الاتصالات حرارة وبالذات من غربليبيا حتى يظهر للمشاهد أن معقل القذافى قد أصابه الانهيار.. وتوالتالاتصالات من كل حدب وكلها بطبيعة الحال من خارج ليبيا، فى حين أنهم يؤكدون دون كلل أو ملل أنها من شهود عيان داخل ليبيا، وبالتحديد من غربليبيا وأساساً من سوق الجمعة، والحال أن هذا السوق، وهو حى سكنى كبير،على مرمى حجر من قسم المخابرات الليبية، وغير بعيد عن باب العزيزية. حدث كل ذلك فى الأيام الأولى للاحتجاجات الليبية والقذافى ولجانه الثورية وابنهمحمد أمين وزير الاتصالات، الذى من المفروض فى مثل هذه الحالات يراقب كل المكالمات الداخلية والخارجية التى تدخل وتخرج من ليبيا، نيام لا يصحون!

 

لقد ظهر بالحجة الدور المخابراتى الذى تقوم به قناة الجزيرة، من حيثتجنيدها لمتصلين من أبناء البلدان المتأججة لبث الفتنة ونشر معلومات زائفة،وكذلك الاستنجاد بخبرة مذيعيها للقيام بأدوار تخريبية بنفس تلك البلدان.

الجديد فى الأمر أن محطة الجزيرة كانت تزعم أن المواطنين السوريين -شهودالعيان- يبادرون إلى الاتصال بها طوعاً للإبلاغ عن جرائم يرتكبها الجيشالسورى.. لكن مذيع الجزيرة الأردنى «ياسر أبوهلالة» كتب مقالاً فى صحيفة أردنية كشف فيه عن أنه قام بحكم منصبه فى المحطة بالتسلل إلى «درعا»السورية وتنجيد شهود عيان لهذا الغرض، مهمة الصحفى المتعارف عليها هىنقل الأحداث كما هى ولا يمكنه بأى حال التأثير فيها أو محاباة طرف علىآخر، هو يلتزم بالنقل فقط، لكن مذيعى «الجزيرة» لهم تكوين آخر ورأى آخر،هم لا يكتفون بنقل الخبر والحدث بل ويتعدى دورهم إلى تجنيد جواسيس عبرالحدود وحثهم على خيانة أوطانهم والعمل على تخريبها.

يكشف مقال «ياسر أبوهلالة» جانباً من العقلية الإجرامية التى يتمتع بها عددكبير من موظفى محطة الجزيرة التى بنت شهرتها على بث أشرطة «بن لادن»وانفرادها بنشر أخبار جرائمه التى بدأت تلجأ إلى ما يمكن أن نسميه «إعلام الصعلكة» الذى يدفع شباب سوريون وليبيون ثمنه بدمائهم من أجل أنتضاعف المحطة القطرية من مشاهديها، وبالتالى من حجم عائدات الإشهارالذى يذهب إلى جيب رؤوس النظام القطرى.

المهمة.. قلب الأنظمة

«لونة الشبل» الإعلامية السورية المستقيلة من قناة الجزيرة، تكشف عن حقائق إعلامية وصفها البعض بالغرفة السوداء فى قناة الجزيرة، حول ما تبثه من تقارير مصورة، وتنقله من أخبار عن الأحداث فى سوريا، تزعم أن كثيرهامفبرك.. فوفق «الشبل»: «الهجمة الإعلامية على سوريا بدأت منذ سنوات داخل القناة، التى تسلحت بقاعدة بث خمس أخبار صحيحة مقابل خبر واحدخاطئ، لتصبح على مدار السنوات على قدر كبير من المصداقية لدىالمشاهدين»، وأن هذا المخطط كتب عنه فى العديد من الصحف والقنوات العربية والغربية وبعض الكتب، وأبرزها «المحافظون الجدد» حيث يقوم علىدعم المعارضين المحليين فى أى دولة لإسقاط النظام الذى يعتقد أنه قد يضربمصالح أمريكا وإسرائيل، كما أن الموضوع لا يقتصر على قنواتكـ«الجزيرة» و«العربية» أو صحف كـ«الشرق الأوسط» و«الحياة»، لأن المخطط أكبر بكثير، وهو مكشوف حتى فى كتب غربية صدرت منذ سنوات،وبعضها صدر بعد عهد بوش الابن وكونداليزا رايس.

الفضائية القطرية بنت شهرتها على بث أشرطة «بن لادن» وانفرادها بنشرأخبار جرائمه التى بدأت تلجأ إلى ما يمكن أن نسميه «إعلام الصعلكة»

اعتبرت «الشبل» أن الشارع السورى شعر بما تقوم به بعض المحطات من تزوير وتزييف للحقائق، بعد أن أصبح السكين على رقابنا وقالت: «صحيح أن الجزيرة تذيع الخبر الذى يناسبها عن سوريا، وهذا نهج اتبع مع أغلب الدولالتى جرى فيها احتجاجات وانقسامات كالسودان وتونس ومصر وليبياواليمن».

مضيفة: «هناك مؤامرة واضحة على سوريا والعالم العربى، من خلالالإشاعات والأخبار المدسوسة والملفقة أو الأخبار المعلنة وفق أهواء البعض، أوالمخطط المرسوم للوسيلة الإعلامية».

فى تلك الحصة تطرقت الشبل فى حديثها إلى وثائق «ويكيليكس» التى تخصقناة «الجزيرة»، حيث أكدت تلك الوثائق أن رئيس الوزراء ووزير الخارجيةالقطرى حمد بن جاسم عبر عن اهتمام قطر بإزاحة النظام المصرى، على أنتلعب الجزيرة دوراً هاماً فى هذه العملية، طبقاً للوثائق، وهو ما جرى فعلاًحسب قول «الشبل».

ولقد اعترفت الشبل بأن العديد من الصحف ووكالات الأنباء تتعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «CIA»، كما أن بعض موظفى تلك الصحف والوكالات هم جواسيس يتخذون الصحافة غطاء، كما يتخذون صفة المحللين السياسيين نقاباً يخفون من خلاله وجههم الحقيقى، كما تعترف «الشبل» بأنقناة الجزيرة التى دخلتها منذ سنوات هى غير قناة «الجزيرة» الموجودة حالياً، مشيرة إلى أن ميثاق الشرف الموجود فى القناة لا يعمل به حالياً.

الحرب الإعلامية مستعرة بين بعض دول الخليج، فكل دولة تسعى إلى تنفيذ استراتيجيتها عن طريق وسائل الإعلام الممولة من طرفها حيث تنفذ الأجندات التى تفرضها عليها تلك الدول، فمن يدفع المال هو من يقرر سياسة القناة ويسعى إلى توجيه الرأى العام العربى وجعله فى صفه، فبالنسبة للونا الشبل: «الإعلام العربى ممول بشكل كامل من دول الخليج، ومن يدفع المال هو منيقرر السياسة، والآن دول الخليج قلقة من إيران ومن تحالفها مع سوريا،ووسائل الإعلام التى تدعمهم كلها موجهة لهذا الأمر».

كما أن: «هناك دول خليجية لا تحتوى لا على مجلس نواب أو شعب، فلايعلمونا الديمقراطية».

ترى الشبل أن الإعلام السورى وقع فى الفخ الطائفى الذى تعمل القوىالخارجية عليه، مشيرة إلى أن قيادة ما يسمى بـ«الثورة السورية» موجودةفى ألمانيا، وأن من يقودها هو «فداء طريف السيد» العضو فى اللجنة المؤقتةلـ«إعلان دمشق» فى الخارج الذى يترأسه الدكتور «عبدالرازق عيد»، مطالبةبالبحث عنه ومعرفة كيفية إدارته للأمور من مكتبه فى السويد.

وحول الصور التى تبثها الفضائيات عن المظاهرات فى سوريا، أكدت الشبلوجود «غرف سوداء» فى الفضائيات تقوم بإدخال تعديلات على تلك الأفلام لتوحى أنها من داخل سوريا، واستعانت الشبل بمقطع الفيديو الذى أظهرعناصر أمن يقومون بضرب الناس فى قرية «البيضا» كمثال للدلالة على أنهناك عملية مونتاج تمت بحرفية عالية لتوحى بأن عناصر الأمن تقوم بتلك الأفعال.

فى الواقع، ما يحدث فى سوريا حدث بنفس السيناريو فى تونس ومصر ويحدث اليوم فى ليبيا، قناة واحدة ونظام واحد يقف وراء الدمار الذى حل وسيحل بالمنطقة العربية.

«الجزيرة» الانتهازية والعمالة

كثيراً ما تبث قناة الجزيرة أشياء ثبت أنها غير صحيحة، فقد بقيت عدة أيام تعيد خبر مقتل السورى «أحمد بياسى» تحت «تعذيب وحددت المكان والأشخاص الذين عذبوه وقتلوه.. وهيّجت الشارع السورى وأيقظت الفتنة ونوضت فيه قربالة»، مثلما يحلو لإخوتنا المغاربة الحديث عن شأن موقد..بعدها يظهر «البياسى» على التليفزيون السورى حياً يرزق.. هذا دون الحديثعن بثها للقطات حدثت فى بلدان أخرى، على أساس أنها حدثت بالبلدالمستهدف. فريق كامل جاهز لتركيب الصور وحتى الصوت،. من ذلك بث قناةالجزيرة قبل فترة قصيرة، أحداث عنف ادعت أنها حدثت فى سجن فى اليمن،فى حين كانت اللقطات التى ادعتها «الجزيرة» قد تم تصويرها فى 2007 فىالعراق، وبثتها قناة العربية آنذاك. لو حدثت هذه الفبركات فى قنوات أخرىتحترم نفسها لقامت بتقديم اعتذار لمشاهديها أولاً ثم للبلد الذى استهدفته بتشهيرها ثانياً، لا يمكن للجزيرة أن تعتذر فهى أكبر من هذا، فهى على كلحال ليست قناة إسبانية بثت لقطات عن جريمة قتل حدثت بالدار البيضاء، على أساس أنها حدثت بمدينة الداخلة المغربية، وعند اكتشاف نواياها قدمتاعتذارها للحكومة وللشعب المغربى.

لقد كشفت بعض وثائق «ويكيليكس» الأخيرة هذه الحقيقة، حينما أكدت أندولة قطر تتخذ من «الجزيرة» وسيلة للضغط على الدول العربية.. وفى هذاالسياق لا يمكن أن تكون الوثائق السرية التى نشرتها «الجزيرة» بخصوص مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مجرد خدمة إعلامية مجانية للمواطن الفلسطينى أو العربى عموماً، كما قد يعتقد البعض، وإنما هى رسالةقوية لا بد أن المعنيين بها قد التقطوها بكل وضوح، ذلك أن تداعيات هذه الوثائق لا تتوقف عند حدود اللغط الإعلامى الذى يثار بشأنها، فمن خلال هذه التسريبات تعلن «الجزيرة» أنها ليست مجرد محطة إخبارية عادية لتلقى الخبر ثم إعادة إنتاجه تقنياً وتداوله، بل هى فاعل أساسى فى المعادلة السياسية على المستوى الإقليمى، إنه ليس من السهل أن تحصل وسيلةإعلامية على وثائق من هذا القبيل إلا إذا كان خلفها قرار سياسى نافذ، وذلكهو الوجه الخفى فى لعبة النفوذ القطرى فى المنطقة.

تعمل القناة على إنتاج خطاب تضليلى، بعدما بنت ثقة بينها وبين المواطن،حتى أنه أصبح من الصعب جداً إقناع مواطن عادى بأن ما تبثه «الجزيرة» لايخلو من التلفيق والتزوير والكذب، إنها فعلت فعلها فى العقل العربى، فعملتعلى تنويمه ونزع ملكة النقد والملاحظة أو حتى مجرد إعمال العقل، عبرالتشكيك فيما تبثه القناة.

إنه سحر من نوع آخر يجعل المتتبع المدمن على تصديق «الجزيرة» مجردمتفرج مخدوع، لا يعى شيئاً مما يدور حوله، لأن الأمر أكبر من مجرد وسيلةإعلام.

الكذب وزرع الفتن

فى نشأتها مرت «الجزيرة» بمرحلتين مهمتين من استراتيجية وجودها.

المرحلة الأولى عملت فيها على سلوك نهج الحيادية القصوى والموضوعية والإبهار الشديد، أعانها فى ذلك تفردها وجرأتها وسط ندرة فى القنوات منجهة، وضحالة ما هو موجود من جهة أخرى. حتى هجر المشاهد العربى قنواتهالتى أكملت النوم فى العسل وقتلت فيه الإحساس بالوطنية.

عملت «الجزيرة» على تربية جيل من المشاهدين مطيعين لها مصدقين لأخبارها، توطدت العلاقة النفسية بين المشاهد والقناة، التى ستمر للمرحلة الثانية لممارسة المخطط الأصلى الذى قامت من أجله، وهو دس السم فىالعسل.

الكثير يعتقد أن القناة انزلقت عن حيادها، فى حين أرى أن توجهها الجديد ليس انزلاقاً، إنما هو نتيجة منطقية لهالة التقديس للقناة من جهة، وكذلك انتهائها من تنفيذ مرحلتها الأولى التى كما أسلفنا، تتمثل فى تكوين جيل من المعتنقين لبرامجها التى عملت على أدلجتهم بطريقة بشعة، حتى أصبحت«الجزيرة» فى نظرهم الركن السادس من الإيمان، كانت تلك المرحلة ضرورية،وقد نجحت فيها «الجزيرة» أيما نجاح، حتى يسهل فيما بعد المرور للمرحلةالأصلية، وهى تمرير خطط التدمير للكيان العربى وتنفيذ أجندة مخابراتيةبدأت تظهر دلالاتها منذ بداية انشقاق بعض مقدميها كـ«أكرم خزام»، الذى فضح ممارسات «الجزيرة» التى تمنع أى مذيع من الاشتغال دون إشراف عمودى من البلاط الأميرى،

الوسوم (Tags)

الجزيرة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz