دام برس:
أكد السيد الرئيس بشار الاسد أنه لن يتنازل عن السلطة وأن الشعب هو الذي سيقرر من يكون رئيسه في انتخابات العام 2014، مشدداً على أن الحرب القائمة جعلت وجود سوريا الآن "على المحك"، بحسب ما نقلت عنه البرلمانية الاوروبية البارزة فيرونيك دو كايز بد لقاء جمعهما في دمشق واستمر لمدة ساعة يوم الخميس الماضي.
وأفاد مراسل "السفير" في بروكسل وسيم ابراهيم، بأن دو كايزر، وهي نائبة رئيس كتلة الاشتراكيين الديموقراطيين في البرلمان الاوروبي، أكدت أن زيارتها كانت "شخصية وبمهمة انسانية"، بعدما جالت خلالها في مخيمات اللاجئن السوريين في لبنان، والتقت أيضا الرئيس اللبناني ميشال سليمان، قبل أن تقابل وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور، ومن هناك تم ترتيب اجراءات زيارة سريعة وأحيطت بالتكتم إلى دمشق للقاء الرئيس الاسد.
وأحدث خبر الزيارة ضجة في وسائل الاعلام البلجيكية بعد تسريبه.
وقالت دو كايز لوسائل الاعلام البلجيكية إن هناك عدة رسائل يمكنها تلخيصها من حوارها مع الرئيس الاسد، موضحة أن "الرسالة الاولى فاجأتني، فقد قال لي: أنا لا أتمسك بالضرورة بالسلطة، أنا لدي حياة أخرى إلى جانب ذلك وهي ممكنة، لكنني لن أترك السفينة عندما تغرق".
وأضافت أن الرئيس الاسد شدد على أن وجود "سوريا الآن على المحك"، موضحة أنه يعتبر أن "ما هو على المحك الآن هو سوريا العلمانية والمتسامحة مع الاقليات، وأيضا وحدة الوطن، ولكن المجموعات الاسلامية المتطرفة لا تترك أي خيار للنظام إلا التخلص منها".
وحول مصداقية هذا الخطاب، أوضحت دو كايزر أن "الناس في الشوارع قالوا لي أن سوريا تختفي. والاسد يقول مثل هذه الاشياء ويستخدمها على الأرجح دعائياً، ولكن الحقيقة هي أن سوريا تختفي. هذا المهد الثقافي وهذا الميراث الثقافي، والمسيحيون في الشرق، كل هذا في خطر".
ونقلت البرلمانية الاوروبية عن الأسد رغبته بأن تحسم الانتخابات الرئاسية في العام 2014 هوية من يتولى السلطة.
ولم تخف ميلها إلى هذه الفكرة، إذ قالت :"برأيي العام 2014 ليس بعيداً جداً، وصحيح سيكون هناك الكثير من القتلى وربما مئات الالاف من اللاجئين، ولكن هذا العام هو مخرج للشعب السوري الذي لم تتم استشارته كثيرا، فالفرصة ليختار الشعب بنفسه ليست بعيدة".
وشددت البرلمانية الاوروبية على أنه "يجب مراقبة الانتخابات حتى نطمئن من أنها ستقام وستحدث في ظروف جيدة. سيعود للشعب السوري اختيار من يريد".
وفي هذا السياق، لفتت دو كايزر إلى أن "الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، الذي التقيت به في لبنان، وهو ليس صديقاً للأسد، قال لي: إذا تمت الانتخابات الآن ستكون أكثر من 60 في المئة من الاصوات لصالح الاسد، ليس لأنه الرئيس بل لأن الناس يخافون من أن تنفجر سوريا. فهو يمثّل اليوم، اذا أحببنا أم لا ومع كل عيوبه، الكثير من السوريين، لأنه يحمي الشعب من تهديد يخيفهم ويأتي من الخارج".
وقالت البرلمانية الاوروبية أن العالم يراقب ما سيفعله الاسد قبل الانتخابات المقبلة، موضحة : "اذا لم يقم باصلاحات، وإذا لم يقم بتسليم اسلحته الكيميائية، وهذا سيستغرق وقتاً طويلاً، وإذا لم يعمل على حل سياسي بشكل فعال، فبهذه الحالة بالفعل ستكون مصداقيته قد تلطخت كثيرا".
وحول امكانية عمل الرئيس السوري مع المعارضة، نقلت دو كايز عن الأسد قوله: "انا أريد العمل مع المعارضة، وكنت قد بدأت بالقيام باصلاحات، لكن حتى ولو قمت باصلاحات اضافية، وحتى لو تعاملت مع المعارضة، أنا أعرف أن هذا هو سبب الحرب"، وأضافت "لقد شدد على أن هناك حربا بالوكالة عبر متمردين متفرقين للغاية".
وعقبت البرلمانية الأوروبية على كلام الاسد بالقول إن المعارضة المسلحة "تتضمن على الارجح أكثر من 2000 مجموعة من الارهابيين، وهذه تقديرات الامم المتحدة، وهم انضموا إلى المسلحين منذ البداية، ويقتلونهم إذا رفضوا السير معهم. مثلما حصل ربما مع الاب باولو كويلو وغيره".
وأشار "مراسل "السفير" في بروكسل، إلى أن لقاء دوكايرز مع الاسد حصل بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل كندة شماط، وأثارت أخبار لقائها ضجة وانتقادات، خصوصا من حزبها الاشتراكي البلجيكي، الذي نأى بنفسه عن الزيارة وهو حزب رئيس الحكومة إليو دي ريبو.
لكن دو كايرز دافعت عن موقفها، وقالت إنها ليست نادمة على لقاء الاسد وأن زيارتها كانت شخصية، لافتة إلى طلبها أن تحاط الزيارة بالتكتم وأن لا تتم تغطيتها إعلاميا، وهو ما استجابت له السلطات السورية.
وحول مساعي ايصال المساعدات الانسانية، قالت دو كايزر أن الاسد عبّر عن تعاونه الكامل، كما طلب منها أن تتواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية السورية وأن تخبره "إذا واجهت أي مشكلة".
وقالت البرلمانية الأوروبية إنها سألت الاسد عن مصير المعارض السوري عبد العزيز الخير، الذي اختفى في 20 ايلول 2012 بعد عودته من الصين، فأجابها ان "المسلحين هم من خطفوه".
نقلاً عن السفير اللبنانية