Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لماذا واقفت سورية على تسليم الكيماوي ؟ بقلم: د. محمد ياسين حمودة
دام برس : دام برس | لماذا واقفت سورية على تسليم الكيماوي ؟ بقلم: د. محمد ياسين حمودة

دام برس:

سوريةُ ... اختارت العنبَ وليس الناطورَ ! فأكلت العنبَ وطردت وأبعدت الناطورَ ! فمَن من لم يفهم عنِّي مَثل التخيير السُّوري بين العنب والناطور فليُصغِ معي إلى عِواء " واوِيَّات كُروم غوطة دمشق " مِن أخونجيّةٍ كَفروا بالله وبالوطن والشَّرف ... وثورجيّةٍ حمقى ، وجامعة السُّوء التي سمَّوها "عربيةً !" التي جَمعت نِعاجاً ظنَّت أن أمريكاً أنبتَت لها قرونَ التُّيوس لِتناطِح بها سوريةَ (ولم تعلم أمريكا حديثة العهد بالحضارة والمدنية بأن سورية لا تُناطح التيوسَ ). 
ففرَّ الناطورُ وولَّى هارباً وتركَ وخلَّف وراءه جميعَ أولئك المتخلِّفين وإناثَ التيوس والمَرضى والمغرورين .

لقد وصلَ عواؤهم إلى مسامعنا هنا في أمريكا !
أمَا سمعتُم عواءهم في أرضكم في الليالي المُظلمة من هذا الشهر ؟
إنه لم يكن ناطوراً على العنب .... أبداً ....
لقد كان راعياً لِلواويَّات غير مأمونٍ على الكَرْم ولا على العِنب .

نعم يا أعزائي في سورية الأبيَّة !
لقد طردَت قيادةُ سورية الحكيمة قبلَ أيام ناطورَ العالَم - الفاسِدَ الخائنَ غيرَ المأمون على الكُروم والعِنب ... ولا على أمنِ الشعوب والدُّولِ !!! كما زعمَ وسمَّى نفسَه خلال عقودٍ طويلة ...
فأصبح اليومَ على يَد سورية مَعزولاً مذموماً مدحوراً ...
فساء واسْودَّ وجهُه أمامَ البشرية وأمام شعبه ...
بل حتى أمام زوجته وابنتَيْه اللواتي خالَفنه في طموحاته واستنكرن عليه حماقاته .
أعني هنا بالناطور لِمن لم يفهمني بعدُ " الشيطانَ الأكبر " مُسَعِّر الحروب ، صانِع وتاجر السِّلاح الذي لا ينام ...
ولا يهدأ له بالٌ ...
ولا تَرفُّ له عينٌ دون إلحاق الأذى والخراب والدَّمار واختراع الإرهاب وخلق الفوضى ونشر الجهل والأمراض !!!
فلم تنجُ مِن شرِّه أمَّةٌ واحدةٌ منذ مائة عام ... لقد عرَفه الناسُ أكثرَ مما عرفوا تأبَّط شَرّاً في أدب العرب .

لقد حبسَ الناسُ  أنفاسَهم ... وهربَ النومُ عن جفونهم ، هربَ الأمنِ عن فؤاد الجَبان - كما قال أبو العلاء المعري - وارتفعَ ضغطُ الدَّم في العروق .... وبلَغت القلوبُ الحناجرَ ... لذُعرِ وهَولِ وشدَّة ما توقَّعوه وتوجَّسُوا منه خِيفةً وهَلعاً وذُعراً ... بعدما سَمعوا ورأوا من عَربَدَته وشاهدوا حُشودَه ومناوراتَه ...

بعد أن أزبدَ وأرغدَ وتَعملَقَ وهدَّدَ بتدمير سورية وقصفها بصواريخه التي تقتل وتدمِّر وتترك آثارها الشعاعية لقرون طويلة تهلك الحرثَ والنَّسلَ والزراعةَ والبيئة وتلوِّثُ وتسمِّم الأرضَ والترابَ والهواءَ ...

تماماً كما فعل سَلفُه الغبيُّ بوش في العراق فصارت المواليد تخرجُ من أرحام الأمهات مُشوَّهةً ... مُخيفةً ... مُفزِعةً ... لا تُشبه أطفالَ الآدميين ... ورأينا الغددَ السرطانية غطَّت وجوهَ النساء والأطفال والرِّجال والحيوان ...
أمَا فهمَ أغبياءُ الأخونجيّة السوريون ودعاةُ الحرب والقصف على سورية هذه الأخطار ؟ 

على أن زوبعة الناطور هذه كانت في فنجان ... عند من يُحسِن قراءةَ الأحداث !
لقد كان ذاك الناطور سيِّء الحظِّ يَتزَعْرَن ... ليس إلاَّ  - كما قلتُ لكم أكثر من مرَّة ، فهو لن يَجرؤ على مهاجمة سورية التي علَّمت الناسَ الحضارة والشجاعة والحِكمة في إدارة الاستراتيجية والسياسة فكانت منتصرة أبد الدهر .

ولسانُ حاله يقول: امسكوني عن هذا الأسد ... امسكوني عنُّو !!!

لقد كان أوباما يَصيح ... ويصرخ ويقدِّم رِجلاً ... ويؤخِّر أخرى ... على أنه قذفَ صاروخين في الهواء مِن بعيد ... ليسقطا في البحر !!! ما شاء الله !!! بعيداً عن شواطئ سورية  ليَثقَ بنفسه أولاً ثم يطمع أن يرفع معنويات عملائه وحلفائه !!!
لكنه لم يفعل صنيعَ الرِّجال بل اعترفَ بجُبنه وخوفِه ولطالما سمعناه يقول ويكرِّر: أنا سأقصف سورية بالصواريخ من بعيد ... بعيد من البحار ... وسوف لن أضع رِجلي  في محرقة سورية خوفاً من الشَّيِّ .

لكننا سمعنا الشّبل ابن الأسد – كما قرأنا في مقابلة صحيفة غربيَّة يقول له : قرِّب يا قَبضاي لَنشوف ... وشوف شو حَنعمِل بك ... نحن لا نَشوي الناس لكننا سوف نربطك بوعدٍ غير مكذوبٍ إلى جانب تلك الواويَّات في أقفاص كروم دارياً ودوما ومعلولا وصيدنايا ....

مَشاهد مُخيفة مرعبة عاشتها وعانت منها البشرية أسابيع طويلة !
فكان لا بد لسورية مِن طرد ناطور السُّوء !!!

وكيف ذلك ؟

لم يتطلب الأمرُ مِن الأستاذ وليد المعلم وزير خارجية سورية ... العاقل ... الهادئ ... الحكيم إلا أن يُلقي سِنَّارتَه السِّحريَّة ... سِنّارةَ الصيَّاد الخبير بعِلم نَفسِ أسماك القرش الغَبِيَّة الشَّرسة فما كان من كبيرها وأغباها " أوباما " إلاَّ أن هُرع فالتَقم الطُّعمَ فعَلِقَ بها وعَلِقَت معه غواصاتُه وحاملاتُ طائراته وبوارجُه الذكيَّة وبقيةُ أساطيله الفتَّاكة . (هل تذكرون رثاءَ المنفلوطي لقطِّه يوم أرداه صاحبُ الحَمام شهيدَ عاطفة اللَّقَم ؟ لا باركَ اللهُ في طعامٍ *** إذا كان هلاكُ النفوسِ في المِعَدِ !

لعلكم تسألوني أعزائي شرفاء سورية : فماذا عن "بلاعيط البحر" من الثورجية الغوَّاصين وراءه والمُتعلقين بزَعانفه؟
أجيب: لا تُعيروا لهم بالاً ...
فهم ما زالوا يَقتاتون على خَرَءِ سَمك القرش وفضلاته رائدهم إلى الهلاك والخراب .

فللَّه درَّك يا وليد المعلم ! لقد ألقيتَ إلى أوباما طُعمَك بكلمةٍ واحدةٍ - من موسكو ! فكيف فيما لو أطلقتَها من دمشق عَرين العزَّة والإباء ؟ - على طبقك البارد الهادئ فجعلتَه يلتقِمه ويمجَّه ثم يلهث طوال النهار ... أما سمعتم تصريحات أوباما وشاهدتم مقابلاته اليوم ؟ أذكِّركم أعزائي بقول المتنبي : الرأيُ قبل شجاعة الشجعان *** هو أوَّل وهي المحلُّ الثاني .

وهكذا يا أعزائي
أكلتْ سوريةُ العنبَ ... وطردت ناطورَ السوء إلى غير رجعة .
وما أطيبَ وأذكىَ العنبَ الزِّيني والحلواني في كُروم داريا والعنب الأحمر في دُوما وصيدنايا !
وأقول لِمن لا يعرف تلك الضواحي من ريف دمشق بأنني أعرف كروَمها وشوارعها شبراً شبراً وكان لي فيها أيام الصِّبا ثم في الأعوام الأخيرة أكثر من ثلاثين زيارة منها زياراتي لمعلولا المقدَّسة الجريحة حيث ترقُد الشهيدة تَقلا ،  وعَدرا حيث قبر صاحبها حجر بن عدي الذي دمَّره متخلِّفو ووحوش الصحراء.

وأقول لمن سيسأل كيف ستُسلِّم سورية المخزونات الكيميائيةُ ومتى ؟
فعن أي شيء يبحثون ؟
إني أرى الخبراء الدوليين يركبون البغال في سهول وصحارى سورية ووديانها الوَعِرة .... ويغنُّون تائهين يائسين حزينين تعبين " خربانين " أغنيةَ الشيطان التي لا تنتهي: جانم جانم جانم يـــاه ...
يركض وراءهم أوردغان تلتهب وتهترئ رِجلاه وهو يصرخ : أمـان أمـان أمـان يا أمريكا أمـان ... أمـان يا وَيلي ويا ويلَ أمِّي أمـان !

والآن لعلكم تسألون: أين سيذهب أوباما بعد خسارته سمعته وغرَقه في وحلِ سورية بعيداً عن تراب سورية الطاهر ؟
أقول: إنه سيذهب إلى حمد فيستقبله ويحيِّه بقوله : أهلاً بك .... يا كارداش !!!
وسامحوني لعدم ذكر المَثل المعروف عندنا الذي اقتبستُ منه التحيَّة اللائقة بهذا المقام .

د. محمد ياسين حمودة
باحث في التراث العربي والإسلامي

الوسوم (Tags)

أوباما   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   كلمة تحرِّض على التأمل والتفكير
الأخ رامي محمود لربما وجدتَ لأول وهلة عدم تفصيل وشرح كل فكرة على حدة ... ولعمري إن تلك الكلمة المختصرة بل المختزلة حملت الكثير والكثير مما يحرِّض على التفكير والتأمُّل في حالنا وحال عدوِّنا ومع كل أسف وحزن سوء حال أبناء جلدتنا من الذين خذلوا أنفسهم وخانوا أبناءهم والوطن . شكراً لك وللأخوة والأخوات على التعليق وسورية بخير وستكون بألف خير ومنتصرة إن شاء الله .
د. محمد ياسين حمودة  
  0000-00-00 00:00:00   حكاية أطفال
عزيزتي رنا نعم لعلَّها تشبه حكاية للأطفال ... ودعيني أقول بأن شعبنا في سورية يعاني من معارضات وعراضات يا ليتها تتمتع بحلوم الأطفال فهي لم تبلغ بعد مرحلة من النضوج لنسمي رجالها " أطفالاً " . فهل تتصورين طفلاً يطالب بقصف بيت أمِّه التي حملته وأرضعته وربَّته ؟ عندما أسمع وأرى مخلوقات "أشباه آدميين" وليسوا منهم يطالبون ويعتبون ويبكون : لماذا يا أوباما لم تضرب سورية ؟ فإني أشهد لهم بالحماقة والخبث بل وحتى النجاسة والدموية والغباء ذلك لأنهم ظنوا أنه سيسمع منهم ويطيع ؟ فالسيد لا يستمع للعبد بل يحمل بيده العصا فما أذلهم وأخونهم وأحقرهم ؟
د. محمد ياسين حمودة  
  0000-00-00 00:00:00   ليست جميع الواويات سواء
الأخ هادي نصر أنا لم أظلم الواويات فليست كلها سواء ، ذلك لأن أصوات الواوياَّت التي كنت أسمعها في كروم غوطة دمشق كانت أصواتاً شريفة حنونة فهمتُ يومها بأنها كانت تتنادى فيما بينها وتفرح باللقاء وتتقاسم وليمة العنب والتين والتفاح . كانت في عوائها يا أعزائي نغمات وفرحة وغزلٌ يعجز أبو النواس وابن زيدون ومجنون ليلى عن منافستها في أشعار الحب والغزل ... صدقوني كنت أطرب لعوائها أيام الصِّبا وفي زياراتي الأخيرة . لكن واويّات الناتو ومتخلِّفي الصحارى جيران الزواحف المؤذية وخفافيش الظلام لا يعرفون إلا القماءة والسباب والشتائم والذبح والتقطيع ... فمَن تبعهم من السوريِّين ليس منَّا وسيناله جزاؤه الأوفى بعدما يصبحون في العراء .
د. محمد ياسين حمودة  
  0000-00-00 00:00:00   تشبيه دقيق
لقد أصبت د. محمد في وصف أوباما بالناطور ووصف أتباعه في الغوطة بالواويات مع أنك بهذا التشبيه ظلمت الواويات
هادي نصر  
  0000-00-00 00:00:00   حكاية أطفال
حسيت حالي عم اقرا حكاية للأطفال ونسيت إنه المقال عن الأسلحة الكيميائية السورية
رنا الهاني  
  0000-00-00 00:00:00   نال مراده
إن أوباما صرح بداية أنه يريد ضرب سوريا ولكن ليس بهدف إسقاط النظام فهدفه كان تجريد سوريا من الكيماوي لديها وقد نال ما يريد
رابية الناطور  
  0000-00-00 00:00:00   فرح أوباما
كما يبدو أن قرار تجنب الحرب بوضع سوريا لترسانتها الكيماوية تحت الرقابة الدولية كان مفرحا لأوباما أكثر من السوريين أنفسهم لأنه أخرجه من المأزق الذي وضع نفسه به
يزن لحام  
  0000-00-00 00:00:00   موضوع أدبي
هذا شرح لقضية سياسية واستراتيجية تمر بها سوريا أم موضوع أدبي من حكايات ألف ليلة وليلة
أريج عماني  
  0000-00-00 00:00:00   المقال لم يشرح الأسباب
عنوان المقال لماذا وافقت سوريا على تسليم الكيماوي ؟ ولكن المقال لم يشرح أي سبب من أسباب هذه الموافقة
عارف برهوم  
  0000-00-00 00:00:00   الخازوق السوري
تحيه لك دكتور محمد وشكراً على المقال صدقت نعم سوريةُ ... اختارت العنبَ وليس الناطورَ ! انني على ثقة بحكمة القياده في سوريا وأخص بالذكر بابا نويل او سانتا كلوز رجل الثلج السوري وهو متخصص بالهدايا من العيار الثقيل وهو نوع واحد من الهدايا الخازوق السوري المبشم بدحشه بقفا جوقة الأعداء لسوريا فمبروك عليهم خوازيق المعلم والى المزيد انشاءالله
سوري للعضم  
  0000-00-00 00:00:00   المجد لسوريا
أستاذ محمد المقال غير واضح فأنت لم توضح فكرة واحدة من الفكر التي تكلمت عنها ....ولكن المغزى هو إن سورية قد أنتصرت ....تحيا سوريا بشعبها وجيشها المغوار وقائدها بشار الأسد
رامي محمود  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz