دام برس – خاص – اياد الجاجة

هي كلمات مختصرة تحمل بين حروفها أعظم المعاني، كلمات عبرت عن نبض المواطن السوري كتبها مقاوم وجندي مجهول .
لم أرغب يوما بالحديث عن نفسي ولا أريد لا الآن ولا في يوم من الأيام وبالرغم من مرارة و قساوة التجربة الشخصية التي أعيشها منفردا"إلا أن الألم الذي أوصلني إلى حد النزيف لم يبارحني حتى اللحظة ليس بسبب ما تعرضت أو أتعرض له يوميا" وليس بسبب الظروف التي تحيط بي من كل ناحية وكأن شياطين الأرض ومصائبها قد عقدت حلفا" ضدي همها الوحيد فصل جسدي عن رأسي أو الإبقاء علي جثة هامدة  أدرك في قرارة نفسي بأني قد سرت في طريق لا رجعة فيه ولا أمل بالبقاء على قيد الحياة عند الوصول إلى نهايته وأعلم منذ عدة سنوات بأن الكثير من المستذئبين في الأرض سواء كانوا أجهزة أو أفراد سيقبضون ثمنا" باهظا" لحظة الوصول ألي أردك كل هذا وأكثر وأدرك بأنهم يدركون ما لدي ويخشونه سواء كانوا أيضا دولا أو أجهزة أو أفراد كل هذا وذاك لم يشعرني يوما بقساوة التجربة ومرارتها وقد عشت مرات كثيرة أحداثا" لاتقل ألما عما جرى .... قبل عدة أيام عشت تجربة الموت ولم أمت .. صافحت القدر فرفض سلامي ... كانت نتيجة الحادثة كسور في أضلاع الصدر وتهشم في عظم الكتف وبالرغم من رمي قنبلة يدوية بعد صدمي بسيارة يستقلها أربعة من أتباع الشيطان ألا أنني أدركت بان الموت لم يقترب مني الا عندما استقبله بالاتفاق مع الله في ساعة كتبها هو بنفسه وللأسف لم يكن كل هذا سبب ألمي وأساي ... ولم يكن سببه الظرف الذي أعاني منه والذي أوصلني الى حد التندر بأيام الفقر والعوز السابقة كوني كنت مغرما" بصرف كل ما أملك وان كان قليلا" جدا على تجاربي الشخصية في عالم النت والتقنيات ... لم أكترث يوما" بأنني لا استطيع ان أعيش الحياة الطبيعية التي قد يعيشها غيري متنقلا" بما يحلو منه من مكان الى آخر.. الذي آلمني فقط هم أولئك الذين كانوا يلتفون حولي ويحلقون في كل عمل أقوم به لينسبوا لأنفسهم مشاركة الجهد سواء كانوا أيضا" أفرادا" أو أجهزة والذين سرعان ما أنفضوا واختبئوا عندما دقت الساعة خوفا" على أنفسهم ...أقول لكم أيها الجبناء وأنتم تدركون ما أقول لست بوارد الشتم أو اللوم فحسبي الله الغني المجيد أنتم لم تتركوني يوما أعيش بسلام بالرغم من اقتسامكم ومشاركتكم حتى لحظات عمري وخبزي ... أتركوني اليوم أخط رسالتي الأخيرة إلى الله فأنتم لا تعرفون قراءة حروف رجل يعيش بداخله الوطن.
ماهر يونس