دام برس
يُحكَى أنَّ امرأةً جميلةً وَقوراً، عاقلةً رَزينة، قويةً متينة، أصابها مَرضٌ عَارض، فاحتسبت أمرها عند ربها وسبَّحت (سبحان الله)، وحَمْدَلَت(الحمد لله) وحَوْقَلت (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وهلَّلت (لا إله إلا الله)وكبَّرت (الله أكبر)، ثم تناولت بعض المهدِّئات والمسكِّنات، وانتظرت الفرج من رب الأرضين والسموات.
وهي بهذا راضية، وبقضاءِ ربها مؤمنة غير شاكية.
ازدادَ الألم، وكثر التوجُّع، لكنها مع ذلك لم تشكُ لأحدٍ إلا لربها.
اجتمع أبناؤها حولها.
أحدُهم يشجِّعها ويشدُّ من عزمها.
وثانٍ يندُب حظَّه، ويبكي دون أن يلوي على شيء.
وثالثٌ اتَّصل بصديقته، يحكي لها وجَعَ أمّه، وهو بذلك يستعطف قلب صديقته، ويستجدي حبَّها ويخطُب ودَّها.
ورابعٌ يصرخ في أمه: كفِّي عن التألم والتوجع، فلقد أبرمتِنا بصوتك.
وخامسٌ يُصلِّي لربه علّه يخفف عنها مُصابها، ويريحها من ألمها.
وسادسٌ يُنادي من حوله: أخيراً مرضت أمي ورأيتها ضعيفة، وعلى الفراش طريحة.
وسابعٌ
وثامنٌ
وعاشرٌ
و....
ثم اجتمعُوا ليناقشوا أمرها، فاختلفوا.
وعادوا وتنادَوا أن اجتمعوا، لكنهم افترقوا.
وبدأ الأول بالصُّراخ والسُّباب.
فردَعَه الآخر، لكنه ما ارتدع. وزاد في غلظته وابتدع.
فاختلفا واقتتلا.
ومثلَهما فعلَ الثالث والرابع، والعاشر والسابع..
واقتتل الجميع مع الجميع.
وارتفع صوت السلاح..
وسالت دماءُ بعضِهم على بعضهم.
وتناثرت أشلاءُ الأخ على أخيه..
واستيقظت الأم من غيبوبتها مذعورة مذهولة موجوعة..
ما بال أولادي يقتتلون، وعلامَ يختصمون ؟!
فتكلَّمت ولكن ما من سامع.
ونادَت وما من مُجيب.
وهدّدت وتوعَّدت، وأزبدت وأرعدت، ولكن ما من مُرْعَوٍ..
فسَألت الجيران عن سبب المشكلة، فلم يجبها أحد..
لأنهم مشغولون بتصوير الحادثة، وإرسالها إلى المواقع والقنوات..
ومنهمكون بالتحليلات والتوقعات.
لكنها استطاعت أن تستخلص النتيجة، وأن تعرف السبب.
بعد عناءٍ وتعب.
آهٍ، وآه..
إنهم يقتتلون – كذباً – من أجلها.
ويختصمون – زوراً - بسببها.
ويهتمون – ادِّعاءً - بصحتها.
فتحامَلت على نفسها وتجاسرت.
ورفعت صوتها ونادت:
أيا أبنائي، أيا أَحِبَّائي، أيا أجزائي...
أسألُكم بربِّكم إن كنتم به تؤمنون..
وبدِينكم إن كنتم به تعتقدون..
وبحبِّكم لي إن كنتم حقاً في ذلك صادقين..
وبكلِّ غالٍ لديكم ومُقدَّس..
كُفُّوا أيديكم، واغمدوا أسلحتكم، وداووا جرحاكم..
فأنا لكم جميعاً..
أُحبُّكم !!
فلا تفجعوني بمن بقي، بعد أن فجعتموني بمن ذهب ورحل.
لا ...
لا ...
ثم أجهَشَت بالبكاء..
وسارعت إلى الأرض تمسح دماء الأبناء..
ولم تستطع أن تكمل الكلام..
بل رفعَت نظرها إلى السماء قائلة:
رب إني مغلوبةٌ فانصرني، وكسيرةٌ فاجبُرني..
ومكلومةٌ ومصدومة..
ربِّ الطف بأبنائي فيما هم فيه يختصمون..
ربِّ..
ربِّ..
ربِّ..
هل عرفتم هذه الأم، ومن تكون ؟!!
أحمد خطيب
0000-00-00 00:00:00 | ابن لم يذكر |
شكرا" لكن نسيت أبنائها بالتبني ،هؤلاء عندما نسيهم المستعربون و المتاسلمون حضنتهم مثل أبنائها...هل عرفتم من يكونون؟وكيف خانوا عهد المقاومة و عادوا إلى امهم أردوغان | |
شادي السوري |
0000-00-00 00:00:00 | وما قيمة الأمّ بعد الشرف والدّين ..؟ |
حبيبي حقّ وباطل .. ولكلّ أهل .وما غرابة ولما العجب من أمّة أصابها الله بالصغار والحقارة .. حتّى أصبح العهر السياسي والأخلاقي من صفة النبلاء .؟ أمّة يكون رجالاتها من أمثال السنيورة وسعد وجعجع ومرسي وحمد والفيصل ..وو والمتّهم من بينهم نصر الله وبشار ونجاد ... ألا بُعدا لأبنا الزنا . | |
أبو مرتضى عليّ |