خاص دام برس - بلال سليطين
المنتخب السوري يعلن ملعب الفجيرة منطقة آمنة، هذا العنوان العريض ليس إلا واحداً من آلاف التعليقات التي اجتاحت صفحات الفيس بوك أمس بعد الفوز السوري الساحق على السعودية بخمسة أهداف لهدف ضمن تصفيات كأس آسيا للشباب.
السوريون لم يستطيعوا أن يعزلوا الانتصار الكروي عن الأزمة السياسية وعلى الفور ربطوهما ببعضها البعض و(فشوا غلهم) ولو قليلاً بالسعودية التي يتهمونها بارسال السلاح والمجاهدين إلى سورية بهدف تدميرها واسقاط نظام الحكم فيها.
مباراة الأمس فتحت قريحة السوريين على السخرية وبدؤوا بتبادل عباراتها على صفحات التواصل الاجتماعي فكتبت الناشط "عمار حسن" معلقاً على الانتصار "خمسة بعيون منتخب الابل" في اشارة إلى المنتخب السعودي.
فيما قالت الناشطة السياسية "علياء محفوظ علي" : الملائكة تسجل خمسة أهداف بمرمى الشيطان، وأضافت "علياء" المغتربة خارج سورية بلهجهتها العامية :« لك ما كنت بالملعب و لا عيطت بس حاسة صوتي مبحوح...يا الله حسيت هالفرحة التي عمت كتاباتنا رجعتني لل 2010...لسوريا ...لسوريا الحلوة يلي بتوصل صواتنا بالغووووووووووووول عالمريخ و زمامير السيارات و و الفتيش و الضحكات ....عنجد مبسوطة جدا جزيلاً و كثيراً».
نشطاء الرياضة والقائمون عليها في سورية لم يخفوا فرحتهم وعلقت "سلام علاوي" عضو اللجنة الأولمبية السورية على الفوز قائلة :«ألف مبروك لشباب سورية فوزهم 5/1 على شباب السعودية بنهائيات كأس آسيا ..
نقول لشبابنا الغاليين انتم فخر سورية وكنتم قد التحدي ولجمهورنا الرائع الوفي نقول أكثر فانتم الأجمل وانتم الأروع وإنشاء لله كما هتفتم (السعودية راح راح وقطر جاية دورا ) سيكون وعلى كل الأصعدة بإذن الله».
لم تقتصر السخرية السورية على الكرة السعودية فقط بل تعدتها لتشمل نظيرتها القطرية ونشرت صفحات الفيسبوك خبراً من باب السخرية أن قطر أعلنت انسحابها من تصفيات شباب آسيا لكرة القدم وتم نسب الخبر إلى وكالة رويترز العربية والتي يتهمها السوريون بالكذب والتضليل، والخبر بالتفصيل هو :«الدوحة (رويترز) - قال التلفزيون القطري إن متحدثا باسم الاتحاد القطري لكرة القدم أعلن انسحاب بلاده من تصفيات شباب آسيا لكرة القدم التي تشارك فيها قطر في المجموعة الرابعة مع السعودية واستراليا وسوريا ، وقد جاء هذا الاعلان بعد انتهاء مباراة سورية والسعودية بنتيجة خمسة أهداف للمنتخب السوري مقابل هدف واحد للمنتخب السعودي ، ويعتقد أن سبب انسحاب قطر هو تخوفها من الانعكاسات السياسية في حال فوز المنتخب السوري عليها بعد فوزه على السعودية اليوم».
الصحفيون وأصحاب الأقلام الساخرة لم يقفوا مكتوفي الأيدي على هذا الحدث، وكتب الزميل "علاء محمد" مقالاً ساخراً، ووما جاء فيه:
بالمبدأ: مباراة كرة قدم
الفريقان: سورية الجريحة- السعودية المستكبرة
النتيجة: خمس ركلات بأحذية وطنية الصنع، أعمت بصائر آل سعود، رجالهم، نساءهم، أولادهم....الخ
وأضاف "محمد" برغم أن المنطق البشري يقول: إن الجريح لا يضحك، ولا يحق له أن يضحك: توجهت كتيبة عسكرية من الجيش السوري وارتدت لباسا رياضيا بلون العلم، إلى قلب الخليج، وبمهمة خاصة أشرف عليها تاريخٌ طويل من الضحك في عز الألم...
ولم يغفل السوريون الاشارة الى أن هذا المنتخب السوري بجنوده الأبطال يمثل كل سورية، وقال الصحفي "علاء محمد":«أبناء الشام وحمص وحلب والساحل وحماه وإدلب والدير وسائر المنطقة الشرقية والقنيطرة... ولواء اسكندرون، وكيليكية وديار بكر وأضنة وماردين، والجولان، وسائر التراب السوري المحتل من قبل التحالف الإسلامي التركي، واليهودي الإسرائيلي...قلتم للنصر، في عز الألم: كن... فكان!!!».
وغمزوا للسعودية غمزة سخرية سورية خالصة بقولهم :«أيعرف بنو سعود، أن ثلاثة من نجوم منتخبنا السوري الذين داسوا العلم السعودي الزائف في قلب الخليج، هم عساكر نظاميون في الجيش السوري؟!!.
أيعرفون أن من لاعبي المنتخب السوري، هناك مسيحيين وعلويين ودروزا، قبل أن يكون السنة موجودون وبكثرة؟!!!.
أيعرفون أن "محمد المواس" الذي أجبرهم على السجود له ثلاث مرات ( سجل ثلاثة اهداف) هو ابن مدينة حمص التي راهنوا على بابَيْ عَمْرها (بابا عمرو)؟!!!.
أيعرفون أن مدرب المنتخب السوري هو الفظيع محمد جمعة ابن مدينة حمص نفسها التي حلموا في خالديتها بما لم يحلم به نيرون بروما؟!!!».
في كل مرة يثبت السوري أنه يستطيع الابتسامة في عز جراحه، ويثبت أنه مهما راهن الآخرون على سقوطه فانه يعود ليثبت لهم أنه في القمة، في الانتصار السوري هذا رسائل كثيرة وصحيح أنها مباراةٌ كروية رياضية لكنها في الحقيقة كانت معركة سياسية وعسكرية انتصرت فيها الارادة السورية الحديدية.