دام برس
تمضي الأيام و يكتب التاريخ بأنه مازال هناك من يفرح لاحتراق مبنى هيئة الأركان واحتلاله المؤقت من قبل مدعي الحرية، ومازال هناك من يرقص طرباً لجريمة دمشق يوم اغتيل أربعة من القادة الشرفاء في سورية، ومازال هناك من يشرب دمنا من كأس إسرائيلي ويتنفس هواء صهيوني ويتحدث بلغة عبرية، و مازال هناك من يتحدث عن السلمية والحرية والديمقراطية، و مازال هناك من يتاجر بالدماء الحرة الأبية، ومازال هناك من يتلقى تعليماته من قنوات الفتنة والتكفير الناطقة بالعربية، وعلى الرغم من كل ذلك، مازال جبل قاسيون شامخا في مكانه، ومازالت دمشق قلب العروبة النابض، ومازال حماة الديار صامدون، ومازال الشعب العربي السوري يسير خلف قائده التاريخي السيد الرئيس بشار الأسد في مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح، ومازال العلم السوري بنجمتيه يرفرف خفاقا في سماء الوطن، ومازال الأطفال يلعبون ويدرسون ويمرحون ويهتفون "الله وسوريا وبشار"، ومازال العامل في مصنعه والفلاح في أرضه و التاجر في متجره وكل منا يمارس دوره في بناء وطنه، بين تاريخنا المشرق وتاريخهم المظلم تبقى كلمة "مازال" تشكل سدا منيعا في وجه المتأسلمين الجدد، أولئك الذين ارتدوا عباءة الإسلام وتحولوا إلى أداة مجرمة بيد الغرب، إن ما تشهده امتنا العربية هو ربيع سلفي صهيوني، باختصار شديد إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدة للسيطرة على العالم و الجمعيات الصهيونية تُسيطر على سياسة واشنطن وهل من شك عند أي فرد في العالم بأن من يُغضب مثلاً "إيباك" الصهيوني لا يمكن أن يفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وأن الأمم المتحدة ومعها مجلس الأمن أعجز من أن تجبر "إسرائيل" على تنفيذ قرارات اتخذتها من أكثر من نصف قرن، بينما يتحرك العالم بأسره من اجل فرض العقوبات على الجمهورية العربية السورية.
بني صهيون هم الذين استغلوا فساد الحكم في تونس الخضراء وعليه قرروا أن يحل الإسلام الأمريكي بقفطان (النهضة) التي كانت قد تعاقدت مع السلفية السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي ومنذ طَرَدَها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة لسعيها الحثيث لتحل مكانه في حكم تونس وظلت تفشل حتى كان وأسقط شعب تونس الدكتاتور زين العابدين الذي عن وعي منه أو غير وعي توجه هارباً بطائرته إلى جدة السعودية حيث هو محتجز كضيف هناك بينما ( النهضة ) السلفية الأمريكية السعودية القطرية سيطرت على تونس التي سادها الاضطراب منذ ذلك الوقت وتحكمت فيها إرادة دفعتها إلى حمامات دماء وهدم وتخريب والمهم كان سقوطها باقتصادها بين فكي المتحكمين بذهب العالم في مصارفهم، سقطت تونس التي كانت مسرحاً لأمريكا وأسيادها ومن بعدها سقطت مصر التي تقيم أفضل العلاقات مع بني صهيون والتي رأسها أُحني للأمريكي بما يقدمه لها من دولارات وفي مصر جاء السلفيون الممولون بمال النفط السعودي في طليعة من فاز بانتخابات مجلس الشعب المصري وبعد مصر سقطت ليبيا التي كانت قد استسلمت بالعقيد القدافي للأمريكان وسلمتهم مدخراتها النووية وسالمت واقترحت (إسراطين) لسارقي فلسطين والفلسطينيين وفي ليبيا سيطر السلفيون السعوديون أصدقاء الأمريكان المخلصين الذين بأمرهم يأتمرون كما هو واضح دون لبس أو غموض لكل عين حتى ولو كانت عمياء والمضحك المبكي أن كل الذين سقطوا بالربيع العربي إياه كانوا من (أتباع) الأمريكان وقسَّموا السودان ويقسمونه وهم في الصومال الخائض بدمائه وأشعلوا النار في نيجيريا بسلفية النفط السعودي الذي به يتحكمون والربيع العربي إياه قائم في اليمن الذي يعملون على إعادته يمنيين والبحرين المملكة إذ تحركت تقتدي بالربيع العربي صاح بها السلفي السعودي غاضباً بأن الربيع ليس ربيعها بل ربيع من يعادي أصدقائها المحافظون الجدد الأمريكان وأرسل إليها جيوش درع الجزيرة تعيدها إلى السلفية الأمريكية التي اعتمرت عمامة المفترى محمد بن عبد الوهاب لتغزو بها العالم .
كل ذلك ومازالت دمشق صامدة بشعبها وجيشها وقائدها ومن دمشق أقدم عاصمة في التاريخ ستهب رياح التغيير لتسقط مشروع السلفية الصهيونية الأميركية وستبعث الأمة العربية من جديد.