دام برس- أحمد صارم
رغم ادعاء دعمهم لمطالب الشعب السوري و الثورة المزعومة ، تخرج كلمة "الحرية" بصعوبة من حلوقهم و كذلك كلمة "الديمقراطية" ، و رغم مصلحتهم السياسية الكبرى في إسقاط القذافي و دعم حركة التمرد في سورية .. إلا أن أصحاب العروش و الكروش في قصورهم الفارهة يخافون أن تنتقل العدوى لشعوبهم لتطالب بالحرية و الديمقراطية التي يدعي حكامهم تأييدها ..!
إن وجود محيط عربي متمتع بالحرية السياسية و الإعلامية يشكل خطراً حقيقياً على مستقبل العائلات الحاكمة في الخليج العربي ، و لهذا يعملون جاهدين على إبقاء تلك الدول التي حصلت فيها الاحتجاجات و الحركات المسلحة ضمن فوضى سياسية و اجتماعية ، و طبعاً باستخدام سلاحين ذي فعالية عالية : المال و الدين ..!
فمن الناحية المادية ، نجد أن دول الخليج تدعم مادياً حكم الإخوان المسلمين في مصر حيث قدمت دويلة قطر دعماً مادياً بقيمة 2 مليار دولار بالإضافة إلى 18 مليون دولار كاستثمارات قطرية داخل مصر كما أعلن هشام قنديل رئيس الوزراء المصري ، و هدف هذه الأموال ليس دعم الاقتصاد بقدر دعم حلفائهم في السلطة ضد الخصوم السياسيين و تثبيت حكم الإسلاميين في دولة صوت أكثر من ثلثيها لصالح مرشحين ليسوا من الإخوان أو السلفيين في جولة الانتخابات الأولى و بالتالي إشعال الفتيل المستقبلي.
و بالمقابل نجد دعماً مادياً للمسلحين في سورية بما يساهم في زيادة سوء الوضع الأمني و إطالة أمد الأزمة التي تمر بها البلاد ، فالإصلاحات السياسية ليست من مصلحتهم بل ما يخدمهم هو الفوضى التي يضرب بها المثل (كي لا نصبح مثل سورية و ليبيا و مصر و العراق)..
أما الدعم الديني فحدث و لا حرج ، فالجوقة الوهابية في السعودية و الخليج عموماً لا تكف عن نشر الفتن و التحريض على مدار الساعة ، حيث تنتشر عشرات القنوات و مئات مواقع الانترنت الخليجية التي تساهم في خلق و إيجاد البلبلة ضمن المجتمعات السورية و العراقية و المصرية و توجيه متابعيها لمعاداة جميع من يعادي "إسرائيل"..
و نجد مثالاً حياً على ذلك في البحرين ، حيث يجتمع حكام الخليج في "درع الجزيرة" لقمع أي حركة أو تجمع في البحرين ينادي بالحرية ، فآخر ما يمكن أن يقدموه لشعوبهم هو هذه الكلمة لأنها تعني ببساطة إزاحتهم عن العروش!!