دام برس
ما من شك أن الإعلام قد لعب الدور الرئيس في الأزمة على الساحة السورية ومن يتابع يدرك أن البعض من المؤسسات الإعلامية تصنع الحدث بما يتوافق مع خلفية هذه المؤسسة أو تلك والبعض الآخر ينقل الخبر، بمعنى آخر لقد أدرك المتابع للأحداث عبر وسائل الإعلام أوجه الشبه بين العملة المعدنية والإعلام فلكلاهما وجهان مختلفان.
لقد أطلت علينا في الأمس مراسلة قناة الجديد بتقرير خاص لتلك المحطة ولقد التقت بصانع الموت الإرهابي الملقب أبو أحمد في إحدى الورش التي يتم فيها تصنيع العبوات الناسفة التي يستخدمها الإرهابيون لنشر الموت في قرى وبلدات وأحياء وشوارع سورية.
وقد يقول قائل بأن ما عرضته تلك المحطة يعتبر دليلا على وجود مسلحين يصنعون أداوت الموت وهذا هو الوجه الأول أما الوجه الثاني وهو الغاية والهدف من مثل هكذا تقرير أن المراسلة التي قدمت التقرير كانت توجه أسئلتها إلى الإرهابي وكأنه قد قدم إنجازاً فسألته عن عدد العبوات التي استخدمها المسلحون في عملياتهم الإجرامية وقد أجابها بما لا يزيد عن خمسمائة عبوة وفي سؤالها الثاني حول مسرح هذه العمليات أجابها وبكل صفاقة وكأنه يوزع المساعدات الإنسانية أنها تنتشر بين محافظات القطر وعن المستهدفين بتفجير هذه العبوات أجابها هذا المجرم أن إنتاجه يستهدف قوافل وآليات حماة الديار، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تضمن هذا التقرير صور عن استهداف آلية عسكرية و لم يتضمن أي صورة لعمليات التفجير الإرهابية التي تستهدف المدنيين قرب أماكن العبادة وفي الأسواق المزدحمة والتي يذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى والذين لا ذنب لهم إلا أنهم مواطنون شرفاء أحبوا الوطن وحملوا هويته.
والأغرب من هذا وذاك عرض التقرير لتجربة تفجير قنبلة تخللها تكبير وتهليل وللحظات كان يتوقع المتابع للتقرير أن هذا الإرهابي سيحصل على جائزة أو براءة اختراع ويتساءل هل تحولت صناعة الموت لإنجاز يتفاخر صانعه به وتهلل له وسائل الإعلام.
كنت أتمنى على معدة التقرير بأن تجري لقاء مع أسرة شهيد لاقى حتفه بآلة الموت التي صنعها هذا الإرهابي أو مع جريح مزقت جسده شظايا إحدى هذه العبوات.
أما هذا المتشدق باسم الإسلام والجهاد في سبيل الله الم يقرأ في كتاب الله بأن الله قد حرم قتل النفس بغير حق.
عار على تلك المحطات أن تنهج هذا الأسلوب الرخيص لتستثمر آلام مواطن وأزمة وطن قد تكالبت عليه جميع قوى الشر في العالم فقط لأنه يدافع عن سيادته وقراره.
فأين هذه المحطة وأمثالها من ميثاق الشرف الإعلامي وأين مصداقية العمل المهني للإعلامي الذي من واجبه نشر الحقيقة بكل شفافية وحيادية، وتأسيسا عليه نحن مواطنون الجمهورية العربية السورية نطالب الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل مؤسسة إعلامية تنهج ذات المنهج باعتبارها شريكة في التحريض على المشاركة بالفعل أو بالواسطة على الأعمال الإرهابية التي تستهدف الوطن والمواطن.
إلى متى ستبقى تلك المحطات تشارك بشكل أو بآخر ببورصة الدم السوري، هل تحولت دماء الشهداء من مدنيين أبرياء وعسكريين شرفاء إلى مزاد علني يشارك به كل أهل العهر والنفاق.
عذرا بني وطني فلقد أصبح العالم بأسره يتاجر بكم ولكنكم أعلنتم وعبر تاريخكم المشرف بأنكم من تصنعون الحياة فأنتم من اخترتم طريق النضال وصمدتم في وجه كل المؤامرات وما هذه المؤامرة إلا صفحة ستطوى وستبقون مع جيشكم الباسل خلف القيادة الحكمية للسيد الرئيس بشار الأسد تتابعون المشوار ومن انتصار إلى انتصار.