خاص دام برس - بلال سليطين

ونحن على مشارف عام دراسي جديد قُرّر أن تتم المباشرة به في السادس عشرة من الشهر الجاري تستضيف المدينة الرياضية في محافظة اللاذقية حوالي "500" طالب وطالبة تم تهجيرهم قسراً مع أسرهم من محافظاتهم إلى اللاذقية، وهم اليوم يعيشون واقعاً صعباً رغم الاهتمام الذي يحظون به من مختلف الفعاليات في المحافظة.

هؤلاء الطلبة المهجرون على ما يبدو أنهم حتى الآن لن يتمكنوا من الحصول على حقهم بالتعليم رغم التسهيلات التي أقرتها مديرية تربية اللاذقية فيما يتعلق بقبول كافة الطلبة الراغبين بالانتقال إلى محافظة اللاذقية، لأن المشكلة تكمن في عدم قدرة هؤلاء الطلبة على الذهاب والعودة إلى المدرسة بسبب الظرف الذي يعيشونه والمتمثل في أنهم مهجرون من ديارهم ويسكنون في المدينة الرياضية ناهيك عن عدم وجود بند في القانون يسمح بحصولهم على الكتب المدرسية من مدارس اللاذقية لكونهم من المفترض أن يحصلوا على هذه الكتب من مدارسهم التي يدرسون بها في محافظاتهم.

هذه المشكلة تحتاج إلى قرار استثنائي يتناسب مع الأزمة التي تعيشها سورية والتي تحدث عنها السيد رئيس الجمهورية خلال اجتماعه مع الحكومة الحالية، فهؤلاء الطلبة المهجرون يمكن تعليمهم في المدينة الرياضية مكان إقامتهم دون أن يغادروها، حيث يوجد حالياً في اللاذقية فائض من المعلمين والمعلمات من مختلف المراحل التعليمية خصوصاً بعد أن وضع تحت تصرف مديرية تربية اللاذقية معلمو محافظات ادلب وحلب ودير الزور بالاضافة إلى قرار وزير التربية بنقل حوالي 2000 معلمة من المحافظات الأخرى إلى اللاذقية التي هي بالأصل تمتلك فائضاً من المعلمين والمعلمات، فلماذا لا يخصص الفائض لتعليمهم؟.

استصدار قرار استثنائي بتخصيص مكان ضمن المدينة الرياضية وتحويله إلى مدرسة مؤقتة تتناسب مع الواقع ويحصل فيها هؤلاء الطلبة على حقهم بالتعليم هو قرار مشروع وهو كما أشرنا حق لهؤلاء الطلبة خصوصاً في ظل وجود فائض من المعلمين مهمتهم تعليم الطلبة، لكن تبقى المشكلة في حصول هؤلاء الطلبة على الكتب أو المنهاج المدرسي فهذا يحتاج إلى قرار من مديرية المطبوعات والكتب المدرسية وليس من مديرية تربية اللاذقية وبالتالي فان الأزمة بحاجة إلى تدخل سريع من وزير التربية ومحافظ اللاذقية ومدير تربيتها حتى لايحرم هؤلاء الطلبة من حقهم في التعليم كما حرموا من حقهم في الإقامة بمنازلهم بفعل العنف المسلح من قبل مجموعات المعارضة. 

مصدر رفيع المستوى في مديرية تربية اللاذقية أشار قبل يومين في حديث مع دام برس إلى أن هؤلاء الطلبة لم يصدر أي قرار حولهم في مديرية التربية لكن تم تسهيل عملية تسجيلهم في مدارس المحافظة، وأضاف إلى أن انشاء مدرسة مؤقتة لهم في المدينة الرياضية يحتاج إلى قرار ومشاورات مع أكثر من جهة خصوصاً أن تأمين كتب المنهاج المدرسي ليس من صلاحيات مدير تربية اللاذقية.

يذكر أن محافظة اللاذقية تستضيف مئات الأسر المهجرة قسراً من منازلها، وبعضهم يسكن في منازل تبرع لهم بها مواطنون فيما استأجر الميسورون منازل ليسكونها بينما توجه البقية إلى المدينة الرياضية حيث فتحت أبوابها لاستقبالهم واحتضانهم