دام برس- أحمد صارم
خبر مرّ على وسائل الإعلام العربية و العالمية مرور الكرام ، هذا في حال تمّ ذكره أصلاً ! حيث اعترفت وزارة الدفاع الفرنسية بأن الصحفي جيل جاكييه قد قتل بقذيفة هاون أطلقها معارضون في حمص، و ليس هنالك مجال لنفي ذلك لأن القذيفة استهدفت أصلاً منطقة مؤيدة للدولة بداية العام الجاري ، و لكن ماذا لو افترضنا أنه قتل برصاص الأمن السوري مثلاً ؟
فبعد أن خرج ساركوزي شخصياً عدة مرات (يلت و يعجن) مطالباً بإجراء تحقيق حول الحادثة ، لن نجد هولاند الآن يقف مطالباً بمحاسبة الفاعلين ، بل نجده يستمر في دعمهم سياسياً و مادياً ، و لا يقف الأمر عند مجرد "وسائل اتصال" تم الإعتراف بتقديمها للـ"معارضين" حسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
فلو ثبت مثلاً أن الدولة السورية هي المسؤولة عن مقتل الصحفي جاكييه لرأينا جميع المحطات العالمية تتناول الموضوع بالتفصيل و لظهر ويليام هيغ و كاثرين أشتون من جديد ليطلقوا تصريحات حول الموضوع و لبدأت حملة تضامنات عالمية مع الصحفي و عائلته و لسمعنا مزيداً من الدعوات لمحاسبة الدولة السورية لأنها تقتل الصحفيين و تريد إخفاء الحقيقة ...الخ (إن كان لذلك نهاية فعلاً !)...
بكل تأكيد ، ليست القضية متعلقة بمقتل صحفي يغطي مناطق النزاع ، فردود الفعل الفرنسية و العالمية تختلف باختلاف الطرف الذي تسبب بذلك، و كذلك الأمر بالنسبة لوسائل الإعلام و منظمة (صحفيين بلا حدود) و بقية المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون الصحفيين لأن ذلك لا يخدم موضوعيتهم العتيدة في تشويه صورة السلطات السورية و زيادة الحشد الدولي ضدها.