دام برس- أحمد صارم
قد يتساءل (مراقبون) لماذا يغيب رمز الثورة العالمي (تشي غيفارا) عن شعارات و صور مدعي الثورة في سورية ، فمنذ عقود و صورته ذات الخلفية الحمراء حاضرة في أغلب الحركات الإحتجاجية و الثورات حول العالم و لكنها تغيب كلياً عند من يسمون أنفسهم ثواراً في سورية.. و إذا ظهر السبب بطل العجب !
فقبل كل شيء ، كانت الثورة الكوبية ضد الإحتلال الأمريكي أما ما يسمى الثورة السورية فهي معتمدة كلياً على الدعم الأمريكي المباشر (مخابراتياً) و غير المباشر (عبر أذناب الولايات المتحدة في الخليج و تركيا). فجميع أتباع الولايات المتحدة يؤيدون هذه "الثورة" التي بدورها تعادي كل أعداء الولايات المتحدة و لا تعادي "إسرائيل".
و السبب الرئيسي الثاني هو أن الثورة الكوبية كانت ذات طابع سياسي (شيوعي) ، أما في سورية فما يحصل هو ثورة متطرفين دينياً ليس لها أهداف سياسية واضحة لدرجة عدم وجود قائد لها. و تغيب عن هذه الثورة المفترضة جميع الأقليات الدينية و تكاد تخلو من العلمانيين و المثقفين و ترفض الخيار الديمقراطي للأغلبية الواضحة من السوريين.
و من الأسباب أيضاً موقف كوبا مما يحصل في سورية ، و رغم أن تشي غيفارا أرجنتيني الجنسية إلا أن مواقف دولة كوبا المضادة دائماً للسياسة الأمريكية سبب آخر يضاف إلى القائمة.
بكل الأحوال ، مشهد رفع صورة غيفارا في مظاهرة ما في سورية لن يكون مرضياً للولايات المتحدة و لا لمشيخات الخليج الذين يحاولون كبت أي حركة احتجاجية بأي شكل داخل بلدانهم و من الطريف أن يكون هؤلاء الديكتاتوريون داعمين لثورة في مكان ما !