دام برس - أحمد صارم
بعد مرور أكثر من سنة من المحاولات الفاشلة لبسط السيطرة على سورية لإخراجها من معادلة الصراع العسكري و السياسي و الفكري مع الكيان الصهيوني ، تيقن القائمون على ثورة الرعاع في واشنطن و الرياض أن جميع المحاولات لإنشاء منطقة عازلة في تركيا ستكون فاشلة تماماً لأسباب عديدة ، فالشعب التركي خصوصاً الأكراد على الحدود السورية-التركية لن يكونوا عوناً للمسلحين ، أما التهريب عن طريق الحدود العراقية و الأردنية فهو أصعب نظراً للطبيعة الصحراوية للحدود بالإضافة إلى عدم توافر دعم شعبي أو حكومي.
فالمكان الوحيد الذي يتوفر فيه خزان بشري لمساندة قطاع الطرق في سورية هو الشمال اللبناني حيث يتواجد متطرفو القاعدة (نهر البارد و بعض المخيمات) و متطرفو تيار المستقبل و حزب التحرير (طرابلس و عكار) ، بل تبين أن التواجد المسلح لهذه القوى يصل إلى بيروت العاصمة.
فالمعادلة أصبحت واضحة : "جيش لبناني حر" بدعم الدول الخليجية التي سحبت سفرائها قبل حدوث أي أزمة في لبنان ، تقوم هذه العصابات بالسيطرة على المناطق الحدودية مع محافظة حمص و تأمين مرور المسلحين إلى الأراضي السورية عبر الأحراش و الغابات ، و هذا ليس من عندنا : فهذا ما طالبت به القيادات الدينية المتطرفة التي تدعم ما يسمى الثورة السورية و التي طالبت مؤخراً بسحب الجيش اللبناني من الشمال ، و هم ذاتهم الذين قطعوا الطرقات و تظاهروا في ساحة كرامي في طرابلس احتجاجاً على اعتقال المولوي (أحد شخصيات القاعدة) و طالبوا علناً بتشكيل جيش لبناني حر !
بكل الأحوال ، طبخاتهم دائماً محترقة و خططهم دائماً فاشلة حتى لو دعمتهم أعتى قوى الأرض ، فالمشكلة أنهم اختاروا سورية و كما قال السيد الرئيس : "نقر لهم بذكائهم في اختيار التوقيت والاسلوب، ولكن نقر لهم بغبائهم باختيار سورية".