خاص دام برس– ثائـر العجـلاني
في أحد الايام كتب هنري كيسنجر انه يشعر بالهلع كلما تصور ان باكستان، بقنبلتها النووية و الديموغرافية، يمكن ان يحكمهارجل كأيمن الظواهري..حكاية تنظيم القاعدة في سوريا .تشبة الى حد كبير حكاية الازمة السورية ..فهي تحوي كل الروايات المتناقضة لكل أطراف النزاع من المعارضة المسلحة الى المتظاهرين – الزيتونيين – الى رجال النظام و- شبيحته- ليصل الجميع الى إتفاق على ركيزة وحيدة ....لسوريه قاعدتها
وهم القاعدة حقيقته النظام
تتفق أوساط المعارضة السورية ان كذبه وجود تنظيم القاعدة في سوريا هي براءة إختراع للنظام السوري وأن جبهة النصرة لاهل الشام هي من رحم الافرع الامنية المنتشرة في جغرافيا سوريا لكنها– المعارضة - تختلف فيما بينها على طرق الاثبات فحيث يؤكد بعض المعارضين - الذين أصبحوا أشهر من فناني مصر- أن النظام السوري يفجر نفسه و مقراته الامنية ويقتل المدنيين وقوات حفظه ليتذرع بوجود جماعات اسلامية متطرفه و يثبت روايته بأن السلاح يصل لأيادي المتطرفين علماً بأنها فزاعه استخدمها القذافي وبن علي قبل سقوطهما
بينما يرى أخرون أن التفجيرات التي تحصل بدمشق لا تستهدف الا المناطق الثائرة ضد النظام أو المظاهرات الهاتفة بإسقاط الأسد أما المسيرات الموالية في كافة سورية فانها تمر بسلام دون ان يتعرض أي مشارك لأذى رغم أن اعداد المتواجدين الكبيرة تجعل الامر بالسهل نسبياً لمن خبر التفجير والقتل
وحول التفجير الذي استهدف فرع فلسطين في منطقه القزاز بدمشق وتبنته جبهة النصرة لاهل الشام يتسال معارضون عن توقيت ومكان العملية ولماذا انتظرت جبهة النصرة الانتخابات التشريعية التي جرت في سوريا قبل أيام كي تمر دون أن يتعرض أحد من المرشحين الذين يعتبرون بنظر الجبهة (كفارا) وبنظر المعارضة ( أبواق نظام ) للقتلوبما ان الجبهة قادرة على استهداف المناطق الحيوية في قلب العاصمة دمشق فلما استهدفت فرع مخابرات هو عبارة عن سجن للمعارضين فهل يستهدف أعضاء الجبهة المساجين المحسوبين على معارضتهم ...
أما لجماعة الجيش الحر رؤية أكثر تعقيداً فيقولون أن القاعدة تنظيم خطر على سوريا وكل دول العالم وهو رغم احتمالضلوعه بتفجيرات دمشق لكنه يتأمر مع النظام وعدد من الدول لضرب المعارضة السورية ...
الغرب يريد اسقاط الاسد ويتفق مع رؤيه نظامه ..
وللغرب سياسته أيضاً التي تشبه الرجل الجالس بصاله السينما يستمتع بمشاهده أحد أفلام هوليود ليغادر القاعة بعد انتصار البطل الوحيد على مئات الاشرار
فأمريكا ومعها أغلب أوروبا لا ترغب بتسليح المعارضة السورية وترى أنها معارضة مشرذمهلا رؤية واضحة لها و هي أيضا ليست مستعدة لخوض حرب ضد سوريا مناصرة لأهل بابا عمرو و الخالدية ..لكنها بنفس الوقت ترغب باسقاط نظام الاسد الذي بنيت دعائمة خلال 42 عاماً هو تاريخ يسبق تاريخ مولد المشيخة القطرية ..
ففي تفجيرات دمشق رأى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بصمات تنظيم "القاعدة" وذكرته بتفجيرات "القاعدة" فى العراق قبل سنوات، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة يستغل حالة الفوضى التى تسود البلاد وبرأيه أن هذا يقلق شقراء البيت الابيض
ولا تتوانى أغلب التقارير الصحفية والامنية الغربية بالتأكيد على تسلل المئات من عناصر تنظيم القاعدة الى الاراضي السورية لا سقاط نظام الرئيس بشار الاسد عن طريق تركيا وبعض دول الجوار هو أمر مؤكد وفي تركيا تحديداً فانه تم بعلم الطيب أردوغان الذي يرى أن الذقون الشعثة ستحرر أهل الشام من سطوة طبيبهم .
والحديث يدور عن عناصر القاعدة الذين شاركوا في اسقاط نظام معمر القذافي، وكان البعض منهم معتقلا في سجن "غوانتنامو" قبل ان تفرج عنهم السلطات الاميركية وتنقلهم الى الاراضي الليبية ثم يتم تأمين تسليحهم و دخولهم الى سوريا بأموال الخليج
روايه النظام فكر جهادي دون تنظيم ..
يرى العقلاء من أهل النظام- على قلتهم- بأن الارض اليوم في سوريا أصبحت تحوي على كل شي الا أفكار المعارضة البناءة الداعية للحوار بل ان المعارضين اليوم عبارة عن مجموعات مشرذمه لا تمللك رؤية ولا منهج ولا خارطة طريق وهذ سهل على تمدد الارهابيين ومحاوله الركوب على ظهر الحراك الشعبي والمطالب المحقة ..
رغم ان هذه الرؤية تشبه الى حد ما ابتكار الاعلام الرسمي السوري للمندسين الذين يوقعون ما بين قوات حفظ النظام المحترمين وبين المتظاهرين السلميين الا انها تبقى الرواية الاكثر منطقية
يؤكد أحد المطلعين – على كثرتهم – بأن حاله الفوضى التي تعيشها البلاد وغياب الرؤية الواضحة للمعارضة السورية والايديولوجية مضافاً اليها غياب الزعامات الحقيقية التي تمللك تأثيرا على الشارع كل هذه ادى الى سهوله تغلل الافكار المتطرفة الى جسد الازمة في سوريا ..من غير المؤكد وجود القاعدة كمجموعة منظمة على الارض السورية لكن فكرها وتطرفها أصبح أمرا ًواقعاًفي سوريا فهنالك فكر ارهابي قاعدي لكنه دون تنظيم بل هي عبارة عن مجموعات جهادية ترى بحمل السلاح وقتال الحكومة الشرعية والجيش السوري أمراً يوصل الى حوريات الجنة
وبينما يؤكد أخرون من أهل النظام على صدق ماسبق فانهم لا يخفون فرضيه تنامي الفكر الجهادي في سورية بسبب دعم الدول المعروفة بتشددها الديني كالمملكة العربية السعودية و دول الخليج عموماً للـ( المخربين ) و قدرتها بالتعاون من عناصر فاسدة من تهريب السلاح الى الداخل السوري إضافة الى إمتلاكهم لماكينات إعلامية تغذي يومياً النعرات الطائفية في سوريا
لا يعلق بعض أهل الحكم في سوريا على التصريحات الغربية بشأن وجود القاعدة في سوريا لانهابرأيهم ( اسطورة القاعدة ) التي ابتدعتها الولايات المتحدة الامريكية وجعلت أسامة بن لادن الشيخ المجاهد ريئساً لتنظيمها يقود المجاهدين في افغانستان ضد الغزو السوفياتي،علىإعتبار أنه غزواً وثنياً لارض الاسلام
هو السيناريو نفسه الذي تلعبه اليوم أمريكا ببطولات عربية لمجابهة مايسمونه الغزو الفارسي النووي المتحالف مع عاصمة الامويين المقاومة منذ أيام الرئيس الراحل حافظ الاسد ..