دام برس - أحمد صارم
قبل قرن من الآن ، كان الوطن العربي يرزخ تحت احتلال مباشر من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية ، و لكن مع مرور الزمن و حدوث الثورات تغير الواقع ، فتم تسليم السلطة لأتباع القوى الاستعمارية ليتغير و يصبح بشكل غير مباشر.
أما في وقتنا المعاصرو بعد خروج العديد من الدول العربية من تحت الوصاية الاستعمارية ، كانت الخطة الجديدة للوصول إلى الحكم هي عبر "الديمقراطية" ، و كانت الأداة الأنسب لذلك : السلفية !
و رغم أن الديمقراطية تتعارض بشكل قطعي و تام مع معتقدات و أفكار السلفيين التي تهدف إلى تشكيل دولة إسلامية يتزعمها خليفة ، إلا أنه لا مشكلة لدى قياداتهم طالما أن قطعان السلفيين يمكن توجيههم بفتوى واحدة مصدرها إحدى الدول الذي لا زال الإستعمار يحكمها عبر أتباعه ، و هي ذات الدول التي تم انتقاد حركة حماس منها لدخولها "المجالس الكفرية"..
و بعد حصول اضرابات في مصر و تونس تم تدارك الوضع عبر سلاسل من الفتاوى و المحاضرات التي تستغل الدين ، حيث وصف أحد دعاة السلفية في مصر الإنتخابات بأنها "غزوة الصناديق" ، و آخرون أفتوا بأن من لا يصوت لـ"فلان" فإنه سيدخل النار و سيكون مسؤولاً أمام الله و (غير ذلك من هذا الكلام) ، و على الفور بعد نجاحهم بدأ السلفيون بتنفيذ الأوامر و السياسة التي من من المفروض أن يؤدوها بعد حكمهم (مقابلة أحد قياديي حزب النور مع الإذاعة الإسرائيلية)...
أصحاب الذقون الكبيرة لم يقفوا عند هذا الحد ، فقد أعلنوا أنهم سيحترمون جميع الاتقاقات الدولية الموقعة و يقصدون بذلك اتفاقية (كامب ديفيد) ، و لولا كثرة تفجيرات خط نقل الغاز لما أوقفت الحكومة المصرية ضخه إلى الكيان الصهيوني.
كل ما سبق يضاف إلى الإستعمال الأساسي للسلفيين و هو "الجهاد" ضد أعداء إسرائيل و الولايات المتحدة ، فبعد محاربة روسيا في الشيشان و أفغانستان و أدائهم مسرحية الحادي عشر من سبتمبر و محاربة حماس في غزة (جيش الإسلام) و إحداث القلاقل في الشمال اللبناني (نهر البارد و باب التبانة) ها هم يؤدون الواجب على أكمل وجه في سورية و يمارسون إجرامهم بحق جيش و أبناء الوطن خدمةً للعدو الصهيوني الذي لا يوجد في قاموسهم الجهادي !