دام برس
البعث في اللغة هو الولادة الجديدة و تفتح براعم الربيع معلنة ميلاد الخضرة , وفي الدين هو يوم قيام الأموات من قبورهم أما لدينا في سوريا فحزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب قومي, وحد طاقات أبناء الطبقات الكادحة من العمال و الفلاحين بعد الاستقلال , بهدف النهوض بحياة الطبقة الكادحة و الوصول بها إلى العزة و الكرامة , و مقاومة أشكال الاستغلال التي مارسها الاستعمار و أدواته من البرجوازيين و الإقطاعيين و الحفاظ على استقلالنا الوطني و مساعدة الدول العربية الأخرى لنيل استقلالها .
بدأ حزب البعث العربي الاشتراكي نضاله السياسي في فترة تحولات عاصفة , كانت تجتاح سوريا و العالم , و لتبنيه قضية العمال و الفلاحين و بعث الروح القومية التي هدف الاستعمار إلى سحقها, تمكن هذا الحزب من الوصول إلى قيادة الجماهير التي آمنت به وبمشروعه السياسي , وكان أن بدأت المنجزات تتحقق على يد القيادة البعثية , لصالح القواعد و أعني العمال و الفلاحين .
· فكان قرار الإصلاح الزراعي تحت عنوان الأرض لمن يعمل بها , مما حرر الفلاح من سطوة المالكين للإقطاعيات الكبيرة , و حقق للفلاح الاستقرار في أرضه و حصوله على عوائد جهده .
· و أيضا تحقق للعمال مشاركتهم بملكية وسائل الإنتاج عبر تأميم المؤسسات الصناعية الكبيرة , و أصبح العامل شريكا في الملكية و الإنتاج , وحرره من عسف أرباب العمل
· وجد البعث بأن بناء دولة حديثة وحرة , يقتضي نشر الوعي و العلم , فالإنسان المتعلم هو الأقدر على معرفة حقوقه و المطالبة بها , فكان أن أتاح نظام البعث العلم للجميع و تمكن أبناء الطبقات الفقيرة من العمال و الفلاحين من الوصول إلى درجات علمية عالية, ساهمت في بناء سوريا الحديثة
· و إيمانا من البعث بالعروبة تم تعريب التعليم الجامعي , و ساهم المثقف السوري الذي بناه البعث , في مقاومة المشروع الفرنسي في المغرب العربي الرامي إلى طمس اللغة العربية و إحلال اللغة الفرنسية مكانها , فغادر الكثير من أبناء سوريا إلى المغرب العربي لنشر اللغة العربية و نجحوا أيما نجاح .
· لم تنس القيادة البعثية في تلك الفترة , تلبية الحاجات الرئيسية للمواطن السوري كالخبز و مواد الطاقة , فكان قرار الدعم وسيلة للنهوض بهذا المواطن ورفع العبء عن كاهله
· وكان أيضا قرار النهوض بالواقع الصحي لأبناء الطبقات الفقيرة من العمال و الفلاحين , وكانت المشافي المجانية و المؤسسات الصحية التي رفعت عبئا آخر عن كاهل المواطن السوري
· وأيضا كان قرار البعث بعد الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد , في بناء مؤسسات الحياة العصرية , و المشاركة السياسية , عبر دستور للبلاد يضمن حقوق المواطنين وواجباتهم , و كفل في هذا الدستور حقه في قيادة الدولة و المجتمع لتحقيق مشروعه السياسي و الاجتماعي , و لكن هذا الحزب لم ينفرد بقيادة الدولة و المجتمع بل دعا كل القوى السياسية الوطنية و التي تتفق مع مشروعه السياسي ومنحها حق المشاركة عبر تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية في مواجهة المشاريع الرجعية و اللا وطنية
· تحقق لسوريا من خلال المؤسسات الاقتصادية و الإنشائية , نهضة كبيرة في كافة المجالات سواء على صعيد البنية التحتية كالطرق و الجسور و المطارات والسكك الحديدية , أو البنية الفوقية كمؤسسات الخدمات و المنظمات الشعبية التي أطرت جهود الشرائح الاجتماعية المختلفة
· بنت سوريا جيشا عقائديا لحماية حدود الوطن وحماية المكتسبات الجماهيرية التي حققها المواطن السوري , و كانت الانتصارات تتوالى , فخاضت سوريا مع الشقيقة مصر حرب تشرين التحريرية و أعادت للمواطن العربي ثقته بنفسه التي فقدها في نكسة حزيران و أسقطت أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر , و ما تلاه من انتصارات على المشروع الصهيوني في المنطقة ربما لن يكون آخرها الانسحاب الأمريكي و اندحار مشروعه في العراق الشقيق.
· وهو اليوم يحمي مكتسبات المواطن السوري في مواجهة حرب كونية رامية إلى تفتيت سوريا و إضعاف نهجها المقاوم للمشروع الصهيوني و أدواته الرخيصة في المنطقة
هذا على سبيل الانجازات .
أما على صعيد الأخطاء , فقد رفع حزب البعث العربي الاشتراكي شعار النقد والنقد الذاتي , كوسيلة لتقويم الأخطاء تمهيدا لتصحيحها و لكن هذا الشعار أفرغ من مضمونه بيد المتسلقين على البعث و الذين لم يتبنوا يوما فكر البعث ومنطلقاته النظرية , وهم من أشار لهم أحد قادة الخونة المسلمون في الثمانينيات من القرن الماضي , عندما طالب محازبيه بالانتساب إلى البعث , تمهيدا للوصول إلى المقدمة وتدمير هذا الحزب العملاق , وعبارته المشهورة حينها " اصعدوا القطار من الخلف " و يقصد البعث .
· لقد وصلت القيادة البعثية إلى درجة من الترهل غير مسبوقة و كما يقال فان" الماء الراكد يفسد" و الركود يتناقض مع روح البعث, والذي يعني فيما يعني , التجدد , فالقيادات التي و صلت إلى السلطة و استقرت فيها , بدأت بممارسات خاطئة انسحبت على البعث كعقيدة و على البعث كفكر و لم يسمح للنقد و النقد الذاتي من الإشارة إلى هذه التجاوزات فكان اتهام البعث بكل العيوب و النواقص , مع تناسي ما حققه البعث من انجازات.
· و لن أطيل فقائمة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي المرفوعة إلى القيادة القطرية لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة , تنطوي تحت هذه التجاوزات . فالأسماء الخمسة عشر المرفوعة - في غالبيتها - هي أسماء لرفاق بعثيون تبوؤا مواقع القيادة لعشرات السنين , و هم يأملون اليوم بالاستمرار , على حساب الدماء الجديدة , و أقول لهم يا رفاقنا : باسم القواعد البعثية , كفاكم فرصا كثيرة , و نشكركم على جهودكم التي قدمتموها خلال عقود من حياتكم النضالية فأفسحوا الطريق , لدماء شابة , تعيد للبعث نقاؤه وحيويته.
· و إصراركم على الاستمرار , يعني بأنكم تقودون البعث إلى الهاوية , فان كنتم بعثيون حقيقيون- فلتقدموا مصلحة البعث على مصالحكم الشخصية , و ما قلته عن فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي ينسحب على باقي فروع الحزب في المحافظات رغم قناعتي وقناعة الكثيرين , بأنكم لن تفعلوا , و نتيجة الاستئناس في فرع دمشق خير دليل , فكيف لبعثي آخر أن يكون بقائمتكم التي خطتها أيديكم ؟؟؟
· أملنا , كبعثيين, معقود على القيادة القطرية بنسف كل قوائم الفروع عبر دراسة حقيقية لما ضمته هذه القوائم من أسماء , و ليأخذ محاربينا القدماء الراحة , ويفسحوا المجال لبعثيين جدد .
· مع أملنا أيضا كقواعد حزبية , أن ينسحب الأمر على القيادة القطرية, و ليترجل فرسانها القدامى, ففرسان البعث الشباب متوثبون وجاهزون للنهوض بالبعث بهمم لا يطالها الكلل أو الملل
لن نقول بأنكم لم تقدموا شيئا و لن نبخسكم حقكم و لكنكم بذلتم ما بوسعكم فجزاكم الله عنا نحن البعثيون خيرا ... فقد آن لكم أن ترحلوا .