دام برس
من المعروف لكل من اطلع قليلاً أو كثيراً على بعض ما عرفته البشرية عبر تاريخها من ثورات للشعوب ضد حكامها أو محتلي أرضها ، أن قاسماً مشتركاً يجمع بين تلك الثورات بغض النظر عن مكانها أو زمانها ، هو أنها مرت بمراحل تشبه إلى حدٍ بعيد مراحل تكون و نشوء البراكين وصولاً إلى تفجرها أو ثورانها " هذا إن كانت الثورة حقيقية أو عفوية " ، لكنها تشبه أيضاً و إلى حدٍ أبعد عملية التلقيح و الحمل و الولادة ، و بإسقاط هذه الظاهرة على ما يسمى " بالثورة السورية " يتبين لنا أن موجبات الإخصاب لولادة احتجاجٍ ما بدايةً ... كانت موجودة إلى حدٍ ما ، بدءًا بالضائقة المادية التي تعصف بالمواطن السوري كما بغيره من البشر في شتى أصقاع الأرض ، وصولاً للبطالة و ضيق الأفق عند جيل الشباب ، و إنتهاءً بالفساد الذي استشرى في بعض مناحي الحياة ، و السؤال هنا ..هل كانت موجبات الإخصاب كافية لحدوث التلقيح ، و السؤال الأهم .. هل كان التلقيح لما سمي لاحقاً " ولادة ثورة " هل كان عفوياً و شرعياً أم كان نتيجة حالة إغتصاب فردي و جماعي لعقول كثير من السوريين ؟ ، و هو إن كان كذلك ..فمن هي الضحية و من هم المغتصبون ؟ و أي جنين ثورجي مشوه احتضنته هذه الأرض أو فرض عليها ؟ .
يحلو للبعض كما سبق و ذكرت أن يستخدم في مجال السياسة تعابير و مصطلحات كولادة ثورة ، أو ولادة جديدة ، أو ولادة متعثرة ، أو عسيرة ، أو إحتضار ثورة ، و هي لا تصح في التعاطي مع الحالة السورية لأن المؤكد أن ما أريد (بفتح الدال ) له أن يكون ثورة في هذا البلد ، لم يكن سوى جنيناً مشوهاً لم و لن تكتب له الحياة ، و يذهب بعض السوريين إلى تشبيه جميع السوريين الذين شاركوا أو قادوا أو أشرفوا على مراحل ذلك الحمل .. بالأنثى " إحتراماً للمرأة " التي تحمل سفاحاً ، لكنها فوق ذلك لا تدري من هو والد الجنين الذي يفترض أنه ينمو في أحشائها ، و نحن لو ذهبنا مع هذا الرأي لأمكننا القول أن الضحية الحقيقية هم من تم إغتصاب عقولهم من "صغار الثوار " بتواطؤٍ بين الأباء الكثر وكل من أدار عملية الإغتصاب و شارك فيها من قادة المعارصات السورية في الخارج..سيما مجلسها الاستنبولي الذي يمثل بهذا المعنى شخصية الأم التي يؤكد البعض أنها تستحق لقب عاهرة الثورات ، فثورة وطأها برنارد هنري ليفي ، و الحمدين ... لن تكون سوى عاهرة ، بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك حين يؤمن أنه لم يبقى شيطانٌ إلا و قد وطأها أو قضى منها وطره في موقعةٍ ما ، فكان لأوباما منها نصيب و كذا لساركوزي النسونجي و حمد الثخين و حمده الصغير ، و أبو متعب و سعوده ، و أردوغان و أوغلوه ، و المشكلة كانت في إدعاء كل طرف أنه والد جنينها الثوري و زوج أمه . كم من الأزواج شرب نخب المولود الجديد في غرفة نومها الباريسية ، أو في قصر الباب العالي العثماني ، أو في خيام أزواجها الكثر من رعاة الإبل ، جميعهم شربوا نخب ذلك المولود المنتظر الهجين حتى الثمالة . لكنهم جميعاً و معهم الوعاء الذي تلقف نطافهم غفلوا عن حقائق علمية مثبتة و دامغة تؤكد صعوبة حدوث الحمل الذي إن حدث سيكون محتماً عدم اكتماله و إن إكتمل بفعل إرادةٍ إلهية يلعب دور الوسيط فيها قرضاوي هنا أو أعورٌ سعودي دجال أو عرعورٌ هناك عبر فتاوى شرح وسائل و طرق الإنجاب مثلاً فسيلد جنيناً مشوهاً لأسبابٍ عديدة أهمها :
( أولاً ) _ لفشلٍ مثبت للآباء الكثر في وظائف الخصى لديهم ، فهم في زمنهم الحالي و رغم إغتصاباتهم المتعددة للعقل العربي لم يتمكنوا من الوصول إلى حملٍ حقيقي لثورةٍ حقيقية ، و كان ما ساهموا مجتمعين في إنجابه عبارة عن أجنة مشوهة ، يصار الآن إلى تسويقها و تسويق أمهاتها ، كالإخونجي العبد الذليل في ليبيا ، و زميله المعتوه المرتزق في تونس ، و شركائهما في مصر . في حين كانت إحتلالات أجداد أولئك الآباء لنفس الأراضي العربية ..كافيةً لولادة ثورات حقيقية ... ولكن شتان بين من تصدى لدور الأمهات الحاضنات لتلك الثورات و بين مومسات اليوم .
( ثانياً ) _ عدم توفر الرحم الصحي النظيف الحاضن لعملية الحمل ، و هو الأمر الذي تم رصده و توثيقه عبر نبذ شريحة واسعة من المجتمع السوري لممارسات عصابات الغليون و الأسعد ، تلك العصابات الإرهابية الإجرامية التي خدمت القيادة السورية عندما قامت بإستهداف الوطن بكل مفرداته و مكوناته وحولت الإحتجاجات التي تم التخطيط لها بشكلٍ شيطاني إلى أعمال إجرامية نزعت عنها كل المظاهر الخداعة للسلمية و العفوية ، و كان هذا كافياً كي تتموضع شريحة المترددين في إتخاذ المواقف إلى جانب الأغلبية التي اختارت الإلتفاف حول القيادة السورية ، بعباراتٍ أخرى .. كان الرحم رافضاً لعملية الحمل من الأساس .
و إن نحن سلمنا جدلاً أن حملاً ما قد حصل ، و أن أحد أولئك الآباء الكثر ... ربما القرضاوي مثلاً ..الذي أصر و حلف الأيمانات "يقال أنه حلف بشرفه "على أن يقوم هو الآخر بواجبه و أن يدخل بها ، و يقسم ملايين السوريين أنهم رأوه يمارس معها الفاحشة جهاراً نهاراً و على أعين و رؤوس الأشهاد ، في حين يؤكد آخرون أنه كان بطلاً لأهم برامج الدعارة الإعلامية عبر أسياده و من خلال شاشة الجزيرة الصهيوحمدية . نعود إلى تقبل فرضية أن أحدهم تمكن من إنجاز عملية تلقيح الأم الثورجية المتمثلة بعصابات برهان غليون و صحبه ، و مجرمي رياض الأسعد و زمرته ، فإن عملية الحمل أدت بالبداهة إلى إنجاب جنينٍ مشوه تشوهاتٍ عدة ، و لتشوهاته أسباب منطقية و علمية أهمها :
( ١ ) _ كان و لا زال مخلوقاً " ثورجياً "مصاباً بتشوهاتٍ خلقية خارجية و داخلية و لا عجب ، لا عجب إن نحن تذكرنا التشوهات المشتركة للأنثى التي حملت به و الآباء الكثر الذين تنافسوا على تلقيحها . إذ يشير بعض من درسوا حالته ، أنه قد أتى مصاباً بإنتفاخاتٍ حمدية و إهتزازاتٍ أو ارتجاجاتٍ سعود فيصلية ، و حالة فريدة من البلاهة البانكيمونية ، هذا من الخارج و أما داخلياً فكانت أهم مشاكله المتعددة إضطراباتٌ عقلية و إنحرافات أخلاقية و سلوكية كانت نتائجها إدمان القتل و سفك الدماء ، و بلوغ ذروة النشوة لدى رؤيته مناظر الخراب و الدمار و الفجيعة .
( ٢ ) _ كانت النتائج التي لا تقبل شكاً أو دحضاً حسب أخصائيي علم النفس ، أنه أتى مصاباً بتشوهات عقلية و أمراض نفسية كان منها على سبيل المثال الغطرسة الأوباماوية ، وجنون العظمة الاردوغاني المنشأ ، وحالة الوهم الساركوزية ، وأحلام يقظة يقال أنها أتت عن طريق الأم عبر الغليون أو الأسعد .
(٣ ) _ كانت هناك شهادات كافية من سورية و خارجها على أن ذلك المولود عانى دائماً و ما يزال من مشاكل في النمو و التطور ، فبعد أن ولد قزماً ، ها هو اليوم يعاني سكرات الموت و هو ما زال قزماً ، و لم تنجح كل المحاولات و الاجتماعات و المؤتمرات أو الأدوية و العقاقير و وصفات النفخ الحمدية في تحفيز هرمونات النمو و الإدراك عند قزم الثورة السورية .
و إن نحن خضنا في أسباب تشوه هذا المولود المسمى " بالثورة " فسنجد أن معظم أسباب تشوه الأجنة قد توافرت في الحالة السورية ، بدءًا من زواج الأقارب " و خصوصاً أولاد العمومة " من بعير البادية القطرية و السعودية ، الأمر الذي أدى إلى إصابتها بأمراض وراثية أخلاقية الطابع كالغدر و الخيانة و النذالة و العمالة . مروراً بمشاهدة التلفاز لفترات طويلة و مسافة قريبة " فما بالكم إن جلست تلك الأم و أقامت داخل تلك الشاشات و تناولت سمومها في جميع وجباتها . وصولاً إلى وجود تشوهات عند الزوج في حيواناته المنوية .. فكيف تكون الحالة حين تتحارب و تتنافس و تتصارع قطعان الحيوانات لكل الآباء الكثر ، أو الأزواج الكثر ، أو شركاء أسرة العهر الكثر . و إنتهاءً بتناول الأم للوجبات الجاهزة " الدليفيري " و المصنعة بمواد حافظة ، و جميعنا بات يعلم أن الأنثى الحاضنة لذلك الجنين كانت تعيش على الدليفيري الوافد من شتى أصقاع الأرض بدءًا بالفنادق الأوروبية الفارهة ، وصولاً لأصحاب المضافات من أباعير الصحراء ، تلك المضافات التي كانت يوماً خيماً و باتت بفعل الطفرة النفطية قصوراً ، لكن ساكني الخيام هم ذاتهم من يسكنون القصور ما زالوا في قصورهم يأكلون المنسف بأيديهم النجسة و ما زالت عقالاتهم و جلابيبهم تروي حكايا عهرهم اليومي و نذالتهم الأعرابية الأصيلة . و لن يفوتنا طبعاً ما تناولته تلك الأنثى المملوكة لأيمان كل من شاركها سريرها الآثم ، من عقاقير تثبيت الحمل على شكل ،مساعدات مالية و دعم إعلامي و أسلحة متنوعة و مجاهدين و "إستشهاديين من النوع الكافر" ، و لا تستغربوا ..هو كافر بكل المقاييس و المعايير الأخلاقية من يقدم على قتل أبناء وطنه مدنيين كانوا أم عسكريين طمعاً بالتمتع بالحوريات اللواتي تنتظرنه ليشبع شبقه الجنسي من خلالهن ، و كافرٌ أيضاً من يفتي له بتحليل جريمته ، و الكفر أيضاً أن يقارن أولئك بمن يستشهد من خلال عملية إستشهادية ضد عدو بلاده و دفاعاً عنها ،
و بالعودة إليه فإن كل ما سبق لم يحل دون وصول ذلك المخلوق المشوه إلى مرحلة الإحتضار ... أجل إنه يحتضر ، و سيدفن بعد موته قريباً ، لكنه لن يدفن وحيداً ، بل سيدفن معه بعض من يدعون أبوته ، لا لشيء سوى لأنهم قد أصيبوا خلال معركتهم مع سورية و شعبها و جيشها بشظايا مصل المناعة السوري ، وقبل أن تتساءلوا ...أقول : هذا المصل لم يكن سائلاً كما العادة لأنه ببساطة مصل الصمود الأسطوري لشعبٍ أسطوري لبلدٍ أسطوري ، بل كان خارقاً في صفاته و ميزاته ، يكفيه كي يكون كذلك أنه كان مزيج إرادة الله و الشعب ..و لهذا فقد كان فولاذياً ، و كان من أهم صفاته أنه كما الحبر السري ، أو كما يقول احد رجالات الجيش السوري الإلكتروني " أنه يعرف الخائن قبل أن يعرف نفسه " . يقال أن المولود المشوه ما زال حياً على " مونيتور " كل العاهرات الإعلاميات ، و ما زال قلبه ينبض ، و ما زالت الدماء النجسة تضخ في جسده ، لكنه في عيون غالبية شعب هذه الأرض بات كتلةً من عفنٍ و سمٍ زعاف ، إنه نتاج تآمر الخونة الذين أوكلوا إليه مهمة المتاجرة بدماء و أجساد و أرواح أبناء الوطن.
يؤمن السوريون أن العبرة بالنتائج ، و ملامح تلك النتائج بدأت تلوح في الأفق ، سورية كما يجزم كل من هو على دراية بالشأن السوري باتت على مفترق طرق ، لكنها منتصرة سواء سارت الأمور يمنةً أو يسرة ، للشعب السوري موعد مع نصرٍ أكيد ، هذه باتت قناعة راسخة لدى السوريين ، قد تضطر الدولة السورية قبله لدفع المزيد من الخسائر المادية و البشرية لكن الكلمة الفصل ستكون أخيراً لهذه الأرض و لشعبها و لجيشها و رئيسها ، و ما التهويل الذي يسوق له إعلامياً عن إحتمالات تدخل عسكري أردوغاني لإنشاء مناطق عازلة سوى سكرات ما قبل الموت على الطريقة الأردوغانية ، أو الإنتحار على الطريقة الاوغلية ، أو إرتداد الإرتجاجات السعودية ، و الجميع يعرف أن عوائق كثيرة تقف دون إرتكاب أردوغان لحماقاته ليس أقلها حسابات الربح و الخسارة ، و حسابات ردود الفعل الإيرانية الروسية ناهيك عن ردة الفعل السورية التي ستكون قاسية ، بل قاسية جداً ، كنت قد كتبت بالتزامن مع بدء الجعجعات الأردوغانية أن العثمانين يعلمون جيداً أن لا قدرة للجيش السوري على تحقيق إنتصارٍ ساحق عليهم ، لكنهم يعلمون بشكلٍ أجود أن الجيش السوري قادر على إيلام تركيا و التسبب بعاهات شبه دائمة لها ، على أية حال رغم تعرض العديد ممن كتبوا لهذا الشأن ، إلا أنني أجد أن الوقت ما زال مبكراً للخوض بشكل جدي بالتهديدات و الجعجعات السلجوقية الأردوغانية ، يكفي أن أذكر أنني وصفت تهديداته تلك في مقالي الأخير بالخواء السياسي أو أحد "مرادفاته اللغوية " .