دام برس
اسمحوا لي أيها الأصدقاء أن أطرح موضوعا أساسيا في وضعنا السياسي الحالي. إن مشكلة الشعب السوري هي قلة الإطلاع على ما يجري على الساحة السياسية وقلة الوعي الناتج من عدم قراءة حقيقة ما يدور حولنا وإنما نكتفي بتلقي ما تبثه المحطات الإعلامية المتوفرة بين أيدينا أو ما نتصفحه على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وغيره وغالبا ما تكون هذه المحطات وهذه المواقع هادفة ومسيسة، فلنخرج قليلا من هذا الحيز ونوسع قليلا مداركنا ولنخوض قليلا في مضمار ما يكتب عنا في الخارج وبقلم حر، فأنا أريد أن أسألكم وبكل صراحة يا أيها( المجتمع السوري ) ليحسب كل فرد منا ماذا قرأ الشهر الماضي من كتب أو مراجع تخص وضعنا السياسي الحالي أو أية مواضيع أخرى وليكون الجواب صادق ، سنكتشف بأننا مقصرون جدا بحق القراءة وبحق تقصي الأخبار مما يكتب أكثر مما يسمع وخاصة بأننا أمة (اقرأ).
من المؤسف جدا أن ندري وبعد احصاء عالمي قامت به احدى محطات الإعلام حول القراءة: أن في أميركا تبين أن كل أميركي يقرأ21 كتابا في السنة وأن في أوربا أن كل أوربي يقرأ 36 كتابا في السنة أما في منطقة الشرق الأوسط فان كل 30 فردا يقرأون كتابا واحدا في السنة .فأين نحن من أمة اقرأ.
كيف لنا أن ندرك ونحلل مايدور حولنا ونحن لانخوض في مضمار مايكتب عنا أو يسرد أو يحاك ضدنا.
ان من أجمل ما قرأت في هذه الأيام عن كاتب ومحلل سياسي اميركي يقول : لا يمكنكم أن تتصوروا رغبة الكتاب والمحللين السياسيين في اميركا وفي أوربا وأرجاء العالم في أن تهدأ المنطقة عندكم ليس من باب الشفقة علينا طبعا وانما بقدر رغبتهم وشغفهم على التعرف على تلك الشخصية الفذة التي جعلت العالم بأسره تتكلم عنه وعن بلده وعن اللحمة القوية بينه وبين شعبه وهذا النفس الطويل الذي يملكه والذي دام سنة كاملة بدعم من شعبه وجيشه والذي ادهش كل من يعمل في الكونغرس الأميركي وجعل كل موظفين البيت الأبيض يعملون ستة وثلاثون ساعة في الأربع والعشرون ساعة ،من هو هذا الشخص الذي استطاع أن يسد جميع الجبهات التي فتحت عليه من كل جانب وخصوصا أن هذه الجبهات كانت من تكتيكات اميركا أقوى دولة أو بالأحرى أدهى دولة في العالم مع التحالف مع جميع القوى الغربية وللأسف مع بعض الأطراف العربية فلنحاول ايها الأصدقاء ان نعود الى سابق عهدنا ونعود أطفالنا على مسك الكتاب من صغره وأنا كفيل لكم أن الأمور جميعها ستتغير والوعي الإجتماعي والقومي سيتبدل والذي بطبيعة الحال سيغير من صورة ورقي هذا الوطن.
في النهاية أصدق ماأتمنى لهذا البلد أن يبقى تحت حماية الله وأن يسبل الله عليه رداء الرحمة والأمان وأن يلهم أبناءه الوعي والإدراك لحماية هذا الوطن من كل مايحاك ضده .
رجاءا ان كان كلامي فيه شيئا من المبالغة أو المغالاة فانتقدوني فالنقد دائما بناء.
ساره حوراني