دام برس
بدأت نهاية الأزمة السورية وخروج نظام الرئيس بشار الأسد منتصراً منها تلوح في الأفق، خاصةً في ظل الزيارات الدولية المكوكية التي تشهدها العاصمة السورية دمشق، مع إعلان الأخيرة إلتزامها وقف القتال في 10 نيسان الجاري وإعادة إنتشار القوات على أبواب المناطق الساخنة، على أن تلتزم المعارضة وقف العمليات العسكرية خلال 48 ساعة بعد 10 نيسان. وبذلك تكون الحكومة السورية قد التزمت تمام الالتزام بمبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان، وبذلك تكون القيادة السورية خطت خطوة كبيرة نحو الحل، وهذا ما فاجئ جميع الدول العاملة على إسقاط النظام السوري، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية التي لم تكن تتوقع هذا التجاوب السريع من قبل سوريا، وهذا ما يؤكد الإرادة السورية لحل الأمور سلمياً وإكمال الإصلاحات. ويأت ذلك في حين أن بعض أطراف المعارضة، لاسيما تلك الداعمة للمجموعات الإرهابية لم تعلن أية مبادرة سلمية من جانبها، وبالتالي تؤكد تورطها في ضرب الإستقرار السوري.
وتحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية والعربية من تسليح الجماعات الإرهابية، وتأكيده أن “المعارضة السورية لن تستطيع إلحاق الهزيمة بقوات النظام، حتى لو كانت مدججة بالسلاح”، وانتقاد لافرورف لمؤتمر “أصدقاء الشعب السوري”، وأن الحلفاء الغربيين والعرب للمعارضة السورية يسعون الى الحيلولة دون اجراء اي مفاوضات مع نظام الاسد، خير دليل على أن المعارضة السورية العميلة للولايات المتحدة الأميركية، والإرهاب القطري والسعودي لا تريد أي حل في سوريا سوى إسقاط النظام والوصول إلى السلطة، وهذا ما لم تحلم به، حتى لو حشدت اساطيل الاطلسي والدول الغربية والعربية فلن تستطيع الوصول إلى متبغها.
وستكون مبادرة أنان الفرصة الأخيرة، أمام المعارضة السورية والدول الغربية لحفظ ماء الوجه من الخسارة المذلة أمام صمود الرئيس الاسد. ففي حال إفشال مبادرة كوفي أنان للحل من قبل المعارضة واسيادها، لن تعود الأمور على ما كانت عليه. وما بعد فشل المبادرة لن يكون كما قبله، لأن صبر سوريا وروسيا سينفذ، بالتالي على عملاء الخارج أن يتحملوا عاقبة الأمور. فبعد كل هذا التنازل للحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها، بخطوة وطنية جريئة من قبل النظام، لن يكون بالإمكان العودة مرة أخرى إلى هذه المبادرات، بل سيكون السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها وحماية شعبها، هو سحق الجماعات الإرهابية دون أي شفقة.
ومن يقرأ السياسة جيداً ولعبة والأمم، يدرك ان سوريا الأسد انتصرت على كافة الصعد، سواء بقبول المبادة والالتزام بها، حفاظاً على وحدة سوريا، أو في حال إفشال المبادرة من قبل الجماعات الإرهابية، وبالتالي سحقها، وهكذا ستنتهي مسرحية دولية استمرت سنة كاملة، ليتم بعدها إعلان النصر السوري، ليس من باب عمرو هذه المرة، إنما يجب أن يكون من حيث بدأت الأزمة في درعا