دام برس
كما هو معروف وكما هي سنّة التكوين وكما قيل قديماً " الطبع يغلب التّطبّع " فالحرباء ومهما بدّلت ألوانها تبقى هي هي الحرباء , ومحالٌ أن ينجبَ الأتان جواداً , ومحالٌ أيضاً أن يصبحَ الدّعيّ أصيلاً , وتلكَ هي حقيقةُ "آل سعود وآل خرافة" أصحاب النشأة المشبوهة والتّاريخ الأسود والسنحِ اليهودية والإرهابُ القائم على الدماء وجثث الإنسانية , فهم ومنذُ أن خلقهم الله إلى يومنا هذا لم يكونوا إلاّ شؤماً وعاراً على الأمة العربية , وهم سرطانها الوحيد , وهيهات أن تخفي العباءات يهوديتهم , وهيهات أن تستر العمائم صهيونيتهم , وأنّى لادعائهم الإسلام أن يخفي وهّابيتهم وماسو نيتهم , وليس ما تعانيهِ الأمةُ العربية منذ سيطرتهم واغتصابهم للحجاز ونجد إلا الشاهد الأصدق والدليل الواضح على حقدهم الدّفين والموروث على كلّ ما هو عربي , ومسلسل عمالتهم وتآمرهم على الأمة العربية لم يعد خافياً على أحد فهم من أعطى أجدادهم بني قريظة فلسطين , وهم من تعهّد بدفع تكلفة كل عملٍ عدواني يهودي على العربية وأبنائها , وهم من أحضر أسيادهم الأمريكان إلى الخليج العربي , وهم من مهد لاحتلال العراق وتقسيم السودان وضرب ليبيا وتمزيق اليمن , وهم وهم ... , ومع تنامي حقدهم ويهوديتهم ما زالوا وبكل كفرٍ وشؤم يسيرون في مسلسل إجرامهم الذي توهّموا أن آخر حلقاتِ نصرهِ ستكون في سوريا , ولكن خانهم المخرج وأحبط أحلامهم, فدُمى مسلسلهم فشلت في الأدوار المسندةِ إليها , وفجأةً قُطِع التيار الكهربائي وتساقط طواغيتُ مسلسلهم في سوريا التي كانت وما زالت الشوكة في حلاقيمهم , والعقبةُ الكأداء في مخططاتهم , وليست هجمتهم الهيسترية التي يشنونها على سوريا اليوم إلا الصورة الأوضح لعروش عهرهم وخيانتهم , وإلاّ فما هو مبرر إعلانهم وعلى الملأ أنّهم سيسلحون المعارضة في سورية؟ , وما هو مبرر تعهّدم بإرسال الآلاف من مرتزقتهم وشراذمهم إلى سوريا ودعمهم بشتى أنواعِ العتادِ والأسلحة ؟ وما هو العذر لإجرامهم الذي طال جميع أبناء الشعب في سوريا ؟ فمن تفجيرات دمشق الماضية إلى تفجيري حلب , إلى تفجيرات دمشق الحديثة والنتيجة بحار من الدماء وعشرات الأرواح التي أزهقت ومئات الجرحى والمعاقين , الجواب وبكل بساطة وصراحة هو التالي إنها اليهودية الكامنة في قلوبهم السوداء , والصهيونية المتجذّرة في أصلابهم وأصلاب سلفِهم وخلفِهم , ورحم الله شاعرنا الأصيل عندما قال فيهم وفي أمثالهم : " فلا تلدُ الحيّات إلاّ صلالها "
إذاً لم تعد المؤامرة خافية , وتمزّقت الحجب والأستار فالهدفُ ومنذ البداية سوريا لا غير , والقصد تدميرها ونسفها عن بكرةِ أبيها بشعبها ونظامها , بشجرها وحجرها , بهوائها ومياهها كرمى عيونِ أحفاد " مرحب اليهودي و بن ودّ العامري " , كرمى عيون أحفادِ "المسيح الدّجال " سليل إبليس اللعين , ولكن محالٌ حدوث ذلك مادامت بقعةٌ جغرافية اسمها سوريا على الخارطة , ومن الأحلام إكمال المخطط ما دام هناكَ شعبٌ مقاومٌ صامدٌ اسمه الشعب السوري , ومن سابع المستحيلات تحقيق الحلم ما دام هناكَ نظام عربيّ يحضن الشعب والشعب يسانده اسمهُ النظام السوري , وعليه فالمطلوب وبشتى الوسائل إسقاط هذا النظام , وسحق هذا الشعب , وتدمير كلّ مقومات هذه السوريا , وإلا فالعروش ستكون على شفا الزوال , والملوك والأمراء سيُطمرونَ في الرمال , وبدون سقوط سوريا ستُغلقُ المواخير ودور البغاء , والأولوية في عمليةِ التدمير هذه يجب أن تكون مؤسسة الجيش العربي السوري الذي لم يبق للعروبةِ من حامٍ وحصنٍ سواه , نعم الجيش العربي السوري وحسب عقيدة آل سعود وزبانيتهم يجب أن يُدمرَ عن بكرةِ أبيه , وتفجيري دمشق الأخيرين ليسا سوى المصداق على ذلك .
إنّ ما يثيرُ في النفسِ الكثير من الشجونِ والأسى هو هذا الصمتُ الشعبيّ العربيّ المطبق , وخاصةً في الجزائر ومصر والعراق , مع الأخذ بعينِ الاعتبارِ سماع صوتٍ من هنا وآخر من هناك , ولكن ألا يحقّ لكلّ سوريّ أن يسأل عاتباً أليسَ من المخزي لأمّة الثلاثمائة مليون أن يلّفها الجمود والخنوع هكذا؟ , أليسَ من العار والشناعةِ أن تُختزلَ العروبة ببضعةِ ملوكٍ وأمراءٍ على شواطئ الخليجِ العربي وبعضِ صيادي السمكٍ على ضفاف بحر الظلمات؟ أليسَ من العجبِ بمكانٍ أن تتحولَ سوريا ومن خلال قنوات العهر والدم إلى العدو الأوحدِ لهؤلاء العربانِ وتصبح إسرائيل وشركاؤها الأخَ والصديق لمالك النفطِ والقحط في أمّة "عليّ وعمر وخالد وصلاح الدين " ؟ تساؤلاتٍ كثيرةٍ تعتلجُ في الذهن والخاطر ولكن وكما قالَ شاعرنا " لا حياة لمن تنادي " فمن المعروف عن العربي الأصيل أنّهُ يضحي بكلّ شيءٍ إلاّ عرضه وعقيدتهِ فهما الخط الأحمر في قاموسِ عقيدتهِ وشرفهِ وانتسابهِ , إذاً فلماذا هذا السكوت والتعامي والإغضاء وأمّ العروبة " سوريا" تُستباحُ ؟ ولماذا هذا الحيادُ من البعض وسوريا تنزف؟ فهل بخلت سوريا يوماً ما على هؤلاء ؟ وهل تآمرت سوريا ولو لمرةٍ واحدةٍ على بلدٍ عربيّ؟ والأهم من ذلك كلّه هو أين البلد العربي من المحيطِ إلى الخليج إلاّ ولسوريا أثرٌ أو بصمةٌ أو فضلٌ عليه ؟
وبعد ذلك كلّه ألم يئن للشعب العربي أن يرى الحقيقة والواقع وينهض من سباتهِ وخنوعهِ ؟ أليسَ حريّ بهِ أن يعرف أنّ من يدّعي ويتشدقَ بخدمةِ العروبة والإسلام وخدمة الحرمين الشريفين هو نفسهُ الذي يعملُ الآن على إراقةِ الدّماءِ في سوريا ؟ أولا يجب عليهِ أن يعلم أنّ آل سعود أحفاد بن عبد الوهاب هم الذين يعملونَ على تهويد القدس ونسف حقّ العودة للشعب الفلسطيني ؟ وأنّ آل سعود وآل خرافة هم من موّل حرب العراقِ وتدميرها , وحرق ليبيا وتمزيقها ومن قبلها السودان ؟ أليس من المثير للغرابة والذهول أن يتجاهل الشعب العربي حرب تموز في لبنان تلك الحرب التي دفعت كلفتها مشيخات النفط لإسرائيل ؟
نحن نعرف أن اعتياد أيّ شيءٍ ينتهي بصاحبهِ إلى الإدمان وهذا هو حال الشعب العربي فهو قد اعتاد الخنوع والسكوت حتى وصل الأمر بهِ حد العبودية لمجموعةٍ من الأصنام التي تمّت صناعتها في دوائر الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية , ولكن ما يثير المشاعر هو هل فعلاً هذا هو الشعب العربي الذي قارع الغزو الصليبي والعثماني قديماً والغربي بأنواعهِ حديثاً وهزمهُ شر هزيمةٍ ؟ وهل هو نفسهُ الذي يعيشُ الآن حالةً من الضياعِ والشتات واليأس ؟ لا أعرف فالمسألةُ فيها نظر.!!
لآل سعود " أبناء صهيون " وذؤبانهم مغتصبي الجزيرة العربية وحقوق الشعب العربي نقول إن الأمر في سوريا مختلف تماماً , فالشعب السوري بأسرهِ يعلمُ ومنذ قرون أنّ الدول لا تُبنى إلا بسواعدِ أبنائها لا بالعمالة ممن هبّ ودب , ويعلم أيضاً أن الدول لا تشمخُ إلا بدماء أبطالها ولا تستمرُ إلا بتضحياتهم , ولذا فالشعب في سوريا وبمختلف أطيافهِ قد اتخذ خيارهُ وحسم أمرهُ منذ البداية فسوريا لم ولن تركع , وسوريا لن تضعفها أو ترهبها مجموعةٌ من الفئرانِ الجائعة ؟ والجيش العربي السوري الباسل الذي خاض ستةُ حروبٍ وقدم خلالها ما تعجزُ أيّة دولة عن تقديمهِ من الشهداء لم ولن ترهبهُ حفنةٌ من شذّاذ الآفاق وقطاع الطرق مهما أرعدت وأبرقت , والقيادة السورية لم ولن تتنازل أو تفاوض بأيّ حقّ من حقوقها مهما تكالب الغرب وكشّر عن أنيابهِ , وهيهات أن يُرهبنا تفجيرٌ جبانٌ هنا أو هناك .
نعم لقد سقط في سوريا الكثير من الضحايا وسيسقط الكثير أيضاً ولكن لأجل سوريا يرخص كل شيء , ولأجل وحدة سوريا يهون حتى الموت , وقطيعٌ من الجرذان تمّ حقنهم بهرمونات ما يسمونهُ البطولة لن ترهب أسود العروبة وعقبانها , ولن تضعف من عزيمة الشعب السوري فلولٌ من الذّئاب الحانقة بدأت تنهش بعضها , والقادمُ من الأيام كفيلٌ بكشف المزيد من الحقائق , فمن هان عليهِ عرضه وشرفه يهون عليهِ كلّ شيء وهذه هي الحقيقة التي على كلّ عربيّ أن يعيها ويبصرها حقيقةُ آل النحس وآل خرافة فلا نسب ولا حسب ولا يعلمُ إلا الله وحدهُ في أي ماخورٍ أو حانٍ أو دار بغاءٍ تكونت نطفهم , فمن غادرٍ بأبيهِ إلى قاتلٍ لأخيهِ إلى زانٍ فاجرٍ بمحرمٍ لهُ . إلى قوّادٍ يستخدمُ عرضهُ في سبيل عرشه , تلك هي حقيقتهم وذاك هو أصلهم فهم التلامذةُ النجباء في مدرسة برنار هنري ليفي ومن قبلهِ جده هنتغتون .
إنهم أغبياء التاريخ وجهلتهُ , فسوريا التي رقص أولُ حرفٍ هجائيّ على أرضها , وسوريا التي تآخت الرسل والأديانُ فوق ترابها , وسوريا التي أنجبت "قدموس وهانيبعل والاسكندر" , وسوريا التي مهدت لبناء روما عبر أبنائها الأباطرة والقياصرة " كجوليا دومنا وأبنائها " , وسوريا صاحبةُ أول دستورٍ عرفهُ البشر لن تخيفها عناكبَ الغرب والقارة العجوز التي حتى القرنين الماضيين كان سكانها يقتاتون على لحوم بعضهم . وسوريا والدةُ أول مدنيّةٍ عرفها العالم لن ترعبها جوقةٌ من أغبياء التاريخ وجهلةُ الجغرافيا , وستبقى سوريا بتاريخها وجغرافيتها وسياستها الكابوس المرعب الذي يقضّ مضاجع الطامعين والخونة والعملاء , فالشمس لا تحتاج إلى تعريف , والأرض التي تُسقى بدماء أبنائها ستظلّ خصبةً إلى ما شاء الله , وما بُني على الصخر سيبقى بخلاف ما بُني على الرّمال .
بقلم
مهنّد علي صقّور